أنا لا أخاف إلا من الذين لا يخافون الله

jihadalawnaلأول مرة أود أن أطلعكم على جبني وخوفي وممن أخاف وممن أرتعب, فبعض الناس لديها فوبيا الأماكن المرتفعة أو المنخفضة وبعض الناس تخاف العناكب والأفاعي أو السيناريات أو الكلاب والقطط الكبيرة ولكن أنا لا أخاف إلا من الإنسان الذي لا يخاف الله, فالذي لا يعرف الله ولا يخشاه ولا يخاف منه هذا وحده الذي أرتعب منه خوفا , أود أن أشير للذين لا أخاف منهم وهم الذين يعرفون الله حق المعرفة, فالذين يعرفون الله حق المعرفة أنا لا أخاف منهم مطلقا, سواء أكان الذي يعرف الله مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو بوذيا, لأن الله أولا وأخيرا: محبة وخير وسلام وأمن وطمأنينة ورحمة بكل المخلوقات التي تدب على وجه الأرض, الله نور وسلام وتسامح وعدل وخير وراحة نفسية وأمل بمستقبل مزهر, أنا لا أخشى الناس الذين يعرفون الله ويخافونه وإنما أخاف وأرتعب خوفا من الذين يدعون أنهم يعرفون الله ويتقربون إليه من خلال اعتقادهم أن أذية الناس وظلمهم ترضي الله سبحانه وتعالى, أنا أخاف كل من يلبس جبة الدين وهو بعيد عن الدين, أخاف من الذي يدخل بيوت الله ليمارس النفاق والكذب والدجل, أما أولئك الأخيار الذين يلبسون جبة الدين وهم يخافون من الله ومن ظلمهم للناس.
المسلم الذي يتقي الله لا أخاف منه, والمسيحي الذي يتقي الله لا أخاف منه, واليهودي الذي يتقي الله لا أخاف منه, والمسلم الذي يعتقد أن الله رحمته وسعت كل شيء لا أخاف منه, والمسيحي الذي يؤمن بأن الله محبة ورحمته واسعة لا أخاف منه, واليهودي الذي يؤمن بضرورة العيش بأمن وسلام لا أخاف منه, أنا أرتعب خوفا من أولئك الذين لا يحللون ولا يحرمون, أنا أرتعب خوفا من الزناة والعرصات والقوادون واللصوص والحرامية والمجرمون الذين لا يهمهم ما يفعلونه, أنا منذ صغري وحتى اعداد هذه المقالة دائما ما أطمئنُ على نفسي حين أكون بجوار مسلم يخاف الله أو بجوار مسيحي يخاف الله أو يهودي يخاف الله, الله يحبنا جميعا ويتمنى لنا عطلة أسبوعية واستجمام وهناء وراحة نفسية, الله لا يحب أن يرانا عرايا نرتعد من شدة البرد أو نرتجف من شدة الخوف والجوع, أنا أحب أن أكون دائما قريبا من الله ولا يهمني المكان سواء أكان مسجدا أو كنيسة أو هيكلا, المهم عندي والأهم أن أكون ضمن جماعة تخاف الله وتخشاه وتخاف من الكذب والدهلزة وتحرم ظلم الناس, لأن الظُلم ظُلمات.
دعونا جميعا نكون قريبين من الله وأن لا نبتعد عنه, صحيح ربما أخطأت في حياتي ببعض المسائل ولكن على يقين بأن رحمة الله واسعة وسعت كل شيء, والله أعلم بقلوبنا جميعا, الله كل يوم ينادينا بأن نكون منهم قريبون وأن لا نبتعد عنه سواء أكنا مسلمين أو مسيحيين أو يهود, أملي في الله كبير ولا أقنط يوما ولم أقنط يوما من رحمة ربي, فمهما اختلفنا في أسلوب العبادة أو الطقوس أو تقديم القرابين فإننا في النهاية يجب أن نخاف من الله وأن لا نظلم أحدا, ومهما عظمت ذنوبنا فإن رحمة الله تشملنا جميعا فالله يعطينا ويرحمنا لأنه عطوف ورحيم ويعطينا بحسب غناه بالمجد وبحسب حاجتنا لعطاياه, الله يشرق بشمسه على كل الناس على المسلم والمسيحي واليهودي والبوذي والهندوسي والملاحدة ويعطي الجميع ويتكرم علينا بعطفه وحنانه, ولكن المشكلة هي أن يدعي أحدنا بأن ظلمنا أو ظُلمه لنا أو قتله لنا أو حبسنا أو زجنا بالسحون يرضي بذلك العمل وجه الله, والله بريء مما يعمل الظالمون, يا رب نحن محتاجون إليك وبأن نكون قريبين منك لأنك أنت وحدك السلام والمحبة والعطاء, أنت تنزل الغيث على كل بقاع الأرض ولا تميز بين مسلم ويهودي ومسيحي, يا رب نحن نريد أن نكون عملاء لك وليس للشيطان ونحن نريد أن نكون وكلاء لك وليس للشيطان, يا رب نحن نريد أن نحب كل الناس المسيحيين واليهود والمسلمين والبوذيين ونحن لا نريد أن نحل محلك لنحاسب الناس فأنت وحدك الذي يحاسب والذي يعطي والذي يكافئ..إذا أعطيت لا مانع لعطائك وإذا أخذت لا مانع لك وإن أنزلت بنا رحمتك فهذه صفة من صفاتك , يا رب سامحنا جميعنا لأنا كلنا خطاءون ومذنبون بحقك لأننا نهتم بالدنيا ونخاف على الدنيا وها نحن جئنا إليك وكلنا ذنوب وخطايا فسامحنا وأدخلنا محبتك وملكوتك.. يا رب إننا نخافك وحدك أنت, نخاف أن نظلم الناس أو نسرق طعامهم أو ماءهم أو نقودهم, يا رب نحن نخاف منك ولا نخاف من الذي يخاف منك بل نخاف من الذين لا يخافونك بسبب جهلهم بك لأنهم لا يعرفونك حق المعرفة, لنكن كلنا يدا واحدة مع الله مسلمين ويهود ومسيحيين, لنكن مع اطعام الجائع وتأمين الخائف من الذي لا يخاف الله

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.