الكاتب/اسعد عبدالله عبدعلي
يعاني المجتمع من مشاكل خطيرة تهدد مستقبله! وتنذر بمخاطر قيمية كبيرة, نتيجة ارتفاع معدلات العنوسة, وازدياد حالات الطلاق, والعدد المهول للارامل, كل هذه الامور تشكل مناطق خطر نفسية واجتماعية, ولا تمثل حاليا حالات قليلة بل انها ارقام كبيرة جدا, وقد اوجد الدين الاسلامي الحل الامثل لكل هذه الحالات, من خلال فتح المجال للرجل بتعدد الزوجات, وحدد العدد بان لا يزيد عن الأربع في الزواج الدائمي, فتخيل معي حجم الإصلاح الاجتماعي لو تم تثقيف المجتمع على أمر تعدد الزوجات, وأن يتوفر دعم حكومي لمن يسهم في حل مشاكل العنوسة والمطلقات والارامل, لإنقاذ المجتمع من أخطار مستقبلية جسيمة.
لكن العقبة الأكبر التي تواجه هذا المسعى هو أنانية المرأة وتعجرفها, فهي ترفض تعدد الزوجات للرجل, بل يطالبن الناشطات المدنيات بتشريع قانون يمنع تعدد الزوجات, لأن في التعدد (حسب قولهن) إهانة للمرأة.
· المطلقة التي ضاعت
سمعت بقصة فتاة تدعى مروة طلقها زوجها بسبب مشاكل مع اهله, فلم يجد إلا طلاق زوجته ليرتاح من اهم المشاكل اليومية, ومروة لم يتجاوز عمرها ال22 عاما, حاولت اولا العودة لكن اهل زوجها رفضوا ثم زوجوه بفتاة اخرى, فاغلق باب العودة لزوجها, ولان اغلب افكار المجتمع منحرفة عن العدل من قبيل ان المطلقة امراة سهلة المنال, اصبحت مروة تتعرض للمضايقات والتحرشات حتى من زملاء الوظيفة بل حتى من الاقارب! لانها انسانة ضعيفة ومكسورة خدعها احد الرجال بعنوان الحب لتسقط في بئر العلاقات غير المشروعة.
وبعد مرور سنوات عن غرقها في تلك العلاقات اصبحت امراة تعطي الحب مقابل المال, وتسعى لمن يدفع أكثر.
هكذا ضاعت مروة بسبب المجتمع, وعدم اتاحة الفرصة لها لزواج اخر يصلح حالها ويحافظ على كرامتها, وقصة مروة تتكرر كثيرا, وتمثل حالة خطيرة لا يجب إهمالها.
· أرملة تستجدي
ام وليد توفي زوجها بسبب اصابته بمرض السرطان, وبسبب عسر حال العائلة, لم يستطع توفير العلاج له إلى أن مات وترك زوجته وطفلين, لم يكن زوجها موظفا كي تحصل على راتب تقاعدي يحفظ كرامتها, وبصعوبة حصلت على راتب الارامل من شبكة الرعاية لكنه مبلغ ضئيل جدا لا يكفي لعشرة ايام, حاولت الحصول على دعم من الأقارب لكن اغلبهم بنفس حالها المتعسر, والبعض الآخر فساومها على شرفها.
وهي لا تملك شهادة لتعمل, ولا تعرف مهنة لتكسب منها قوت يومها, لذلك التجئت للتسول والاستجداء, حيث تغطي ملامح وجهها وتجلس في الشارع تستجدي المارة, الىى أن تجمع ما يكفيها لشراء ما يحتاجه المطبخ فتعود لطفليها.
فانظر هنا يكون تعدد الزوجات حلا سحريا للارامل ينقذها من الورطة الكبيرة التي خلفها موت الزوج, مع حاجة المرأة الفطرية لوجود الرجل في حياتها, لكن تأتي بعض النسوة العلمانيات والمدنيات اللواتي يحملن كمية كبيرة من الانانية ليرفعن شعار تحريم تعدد الزوجات, والمطالبة بقانون يمنع تعدد الزوجات مع عقوبات لمن يتزوج أكثر من واحدة في وقت واحد.
· عانس مريضة نفسيا
أتذكر فتاة في حينا كان اسمها سعاد, فتاة هادئة من عائلة متوسطة الحال, كانت مثل باقي جيلها من الفتيات تتمنى الزواج وتكوين عائلة, لكن الدراسة جعلتها تعبر السن الاجتماعي المقرر للزواج! فعندما عبرت الثلاثين عاما اصبحت تلقب بالعانس, كانت هذه الكلمة ترعبها, كانها اصبحت لا قيمة لها, وانعزلت عن المجتمع كي لا تسمع تلك الكلمات الجارحة, وتشاجرت ذات مرة مع احدى قريباتها التي وصفتها (بالعانس التي لا قيمة لها).
وحصلت انفراجة في حياتها حيث تقدم ابن عمها المتزوج لخطبتها, لكن زوجته هددت بحرق نفسها ان تزوج عليها! فانتهى الحلم وعادت الى الانزواء والابتعاد, بل اصبحت تكلم نفسها, هي الان حبيسة البيت, لا تقابل أحدا, ولا تكلم احد, ويصفها اقاربها بالمعقدة نفسيا او المجنونة, وقد عبرت الاربعين سنة من العمر.
الطفل اليتيم والاعتداءات
ماجد توفي أبوه وهو في السادسة من العمر, وبعد وفاة والده بسنتين تقدم لامه عريس لكن اهلها رفضوا قائلين عيب انت عندك اطفال ربيهم افضل من البحث عن عريس! كان ماجد من دون سند, فالاب هو ملاذ حقيقي للطفل, لذلك كان يوميا يعود للبيت وهو يتألم من الضرب, حيث كان الاطفال تعتدي عليه لانه يتيم لا احد يدافع عنه, حتى كبر واصبح لصا منحرفا يفعل كل الموبقات, كل هذا حصل للطفل اليتيم لأنه فقد وجود شخص يكون مكان ابيه الراحل, ماجد لو تزوجت امه من رجل شريف ابن حلال لأهتم به ولتغير مسار حياته, لكن اهل ام ماجد وقفوا ضد زواجها مما أنتج الابن اللص المنحرف.
فتصور معي كيف يكون الزواج حلا سحريا للأرامل لانقاذ الاطفال من الضياع وحفظ كرامة العائلة, بشرط ان تتزوج رجل شريف غيور يخاف الله عز وجل, وتخيل معي حجم انحراف من ينادون بمنع تعدد الزوجات ناظرين إليه فقط باب لممارسة الجنس, مع انه يمثل حلول اجتماعية ونفسية وتربوية كبيرة جدا
· اخيرا:
نحتاج لتثقيف المجتمع الى اهمية تعدد الزوجات, وليس في الامر اي اهانة للمرأة بل هو الحل الوحيد لاصلاح المجتمع وإنقاذه من الضياع, وعلى المرأة أن تترك انانيتها التي تقودها للوقوف بوجه الدين والقرآن والشريعة السماوية, فقط لانها أنانية, بل ثبت بالإحصائيات ان الرجل الذي لا يتزوج امراة ثانية في الغالب يصبح اما خائنا, او روتيني غير متجدد حتى يموت الحب مع زوجته, واغلب قصص الطلاق تتحدث عن برود العلاقة بين الزوجين, فالرجل الذي يتزوج امرأتين يصبح اكثر شبابا و رجولة و تشبثا بالحياة, والمرأة عندما يكون لها ضرة تصبح تبحث عن تنافس وتهتم كثيرا بنفسها وبزوجها, وتحاول ان تكون اكثر جاذبية من الاخرى, وهذا مكسب مهم لتعدد الزوجات حيث الزوج يصبح أكثر مهتما بالحياة, والنساء أصبحن يبحثن عن التجديد والاهتمام .