إدارة الرئيس الأمريكي لا يهمها ولا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد بالونات مقتدى التي أطلقها في سماء بغداد الجمعة الماضية بأن جيفار الشيعة مهدد بالإغتيال من جهات داخلية وأخرى خارجية لكسب واستجداء ود عطف ودعم الشارع العراقي وشحن بطاريات أتباعه من الرعاع الذين تجمعوا في اليوم الثاني أمام بيت وكيل الإمام الحجة في الحنانة , ووصفوه بأوصاف لم يسبقها به أي قائد أو زعيم عراقي سبقه بما فيهم صدام حسين ..؟
عاد الجيش الأمريكي لإحكام قبضته الحديدية هذه المرة مسلح بسلاح البناء والإعمار وإعادة الحياة والأمل لهذا الشعب الذي مزقته الحروب والصراعات منذ أمد بعيد , ولا تعنيها أبداً عنتريات وتصريحات قادة وزعماء المليشيات الطائفية وعلى رأسهم نوري كامل زاده المالكي الذي يهدد ويتوعد العراقيين ببحور وأنهار وشلالات من الدماء , وكأن العراق كان في فترة حكمه الرشيد واحة للأمن والأمان والسلام والاستقراار .
نصيحة لأهلنا المنكوبين داخل وخارج العراق لا تغرنكم هلوسات وهوسات ولطميات مقتدى ولا تهديد ووعيد نوري الماكي ومن لف لفه ، صدقوا أو لا تصدقوا لقد انتهت اللعبة الطائفية في العراق , وهؤلاء الأمعات والرعاع يلعبون في الوقت الضائع , القادم سيكون كالآتي :
الأمريكان عادوا على الرحب والسعة وهذه المرة ليس فقط بالورود بل بالأحضان , وانتشروا في جميع أرجاء العراق ولا أحد راح يقول لهم على عيونكم حاجب ، دخلوا من الكويت وانتشروا واستقروا في قاعدة الشعيبة وغيرها في مقاطعة شيعستان جنوباً إلى قاعدة القيارة شمالاً وسبايكر غرباً في مقاطعة سنستان وصولاً إلى كردستان التي تعتبر الحديقة الخلفية للسفارة الأمريكية في بغداد ؟
وقريباً بعد الانتهاء من فلم داعش ستبدأ رحلة العودة .. أي عودة المهجرين والنازحين إلى المحافظات الثلاثة المهدمة والمدمرة ومعهم المقاولين السنة العرب القادمون من عمان وغيرها لعقد وتوقيع الصفقات مع الشركات الأمريكية تحديداً … أي ستكون هنالك جولة جديدة لتوقيع عقود تراخيص قريبة ومشابهة جداً لعقود تراخيص الشركات النفطية التي تم على أثرها بيع ورهن نفط العراق مناصفة للشركات الأجنبية وعلى رأسها الشركات الأمريكية من قبل وزير اللفط ( النفط ) الأسبق الشهرستاني .
الغريب والمستهجن في الأمر هو أن جماعة كلا .. كلا .. أمريكا , وكلا .. كلا .. إسرائيل , وأصحاب شعارات الشيتان الأكبر والأصغر والأحمر والأصفر وهيهات منهم الذلة بلعوا ألسنتهم وسكتوا وناموا نومة أهل المقابر الجماعية !؟, .. ولا نسمع منهم إلا التنابز بالأسماء بئس الأسم الفسوق تجاه بعضهم البعض , وبين الفينة والأخرى يلوحون ويبشرون أبناء الوسط والجنوب ببوادر حرب دموية تلوح في الأفق سوف لا تبقي ولا تذر بين الموالين أنفسهم , ويبدو أن الشركاء فيما كان يسمى بالعملية السياسية على وشك التصادم فيما بينهم بعد أن تنتفي الحاجة لوجودهم على الساحة ما بعد إنتهاء الحرب على داعش .
بحور الدم التي توعدهم بها والي إيران على العراق نوري زاده بأوامر إيرانية سوف لن تخيف أمريكا ولن تثني عزيمتها من إكمال البرنامج والخطة التي اتفقوا عليها بعد استدعاء السيد حيدر العبادي إلى واشنطن وكيف تعمدت الإدارة الأمريكية على استقباله استقبال الزعماء والحلفاء الأقوياء الجدد لإغاضة خصومه وبث روح الأمل لدى أتباعه ومؤيديه على قلتهم …
كل الدلائل والمؤشرات تؤكد في حال تعارك أو تخاصم الأخوة الشيعة الأعداء فيما بينهم فأنها … أي الإدارة والجيش الأمريكي في العراق سيقفون موقف المتفرج إلى أن يفني ويبيد المتناحرين والمتقاتلين على النفوذ بعضهم بعضا , وستنتظر حتى ينفذ العتاد بعد أن تغلق كافة المنافذ الحدودية مع الجارة إيران كي لا تمدهم بالسلاح كما هم الحوثيين في اليمن التعيس (( السعيد )) , إلى أن تتوازن كفة الميزان ويكون لكم في القصاص الطائفي حياةٌ يا أولي الألباب … يعني إلى أن ينتهون فيما بينهم … بالضبط كما جعلت داعش يعيث في غرب وشمال العراق قتلاً وخراباً ودماراً وتهجيراً ونزوحاً … حتى جعلت أهالي وسكان هذه المناطق يستنجدون ويتوسلون بماما أمريكا !, الموالين في الوسط والجنوب جاي عليهم الدور , وقريباً سيتكرر نفس السيناريو والمشهد , الأمر الذي سيجعل أبناء الوسط والجنوب أيضاً يستنجدون ويتوسلون بأمريكا تخلصهم من دواعش شيعة الفساد والمليشيات وأتباع هذا القائد الهمام أو ذاك الزعيم أو القائد الضرورة … عاجلاً أم آجلاً .
عند ذلك وبعد أن تضع الحروب الطائفية أوزارها في جميع أرجاء العراق ستبدأ مرحلة الاستقرار والبناء والأعمار مقابل بقاء أمريكا إلى أجل غير مسمى حتى استخراج آخر برميل نفط أسود وآخر قنينة غاز مسال … يعني على أقل التقديرات إذا مو قرن كامل فــ ” قرنين ” .