دكتاتور أمتي مغرما بأمتي..
دكتاتور أمتي يُمجدُها، يعظمها، يثني عليها،
دكتاتور أمتي يتغنى بها.. يعشقها..
يغازلها في كل صباح.. في كل مساء،
يلحن لها الأغاني، و ينشرها..
في التلفزيون و الاذاعة،
و حتى في جرائدهِ الرسمية..
لا تفوتهُ مناسبة حتى يعبر لها عن حبهِ العذري،
عن حبهِ الخرافي، عن حبهِ الأفلاطوني،
يزور البلدان لأجلها..
يعقد الصفقات لأجلها،
يستقبل الملوك و الرؤساء لأجلها..
دكتاتور أمتي يشتري الأسلحة، يعمر القصور،
يفرش الزهور، ويزين القبور لأجلها..
يعمل طيلة النهار،
يتفانى.. يهدد أعدائها،
و كل ذلك في سبيلها..
ويقول كل هذا في العلن،
في محطاته الفضائية،
في إذاعاتهِ و جرائدهِ و مجلاتهِ الرسمية..
وفي المقابل..
فإن أمتي تعشقه و تعشق عينيه،
و تعشق قده المياس،
فهو سيدها و سيد هذا الوطن،
و هو أميرها و أمير هذا الرسن..
يخرجون في المسيرات المليونية..
لأجل شاربيه..
ينظفون الطرقات و يفرشون الياسمين تحت حافريه،
شعراء أمتي يكتبون له القصائد,،
يشكرونه ليل نهار على قبولهِ بالسلطة،
و على حمايتهِ لهذا الشعب الطيب المسكين..
أمتي تعشقه.. أمتي تعبده..
تهديهِ بناتها, تهديهِ عذراواتها،
و تهديهِ قبلاتها..
فليس في الارض أجمل منه،
وليس في الكون أذكى منه،
يضعون صوره في كل مكان طواعية،
حتى على شاطئ البحر..
و كل هذا في العلن،
و كل هذا في العلن..
أما ما وراء الكواليس،
أما ما وراء الأبواب المغلقة،
فهيهات هيهات..
هيهات بين الليل و النهار،
هيهات بين الحلو و الصبار،
هيهات و الف هيهات..
بين العبد و القهار..
فأمتي و دكتاتورها يشتمون بعضهم بعض،
مليون الف مرة في الدقيقة..
و يلعنون بعضهم بعض،
ستون الف مليون مرة في الدقيقة،
و يكذبون على بعضهم بعض ستون الف مليون مرة في الدقيقة،
فهذهِ هي أمتي..
و دكتاتورها.
#جان_برو
27/8/2008