أكلّم الحائط

صورة ارشيفية لترامب يصلى امام حائط المبكى

في مدينة القدس ، اعتاد رجل يهودي كبير في السن ان يذهب الى حائط المبكى ليصلي ثلاث مرات في اليوم ، كل يوم دون كلل أو ملل ولعقود من الزمن.
سمعت بذلك مراسلة القناة الأمريكية “سي ان ان ” في القدس ، فقررت أن تقابله لمعرفة المزيد عن ذلك.
ذهبت الى حائط المبكى و اخذت تراقبه وهو يؤدي صلاته المعتادة ، و بعد 45 دقيقة انتهى الرجل من الصلاة و اتجه خارج المصلّى، فتوجهت اليه المراسلة ، ودار هذا الحديث بينهما :
ـــ انا ميري سمث من سي ان ان يا سيدي ، هل لي ان اسألك ، منذ متى و انت تأتي للصلاة عند الحائط ؟؟
ــ منذ 60 عاما..
ــ 60 عاما!! كم ذلك رائعا ، و ماذا تدعو في صلاتك عند الحائط ؟
ــ دعائي ان يعم السلام بين المسلمين و المسيحيين و اليهود ، و ان تنتهي الكراهية ، و ان يكبر اطفالنا في أجواء من السلام والمحبة والوئام ..
ــ و ما هو شعورك و انت تؤدي ذلك لستين سنة ؟؟
ــ أشعر و كأنني أكلّم حائط ..!!!!

About المفتي ايوب

اني أيوب ناصر المفتي من مواليد بغداد /العراق ، اكملت دراستي الابتدائية والثانوية في بغداد ، واكملت تعليمي الجامعي في جامعة الحكمة / كلية الآداب في بغداد ، وبعدها في المملكة المتحدة لنيل شهادة الماجستير في الادب المقارن . عند عودتي الى بغداد ،تعرضت الى المضايقات والضغوطات التي مارستها الاجهزة الامنية والجهاز الحزبي البوليسي التابع الى السلطة البعثية الصدامية والدكتاتورية ،والتي ادت الى اعتقالي في معتقل الحاكمية السيئ الصيت التابع الى جهاز مخابرات السلطة دون تهمة محددة ، امضيت في المعتقل اكثر من تسعة شهور ، واطلق سراحي بتهمة الاشتباه. غادرت العراق في ١٩٨٠ قبل حرب الخليج الاولى الى المملكة المتحدة دون رجعةا لى في عام ٢٠٠٥ ،اقمت في بغداد لاسبوعين ،ثم غادرتها لعدم قناعتي بعراق مستقر تحت ظروف وطبيعة الاحزاب السياسية القائمة على المحاصصة والطائفية . وعند عودتي الى المملكة المتحدة ، قررت التوجه الى كندا لتكون المحطة الاخيرة في حط الرحال...
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.