لم يتسنَ لي أن أكتب تمنياتي لكم في وقتها….
لا يهم، كل يوم عيد رأس سنة، وفي كل لحظة بامكاننا أن نبدأ سنة جديدة…
بالأحرى لا تبدأ سنة جديدة، مالم نضع نصب أعيننا أن نبدأ تغييرا ما في حياتنا….
مع كل تغيير سواء نحو الأفضل أو نحو الأسوأ نحن نبدأ حقبة جديدة….
التغيير وحده هو النقطة العلامة التي ينتهي عندها زمن ويبدأ زمن آخر…
عند العرب يكون السؤال: ماهي أمنيتك للعام الجديد؟
في أمريكا يكون السؤال:
What’s your resolution for the new year
بمعنى: ماهو الفعل أو القرار الصارم الذي ستتخذه في العام الجديد؟
والفرق بين السؤالين يعكس الفرق بين العالمين!
مستقبل الإنسان العربي مجرد أمنية، أما مستقبل الإنسان الغربي فخطة وقرار!
لم تعد الأمنية تعني الكثير، وحده الفعل والقرار ـ بالنسبة لي ـ سيد الموقف!
سأصدر كتابا جديدا في هذا العام، هذا هو قراري…..
وسيكون ثمرة لمئات، إن لم يكن آلاف الرسائل، التي وصلتني ومازالت تصلني من قراء أكن لهم كل الحب والاحترام، قراء يعاتبوني على غيابي في زمن كانوا خلاله بأمس الحاجة لكتاباتي….
عبد الله القصيمي يقول: المعاناة الذاتية هدم للقوى المبدعة!
والمعاناة السورية خلال ثلاث سنوات سرقت من عمري خمس وعشرين عاما….
خمس وعشرون عاما من التحصيل والجمع والاستقصاء والتمحيص والدراسة، لم أعد قادرة على جمع شتاتها على الورق، لأن الألم أكبر من قدرتي على فعل ذلك!
فلقد صادف عيد الميلاد الفائت الذكرى الخامسة والعشرين لدخولي أمريكا وولادتي من جديد!
لكن، طالما الحياة قرار، فلقد اتخذت قراري بمواجهة آلامي والتغلب عليها في سبيل تحقيق آمالي!
أملي الأكبر أن أساهم في إعادة خلق إنسان عربي جديد، بعد أن كتبتُ له ما يساعده على خلع جبة نبيه، والبحث عن ثوب أكثر حشمة ووقار!
أعتقد أن أكبر جريمة ارتكبها محمد بحق أتباعه هو تجريدهم من روحانياتهم، فالاسلام لا يمت للروحانية بصلة!
لذلك، سيكون كتابي لهذا العام زاخما بالروحانيات التي تعيد إلى المسلم التارك لدينه صلته بالكون وبأخيه الإنسان في كل مكان…
هذا هو قراري، فما هو قرارك صديقي؟؟؟؟
هل اتخذته أم مازال مجرد أمنية؟؟؟
أتمنى لكل منكم ما أتمناه لنفسي ولأولادي ولعائلتي…
أحبكم…
أقولها، ليس مجرد كلمة، وإنما أعنيها بالمطلق…
فلولاكم لم أكن يوما وفاء سلطان…
ودمنا جميعا أبناء هذا الكون العظيم واخوة في الإنسانية!