في كل نهاية عام نقرأ تقارير غير سرية عن أغنى عشرة رجال في العالم, ففي بداية كل سنة ونهاية كل سنة يخرج تقريرا إحصائيا عن أغنى عشرة رجال في العالم, والسؤال المهم: لماذا تهتم الناس بأخبار الأغنياء والمشاهير ولا تهتم بأخبار الفقراء والبؤساء والمعذبين في الأرض؟ لماذا لا نقرأ تقريرا إحصائيا مثلا عن أول عشرة فقراء في العالم؟ أو مثلا عن أفقر عشرة رجال في الأردن, أو في مصر, يعني مثلا نطلع على تقرير يخبرنا أن هؤلاء الرجال هم أفقر عشرة رجال في العالم أو في السودان أو الصومال؟ كل الأخبار تتناولها الناس وتناقلها مثلا عن أخبار المشاهير والشهيرات, ولا تتسلط الكاميرات على الفقراء والمتعسين, أنا مثلا لو تم تعداد أفقر عشرة رجال في العالم أكيد أنني لست واحدا منهم, لأنني غني بالمسيح وغني بالله,الأشبال والأسود طوال العام جاعت أما أنا فلا يعوزني شيء لأنني دائما أطلب من الله الرضا والتوفيق وخبزنا كفافنا أعطنا, وطالما في بيتي كيلو بندورة ونصف دلو لبن وربع دجاجة وديناران أعتبر نفسي ثريا وغدا سوف يرسل لي الله مثلهن , أما الفقراء الحقيقيون هم أولئك الذين يملك أقل واحد منهم ثروات تعادل دخل دولة أو عشر دول في العالم ولا يقدمون المساعدات للفقراء والمتعسين, أكيد الأشبال والأسود جاعت ومن المؤكد أن طالبي الله لا يعوزهم شيء.
الناس والأضواء تتسلط على الأغنياء ولا تتسلط على الفقراء, لو بحثنا عن الفقراء في كل مكان وقدمنا لهم العون والمساعدة ماذا سنخسر من تلك الملايين أو المليارات إلا بعض الفتات؟ يستطيع مثلا أغنياء قريتنا في الأردن أن يطعم واحدا منهم كل فقراء القرية طوال السنة, فما بالك لو تعاون معه كل الأغنياء؟ أصلا وفصلا إثقال الناس بالديون يشل عجلة الإنتاج, فمثلا أصحاب المحلات التجارية أغلبهم عاطلون عن العمل لأن رقعة الفقر تزداد والناس غير قادرة على دخول الاسواق للتسوق, وأنا واحد من أولئك الذين إذا خرجوا إلى السوق بمعية أزواجهم لا يقدرون على الشراء ويكتفون بعمل لايكات على البضائع المعروضة في الأسواق دون القدرة النهائية على عمل (لوود-أو- داون لود) دائما أنا وزوجتي ما نكتفي بعمل لايك أي إعجاب ولا حتى نستطيع عمل مشاركة لتلك المنتجات التي تغرق الأسواق دون أن تتحرك وهو ما يسمى بالاقتصاد الحديث بالتضخم وما كان يطلق عليه قديما تقييد حركة السوق ورأس المال بسبب عبء الديون.
أنا عندي نظرية اقتصادية مهمة أسمها ( نظرية المسطرين) والمسطرين هو الأداة التي يستعملها عمال البناء لبناء الطوب وعمال القصارة لقصارة جدران وأسقف المنازل ويستعملها عمال البلاط لتبليط الأرضيات وكل مهني لديه مسطرين, وإذا أردت أن أتعرف على حركة الاقتصاد في الأردن أو القرية دائما ما أسأل أصحاب محلات بيع مواد البناء هذا السؤال( كم مسطرين بعت هذا الشهر أو هذا العام؟) من خلال الإجابة أعرف حركة السوق, فأولا إذا تحرك مسطرين عامل البناء فستتحرك القلابات التي تنقل الطوب والرمال وبالتالي تتحرك عجلات المركبات وتستهلك قطع غيار وتستبدلها بقطع غيار جديدة وتتحرك الكسارات التي تكسر وتطحن الصخور لتحولها إلى رمال ناعمة وخشنة وفولية بحجم حبة الفول وعدسية بحجم حبة العدس وتتحرك مصانع الإسمنت وتتحرك شركات صناعة الأدوات المهنية لأنه إذا تحرك مسطرين عامل البناء يتحرك خلفه مباشرة محلات بيع أخشاب البناء وأخشاب صناعة الأبواب والأثاث, كل شيء يتحرك بمجرد أن يتحرك مسطرين عامل البناء, ولكن المسطرين لا يتحرك عندنا لأن الناس فقراء ولا يملكون الأموال لبناء البيوت وبالتالي عجلة الدوران واقفة بلا دوران والعمال نائمون في منازلهم ولا يخرجون للعمل.
نحن نملك في قريتنا تعدادا لأول أو لأهم عشرة فقراء في القرية بل أول 100 مائة فقير في القرية على مستوى حدودنا الجغرافية, والعالم كله لديه إحصائية عن أهم أو أول عشر فقراء في العالم لعام 2016م ولدينا إحصائية عن أفقر عشر دول في العالم على مستوى الكرة الأرضية, ولكن الدول الغنية تعيش على رقاب ودماء هؤلاء الفقراء, أينما وجدت فقيرا في الحي الذي تسكن به عليك أن تعلم أن هنالك رجلا ثريا يسرق هذا الفقير ومعه عشرات الفقراء الذين يسرقهم من أفراد عائلته, أينما وجدنا دولة غنية نجد معها دولة أخرى فقيرة او عشرات الدول الفقيرة التي تسرق خيراتها, يوجد أغنياء وأثرياء لصوص يسرقون البسطاء من الناس.
دعونا نقرأ تقارير عن أفقر عشر رجال في الأردن لنقدم لهم المساعدة؟ دعونا نقرأ تقريرا عن أفقر عشر رجال في مدينتنا لنقدم لهم هذا العام مزيدا من المساعدات الإنسانية العينية منها والنقدية, دعونا نخبر الأغنياء عن فقرائنا, دعونا نخبر الدول الغنية عن الدول الفقيرة.
هل تعلموا أنني اليوم خرجت إلى السوق ووجدت سعر الدجاج ب160 قرشا أردنيا؟ كنت أنوي شراء دجاجة لإبني وبناتي الثلاث ولأمي ولزوجتي ولي لكي نستدفْ على رائحة طهوها, ولكنني عملت لايك على الدجاج وعدت إلى المنزل دون أن استطيع عمل شير أو داون لوود.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- كيف تفكك مجتمعا ما وتدمر حاضره ومستقبله؟بقلم علي الكاش
- مباحث في اللغة والادب/ 78 وسامة الرجل في التراثبقلم مفكر حر
- دراسة موجزة عن ديوان (فصائد في قصيدة واحدة) للشاعر والأديب ميخائيل ممو.بقلم آدم دانيال هومه
- ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ** لماذا الإطاحة بالنظام الايراني … غدت ضرورية غربية ودولية **بقلم سرسبيندار السندي
- الحزب الشيوعي لايختلف عن الاحزاب الدينية الفاشية .. الداخل مفقود والخارج مولودبقلم مفكر حر
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
أحدث التعليقات
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on علماء النصارى كانوا يتسمون اسماء اسلامية
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **