أغسطس الوقت الصحيح لصيام رمضان

مصطفى راشد 

ورد لنا سؤال عبر موقعنا على الإنترنت من الدكتورة- فاطمة قنديل تسال فيه عن معنى كلمة رمضان ولماذا سمى بهذا الاسم ومتى صام المسلمون رمضان أول مرة وكيف كانت تتم حسابات بداية ونهاية شهر رمضان ؟ وللإجابة على هذا السؤال نقول :-

بداية بتوفيقً من الله وإرشاده وسعيا للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، كما نصلى على نبى السلام والإسلام محمد ابن عبد الله ، ايضا نصلى على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم —————————— اما بعد
فبخصوص معنى كلمة رمضان ولماذا سمى بهذا الأسم نقول أنه قبل ظهور الإسلام بـحوالى 250 عام فى 412 م ، كان يوجد حاكم لمكة إسمه ( كلاب بن مرة ) وهو الجد الخامس للرسول محمد (ص) ولوجود شهر شديد الحرارة أطلق هذا الحاكم على الشهر رمضان أى من الرمض أو الرمضاء الحرارة الشديدة الذى يوازى شهر أغسطس من كل عام ، وهذا الحاكم قد آمر الناس بالعمل ليلاً والنوم نهاراً ،فأصبح الناس يأكلون ليلاً ويبيعون ليلاً ،ونهارهم نوم بلا أكل أو بيع ، وبعد حوالى 50 عاماً أصبح هذا الأمر عادة وأعتبرهُ الصابئة صيام فصاموا الشهر من رؤية الهلال أوله وأخره (عن أبو الفداء “إسماعيل بن على الأيوبى” فى كتابه المختصر من أنباء البشر) (والأمام الفلكي ” نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام ” ). وعندما أتى الإسلام لم يصم سيدنا النبى والصحابة رمضان وعندما سأل الصحابة سيدنا النبى بالعام الثانى من هجرتهم للمدينة أى بعد 15 سنة من البعثة الشريفة عن صيام رمضان الذى كان بمكة نزلت الآيات تقرهم على هذه العادة وهذا الصيام وقد أشارت الآية 183من سورة البقرة لذلك بقولها كما كتب على الذين من قبلكم فى قوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} وقد تم تعظيم شهر رمضان لنزول القرآن فيه 610 م . ثم توالت الآيات توضح وتنظم من يحق له إفطار وصيام رمضان وفضائل هذا الشهر
أما بخصوص الجزء الأخير من السؤال عن كيف كانوا يقومون بحساب الوقت لبداية الشهر ونهايته نقول أنه من المعلوم أن الأشهر القمرية و التي تُعرف أيضا بالهلالية هي الأشهر المعتمدة في الحسابات الشرعية و العبادات في الشريعة الاسلامية ، و هي اثنا عشر شهراً ، و ترتيبها هو : محرَّم ، صفر ، ربيع الأول ، ربيع الآخر ( الثاني ) ، جمادى الأولى ، جمادى الآخرة ( الثانية ) ، رجب ، شعبان ، رمضان ، شَوَّال ، ذُو الْقَعْدَة ، ذُو الْحِجَّة —- وهى حسب ظهور هلال القمر فى بداية الشهر وفى نهايته وكان شهر محرم من الشهور التى يحرم فيها القتال كعرف عند القبائل وكان يأتى متوازيا مع شهر ديسمبر ثم شهر صفر والذى كانت فيه تهب الرياح فتصفر السماء والجو بسبب الطبيعة الرملية بالسعودية وكان يوازى شهر يناير ثم شهر ربيع الأول والذى كان يوازى شهر فبراير فصل بداية الربيع بالسعودية ففيه تنمو الأزهار والنباتات وأوراق الأشجار وربيع الثانى يوافق شهر مارس وجمادى الأولى التى توافق ابريل حتى نصل لشهر رمضان والذى سمى برمضان من الرمض أو الرمضاء أى الحرارة الشديدة وهو شهر شديد الحرارة يأتى بالسعودية متوازيا مع شهر أغسطس ولذلك لم يرد أى ذكر عن أن سيدنا النبى أو الصحابة صاموا فى فترة شتاء أو برد وهو مايعنى أننا يجب أن نصوم لرؤية الهلال ونفطر لرؤيته فى وقته شديد الحرارة المتوازى مع شهر أغسطس لكن الحسابات الفلكية التى وضعها تيخو براهي الدنماركي خلال القرن السادس عشر قد سارَ العرب خلفها فوجدنا رمضان شهر الحر يأتى فى الشتاء —- اللهم بلغت اللهم فاشهد.
هذا وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
الشيخ د – مصطفى راشد عالم أزهرى أستاذ الشريعة ورئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام E – rashed_orbit@yahoo.com
فيبر وواتساب 0061452227517

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.