أعشق حريتي، وأعشق أمريكا التي منحتني إياها

sultannewyearباكرا جدا في الصباح فتحت نافذة غرفتي لاستقبل شمس أول يوم في العام… استرخت أشعتها في الوادي والتلال المجاورة لبيتي كعاشقة تسترخي في حضن حبيبها…
…..
لا أحتفل عادة برأس السنة، واذهب إلى سريري في التاسعة مساءا كالمعتاد… لذلك فقت مملوءة بطاقة تستطيع أن تدفعني إلى المريخ… لأول مرة قررت أن أغادر البيت قبل حمامي الصباحي وفي بيجامتي كي ألتقط فنجان قهوتي الصباحي من المقهى القريب فله طعم خاص، يختلف عن طعم القهوة في بيتي! استوقفني أحد جيراني ومدّ يديه من نافذة سيارتي كي يعانقني ويطبع قبلة على خدي وهو يباركني بأمنياته الجميلة لي…
….
تلك هي أمريكا… أغادر البيت ببيجامتي ولا أحد يُعيب علي…. أدخل مقها في الصباح الباكر جدا ولا أحد يرى في تصرفي إخلالا بـ “الشرف العام” يستوقفني جاري ويعانقني ثم يطبع قبلة على خدي، ولا أحد يتهمني بأنني نمت في فراشه!
أعشق حريتي، وأعشق أمريكا التي منحتني إياها… ومازالوا يزعقون في وجهي عندما أتغنى بحريتي: صهيونية، امبريالية، خائنة، وعاهرة أيضا!
……
لا يهم، سأظل أتمنى لهم أن يذوقوا طعم الحرية التي استمتع بها… هكذا اواجه شتائمهم الحاقدة بأمانيي الجميلة، فأزداد فرحا ويزدادون شقاءا!
*******
لم أكد افتح باب المنزل حتى وقع نظري على ظرف أصفر كبير مرمي أمام الباب… رحت أرتجف كعصفور داهمته عاصفة هوجاء… “الله يعطيني خير ها الظرف”! يشبه إلى حد كبير الظروف التي يرسلها لي عزرائيل أمريكا بين الحين والآخر…
وأقصد بعزرائيل أمريكا “مصلحة الضرائب”
IRS

وأتساءل: في اليوم الأول من العام؟؟؟ يا له من حظ كبير! تذكرت أنني التقطت ربع دولار من على الأرض في الحديقة العامة، ولم أخبرهم به! لا شك أن أجهزة الإرصاد لديهم لقطتني بالجرم المشهود، فأرسلوا لي رسالة يطالبونني فيها بأن أدفع
ما يستحق من ضريبة! رغم أنني أغتاظ منهم ولا أتفائل خيرا برسائلهم، لكن والحق يقال، عندما أنظر إلى الجنان المحطية بي، والخدمات الرائعة التي نتلقاها كمواطنين، يصبحون في نظري “حرّاس الحرية”!
……
فتحت الظرف فوجدت فيه ملخصا للعام الجديد… صورا تحمل ابتساماتهم، أهازيجهم، محبتهم، وتقديرهم… ملائكتي الثلاث وملائكتهم الثلاث… رقصت فرحا، ورأيت في العام الجديد بداية جميلة للغاية… ألم أقل لكم أنني أحب البدايات وأتفائل بها؟؟؟؟
…..
تتصل صغيرتي أنجيلا وهي غارقة في نوبة ضحك هستريائي.. ما القضية؟ أسألها فتجيب: أراد سانتا أن يزورك هذا الصباح، كنت آخر طفل على قائمته، فهل استمتعت بهديته؟ غرقت في نوبة بكاء هستريائي، ولم أستطع أن أجيب..
…….
فلنشرب جميعا نخب هذا العام، وعيوننا ترنو إلى الشمس يحدونا أمل أن الغد أجمل..

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

One Response to أعشق حريتي، وأعشق أمريكا التي منحتني إياها

  1. sam says:

    السيدة المحترمة وفاء سلطان
    ارجوا ان تعذريني على هاذا التعليق
    بما ان حضرتكي طبيبة نفس وكاتبة
    فكان عليكي ان تتفهمي مدى الالم النفسي الذي حضرتكي تسببت به لي
    حين كتبت وقلت بما ورد في هذة المقالة
    وانني ارى ماقد وصفته من كلام لايطابق الصورة الموضوعة في المقالة سؤالي هل هذه الصورة لكي او لعائلتكي
    وان لم تكن تنطبق هذة الصورة على الموضوع فاعتقد كان افضل ان لاتضعيها
    وتسيبي القارء هو من يتخيل الاحداث
    وبهذه الصورة الموضوعة ولاكلام المجود حدث لي اختلاف بالمخيلة بما اقراء واشاهد
    وحصل لي تشويش بما ارئ وبما اقراء
    افهاذا هو مايسمونه الكذب
    او بماذا يوصف بعلم النفس
    وشكرا

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.