منذ أيّام وبعد سماع تعليق سياسي وعلى غير العادة ، شعرت بمغص في رأسي ، وصداع في معدتي ، وكركعة لم اعرف مصدرها ، وشعرت بدوّار هادئ ، ولأول مرة في حياتي لمست وأحسست بل واقتنعت بأت الأرض هي التي تدور وليس نحن الذين ندور … ؟
فتوجهت الى المستوصف ، واصطحبت معي عكازي التي أتوكأ عليها ، وأهش بها على كل مايعترضني في الطريق من أفكار قد تشوّش على شعوري واحساسي ، وعلى الخرافات التي كوّنتها وجعلت منها عشّاً أفـــــرّخ فيه أحلامي ، وبعد معاينة الطبيب واستغرابه للحالة التي تنتابني ، طلب مني اجراء تحليل ومراجعته بعد يومين .
وعند مراجعته كانت نتيجة التحليل أمامه ، وأخذ يدقق النظر فيها ، وهو يقلّب شفتيه في كل الاتجاهات ، ويتلمّض ويتحوّل ثم ينظر اليّ بطرف عينه ثم يعود للورقة أمامه ، ثم ينظر الى النافذة ، ثم يحرّك يديه ويعدل نظارته ثم يبعدها عن وجهه ثم يعيدها ، وكل ذلك كان متزامناً مع حركات شفتيه ووجهه حتى ظننت أنه فقد التحكّم بأعصاب رقبته ؟ ثم شككت بأنني أخطأت الطريق الى طبيب للأمراض النفسية ؟ فانتابني شعور بالقلق ممتزجاً بشئ من الخوف والرعب ؟
إلى أن كسر حاجز الصمت المرعب بسؤاله : عكّازتك هذه تعمل على البطارية أم على الزنبرك ؟ فقلت له : انها تعمل على الطاقة الحرورية ؟ فقال مستغرباً : وماهي هذه الطاقة الحرورية ؟
فقلت له بالصيف تعمل على حرارة الإيمان ، فقال لي : وفي الشتاء ؟ فقلت له : في الشتاء تعمل على برودة اليقين ، وهنا أصبح الشكّ والارتياب متبادل بيني وبينه ، فأنا ظننته طبيب نفسي ، وهو ظن بأني مريض نفسياً ؟
فقلت له : ماهو مبرر ارتيابك ؟
فقال لي : انا أتعاطى مهنة الطب منذ ثلاثون عاماً ، ولكن هذه أوّل مرة أفاجأ بأن نتيجة التحليل تشير الى وجود عنصر لم ندرسه حتى في كلية الطب ؟
فسألته : وهل وجود هذا العنصر يعود لأسباب وراثية أم بيئية أم إجتماعية أم تراكمية ؟
فقال لي : وهذا الذي انا محتار فيه ؟ نتيجة تشير إلى مرض لاعلاقة له بكل تلك الأسباب ؟
فقلت له : وهل هذا المرض معدي ؟ مخيف ؟ خطير ؟ وما هو مجال تأثيره ؟
فقال لي : لم يخضع هذا المرض الى أي تجارب ؟ وأنا شخصياً اسمع به لأوّل مرة ؟
فقلت له : ممكن ان أعرف ماهو هذا المرض ؟ وهل سببه جرثومي أم فيروسي أم نفسي
أم عضوي أم ……….. ؟
فقال لي : أعتقد ان هذا المرض هو حصراً نتيجة لمواقف الشهامة والكرامة والتضحية
والنبـــل والإبــــاء والنخـوة والإ يثــــــار ….. ولا يصيب إلّا أصحاب تلك المواقف .
فقلت له : غريب ؟؟؟؟ وهل هذه المبادئ التي تربينا عليها تؤدي الى هذا المرض ؟؟
فقال لي : نعم … إن هذا المرض ( لا يوصف بـــه ) إلّا من يتحلّى بتلك المبادئ والصفات ….؟
فقلت له : وهل جوابك هذا هو نتيجة دراسة قمت بها …؟
فقال لي : لا …. بل نتيجة ( خبـــــرة ) الخبرة التي لن تجدها في أطنان من الكتب ؟
فقلت له : لو تكرمت وأخبرتني كيف عرفت ذلك ؟ أو كيف ارشدتك خبرتك لذلك ؟
فقال لي : بعدما حدّق ودقّــــــق وأطــال النظر في ( هويتي ) وتنهّـــد وتـــــأوه وتأسّف …
ولمحت أشباح دمعة تعبر مآقيه … ثم نظر إلي وأطــــــــــال نظره …
ثم قال : هذا المرض لم يظهر إلّا فيكم ؟
فقلت له : ولكن إلى الآن لم أعرف ما اسم ذلك المرض ؟
فقال لي : انه …. مرض التروما .
التروما … يا صديقي
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر