قرأت كثيرا عن تاريخ الاضطهاد وتاريخ اضطهاد الملوك للشعوب التي وقعت تحت تسلطهم وتجبرهم, ولكن أسوأ أنواع المعاملات هي تلك المعاملات التي تلقاها الأدباء والشعراء والفلاسفة من الملوك ومن الشعوب سوية, فالفلاسفة والمتكلمون تلقوا عبر التاريخ معاملة سيئة من كلا الطرفين, من الملوك ومن الشعوب, حتى الأنبياء والرسل تلقوا أغلبيتهم معاملة سيئة جدا, فاك يوسف الصديق بيع بدراهم معدودة, والمسيح نفسه لم يساوي ثمن بيعه إلا 30 ثلاثين قطعة من الفضة وليس من الذهب, وهنالك مفكرين وفلاسفة تم بيعهم أو مقايضتهم بالثيران وبالدواب وتم حرق كتبهم ومكتباتهم , وهنالك من أحرق وأعدم وقُطعتْ أوصاله, أما أفضل من تلقى معاملة حسنة من الملوك ومن الشعوب هم الراقصون والطبالون والمزمرون والطباخون والعاهرات والعاهرون وأصحاب العاهات الفكرية وأخيرا الرياضيون الجدد والممثلون, أما بالنسبة للشعراء وللأدباء فقد تم التعامل معهم بأسوأ ما يمكن احتماله.
الحلاج مثلا صاحب الفتوحات المكية تم قتله وتم قطع رأسه ومن ثم تم احراق جسده بالكامل وجمع رماده تحت إشراف فقهاء بغداد وتم تذريته في نهر دجلة عنوة وعامدا متعمدا وكل هذا كرها في العقل والتنوير والثقافة والرأي الآخر, وإبن رشد لاقى ما لاقى من الويل والعذاب وأيضا أبو حيان التوحيدي
وإليكم نقلا بالتصرف بعض الشيء
1- ابن المقفع : ذلك الأديب الممتاز في أسلوبه والذي ما زلنا حتى اليوم نطرب له تم اتهامه بالزندقة والكفر و قتل بعدها على يد سفيان بن معاوية حيث قام بصلبه و تقطيع لحمه و شيها في النار أمام ناظريه حتى مات , وما هو السبب؟ وما هي تهمته؟ إننا سنموت خجلا هذه الأيام من التهمة المنسوبة إليه, وكيف مثلا تم قتله بهذه الصورة البشعة وتقطيع لحمه أمام ناظريه .
* المصدر : البداية و النهاية لابن كثير ( 96/10 ) .
2- الفارابي : من أكبر الفلاسفة و أشدهم إلحاداً و إعراضاً كان يفضل الفيلسوف على النبي , وكان يقول هنالك عامل مشترك بين النبي والفيلسوف, فالفيلسوف يتلقى علومه من الله والنبي كذلك ولكن الفيلسوف يدركها بالعقل الفعّال, أما النبي بالتخيل وبالتصور عن طريق الوحي والوحي يأتي النبي بالمخيلة وبالتأمل و يقول بقدم العالم و يكذب الأنبياء و له في ذلك مقالات في إنكار البعث و السمعيات و حتى ابن سينا على إلحاده كان خيراً منه , وهنالك شكوك أنه لم يمت موتا طبيعيا رغم أن سيف الدولة سنة339ه أي في القرن الرابع الهجري قد صلى عليه مع 15 خمسة عشر رجلا من خواصه.
* المصدر : المنقذ من الضلال : ص 98 + البداية و النهاية : 224/11 + إغاثة اللهفان : 601/2.
– ابن سينا : إمام الملاحدة فلسفي النحلة ضال مضل من القرامطة الباطنية كافر بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و له من الضلالات و الكفريات ما تنشق له السماوات .
* المصدر : المنقذ من الضلال : ص 98 + البداية و النهاية : 42/12 + سير أعلام النبلاء : 531/1 – 539 .
4- أبو العلاء المعري : مشهور بالزندقة على طريقة البراهمة الفلاسفة و في أشعاره ما يدل على إلحاده و انحلاله من الدين ، ذكر بن الجوزي أنه رأى له كتاباً سماه ” الفصول و الغايات في معارضة الصور و الآيات ” على حروف المعجم و قبائحه كثيرة .
* المصدر : المنتظم 148/8 + البداية و النهاية : 72/12 .
5- أبو بكر الرازي : من كبار الزنادقة الملاحدة يقول بالقدماء الخمسة الموافق لمذهب الحرائيين الصابئة و هي الرب و النفس و المادة و الدهر و الفضاء و هو يفوق كفر الفلاسفة القائلين بقدم الأفلاك و صنف في مذهبه هذا و نصره و زندقته مشهورة .
* المصدر : در التعارض : 346/9 + مع منهاج السنة : 209/1 + مجموع الفتاوى : 304/6 .
6- يعقوب بن اسحاق ( الكندي ) : فيلسوف من أوائل الفلاسفة المسلمين منجم ضال متهم في دينه كإخوانه الفلاسفة بلغ من ضلاله أنه أنكر الوحي و حاول معارضة القرآن بكلامه .
* المصدر : لسان الميزان : 373/6 + مقدمة ابن خلدون : 331 + مجموع الفتاوى : 186/9 .
7- ابن النديم : كان رافضي معتزلي و قال فيه بن حجر العسقلاني : أن لابن النديم مصنف ” فهرست العلماء” ينادي على من صنفه بالاعتزال و الزيغ .
* المصدر : لسان الميزان : 83/5 .
8- ابن طفيل : من أئمة ملاحدة عصره من الفلاسفة يقول بقدم العالم و غير ذلك من أقوال الملاحدة .
* المصدر : درء التعارض : 11/1 ، 56/6
9- ابن الهيثم : من الملاحدة الخارجين عن دين الإسلام من أقران ابن سينا علماً و سفهاً و إلحاداً و ضلالاً كان في دولة العبيديين الزنادقة كان كأمثاله من الفلاسفة يقول بقدم اعالم و غيره من الكفريات .
* المصدر : درء التعارض : 281/2 + في تاريخ الفلاسفة : ص 270 + فتاوى شيخ الإسلام : 135/35 .
10- الطوسي : نصير الكفر و الشرك و الإلحاد فيلسوف ملحد ضال مضل كان وزيراً لهولاكو و هو الذي أشار عليه بقتل الخليفة و المسلمين و استبقاء الفلاسفة و الملحدين و حاول أن يجعل كتاب ” الإشارات ” لابن سينا بدلاً من القرآن و فتح مدارس للتنجيم و الفلسفة و إلحاده عظيم .
* المصدر : درء التعارض : 67/5 + البداية و النهاية : 267/13 + إغاثة اللهفان : 601/2 .
11- الجاحظ : كان سيء المخبر رديء الاعتقاد تنسب إليه البدع و الضلالات و ربما جاز به بعضهم إلى الانحلال و حكا الخطيب بسنده أنه كان لا يصلي و رمي بالزندقة .
* المصدر : البداية و النهاية : 19/11
12- عباس بن فرناس : فيلسوف موسيقي مغنٍ منجم نسب إليه السحر و الكيمياء و كثر عليه الطعن في دينه و اتهم في عقيدته و رمي بالزندقة و كان بالإضافة إلى ذلك شاعراً بذيئاً في شعره مولعاً بالغناء و الموسيقى .
* المصدر : المقتبس من أهل الأندلس : ص 279 + نفح الطيب : 348/4 .
13- ابن رشد : فيلسوف ضال ملحد يقول بأن الأنبياء يخيلون للناس خلاف الواقع و يقول بقدم العالم و ينكر البعث و حاول التوفيق بين الشريعة و فلسفة أرسطو في كتابيه ” فصل المقال ” و ” مناهج الملة ” و هو في موافقته لأرسطو و تعظيمه له و لشيعته أعظم من موافقة بن سينا و تعظيمه له و قد انتصر للفلاسفة الملاحدة في ” تهافت التهافت ” و يعتبر من باطنية الفلاسفة و إلحادياته مشهورة .
* المصدر : سير أعلام النبلاء : 307/21 + درء التعارض : 11/1 – 127 – 152 .
14- محمد بن الشاكر : فيلسوف زنديق اشتغل بالموسيقى و التنجيم من الذين ترجموا كتب اليونان و أبوه موسى بن شاكر و أخواه أحمد و الحسن منجمون فلاسفة أيضاً .
* المصدر : سير أعلام الأعلام : 117/7 .
15- ثابت بن قرة : صابئ كافر فيلسوف ملحد منجم و هو و ابنه إبراهيم بن ثابت و حفيده ثابت بن سنان ماتوا على ضلالهم .
* المصدر : سير أعلام النبلاء : 485/13 + البداية و النهاية : 85/11 .
….
هذه المصادر الموثقة تثبت بشكل قاطع أن أولئك العلماء العظماء تم تكفيرهم بفتاوى أكبر شيوخ الإسلام .. كفروهم و رموهم بالهرطقة و الزندقة .
وما زلنا حتى اليوم نتلقى أسوأ المعاملات ولكن فقط في الدول العربية الإسلامية, وأنا شخصيا كلما سألني مسئول عن مهنتي أتردد خجلا أن أقول له أنني كاتب لأنني أعلم ما هي المعاملة التي سأتلقاها منه بعد معرفته بأنني كاتب, دائما ما يأخذون عني فكرة سيئة وهي إما أنني مجنون أو مهبول أو مسطول أو عدو للوطن مدفوع له من جهات خارجية..