أريدكم أن تتخيلوا لو جاء السيناريو الإبراهيمي على الشكل التالي:
جاء ملاك إلى ابراهيم وقال له: اذبح ابنك (اسحق أو اسماعيل فالاسماء لا تهم)!
فرد عليه ابراهيم: ما أنا بفاعل!
فرقص الملاك فرحا وقال له: نحن نختبرك وقد فزت بالإختبار. لقد اختبرنا ثقتك بالله كإله محب للسلام رافض للعنف!
طوبى لك يا ابراهيم فلقد أدركتَ أنني ملاك من عند الله ومع هذا تمسكتَ بالحس الخلقي وتشبثت بالحسّ الوالدي اللذين زرعهما الله فيك، ولذلك رفضت أوامري…
ثم تابع الملاك قوله:
هكذا يريد الله نسلك يا ابراهيم أن يدركوا قيمة الحياة ويحافظوا عليها، ويرفضوا رسالة أنبيائهم الكذبة والتي تصرّ على أنهم قد جاؤوا بالذبح كشريعة حياة!
تصوروا ـ أعزائي القراء ـ لو جاءت الحتوته الابراهيمية على الشكل السابق، فرغم أنها تبقى خرافة، لكننا لسنا ضد الخرافة عندما تحمل رسالة أخلاقية وانسانية!
…..
وصلتني مئات الرسائل التي حملت لي أمنيات حلوة بمناسبة العيد…
لم أعترض عليها لأنني لا اؤمن بالأعياد الدينية، فكل يوم من حياتي أحتفل بشروق الشمس عيدا…
لكنني أعترض على هذا العيد بالذات، لما يحمله من معانٍ لا تمت إلى الإنسانية بصلة!
منذ أن وافق ابراهيم على ذبح فلذة كبده، وشرقنا المعذب يخرج من مذبحة ليدخل في اخرى!
…..
هؤلاء هم أحفادي يجسدون الله على الأرض…
هم وحدهم العيد، ولهم تشرق الشمس!
فلماذا كان ابراهيم أقل ابوة وتمسكا بابنه وايمانا بمحبة الله لأولاده؟؟؟
….
لكل من أرسل لي بطاقة معايدة أقول: أقدّر محبتك وأتمنى أن تكون كل أيامك أعيادا، لكنني
أرجوك ان تسقطني من قائمة أصدقائك العام القادم عندما يتعلق الأمر بمعاديتي في هذا العيد بالذات!
في هذا العيد بالذات….
في هذا العيد بالذات…
فالحياة عندي قيمة مقدسة، ولهذا سيكون كتابي القادم “دليلك إلى حياة مقدسة”!
لو سألنا في لغة الارقام كم قتل المسلمون في حروبهم منذ نشأة الاسلام وكم قتل هؤلاء دعاة الانسانية في هيروشيما والحروب العالمية لوسأل طفل ياباني قائد الطائرة القاذفة وهو الملاك لدعاة الانسانية هل معك شيء تفيدني به ام معك الموت والدمار لكل حياة وكل جماد .كفاكم كذبا وزيفا وخدع