أديش تراثنا الاسلامي خطر على الانسانية

Eiad Charbaji

يشهد الله للمرة الألف، وهو عليم بكل شيء، لا أذكر مرة واحدة أنني نكشت وبحبشت لأجد قصصاً أتصيّد بها الدين كما يظن كثيرون، فما شاء الله هرطقات المتدينين تملأ حياتنا أينما يممت وجهك.
هناك قصة صرلي كذا يوم علقان فيها مع ولاد مدينتي داريا، وكنت أتحاشى إحكي فيها عالعام كي لا أشوه الصورة الذهنية الناصعة عن داريا، لكن في النهاية يجب مواجهة الحقائق لنخرج من هذه الأزمة..صحيح أن في داريا الكثير من العقلاء الذين قدموا نموذجاً لافتا سواء في الحراك المدني أو العسكري، لكن شعب داريا ليس سويسرياً، ولم ينزل من الفضاء، إنه جزء من هذا الخراب الفكري الذي يعم العالم الإسلامي.
صفحة (تنسيقية أهالي داريا في الشتات) ارتكبت خطئاً فادحاً وقدّمت العزاء بأحد أبناء داريا المسيحيين كانت قد وافته المنيّة قبل أيام، وعينكن ما تشوف إلا النور، صعي كثيرين من الناس ترحموا عليه وهذا هو الأمر الطبيعي لأي انسان فيه ذرة من ضمير وشارك المسيحيين الجيرة والمأكل والمشرب منذ خُلق، لكن ايضاً هناك كثيرون ممن استنكروا كيف نترحم على كافر، ومنهم من شتم الصفحة وكل المعزين واتهمهم بإغضاب الله ورسوله، مستشهدين بنصوص أصيلة في المصادر الأساسية في الدين لا يمكن إنكارها، وقد ذكروها عدة مرات في تعليقاتهم، ومنها نص الحديث الصحيح عن النبي “استأذنت ربي أن أستغفر لأمي وأبي فلم يأذن لي” والآية في سورة التوبة التي تنهي النبي عن طلب الرحمة لعمه أبو طالب الذي ربّاه وحماه وأطعمه، وهو على فراش الموت “مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ”
لا تقولو العالم هوكينغ ولا تقولو أي كافر أجنبي، عمنحكي عن ولاد مدينة صغيرة قرب دمشق فيها مسلمين ومسيحيين، بل ان أصل داريا مسيحي قبل أن تلوح رايات الفتوحات الاسلامية المباركة، وإذا دخلت إلى محلاتهم وبيوتهم فقد تجد آية الكرسي معلقّة هنا، وكلمة (الله) هناك، ويسمون اولادهم في الغالب أسماء اسلامية وعربية وليس غربية كبقية مسيحيي وادي النصارى ودمشق، تماماً كما تقرؤون اسم صاحب النعوة هنا (عبد الله سليم اللحام)، وخلال الثورة ورغم الشعارات الاسلامية للمظاهرات وتكرم عينك يا عرعور، أطلقت كنائس المدينة أصوات أجراسها حداداً على شباب المدينة المسلمين، واستقبلت بيوتهم الهاربين منهم من النشطاء والملاحقين، ولم يشهد منهم أحد غدراً أو خياناً أو نكراناً للخبر والعيش المشترك، إلا حالات واحدة فقط لعوايني مسيحي مقابل المئات من أمثاله من المسلمين .


ما حصل أنني دخلت على البوست وناقشت المعترضين على عدم الترحم، فثارت ثائرة البعض ووصل الأمر بأحدهم أن هددني بتطبيق حكم الله فيني إذا برجع على داريا لأنني رفضت الحديث الذي ينهى عن الترحّم بالكافر، مع الليستة المعتادة تبع أمريكا والماسونية وأعداء الدين والمخابرات.
وطبعاً مع هالطقم، بيطلعولك الناس الأوادم اللي بيبعتولك عالخاص تبع إنو الحديث والاية كان إلهن ظروف معينة لا يجب تعميمها ونحنا ديننا دين رحمة، ولا تقسى عالناس هم ضحايا، بتقلهن طيب إلي عمتخبروني، قولو هالحكي للعالم عالعام وأقنعوهن إنو هالحديث والاية لا تنطبق على يومنا هذا، فبيرجعو يلوموني إلي إنو شو بدك تغير الدين على كيفك، وأسلوبك خاطئ وقاسي، وبيبلشو مناصحة وهداية، وتاركين هالمجانين ينشروا الكراهية وثقافة الموت.
رح حطلكن بالتعليق الأول( شاهده اسفلا) رابط منشور التعزية، وبتمنى تقروا التعليقات لتكتشفوا أديش تراثنا الاسلامي خطر على الانسانية والبشرية جمعاء وناكر للقربى والجيرة، ولا يمكن يكون جزء من القرن الواحد والعشرين بشكلو الحالي، لإنو ما عميخلق إلا قتلة عديمي الرحمة والشفقة حتى على الأموات.
أما شو هدفي من نشر هيك موضوع، فلأجل أن تكرهوا ثقافة الموت هذه وتخجلوا بها… نعم لكي تكرهوها، وتُشعروا المجانين المؤمنين بها بأنهم مكروهون أيضاً ولا نريدهم بيننا، علّ ذلك يحاصرهم ويجعلهم يعيدون التفكير بما يؤمنون به قبل أن يرددوا اسطوانة داعش خوارج… النصرة لا تمثل الاسلام.

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

One Response to أديش تراثنا الاسلامي خطر على الانسانية

  1. س . السندي says:

    ١: الغل والحقد والجهل والتدين الاعمى أمراض لاتقتل ولا تدمر إلا أصحابها ؟

    ٢: لا تيأس فلهولاء نصيب كبير منها صدقني ومن جهنم ساعة لا ينفع ألاسى ولا الندم ، فحاشا لله أن يخلق خلق ويأمر أخر بقتلهم ، فهذا جزار داعشي وليس إله ، سلام ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.