ليس البخاري وحده الذي يحتاج إلى مراجعة من جديد بل الدين كله الإسلامي يحتاج إلى مراجعة وإعادة تدقيق وتصليح من جديد, حتى أن أستاذ ومعلم البخاري(الذهلي) قد انتقد البخاري بشدة وأجبره على مغادرة بلدته(نيسابور) من خلال حملة كبيرة من المعلم على التلميذ كَتَبَ خلالها المعلم إلى أمير نيسابور في البخاري كتابا أمره الأمير من خلاله بضرورة مغادرة نيسابور على وجه السرعة[المنتظم 12/225]، [الكامل لابن الأثير 7/412].,علما أن الذهلي أمر الناس بالخروج من داخل نيسابور واستقبال البخاري خارج نيسابور بالتهليل وبالترحيب من عدة مداخل.. ومكث البخاري بعد عودته خمس سنوات دون أي مشكلة حتى قال البخاري قولته بالقرآن مخلوق باللفظ فكان من الذهلي ما كان,يبدو أن هنالك عدة اختلافات بين المعلم والتلميذ أو بين العالمين الجليلين ولكن مسألة أن القرآن مخلوق لفظي فيه هي الشعرة التي قسمت ظهر البعير حتى قبل أن يقع الخلاف بينهما لم يرو البخاري عن الذهلي أي حديث ممن هو معاصرٌ له ومن طبقته في رواية الحديث, ولم يقف مع البخاري -الذي عاش 62عاما فقط لا غير- في هذه المحنة إلا تلميذه النجيب الإمام(مسلم) حيث قاطع الذهلي نهائيا وأرسل إليه كل ما كتب وحدث عنه على ظهر حمار ولم يرو ِ عن الذهلي في تصنيفه أي حديث حتى وفاته,إنه يبدو جليا أن الإمام الذهلي لم يكن راضيا عن البخاري والبخاري أيضا لم يكن راضيا على المعلم أو الذهلي بشكل عام,وأن هنالك مغالطات وقع فيها الإمام البخاري وجاء اليوم الذي ننصف فيه الإمام الذهلي على البخاري الذي أورد أحاديث عن الرسول لم تكن منطقية ولم يراع فيها الدقة كما سنلاحظ بعد قليل.
إن الدين اليوم كما يقال أصبح مثل (….) الكل يقضي فيه حاجته ويترك مكانه خلفه من دون تنظيف , هؤلاء فقهاء السلاطين من ضعاف العقول ومن المدلسين وهو أي الدين بحاجة إلى إعادة طرح وتقييم وتجديد , وفي صحيح البخاري كثيرا من التخاريف التي تحتاج إلى إعادة عرضها على العقل,أي عرض النقل على العقل, فلم يكن البخاري فقيها يعرض ما ينقله من السنة على العقل فقد كان يكتفي برواية الحديث عن رجال ثقات جدا ومشهود لهم بالصلاح(الجرح والتعديل) وكان على خلاف الإمام مسلم يشترط أن يروي فلان عن فلان بالمعاصرة والمقابلة أي أن الذي يروي عن فلان يجب أن يسمع منه مباشرة لا أن يسمع عنه وهذا الشرط لم يصح ثبوته عن الإمام مسلم رحمه الله, المهم في الموضوع أن نسبة عرض العقل على النقل عند البخاري كانت تحت الصفر فلم يأبه بالمنطق, لذلك معظم شيوخ الإسلام نقلوا عن البخاري وتلوثت عقول الناس لهذا السبب وتم تضليل الناس لهذا السبب واليوم نحن نحتاج إلى إعادة تقييم بعض ما رواه البخاري ويقول القرآن أن الله خلق الدنيا في ستة أيام,ويقول البخاري في صحيحه أن الله خلق الدنيا في سبعة أيام, أنظروا هنا في هذه المسألة وكيف تعارضت مع نص القرآن نفسه ,فكلام من نأخذ؟علما أن صحيح البخاري يعتبر عند أغلبية المسلمين أصح وأقدس كتاب بعد القرآن مباشرة, وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال: سأل رجل رسول الله فقال:يا رسول الله متى تقوم الساعة؟ ,فنظر رسول الله إلى غلامٍ صغيرٍ منهم وقال : إن عُمّرَ هذا ولم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة , وهذا يعني أن يوم القيامة كان سيقوم في غضون مائة عام أو ثمانين أو تسعين, فهل نصدق البخاري ومسلم ونكذب الواقع الذي نعيشه؟, أم نصدق واقعنا ونكفر ونكذب بصحيح البخاري ومسلم اللذان رويا هذا الحديث معا؟ويقول البخاري كما جاء في الصحيح الجامع بأن المعوذتين ليستا من القرآن نقلا عن عبد الله بن عباس رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة وعلى بن عبد الله عن سفيان, صحيح البخاري ج4ص1904ح4693 ، ح4692.(تكرار الحديث),ويقول علماء الأزهر بأن عبد الله بن عباس قد اعترف بعد ذلك بالمعوذتين عندما سمع رسول الله يقرأهما في الصلاة,ولكن في صحيح البخاري لم يورد أي حديث نبوي يقول بأن عبد الله بن عباس قد عدل عن رأيه في المعوذتين,والإمام أحمد كان يقول بأن عبد الله بن مسعود كان يحف المعوذتين من القرآن, مسند أحمد بن حنبل / ح 21226 – (ج 5 / ص 129)
– حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين بن أشكاب ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن ثنا أبي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال : كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول انهما ليستا من كتاب الله تبارك وتعالى … وقال البخاري:أحفظ 100ألف حديث صحيح, ولكنه لم يذكر في صحيحه إلا 2602حديث غير مكررات , وصحيح البخاري هو كل ما نُسب للنبي وكل ما قيل عنه.