أتمنى أن أرى نماذجاً كهذه المرأة في مجتماعتنا قريباً.

لديّ طالبة من طلاّبي في الجامعة عمرها 55 سنة، تدرس
Medical Assisstant
مساعدة طبية. وبينما يأتي وقت تخرّجها وسنة التخصص التي ستُقيمها في المستشفى تحت تدريب الطاقم التمريضي تكون تقريباً 58 سنة، يعني قد قاربَت وقت التقاعد بعدة سنوات.

سألتُها (ولستُ مستغرِبة فكان معي طلاب في سنّ الخمسين أو أقل حين كنتُ أنا طالبة رغم أنهم قلائل)، سألتُها ما الذي يدفعكِ لتعودي للدراسة الآن وقد قاربتِ هذا السن؟ قالت أولاً أنا أحتاج للمال وشعرتُ أني ابتعدتُ عن العلم
Learning
لفترة طويلة وعن المعرفة بشكل عام، وأصبحوا أولاد اخوتي وحفيدي حين يتكلمون معي لا أعرف الكثير من الأمور التي يتكلّمون عنها وهذا يزعجني، لا أريد أن أمضي حياتي الباقية وأنا منفصلة عن كل شيء، ففكّرت بالعودة للجامعة وأقمتُ بعض المقابلات واخترتُ هذا الفرع فهو سيُبقيني قريبة من الناس وأستطيع مساعدتهم والاهتمام بهم ومشاركتهم همومهم وأيضاً أساعد أولاد اخوتي وحفيدي في الكثير من الأمور بدلاً أن أكون أو أصبح عالة عليهم.

كم نحتاج لهذه الثقافة في مجتمعاتنا في الوقت الذي تَهدر الكثير من النساء وقتهن في أمور غير مهمة وهن يتذمّرن من وضع اقتصادي سيء أو عجز عن التواصل مع أولادهن في مواكبتهم في الكثير من الأمور والقضايا وأيضاً مع أزواجهن، ومع هذا يتقاعسن عن البحث والسعي لتحسين وضعهن الاقتصادي أو الثقافي بأي طريقة. كما يلعب المجتمع والمحيط دوراً سلبياً أيضاً في إحباطن وهذا عندما لا يكون قرارهن صارماً وناضجاً وهنا يأتي دور الإرادة والتصميم، حيث إنْ لم يكن سعيك نحو الأفضل نابعاً من قرارٍ ذاتيٍّ منك؛ ستجد ألف سبب ومبرّر لعدم قيامك بأي شيء.
أتمنى أن أرى نماذجاً كهذه المرأة في مجتماعتنا قريباً.
الكاتبة ريم شطيح
#ريم_شطيح #من_الواقع

About ريم شطيح

ريم شطيح كاتبة وباحثة سورية تكتب في الصحف مقالات سياسية وفكرية الدراسة: ماجستير في علم النفس من جامعة فينكس الأميركية
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.