أتدربُ كلّ ليلة على العزاء.

بعد كأس ونصف أتخيل أن أحد أفراد أسرتي قد مات.
أضع كرسياً منتصف غرفتي، أجلس عليه، يبدأ بعض الأصدقاء وبعض الغرباء بالخروج من خيالي والاقتراب مني لتقديم واجب العزاء، عددهم قليل.. مناسب لغرفتي الصغيرة ومزاجي الضيق.
أنهض عدة مرات ثم أجلس عدة مرات، أدخن وأشرب وأنا أراقب نفسي في هذا العزاء.
أعتقد أنني صرتُ محترفاً في العزاء، لكن.. ثمة مشكلة، لا أحد يموت من أفراد أسرتي لأختبر نفسي بشكلٍ حقيقي في مسرحية العزاء.
أتمنى أن يموت أحدهم قريباً لأختبر موهبتي بتمثيل العزاء.
هذا الكون مسرحية للعزاء، تدربتها جيداً لكنها لم تعرض رسمياً، ومخرجها فاشل.


لابد كلّ ليلة بعد كأسين من أن أشكر أولئك الغرباء الذين تسللوا مع الأصدقاء من خيالي، وقدموا لي واجب العزاء بميت من أسرتي لا أزال أنتظر موته.

مصطفى تاج الدين موسى

Mustafa Taj-Aldin Almusa

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.