قال الشيخ أبو بصير الطرطوسي، الذي يعد من شيوخ السلفية الجهادية في العالم، برده على سؤال عن الانضمام إلى جبهة النصرة على موقعه الإلكتروني، الأحد 12 نيسان، بعدم “جواز الانضمام إليها، ولا الانتظام في صفوفها”, واعتبر أن “القاعدة تملك مشروع مواجهة، ولا تملك مشروع دولة، وتأسيس، وبنيان وعمران، لذا فإن من استراتجيتها أن لا تخرج من مرحلة المواجهة، وأن تبقى في مرحلة المواجهة أكبر زمن ممكن، لأنها في الجانب الأهم من عملية التغيير والانقلاب”.
وجاء في الفتوى التي أوردت صحيف “عربي 21″ تفاصيلها، أن “جانب البنيان، والعمران، والتأسيس لا حظ له يذكر، بل إنه لا يمكن أن تنجز شيئا يذكر لهذه المرحلة الهامة من عملية التغيير عن طريق القاعدة، والارتباط بالقاعدة، وباسم القاعدة، ولما حاولت أن تفعل شيئا من ذلك في العراق، واليمن، انتهت المحاولات إلى فشل، ومآسٍ!” … و أنه “ما دامت جبهة النصرة مرتبطة بحزب أو جماعة القاعدة، وترى نفسها فرعا للقاعدة في الشام، فلا أنصح ولا أُجيز الانضمام إليها، ولا الانتظام في صفوفها”.
وأفتى أبو بصير، “بعدم جواز الانضمام إلى جبهة النصرة، ما دامت النصرة مصرة على ارتباطها بالقاعدة، وما دامت النصرة متعصبة لمسمى (القاعدة) على حساب مسمى الإسلام، والأمة، ومصالح الشعوب المسلمة” … وأن “مسمى القاعدة، والانتماء إليه يجلب الضرر لأهل الشام، ولمجاهديهم، ولثورتهم، وإسلامهم، ويحرض عسكريا العالم كله على الشام وأهله” … وأن “مسمى القاعدة، و(قعدنة) الثورة الشامية يمدان طاغية ومجرم الشام بمزيد من القوة والحياة، من قبل دول العالم والمنطقة، ويعطيانه مزيدا من المبررات لارتكاب مزيد من الجرائم والمجازر بحق الشعب السوري، على اعتبار أن من يستهدفهم ببراميله المتفجرة هم من القاعدة لا غير، وهذا لا يخفى على أحد”.
وأكد أن “(قعْدنة) الثورة الشامية يحمل الشام وأهل الشام تبعات جميع أعمال القاعدة ــ السابقة منها والآنية واللاحقة ــ في جميع الأمصار، القانونية منها والأخلاقية، وأهل الشام ــ على ما نزل بهم من عسر وشدة ــ بغنى عن هذا كله … و أن انتماءك التنظيمي للنصرة؛ أي للقاعدة، يضيق عليك واسعا، ويجعلك في عسر وضيق وحرج، بعد يسر، وسعة من أمرك وأنت ــ شرعا وعقلا ــ بغنى عن هذا كله”.
وقال: “فأنت من اليوم الأول من انتمائك للقاعدة، مباشرة تصنف كإرهابي عالمي، تتحمل تبعات جميع أعمال القاعدة، وتصبح مطلوبا ومطاردا من قبل جميع دول العالم، وعبر جميع المنافذ والحدود، فتضطر للتخفي، والعمل السري، والسير تحت الأرض، وليس فوق الأرض، فتعسر على نفسك يسيرا، وأنت بغنى عن هذا كله! … لا أُحدد جماعة بعينها، ولا اسما بعينه، فبأيها التحقت وانضممت، وطابت نفسك للعمل والجهاد معها فلك ذلك، ولك أجر المجاهد في سبيل الله، بإذن الله”.
وأضاف: “إنما أقول: جميع الجماعات العاملة المجاهدة على أرض الشام، على اختلاف مسمياتها، وعلى ما بينها من تفاوت نسبي في الانضباط ودرجة الالتزام ــ نسأل الله تعالى أن يوحد الكلمة في ما بينها ــ كلها جماعات مجاهدة صادقة تجاهد في سبيل الله، دون حقوق وحرمات البلاد والعباد … ما تقدم لا يعني أن نسلب عن جماعة جبهة النصرة حقوق أُخوة الإسلام، أو لا يتم التعاون معهم على الخير والمعروف ومواجهة وقتال الطاغوت النصيري وعسكره. لا، فهذا المعنى ــ من حديثنا أعلاه ــ ما عنيناه ولا قصدناه، بل التعاون معهم ــ ومع غيرهم ــ على البر والتقوى، ودفع العدو الصائل، واجب وهو شيء آخر غير الانضمام إليهم، والانتظام في صفوفهم، والدخول في استراتيجيتهم”.
مواضيع ذات صلة: لماذا الإرهاب الشيعي يناسب اميركا اكثر من السني؟