آنسة وهى جدة لعشرة أحفاد!

بقلم د. وسيم السيسى : المصري اليوم
فى الجلسة العامة للجنة التعديلات الدستورية بمجلس الشورى ٩/١٠/٢٠١٣ هنأت أعضاء اللجنة جميعاً وشعب مصر مسلمين ومسيحيين بعيد الأضحى المبارك، فأنا من مدرسة شعراء المهجر التى تقول:

أغض الطرف عن أخطاء صاحبى

وأعفو عن عدوى أو حسودى

وإن سألتم عن دينى فإنى

مسيحى أحمدى بوذى يهودى

قلت لأعضاء اللجنة: أليس غريباً أننا نضحى بالحيوان غفراناً للذنوب وتقرباً إلى الله، ويضحى الإنسان بأخيه الإنسان من أجل مناصب زائلة وعرض الدنيا الزائل؟!

جدير بالذكر أن ويل ديورانت فى موسوعته: قصة الحضارة، يحدثنا عن الأضاحى البشرية منذ عشرين ألف عام، تقرباً للآلهة، حتى استبدلها الإنسان بختان الذكور، والأضاحى بالحيوان.

فى جنوب أورشليم كانت هناك قبيلة فى الزمن البعيد تدعى هنوم، كانت تقدم الابن البكر حرقاً للإله مردوخ، وكانت هذه المنطقة تدعى «جى» أى أرض.. جى هنوم أو جهنم.

طالبت اللجنة العامة بتعديل المواد ١٨٢، ١٨٣، ١٨٤ الخاصة بالأجهزة الرقابية، وقلت كيف تعمل هذه الأجهزة ورئيس الجمهورية هو الذى يعين رؤساءها؟! واقترحت أن يحدد القانون طريقة اختيار رؤساء هذه الأجهزة بدلاً من رئيس الجمهورية، كما اقترحت أن تتقدم هذه الأجهزة بما لديها من أدلة مادية دامغة عن أى فساد للنيابة العامة مباشرة، بدلاً من تقديمها لمجلس الشعب الذى يبت فيها فى بحر ستة أشهر.. يكون الفاسد غادر البلاد!

كما طالبت بتعديل المادة الثالثة على النحو التالى: لغير المسلمين الاحتكام إلى شرائعهم فيما يخص الأحوال الشخصية، مادامت لا تتعارض مع القيم والمبادئ المتعارف عليها.

وقلت لرئيس اللجنة عمرو بك موسى وأعضائها.. لقد أخذت إذناً من الدكتورة سوسن محمد حسنى البهائية: أنها ذهبت لتجديد الباسبورت فاتهموها بالتزوير فى أوراقها الرسمية! ذلك لأن الباسبورت يذكر أنها متزوجة، والرقم القومى يذكر أنها آنسة بالرغم من أنها أم لأربعة أبناء، وجدة لعشرة أحفاد!

وذكرت كيف أنها لا تستطيع أن تذهب لفندق مع زوجها.. لأنها آنسة! مع رجل فى غرفة واحدة!

قلت لأعضاء اللجنة، هناك مبدأ دولى ألا وهو: المعاملة بالمثل، دعونا نتخيل الدستور الهندى، يأخذ من دستورنا قدوة ومثلاً فيقول: وعلى السيخ، والزرادشت وأتباع كنفوشيوس، الاحتكام إلى شرائعهم فيما يخص الأحوال الشخصية، ولم يذكر المسلمين أو البهائيين!

هذا ما يفعله دستورنا مع غير المسيحيين واليهود.

ولأن الشىء بالشىء يذكر، ففى أثناء أزمة البهائية فى مصر.. ومصادرة أموالهم.. خرجت دكتورة سوسن من السجن هى وزوجها، وارتحلت إلى الصين أستاذة للأدب العربى، وعندما أرادت ابنتها أن تلحق بها، منعوها لأنها كتبت فى «أوراق» طلب الباسبورت أنها بهائية، فطلبت والدتها منى أن أجد لها حلاً، فتحدثت إلى صديقى أ.د. أحمد شفيق لأنى كنت أعرف أنه صديق لوزير الداخلية السابق وزكى بدر، وبعد ربع ساعة اتصل بى دكتور شفيق قائلاً: دعها تذهب غداً.. الباسبورت جاهز هناك، فلما سألته كيف؟ قال: اتصل الوزير باللواء المسؤول فى الجوازات قائلاً: مالك ومال دينها يا «رجل»!

سنوات طويلة عشتها فى إنجلترا لم يسألنى أحد عن دينى إلا مرة واحدة فى المحكمة حتى أقسم على كتابى المقدس أن أقول الحق كشاهد وجراح لمصاب بعد معركة بينه وبين غريمه على فتاة!

متى يأتى الوقت الذى نتمتع فيه بالشجاعة ونلغى خانة الديانة، وحق الانتخاب لمن يعرف القراءة والكتابة، فالجهل لا تحيا عليه جماعة كيف الحياة على يد عزرائيلاً «أمير الشعراء».

waseem-elseesy@hotmail.com

About محمد البدري

مهندس وباحث انثربولوجي
This entry was posted in ربيع سوريا, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.