جئتُ أصلي إليك لأبثك حزني على مصير هذا العالم, جئتُ أبثك حزني على مصير الانسان الظالم لنفسه, جئتُ أشكو إليك ولأتظلمَ إليك جئتُ بدعوة منك لم يدعنِ إليك لا صديقا ولا عدوا بل كنتَ أنت الداعي, جئتُ إليك بأحمالي الثقيلة, جئتُ إليك يا يسوع بأخطائي الكبيرة والكثيرة والمتكررة دوما, جئتُ إليك من عالم أنت تعرف عنه أكثر مني, أنا كل ما أعرفه هو أنني جئتُ من الغيب ولا أمتلك الحقيقة, وأنت من بيدك مفاتيح كل شيء.
أنا خائفٌ جدا…أنا مرعوب ومرتعب,أنا إنسان قلقٌ جدا, أنا إنسان كل شيء يثير أعصابي, فأعصابي الآن هائجة وأنا أمرُّ من تحت تلك العِصي التي آكلها, أنا آكل العِصي وغيري يعدُ بها, أنا إنسان تجرعتُ مرارة الأيام والليالي, ذقتُ من الحياة الكثير من طعم الآلام وفي كل مرة أنهار فيها آتي إليك بكل أثقالي, وأنت تجبر بخاطري, وهذه المرة مثلها مثل كل تلك المرات: أرحني من دوامة الأحزان,اشفِ قلبي فأنت الشفاء , أنا جريح, أنا مكلوم, أنا مهموم, أنا محزون, إلهي يا يسوع, وسّع لي نظري, زد من صبري في هذه الساعة, الناسُ هنا يلتفون حولي من كل صوب ومن كل اتجاه, الناس يريدون منع الهواء عني, يريدون منع خيوط الشمس عني , آه من عذابي! آه من همومي اليومية ومن همومي الأبدية, أنا في وسط عالم لا يرحم, وعالم لا يفقه وعالم لا يحزن حتى على نفسه لأنه عالم ولأنهم أناس لا يعرفون الحقيقة.
مثلي مثل كل المجروحين أنزف , أنزف من قدمي ومن خاصرتي ومن عيوني, أنزف من كل محل إبرةٍ في جسدي, أنزف وأتوجع مما أسمعه ومما أراه, ولا أدري هل الناس المحيطين بي من كل ناحية يشعرون بما أشعرُ به؟ هل يحسون بالذي أحسُ به,؟؟؟؟ هل مثلا يتألمون عليّ كما أتألم أنا عليهم, أبكي على شقائهم وتعبهم فهل يبكون على شقائي وتعبي؟ إن كانوا لا يشعرون بالذي أشعرُ به أنا فمن أين لي أن آتي بجيران وبأهل وبأصدقاء يشعرون معي كما أشعرُ أنا معهم, نفس القضية بينك وبينهم, فأنت بكيت عليهم وتألمت من أجلهم بنفس الوقت الي لم يتألم به أحدٌ من أجلك, والذين قبلوك عاشوا كما عشتَ أنت حياتك, وها أنا واحدٌ مثلهم, أتألم وأشعرُ بآلام من لا يشعرُ ولا يحسُ بآلامي.
وحين لفحتني الشمس بأشعتها رأيتك تشع منها مصدرا للضوء وللدفء, وحين بعثرتني الرياح رأيتك وشعرت بقربك مني, أنت دائما مني قريب حتى لو ابتعدتُ عنك كثيرا, أنت منذ البداية خططت لحياتي هكذا, رسمت كل شيء, خططتَ لكل شيء لكي ألتقي بك يا يسوع وتلتقيني.