ولو في الهند اطلبوا العلم

صلاح الدين محسن

تعليقا علي مقالنا ” الرئيس مرسي . يزور الصين الشيوعية ” والمنشور منذ يومين 30-8-2012
ورد تعليق من – نور ساطع – ” اطلبوا الرزق ولو في الصين ” علي وزن ما هو محسوب كحديث محمدي شهير . يتردد ذكره كثيرا ” اطلبوا العلم ولو في الصين ” .
وتعليق في الفيسبوك , من الملاك الحائر – كليه العلوم جامعة المنصوره – سؤال :
اطلبوا العلم ولو فى الصين . هو حديث أم حكمه ؟
فرد عليه القاريء محمد اسماعيل – مهندس اتصالات – :
صحيح ان الشيخ الالبانى صنفه فى ضعيف الجامع ولكن يؤخذ من سبيل الحكم المتوارثة.

ولنا تعقيب :
من الضروي أن نسجل انطباعاتنا عن هذا الحديث . سواء كان حديثا صحيحا أم ضعيفا , أم غير ذلك من أنواع الأحاديث المحمدية :
هناك فرق بين القول اطلبوا العلم ولو من الصين .. وبين القول : اطلبوا العلم ولو في الصين ..
والأرجح . انه يقصد طلب العلم مهما بعدت مسافة الوصول اليه .
والعلم عند محمد – أو عند الذي وضع الحديث , من بعده , ونسبه لمحمد – ان كان حديثا موضوعا – وعند صحابته . و عند العرب بصفة عامة . لا دخل له بعلم الصين قديما أو حديثا ..
فعلم الصين القديم . كان فيه – علي سبيل المثال لا الحصر – اعجاز هندسي معماري , تجلي في سور الصين العظيم – كأثر تاريخي انساني – بينما محمد لم يترك أثرا واحدا للتاريخ , كسور الصين – مثلا – بل ترك في مسامع التاريخ . فظائعا في حرق النخيل والكروم , وما هو أشنع – غزوة الخندق – مذكورة في كتب الحديث والسيرة الاسلامية .

وكان لاهل الصين دياناتهم الخاصة التي لم يستوردونها .. أما ديانة محمد , فهي توليفة من ديانتين مستوردتين من خارج الجزيرة العربية – اليهودية والمسيحية – من فلسطين – وأمهما الابراهيمية مستوردة من العراق .

كما كان لدي الصينيين القدماء حكمة وفلسفة وفنون – حضارة كلماة اسمها الحضارة الصينية – . بعكس العرب حتي أيام محمد وللآن . حضارتهم شعر وخيل وليل وبيداء ومفاخرات وهجاء ومديح . وسيف وغزو واعتداء القبائل علي بعضها , وبمجيء الاسلام تطور ذلك للاعتداء علي الدول والشعوب المجاورة . وبنفس طريقة اعتداء قبائل العرب علي بعضها ونهش قوت وسبي واغتصاب أعراض بعضها . مع توهم انهم خير أمة عرفتها الدنيا .

هذا عن العلم عند أهل الصين في زمن محمد . والذي يختلف تماما عن العلم بالمفهوم المحمدي – والعربي في زمنه –
أما العلم في الصين الآن . فهو العلم الحديث .. علم الكمبيوتر , والعلاج بالليزر , وعلم الفضاء الخارجي والصواريخ العابرة للقارات ..
في بلاد محمد . حاليا – تسمي السعودية الآن -العلم هو علم القراءات , والفقه , وعلم الحديث , وأصول الدين – وعلم ما يسمونه بالطب النبوي المحمدي . الذي يعالج ببول البعير وبحبة البركة . وعلاج بالرقية الشرعية ! ومن ضمن العلم عند محمد وعند أحفاده والمؤمنين به حتي الآن بالسعودية وغيرها . أن الصلاة والتطهر من الجنابة والتطهر من الغائط وجواز مضاجعة الزوجة المتوفية – مضاجة الوداع – , والزكاة والمواريث ومقدارها , وكيفية ضرب الزوجة لغرض التأديب , وكيفية ضرب الأطفال لأجل الصلاة وبطحهم أيضا !.. وغير ذلك مما هو من نفس العينة .. هذا كان يعتبره محمد ومن يؤمنون به للآن : علم … ونفس علوم ومفاهيم محمد – منذ 1433 سنة مضت ! وما عدا ذلك فيعتبرونه علوم كفار , يتعالون عليها , وعندما يستفيدون منها فبأنفة .. ! .

كل علوم وفنون وآداب العصر , والألعاب الرياضية المعاصرة . ياخذ بها الصينيون . ولهم تاريخ وتراث قديم جدا في العديد منها , واضافات ومساهمات جديدة , علمية وابداعية وصناعية وزراعية …
بينما أغلب هذه الأشياء يعاديها أحفاد محمد بالسعودية ( عدا قلة من الليبراليين والعلمانيين الذين يخفون هوياتهم الفكرية ان كانوا يعيشةن بداخل المملكة , او يفرون أو يهربون بها للخارج ) .
واحفاد محمد , يستوردون – علي الجاهز – منتجات استهلاكية وترفيهية ينتجها العلم الحديث لدي الصينيين . ولكن نادرا ما يفكرون في تعلمها , وان تعلموا شيئا وأدخلوه بلادهم . فالصينيون – وغيرهم – هم المهندسون والمشغلون . وأحفاد محمد الحاليون بالسعودية , فقط يستهلكون ويتعالون علي المبدعين المنتجين الشغالين .. انها نفس عقلية الغزو .. مع تغير آداة الغزو – عند محمد كان الغزو بالسيف – لا بالعلم – واليوم .. خلفاؤه الغزو عندهم بالنفط . الذي سينتهي في يوم ما ..
وعلم الفلك عند محمد . يقول ان النجوم . هي مصابيح تزين السماء الدنيا ..! وأن الأرض ثابتة , وانها مركز الكون ! ( كما جاء بالقرآن ) وهكذا يكون علم محمد والعلم الحديث . كل منهما يكذب الآخر .. !
فمعلومات محمد . الجغرافية . لم تكن كمعلومات الفينيقيين أو الفراعنة الذين ثبت بالتجربة . انهم عرفوا قارة أمريكا و وصلوا اليها قبل كولومبوس بمئات وربما بآلاف السنين .. لم تذكر حتي الهند في قرآن أو أحاديث محمدية . يبدو أن حدود علم الجغرافيا عنده كانت اليمن والشام – رحلة الشتاء والصيف – , والحبشة . ومصر وروما والفرس ومعهم الصين .. هذا كل ما كان يعرفه عن علم الجغرافيا .. ويطلب السلامة في القول : ويخلق ما لا تعلمون – ! – .
لذا فالقول ” اطلبوا العلم ولو في الصين ” يفهم منه – علي الارجح – ان الصين عند القائل . هي أبعد مكان في الدنيا

لماذا لم يحض الحديث الاسلامي علي طلب االعلم ” .. ولو في الهند ” ! بدلا من الصين ؟
– ربما لأن العلم الديني في الهند – الهندوسية – شارك العلم الحديث في تكذيب ما يعرفه القرآن عن علم الفلك , اذ ثبت اتفاق ما قالته الديانة الهندوسية , وما يقوله علم الفلك الحديث .
أي أن الديانة الهندوسية قدمت اعجازا علميا فلكيا – بعكس الهرطقة الفلكية القرآنية . غير السليمة بمقاييس كل المتحضرين سواء في عصره أو عند العرب قبل عصره أو في عصرنا الحديث – . واليكم هذا الرابط شاهدوا واقرأوا وقارنوا :
الهندوسية واعجازها العلمي
http://www.youtube.com/watch?v=OCvmpBx3NlY&feature=share
و عن الحكمة الهندية , ومعجزاتها – بالانجليزية – :
http://www.hinduwisdom.info/Advanced_Concepts.htm
**********************

About صلاح الدين محسن

صلاح الدين محسن كاتب مصري - كندي . من مواليد القاهرة عام 1948 عضو"اتحاد كتاب مصر" . عضو " جماعة الفنانين التشكيليين والكتاب " بالقاهرة عضو اتحاد كتاب كندا - تورنتو - PEN CANADA عضو " جمعيةالكتاب المغتربين " بكندا - تورنتو- التابعةلاتحاد كتاب كندا PEN CANADA. له عدد من المؤلفات في عدة مجالات - 16 كتاب . طبع بالقاهرة حتي عام 2000 تنشر مقالاته بأكثر من موقع الكتروني سجن بمصر 3 سنوات من 2000 : 2003 عن كتابيه " لا أحب البيعة " و "ارتعاشات تنويرية ".. لمطالبته بالديموقراطية وتداول السلطة بالكتاب الأول ، ولدعوته لعهد جديد من التنوير الفكري بحقيقة العقيدة البدوية والتاريخ العرباوي : بكتاب ارتعاشات تنويرية
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

One Response to ولو في الهند اطلبوا العلم

  1. س . السندي says:

    بداية تحياتي لك ياعزيزي صلاح الدين وسؤالي … ؟

    ١: هل كانت تسمى الصين صين يوم كان محمد حيا ، أم كانت تسمى بلاد المغول والتتار ( منغوليا ) على أهل التاريخ والجغرافية إفادتنا مع الشكر الجزيل ؟

    ٢ : لو صدق حديث محمد هذا ، فكيف لم يعرف دين أهل السند والهند ولانقول الصين لأنها أبعد شوية ، وكيف لم يخبره جبريل بدينهم في التنزيل ؟

    ٣: لنترك الأحاديث والقرأن والتفاسير ولنتساءل { كيف يعقل خير أمة أخرجت للناس تحتفظ بشعرة الرسول وسيفه ودرعه وحتى نعاله ، ولم تستطيع الحفاظ على نسخة واحدة مما أنزله ألله على نبيهم وهو أقدس كتبهم ، واليهود والمسيحيين إستطاعو الحفاظ على نسخ وليس على نسخة واحدة وقبل محمد ب( 612 م _1500 ق .م ) عام ؟

    ٤ : وأخيرا صدق من قال { إله يساوم بين دينه والجزية … يستحيل أن يكون إله } ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.