هل ستكون المجازر العلوية – العلوية الاكثر دموية؟

طلال عبدالله الخوري 7\10\2012

كل الدلائل تشير على أن حرب اهلية في سوريا تلوح بالأفق وتجنبها أصبح ضرب من المستحيل.

طبعاً الأن لا يوجد حرب اهلية, ولكن هناك جيش دولة متعدد الطوائف, على رأسه طاغية مستبد يستميت بالتشبث بالسلطة, وهو مستعد أن يمضي قدماً بالدمار والإبادة الى اقصى الحدود, لكي يطيل من عمر حكمه ولو لمجرد بضعة ايام, لانه نظام ساقط لا محالة, ولأن دروس التاريخ تنبؤنا بأنه لم ينتصر قط مستبد على شعبه.

درس اخر يعلمه التاريخ لنا, وهو عندما يتم تسليح  مجموعات بشرية, في اي منطقة من العالم, فستقوم حروب بين هذه المجموعات, لا يمكن تجنبها, ولم ينجح احد قط بتجنبها على مدى التاريخ القديم والحديث! وهذا قانون تاريخي علمي بديهي, ولنتأكد من بدهية هذا القانون سنستعرض التاريخ:

أولاً: تسابقت الدول الاوروبية بتسليح جيوشها فنتجت عن ذلك الحربين العالميتين الأولى والثانية, وراح ضحيتها مئات الملايين من الابرياء هذا غير الدمار والمآسي.

ثانياً: تسلح المسلمون الأوائل في عهد الرسول (صلعم), فاقتتلت الفئات والجماعات الاسلامية فيما بينها ونتج عنها تشنيع وفظائع بالقتل والاقتتال مثل معركة الجمل المعروفة بالتاريخ الاسلامي.

ثالثاُ: تسابقت الطوائف الدينينة اللبنانية, المارونية, والمسيحية المختلفة, الاسلامية السنية والشيعية والدرزية, والجماعات الفلسطينيةالمختلفة, على التسلح, وتسابقت هذه المجموعات على تمويل تسليحها من الخارج, وأستقدمت الاموال الخليجية والليبية والإيرانية البترودولارية, فنشأت الحرب الطائفية الأهلية, وتم خراب لبنان, وتم تشريد شعبها بعد ان كانوا يعيشون بمستوى معيشي عالي.

 ومن الملاحظ بأن أكثر المجازر دموية في هذه الحروب الاهلية هي بين ابناء الطائفة الواحدة, فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن الاقتتال المسيحي – المسيحي الذي جرى بين عون وجعجع في ما دعي “حرب الإلغاء”, وقبلها بين جعجع وحبيقة, وقبلها بين تيار المردة والقوات اللبنانية كانت الاكثر دموية خلال الحرب الطائفية اللبنانية.

مما سبق ومن استقرائنا للتاريخ نستنتج بأن السلاح والتسليح, يساوي بالضرورة: حروب ومجازر, وتكون اكثر دموية عندما تكون بين أبناء الطائفة الواحدة, نقطة على السطر انتهى.

الآن ماذا يحدث في سوريا؟

طبعاً وكما ذكرنا لم تبدأ الحرب الطائفية بسوريا, ولكن بوادرها قد بدأت ترشح من الداخل السوري, حيث بدأ العلويون يفكرون ويتسألون: ما الذي يجعلنا ان نكون مطية للنظام عائلة الاسد المجرمة؟  لماذا يجب ان ندفع ارواح ابنائنا ثمناً لبقاء نظام استبدادي خائن ودموي على رؤوسنا, تأخرت في عهده سوريا وشعبها بكل طوائفه عن بقية الشعوب اقتصاديا وعلميا واجتماعيا وبكل مجالات الحياة؟
لماذا يجب علينا ان نخاف من اخوتنا وأبناء وطننا, والشعوب الاخرى تعيش برقي وتحضر وتضمن حقوق الانسان لكل المواطنين بمختلف طونائفهم واعراقهم؟

لقد بدأ الكثير من  العلويين بالهروب الى لبنان او الى اي جهة استطاعوا لها سبيلاُ لكي لا يلوثوا ايديهم بهذه الحرب الاسدية المجنونة, ولكي لا يموتون من اجل معركة خاسرة, فلم ينتصر قط مستبد على شعبه.

الانباء التي ترد من بلدة القرداحة مسقط رأس عائلة الأسد تفضي بأن إرهاصات الحرب الاهلية قد بدأت  بين العائلات العلوية وتحديداً بين عائلة الأسد وشاليش من جهة، والخير وعبود وآل عثمان من جهة أخرى, وأن الاشتباكات أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى.
أتهمت الكاتبة العلوية المعارضة سمر يزبك الشبيحة بقتل خمسة من أقاربها, حيث كتبت على صفحتها في الفيسبوك «شبيحة محمد الأسد قتلوا خمسة من أقربائي من بيت عثمان في القرداحة، بدي أسمع رأي السيد وليد عثمان، والد زوجة رامي مخلوف بموت أبناء عمومته، على يد الشبيحة، الذين يمولهم مخلوف وأشباهه».

والأكثر من هذا, فهناك عداوات ضمن نفس عائلة الاسد حيث أن صور رفعت الأسد عم الرئيس بشار ظهرت في بعض الاحتجاجات، وقد حمل بعض المؤيدين السابقين  صور رفعت مطالبين النظام بالإصلاح، والكف عن سياسة القمع المتبعة في المدن السورية.

وكعادة عائلة الاسد القذرة قامت بخطف ثلاث فتيات من آل الخير من القرداحة, ونحن لم ننس بعد كيف اختطف النظام ايضاً الاطفال في درعا, وعندما طالب بهم ابائهم قالوا لهم انسوا بأن لكم اطفال واذهبوا لزوجاتكم لكي تنجبوا غيرهم واذا كنتم لا تستطيعون فارسلوا زوجاتكم لنا ونحن ننجب لكم اطفال بدل عنهم.

ومما يزيد من فرص الحرب الأهلية بسوريا هو ورود أنباء عن أن مئات المقاتلين الفلسطينيين و من فصائل مختلفة في مخيمات لبنان, يتدفقون عبر الحدود اللبنانية الشمالية والبقاعية الوسطى الى مناطق سورية ثائرة في ريف دمشق وحمص وحلب ودرعا, لمقاتلة قوات نظام الأسد التي دمرت بطائراتها ودباباتها وصواريخها معظم المخيمات الفلسطينية في دمشق والمناطق الشمالية والجنوبية, كما دمرت عشرات القرى الدرزية في جنوب سورية لأن سكانها رفضوا الالتحاق بالشبيحة والقتلة واللصوص, وهؤلاء المقاتلون متحمسون لمقاتلة حزب الله  وشبيحة الأسد والحرس الثوري الايراني.

 ومما يزيد من فرص الحرب الأهلية أيضاُ هو ورود انباء عن ان أجهزة الامن التركية تفاوض جماعات “حماس” و”الجهاد” و”فتح” و”منظمة التحرير” لإقناعها للقيام بالحرب بالنيابة عنها وذلك بإرسال مقاتلين الى شرق سورية وشمالها الشرقي للتصدي للعصابات الكردية التابعة لعبدالله اوجلان ومؤيديه التي استباحت تلك المناطق حتى الحدود العراقية ومثلث الحدود السورية- التركية- العراقية, وباشرت التخطيط على الارض لفصلها عن الاراضي السورية على غرار منطقة الحكم الذاتي الكردية في شمال العراق”.
 
مما سبق نستنتج بأن التسليح ينتج عنه الحروب, وأن المجازر الأكثر دموية تكون عندما يتقاتل أبناء الطائفة الواحدة كما حدث مع المسيحيين في لبنان وفي معركة الجمل التاريخية بين المسلمين انفسهم.

نحن نحذر من ان قتالا طائفيا دمويا سيجري  ضمن طائفة العلويين بسوريا اي بين العلويين انفسهم لان العلويين مسلحون.
وبما أن الشيعة بلبنان هم ايضا مسلحون فسيجري اقتتال ضمن طائفتهم الشيعية ايضاً.

ما هو الحل؟
كما قلنا بمقالات سابقة الحل بأن يتنحى الأسد, ويتم اجراء انتخابات ديمقرطية نزيهة وشفافة تجري تحت اشراف الامم المتحدة يرضى بها الجميع وذلك لايقاف الدمار وزهق الارواح, ولكن هيهات ان يرضى المجرم بشار الاسد بهذا؟

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.