هذا المجتمع ..أرجو له الشفاء

هذا المجتمع ..أرجو له الشفاءvaw71
1- عدم إدراك الفرق بين الرجولة والذكورة، واختزال الرجولة من فكر وذكاء وتخطيط وشهامة وثقافة واجتهاد وتطوير للإمكانيات وعمل وقدرة على اتخاذ القرارات إلى مجرد ذكورة، هو من أبشع الآفات في مجتمعنا. فبينما يعتبر الرجل المرأة شريكة وصديقة ؛ يقدر قيمتها ويهتم بأفكارها ويعتبرها مكسب للتخطيط والعمل والتطور- ينظر اليها الذكر كمجرد جسد كله عورة، ، ولا يتمكن من احترامها واحتوائها لأنه لا يدرك ماهو معنى الإنسانية فيتعامل معها بمبدأ الإمتلااك، ويمارس سلطة مريضة وعقد نفسية معها ولا يتوانى عن ممارسة العنف معها وفي نفس الوقت ينظر اليها من منطلق شهوة حيوانية ، ويستبيح لنفسه التحرش بها لفظا وفكرا وفعلا، مهما كان مظهرها وشكل ملابسها.. بل ويلقي عليها اسباب تحرشه الحيواني فهي دائما السبب والنتيجة لكل سلوكياته المريضة.الفرق بين الرجل والذكر كالفرق بين الإنسان والحيوان.
2-عندما يتميز شخص ما بسبب فوز أو نجاح أو اتخاذه موقفا مشرفا أو قرارا حكيما يسارع الكل في مدحه ويهتفون بإسمه، بل يكادوا يجعلونه معبودهم ويدافعون عنه بكل حماس وقوة وجدية، وياويل هذه البطل اذا ارتكب خطأ ما مهما كان حجم هذا الخطأ بل حتى قبل التأكد من صحة خبر هذا الفشل او الخطأ.. يكون الهجوم والذم والسب والشتم واللعنات بنفس القوة والحماس ويُمحَى تماماً ماسبق من نجاح أو فوز في لحظات، فتتداول جميع مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلان ذبح سيرته بنفس الحماس السابق.. عيب مجتمعي رهيب.
3-يتحدث الرجل واحيانا كثيرة بعض السيدات عن المرأة التي تهمل مظهرها وملابسها في بيتها، و تنشغل اكثر من اللازم في اعمال المنزل وتربية الأطفال، فيطالبونها بان تكون دائما في أبهى صورة وأجمل منظر ونظافة ورائحة، وتكثر تعليقات الزوج على وزنها الزائد وشعرها المعقود ووجهها الخالي من المساحيق؛ ويستغل بعض الذكور هذا الإهمال ويعتبرونه ذريعة لهم للخيانة مع أخريات؛ لا يتاح لهم رؤيتهن إلا خارج حدود المنازل في اعلى مستوى للتزين والتمثيل.. وانا شخصيا ًمع اهتمام المرأة بنفسها ومظهرها وثقافتها داخل بيتها كما في خارجه ولكن سؤالي .. هل تهتم انت ايضا أيها الرجل( الذكر) بمظهرك داخل المنزل؟ هل تهتم بأن تكون في صورة جميلة وطريقة تعامل رقيقة مع زوجتك كما تعامل زميلاتك بالعمل؟ هل تهتم انت ايضا بوزنك و بثقافتك وحوارك معها؟ أم انك تختزل نفسك وعلاقتك بهذا الإنسان ” شريكة حياتك “إلى مجرد علاقة رجل وامراة؟
4-في مجتمعنا المريض بالذكورة لا يُقيَّم نجاح المراة في عملها بمعزل عن حالتها الإجتماعية” اذ لابد أن تكون زوجة وياحبذا لو كانت اماً ” ويفلت الرجل كالعادة من هذا التقييم مهما كان فشله ذريعا في إدارة بيته ونجاحه في تنشئة اولاده” ومهما حققت المرأة من نجاح فإن هذا النجاح يُقيَّم بشكل يبخس حقها تماما اذا كانت غير متزوجة، وكأن النجاح الوحيد المعترف به لابد أن يكون في ظل رجل!!
إن لم يكن هناك املا في اختفاء هذه الآفات المجتمعية الآن لأن من سبقونا تجاهلوا أو تناسوا قانون الزرع والجصاد، فأصبحنا نحصد مازرعه اخرون، هل نتعلم نحن ونزرع مانريد لأولادنا أن يحصدونه؛ هل نزرع فيهم الثقة بالنفس وقبول واحترام الآخر المختلف والإيمان بقدرات الإنسان الفائقة التي وضعها الله في داخله، ونزرع فيهم الإيمان بمعنى الحرية لكل انسان ومعنى الإنسانية نفسها لعل وعسى أن يكون المستقبل افضل.
محبتي للجميع

About مرثا فرنسيس

مرثا فرنسيس كاتبة مسيحية، علمانية، ليبرالية
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.