هزيمة القرن و توابعها

Oliver

يسير بيننا الآن بعض من أذناب جماعة مهزومة.فئة تصورت وهماً أنها البطل.هزيمة يوليو للإخوان هي بالحق هزيمة القرن.

هي هزيمة للإخوان كما هي هزيمة لأوباما و سياسته المغذية للإرهاب.هي هزيمة لقطر الهزيلة سياسياً كما هي هزيمة للمنتظرين غنيمة من يد الإخوان مثل حماس و سودان البشير.

هزيمة يونيو هزيمة القرن لأنها ستبقي الإخوان قرناً بأكمله سيكونون فيه بلا أنياب بلا أموال.يتسولون من جديد من الصفر.

هزيمة الإخوان في مصر هي هزيمة للإخوان في تونس و في كل الدول العربية و في تركيا التي ستحصد مرارة من هذه الهزيمة.و التنظيم الدولي سيتحمل مشقة الهزيمة.

كانت أمريكا تتعشم أن يكون تنظيم الإخوان هو أداة بديلة تستخدمها في تنفيذ أهدافها في الهيمنة علي مناطق كثيرة في العالم. كان تنظيم الإخوان هو البديل الممكن و النسخة المروضة من تنظيم القاعدة.كانت الولايات المتحدة تخطط للسيطرة علي الشعوب و ليس علي الدول فكان التنظيم الديني هو وسيلتها لتنويم الشعوب تنويماً سياسياً حتي تبث في شرايينه ما تشاء من جينات تعمل فيه فتخرج بعدها شعوباً مهجنة لا خوف منها.ثم فوجئت بفساد خطتها و هزيمة أملها.و كما تبنت أمريكا مهمة القضاء علي تنظيم القاعدة الذي أنشأته فهي ستتبني بنفسها مهمة الإجهاز علي بقايا تنظيم الإخوان الدولي بعد هزيمته المدوية في معقله الرئيسي بمصر. سيتحلل هذا التنظيم في أمريكا سريعاً لأنها لن تسمح بإمتداده .حيث سيصبح التنظيم الدولي للإخوان قمة بلا قاعدة؟ تاج بلا مملكة.لذا ستقوم أمريكا كعادتها بالتخلص منه إذ صار عبئاً عليها و لم يعد من المنتظر أن تستفيد منه فيما بعد و إلي أطول أجل يمكنك أن تتخيله.

هزيمة الإخوان هي هزيمة القرن لأنها فقدت فرص التغذية بأفراد جدد هذه الكفيلة بإبقاءها.فليس من المحتمل أن ينضم أفراداً جدد إلي جماعة منبوذة مهزومة.هذه المعاناة في الحصول علي عضو جديد ستتفاقم يوماً بعد يوم.بمعني أن هذه الجماعة ستتآكل.لن يوجد فيها إحلال و لا تغذية.و هذه سنتحدث فيها بالتفصيل.

تجفيف المنابع

يخطئ من يظن أن الإخوان كانوا يأخونون مصر للتمسك بالحكم فحسب.لقد كانوا أيضاً يحاولون أن يضمنوا لجماعتهم عمراً طويلاً و أجيالاً متواصلة .الأمر أكبر من مجرد أخونة.هي سياسة تغيير تركيبة المجتمع المصري أو العبث في مكونات الشخصية المصرية.كما فعل حزب البعث في العراق. لو كان قد قدر لهذا الحكم أن يستمر فلم تكن تستطيع بسهولة أن تجد مصرياً واحداً خالصاً خالياً من تأثيرات الفكر الإخواني الدموي الفاسد.هذا الفعل هو أخطر علي مصر من مجرد نشر أتباع للإخوان في المناصب المفصلية.من هنا علينا أن نواجه البذور التي زرعها الإخوان في التربة المصرية قبل أن تتجذر و يصبح إقتلاعها بالدم وحده.

لقد قضي الإخوان سنة في الحكم إستهلكوها في وضع بذورهم الحرام في المكون المصري الأصيل.ثم تفننوا في إلهاء الشعب في أزمات مفتعلة واضحة للجميع حتي يستغرقوا فيها سواء بالشكوي أو بالجدل أو بالتذمر أو بالتجاهل بينما كان الإخوان يضعون الجينات الإخوانية لتتغذي و تتكاثر في الشخصية المصرية حتي تبتلعها.ظلوا يفعلون هذا من اليوم الأول في الحكم حتي آخر خطاب لمرسي الذي أمر فيه أن يعين جماعة من شباب الإخوان حول كل محافظ من إياهم و يكون ذلك علي حساب العاملين الذين يتجرأون علي معارضة هذه البذار الحرام.و أمر بفصلهم فوراً في مدة أسبوع واحد.بدون تحقيق أو قانون.إنها لعبة الجينات المدمرة.

البنية التحتية للإخوان

أمثلة للبذار المطلوب القضاء عليها مبكراً:

تم تعيين طلبة بكليات الشرطة و كليات الحربية و معاهد الشرطة و المعاهد الفنية العسكرية دون التقيد بالقواعد المعمول بها.هذه الدفعات هي بذار إخوانية مدسوسة في تلك الأجهزة لكي تنفذ خطة تغلغل الإخوان في شرايين الدولة الرئيسية.

تم تعيين مديري مراكز شباب إخوانية هؤلاء كان و سيبقي دورهم هو تدريب ميليشيات إخوانية و إستغلال هذه المراكز في تجنيد عناصر جديدة تنضم للإخوان.هؤلاء المديرين بذار حرام.

تم تجنيد قيادات شرطية و إعلامية لكي يكونوا عيوناً للإخوان في تلك الأجهزة,صحيح أنه تم تغيير مدير المخابرات العامة و بعض مديري الأمن مثل حسن عبد الرحمن.لكن هناك بالتأكيد رتب أقل درجة من المديرين تم شراءهم و ينبغي أن نكتشفهم بسرعة لأنهم ضد مصر الأصيلة النقية.

في القضاء تم شراء ذمم كثيرة.و لعل بجاتو و طلعت عبد الحميد و الأخوين مكي.و الغرياني نماذج فجة لهؤلاء المطلوب إيداعهم أقفاص التاريخ المحكمة.

في الرياضة لاعبون تم شراءهم و هم فئة لا ثقافة لديهم لكن لديهم جماهيرية يمكن إستخدامها كسلاح مدمر مثل لاعبي الأهلي أبو تريكة و عبد الحفيظ و سيد معوض.و لعل منتخب الساجدين ينبغي أن يعود ليصبح منتخب مصر فحسب.

في الجامعات توجد قيادات مدمرة لمدنية الدولة.في المجالس المحلية أيضاً.في وزارات التموين و الإعلام .هذا الفيروس المنتشر يتطلب كشفه و القضاء عليه.

حزب النور ليس إلا وجهاً آخر للإخوان.لا تأمنوا له.

القضاء علي البنية التحتية للإخوان أهم من القضاء علي جماعة الإخوان نفسها.

أنظر و أتأمل

لي عينان لا تدركانك.أبصر و أندهش.لي زمان أراقبك و أنت فوق فهمي.أراك تجمع القطع الصغيرة.أنا واثق أن الصورة ستكتمل لكنني لا أعرف ماذا ستكون.إنما أنا واثق أنك تصنع التاريخ.واثق أنه لا شيء يحدث بدونك.لا شيء خارج خطتك المخلصة للبشر.أراك كأنما ترسم لنا أفقاً.ترسم أرضاً ثابتة يقف عليها من يدعو بإسمك.أراك تغير الطبيعة لتتلائم مع النظرة السماوية.تغير اللغة لكي نفهم ما هو بعد التاريخ .تغير الأشخاص لكي تزيل أمام طالبيك كل العوائق.أراك تفعل و اسأل و ماذا بعد؟

هل تحفر بركة سلوام من النيل إلي الهيكل.فتنفتح أعين السائرين بين دروب سيناء.هل رتبت نوراً للغارقين في الظلمة و نويت أن تنتشلهم.هل رتبت أيادي المنقذين.هل حددت الأسماء.هل سنعرفها اليوم أم غداً أم ليس بعد؟

أسمع حفيف أجنحة الطيور تخفق كالعابرين في البحر الأحمر.إلي أين يذهبون و من أين يأتون؟ أسمع صوت ترنيمات لم أألفها .لأناس لم أرهم من قبل يترنمون.من هؤلاء و من أين أتوا؟ هل سيأتِ آخرون بعدهم أم ماذا؟ هل سيبقي البحر منشقاً لأجلهم و هل سيبقي عمود السحاب في بلادنا؟ أما زالت تنتظرنا الوعود أم ليس بعد؟

القبور تتفتح.و تظل تتفتح.الخارجون منها ليسوا كالأموات.السائرون يشقون ضوء الفجر.يصنعون من أشعة الشمس أوسمة.من ومضات النجوم تيجان.أبيضُ قلب هذه الأوطان من يعرفها.الغارقون في سر أسرار الليل يبشرون بالنهار.و أنا أتعجب من قوتهم.لماذا تستعصي عليَ ايها الفهم.أين لي بحكمة يا روح الله .اسير أنا كمقنعة بين القطعان.متي أنعم بالحرية.ألم يحن الوقت بعد؟

ها هي الأركان توضع.الأسوار توشك علي التمام.الحدود أُثبتت.أنت تدافع عن الضعفاء في المدينة.المسكين في القرية ينتظرك.يا من تتجول قبل الصبح و بعد الصبح.تصنع من الجافي حلاوة.إني أنتظرك.أراقب لعلي أفهم.أدقق لعلي أبصر.كتبت و كأنني لم أكتب لكنك تفهم ما كتبت و ما لم أكتب.َقِرب السفر و لا تغلقه فعيني كليلة.

أريتني الأرامل النائحات بجوار أسوار متهدمة تتساقط دموعهن كمن يفقد روحه. فهل أري أيضاً السيدات الجالسات علي عروشهن.هل تجدد عمر الشعوب.و تبني أسوارها بغير ندم.

الخبز اليابس و الثوب المتهرئ من طول السفر هل يصبح له عندك نصيب و يأخذ منك وعداً بالتجديد.لقد أقسم يشوع للبائسين بالزيف ألا يضرهم و أنفذ قسمه فهل تقسم أنت للبائسين بالحقيقة كي تحييهم و تنفذ خلاصك.

أوصي عليك أطياب الناردين.أوصي عليك نسمات جبل الزيتون .أوصي عليك قطعان موسي.أوصي عليك شموس النهار.لا تتأخر عليَ لأن النير قد حز عنقي.تأففت حتي من كل جلدي….سآخذ حتماً ثياب الوصية و أستتر بيد السامري الأمين.أعود أنظر و أتأمل .

About Oliver

كاتب مصري قبطي
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.