مؤتمر لدعم سوريا أم لإنقاذ مرسي؟

فؤاد التوني : ايلاف

مؤتمر الإخوان لدعم الثورة السورية باستاد القاهرة، حق يراد به باطل، هو يهدف فقط لإظهار أن عشيرة “مرسي” موجودة، وستقف معه ضد المطالبين بإسقاطه في 30 يونيو الجاري،علت في المؤتمر الاصوات المطالبة الرئيس “محمد مرسي” بنصرة الشعب السوري، يقال إن “مرسي” لا يعرف شيئا عما يحدث في سوريا، ففي لقائه الأخير مع وزير الخارجية الاميركي “جون كيري” بأديس أبابا سأل “مرسي” وزير الخارجية الاميركية “جون كيري” عن أخبار سوريا فرد عليه كيري بسخرية أنه سيخبره خلال الأيام المقبلة، ماذا بوسع مرسي أن يفعل؟ مصر برئاسة “مرسي” تعجز عن فعل أي شيء لسوريا بدون الإذن الأميركي سوى تنظيم مؤتمرات تعلن فيه قطع العلاقات الدبلوماسية على الهواء رغم أن معظم الدول الاوربية، ودول الخليج قطعت علاقاتها بدمشق منذ شهور، تعلو في مؤتمر الأهل والعشيرة حناجر المتأسلمين، وتجار الدين بكلام عن دعم سوريا بدون فعل حقيقي على الأرض.

الغريب أن نائب رئيس الهيئة الشرعية للإصلاح “محمد عبد المقصود” وصف منظمي احتجاجات30 يونيو بأنهم كفار، ودعا الله ان يهلكهم، وفي الاسلام لا أحد يملك أن يكفر أحدا، هؤلاء المتأسلمون يريدون أن يصوروا التظاهرات المشروعة ضد “مرسي” معركة بين معسكري الكفر والإيمان، حتي “مرسي” يتهم أنصار النظام السابق بأنهم يقفون وراء تظاهرات 30 يونيو، غير مدرك أن الإخوان المتأسلمين هم من تفاوضوا مع “مبارك” لممارسة السياسية ودخول البرلمان، ومع المجلس العسكري، “مرسي” نفسه تفاوض مع الراحل “عمر سليمان” لإخلاء ميدان التحرير أبان ثورة 25 يناير، كان “مرسي” يمسح جوخا للنظام السابق ويسحب مرشحي الاخوان في انتخابات مجلس الشعب لمصلحة مرشحي الحزب الوطني، وكله مسجل بالصوت والصورة، يهدد مرسي ويتوعد المحتجين الذين ضاقت بهم سبل الحياة، ويرون نظاما عاجزا عن تحقيق مطالبهم، وسط تصفيق وتهليل أهله وعشيرته، ثم بدأ يدغدغ مشاعر الحضور بكلام عن حرمة الدم وغيرها من المصطلحات التي لا تقدم، ولا تؤخر، تماما مثلما أستغل سد النهضة في الاجتماع مع الأحزاب الإسلامية في توصيل رسالة للمناوئين لحكمه بأن “الدقون” ستخرج للدفاع عنه.

نقول لمرسي أن الشعب المصري لن ينخدع بكلماته، الشعب يعرف أن مرسي منزوع الإرادة، يقول شيئا ويفعل عكسه.

الشعب السوري أيضا لا يحتاج إلى المؤتمرات والكلام، حتى قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا جاءت متأخرة، ولن تفيد، فقد شبع السوريون من مؤتمرات “أصدقاء سوريا”، وكلام المجتمع الدولي، الشعب السوري يذبح الان على أيدي قوات الأسد بدعم من إيران، وحزب الله اللبناني، ولن يرحل “الأسد” الا بإرادة دولية من واشنطن تدعم كفاح الشعب السوري.

كل ما يفعله “محمد مرسي” والإخوان لن يجدي نفعا، ففي شوارع مصر الآن ملايين الشباب يحملون لافتات “تمرد” هم حملوا أمانة ثورة 25 يناير في ايامها الأولي، وكان يحلمون بمستقبل وعمل وأمان وأسرة، اكتشف هؤلاء أن سراق الثورة اخذوها لوجهة أخرى غير التي يريدونها، بل وحبسوا الثوار، وأصبح الثائر مطاردا في رزقه وأمنه وحياته، ووصف الإخوان الثوار بأنهم يمثلون قوي الثورة المضادة.

على أية حال، إن ما يعول عليه مرسي للبقاء ثلاثة أشياء الشي الاول: وزارة الداخلية وقد أعلن وزيرها أن الشرطة لن تتواجد في تظاهرات 30 يونيو، وسيكون دورها حماية الممتلكات فقط، الشيء الثاني : الجيش وقد ابتعد عن مستنقع السياسة، وأعلنت قيادات الجيش أنها لن تتدخل لمنع التظاهرات، لأنها ترى أن من حق الشعب أن يعبر عن رأيه في حاكمه بعد سنة، من الفشل، والمطالبه بما فيه مصلحته حتى لو خلع “مرسي”، وبادرت قيادات الجيش بالغاء الاحتفال بعيد الدفاع الجوي يوم 30 يونيو الذي كان مرسي قد طلب أن يحضره هربا من المصير المحتوم، الشي الثالث والأهم: الولايات المتحدة، وقد اعلنت دعمها لمطالب الشارع المصري، وهرول مسؤولو وزارة الخارجية الأميركية إلى لقاء قيادات المعارضة، وحركة تمرد، وكذلك فعل الاتحاد الأوربي، لن يبقى لمرسي سوى سوى مجموعة “الدقون” والاحزاب المتأسلمة، يستقوي مرسي بهم في معركته الخاسرة على كرسي الرئاسة الذي هو في النهاية بمنطق الدين عرض دنيوي زائل، حشود الدقون لا تستطيع أن تفعل شيئا سوى الكلام في الاستديوهات، وعلى تويتر وفى ساحة المعركة مثل النعامة.

مصر في خطر ومخطط تقسيمها يسير بشكل واضح، الإخوان يريدون القضاء على الجيش وشغله في معارك داخلية، وسيناء باتت خارج السيطرة المصرية، هي مرتع للجهاديين والخارجين على القانون، الأمل الوحيد لانقاذ مصر من هذا المخطط الجهنمي هو إزاحة “مرسي” ممثل الإخوان في قصر الاتحادية قبل أن تنهار مصر، ويحدث الصراع بين المتأسلمين ثم بين السنة والشيعة، ويعلم الجميع أن من دعا لحملة “تمرد” شباب نقي وقف مع “مرسي”،وأوصله لكرسي الرئاسة، وقوى وطنية على رأسها 6 إبريل التي وقفت أيضا إلى جوار مرسي، واذا فشلت لا قدر الله فسيحدث في مصر ما لا يحمد عقباه، لن تفلح تهديدات الجماعات المتأسلمة، فهي تدل على الضعف والرعب من أن يطير من يعطيهم شرعية، ولن يضحكوا على الشعب المصري بالمشروع الاسلامي الذي سيسقط، فهم ليسوا أصحاب مشروع إسلامي، فقط هم يتاحرون بهذا المشروع لخدمة اغراض دنيئة، الشعب يفهم ذلك ويعرف أن “مرسي” بات كالحائط الايل للسقوط ينتظر هبة شعب مصر لإسقاطه بداية من يوم الثلاثين من يونيو المقبل. 

إعلامي مصري

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.