لن يتقدم المسلمون بالإسلام‎

قبل سنوات شاهدت على قناة

MBC

مسلسل مصري إسمه – بنت من الزمن ده -بطلتها شروق. بنت صعيديّة من أحياء مصر القديمة كانت تبيع بعض الورود واشياء أخرى في الشوارع، وفي احد الأيام وبينما كانت تبيع الفل في الشارع وجدها رجل ( أحد ابطال المسلسل )غني وصاحب منصب كبير جداً انتشلها من حالة الفقر والبؤس والحارات العشوائية والحياة البائسه الى حياة الرفاهيّة والتطور والمال و الجاه .في الأشهر الأولى قام هذا الرجل بتعليمها التمدّن والتحضر من طريقة لبس الحذاء الى اسلوب التعامل مع الآخر، وأمسكها كتباً تاريخية وفلسفية وعلمية .لكنها لم تستجيب في البداية وضلّت اسيرة لحياتها السابقه حتى بكلامها الشوارعي وقلة أدبها وعشوائّية لبسها. شروق البنت الصعيدية لم تحاول بيوم من الايام تطوير نفسها والاعتناء بمظهرها ولا تغيير حياتها بل كانت تعيش أسيرة لعادات اجتماعيّة عاشتها منذ طفولتها من الصعب تغييرها بيوم وليله والسبب ان محيطها القريب لا يحرضها على التغيير والتفكير .حالة شروق الصعيدية بتلك الحلقات الأولى من المسلسل هو حال الملايين في مجتمعنا العربي والإسلامي بيئته لا تحث على التغيير ، ولا يقدر من خلاله ان يغيّر من نفسه ويسلك طريق الإستناره والعقل والمنطق والتمدّن.

الخلاصه ان هذه الأسرة الغنيّة التي تكفلّت بشروق لم تعتمد على تطويرها من القرآن والسنة النبويّة!

لم يعلموها كيف تدخل الحمّام بالشمال وتخرج باليمين

لم يعلموها كيف تنظف اسنانها بالمسواك النبوي

لم يعلموها الإتيكيت او فن التعامل مع الآخر من احاديث الرسول التي تقول لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام او اوثق عرى الايمان الحب بالله والبغض بالله

لم يعلموها ان الآخر المختلف عنها لا يجوز ان نقول له يا اخي وان تبني عداوة بينك وبينه وبناء مئات الحواجز

والقائمة تطول من الغثاء الإسلامي

بل اعتمدت اولا ً واخيراً بتثقيفها وتنويرها و تدريسها الفلسفه و الكتب العلمية والتاريخ والحضارات .. الخ.

حالة شروق ( مع فارق التشبية طبعاً ) ليست غريبة عن مجتمعاتنا العربية الاسلامية التي تعيش الجهل وعبادة النصوص الدينيّة

ورجال الدين والإصرار على التخلف الديني – مجتمعنا العربي الاسلامي سبب جهله ههي بيئة الاسلامية التي تهتم بالدين اكثر من العلم والمعرفة ،اوروبا لم تتطور بالمسيحية ، واليابان لم تتطوّر بالبوذية وكذا المسلمين لن يتطوّروا بالإسلام

لن يتغير مجتمعنا بيوم وليله لانهم سيحتاجون لزمن طويل وجرعات مكثفه ، واعتقد نحنُ وغيرنا يجب علينا تكثيف هذه الجرعات التنويريّة لتخترق جدران الظلام لتنيرها بنور العلم والمعرفة والثقافه والحريّة وطلب الديمقراطية بدلاً من تغليفها بسياج الإسلام والجهل والرجعيّات

في المسيحية يقولون ان المسيح هو المخلص والمنقذ – وانا اردد دائماً ان خلاصنا ومنقذنا من الجهل والتخلف الذي نعيشة هو العلم وخلق بيئة من الديمقراطية والحريّة ، وليس الاسلام..فلن تقوم لنا قائمة الا بالعلم والمعرفة والعقل وليس بالدين.فمتى يفهم المسلمين ذلك؟؟

About عبد العزيز السّالم

كاتب سعودي ليبرالي
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر. Bookmark the permalink.

One Response to لن يتقدم المسلمون بالإسلام‎

  1. محمد البدري says:

    تحيه لك يا أخي الفاضل عبد العزيز السالم. انه الخلاص تلك الكلمة السحرية التي ظلت تتردد مسيحيا باعتبارها كلمة سحرية لو اتبع صاحبها تعاليم مؤسس تلك الديانة ويقابلها مفردات متعدد كلها تصب بهدف الخلاص ايضا في الاسلام لو اتبع صاحبها تعاليم شخص آخر هو مؤسس ديانة الاسلام ولم يفطن ايا منهما أو من اتبعهما الي ان الخلاص الحقيقي يكمن في التخلص من الجهل واكتساب المعرفة، يكمن في التعليم والعقل وفي الجدرأة علي التفكير ومحاورة ومناقشة من نتلقي منهم المعارف. لو ادرك اصحاب الديانتين ان الخلاص الحقيقي يكمن في التمرد علي ما املته الديانات علينا لاصبح حالنا غير الحال. تحيه ثانية لك مع كل احترام وتقدير.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.