قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 60

القصة:

بالنص التاني من تسعينات القرن الماضي، درجت باللادقية قصة بناء الفلل و القصور الفخمة..

طبيعي كانو بيت الأسد و جماعتهون و بعض العيل الميسورة هنن أصحاب هالعادة..

اللي عندو شفقة أرض بالبلد عمرها، و التاني اللي اشترى شفقة بصلنفة أو كسب و رفعها فيلا أو قصر..

صاحب النصيب الأكبر من تصميم و تنفيذ هالصروح كان المهندس فرج عازار الله يرحمو..

شب مسيحي فلسطيني الاصل، من مواليد اللادقية، و معروف بأخلاقو و بنزاهتو، و كل طلابو بالجامعة بيشهدو على هالشي..

وقع الخيار عليه لتصميم و تنفيذ قصر جميل الأسد و فلل ولادو فواز و منذر على تلة بالجوبة تحت صلنفة..

بيبعتلو جميل الأسد دفعة كبيرة عالحساب و بيقلو أبدا بالعمار..

كل الناس اللي حواليه للمهندس صارو سرا يقولولو : و لك شو بدك بهالعلقة، ما لازمتلك، و الله لتتبهدل و ينصبو عليك..

بس حقيقة ما كان قادر المهندس عازار يقول لأ…

بيبدا حفر و تنفيذ التلات فلل، و كل ما راح ليقدم الفواتير عند تنفيذ كل مرحلة يقولولو: و على شو مستعجل، خلص عالأخير و منحاسبك..

تلات سنين كاملة و هوة عم يشتغل ليل و نهار، صيف و شتا، تحت الشمس و تحت التلج لحد ما إجا اليوم و صار وقت الحساب و التسليم..

قصتنا اليوم هون بتبدا..

بيروح لعند جميل الأسد و آخد معو كل كشوف الحساب و الفواتير..

بوجود ولادو الاتنين فواز و منذر بيقلو: طيب ماشي، خليني راجع هالفواتير و أنا بحكي معك بعد ما أدرسن..

أسعار المواد و كلفتها نزلت خلال تلات سنين، الشي اللي دافعو المهندس عازار قبل تلات سنين أكتر من قيمة المواد بالسوق اليوم و بعد مرور هالفترة..

مهندس جلموء من بيت إبراهيم أخد هالفواتير من جميل الأسد لدراستها و رجع بهالكلمتين: يا استاذ جميل، المهندس عازار واحد نصاب و أنتو بيطلعلكون معو 6 مليون..

بيبعتو وراه للمهندس، و كل فكرو رإيح لحتى يسكر حسابو عندهون، بيتفاجأ بصراخ جميل: يا نصاب بدك تاكل علينا مصاري؟؟؟ روح جيب 6 مليون و تعا..

أخوه للمهندس شخص مقتدر و انسان محبوب بالبلد كتير بيقلو: أنا بعطيك هالمبلغ و خلاص منهون..

المهندس ركب راسو و رفض بالمطلق يعمل هيك..

ينزل من البيت يلاقي شبيحة جميل ناطرينو تحت عم يذكروه بالمبلغ..

يطلع على مكتبو يشوف شبيحة فواز ناطرينو هونيك عم يذكروه بموعد الدفع..

ينزل عالجامعة ليعطي محاضرة يلتقى بشبيحة منذر على باب الكلية : وينون المصاري…

عديلو لفرج عازار و صديقو الشخصي، كل يوم يسهر عندو للساعة 2 الصبح و يتطمن عليه أنو صار بتختو و يروح على بيتو..

شهر كامل، تلاتين يوم على هالحالة..

المهندس راكب راسو ما رح يعطيهون هالمصاري، و هنن لاحقينو من قرنة لقرنة عم يطالبوه..

صارت هالحكاية قصة اللادقية، ما ضل حدا ما حكي فيها..

بينزل عديل المهندس فرج ليلتها الساعة 2 الصبح من عندو، و بيتفقو أنو يلتقو تاني نهار..

بيجي التلفون تاني نهار من الصبح: عديلك المهندس فرج انتحر..

بيدخل بيلاقيه عأرض المطبخ بيبجامة النوم عم يسبح بدمو، و شرايين الأيدين الاتنين مقطعة، و دعسات رجلين مطبوعة على الدم بأرض المطبخ..

الشرطة بتسكر القضية بنفس اليوم عأساس حادثة انتحار..

الشارع اللادقاني بشكل عام، و المسيحي بشكل خاص كانت أنظارو متجهة للكنيسة ليشوفو إذا رح يصلو عالمهندس أو لأ…

من المعروف بحال انتحار شخص، المسجد أو الكنيسة ما باتصلي لروحو..

يومها الكنيسة دعت لجناز عن روحو للمهندس فرج عازار بتحدي مبطن لقرار الأمن و تقريرهون أنو المهندس انتحر..

الحكمة:

قتلوك و قالو انتحرت يا ابن العازار.. روحك بالجنة و روح الفطيسة اللي قتلتك بالنار..

 

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.