ينكر برهان غليون بان المعارضة السورية الرسمية هي سبب عدم انتصار الثورة بعد اربع سنوات من القتل والتدمير والتهجيرّ, كما قال فورد السفير الاميركي السابق الذي اتهم المعارضة صراحة بالخيانة, لانها تنفذ اوامر مموليها من تركيا والسعودية وقطر والاردن, وترمي بالمصالح الوطنية للشعب السوري بالزبالة طالما ان الممولين يضخون لهم المال.
ولكن هناك طريقة موضوعية بسيطة للتحقق من كلام فورد وهل هو يقول الحقيقة ام يتجنى على المعمارضة السورية؟؟
تتلخص هذه الطريقة بفحص رغبة الممولين مع ما تقوله المعارضة وتردده فاذا كان كلام المعارضة مطابق لما تريده الجهات الممولة وتتعارض مع ما يريده الشعب السورية وما تقتضيه المصلحة الوطنية, فهذا يعني بان فورد هو الصادق والمعارضة هي الكاذبة.
أولا: جميع الزعماء العرب بما فيهم الاسد هم ضد التدخل العسكري الاميركي, حتى ولو كان هذا هو الحل الوحيد لاسقاط نظام الأسد, وبالتالي الحل الوحيد لايقاف القتل والدمار والتهجير, لان جميع الزعماء العرب يخشون بان الدور سيأتي عليهم, لذلك نرى ان الجملة الوحيدة التي يرددها جميع اعضاء المعارضة هي :”نرفض التدخل العسكري الاميركي”ّ؟
من مصلحة الشعب السوري الوطنية هي ان تذهب المعارضة الى اميركا وتعقد صفقة معها مبنية على مستقبل المصالح المشتركة بين الشعب الاميركي والسوري, كما فعلت المعارضة الليبية باسقاط نظام القذافي, ولكن الى الآن لم تفعل هذا المعارضة! لماذا؟ لأن هذا الحل الوحيد المتوفر يتعارض مع مصلحة الممولين للمعارضة السورية.
إذا من هنا نرى بأن المعارضة تتكلم بلسان الممولين وليس بلسان مصالحنا الوطنية وهذه خيانة عظمى.
لقد اسر احد الدبلوماسيين الغربيين بان اعضاء المعارضة يرددون جملة :”نرفض التدخل العسكري الاميركي”ّ اكثر من مئة مرة بالجلسة الواحدة لانهم يعرفون بان هذه الجملة هي التي تحقظ استمرار تدفق التمويل لهم.
وكل من يتابع الاعلام العربي يلاحظ بان المعارضة ليس لديها اي شئ تقوله للاعلام سوى القاء اللوم على اميركا وشتمها و ترديد جملة :”نرفض التدخل العسكري الاميركي”ّ.
ثانياً: من مصلحة جميع الزعماء العرب إطالة امد الازمة السورية والحاق اكبر اذى ممكن بسوريا والشعب السوري, لكي يصبح الحالة السورية عبرة لشعوبهم, ولكي لا يفكر اي حر من شعوبهم مجرد التفكير بتغييرهم, ونرى بأن المعارضة حققت هذا الهدف لمموليهم بكل دقة, وذلك بأن لا يفعلوا اي شئ مفيد للثورة على الصعيد السياسي او العسكري, واقتصرت مهمتهم على شتم اميركا وترديد جملة: :”نرفض التدخل العسكري الاميركي”ّ, وهذا بالضبط ما يريده منهم مموليهم.
الذي يقرا بين سطور السفير الحر “فورد” يرى شعور الخيبة والألم لديه من خيانة المعارضة للمصالح الوطنية للشعب السوري ولهثها وراء مصالح الممولين.
نعم ان الغرب واميركا ساعدوا الثورة السورية اكثر من كل الدول العربية والاسلامية والاكثر من هذا فجميع الدول العربية والاسلامية تخون الشعب السوري عن طريق تقديم كل الدعم المادي والسياسي للمجرم بشار الاسد, لان الاحرار هم وحدهم الذين يساعدون ثورات الكرامة والحرية بينما العبيد يكرهون الحرية وجميع زعماء العرب والمسلمين هم من العبيد.
نعم سبب استقالة السفير فورد هو خيانة المعارضة الرسمية للشعب السوري وانا اطالب بمحاكمة المعارضين الاسلاميين واليساريين والقوميين كمجرمي حرب شاركوا المجرم بشار الاسد بطريقة غير مباشرة باطالة امد الثورة واعطائه كل الفرص والغطاء لكي يقوم باجرامه ضد الشعب السوري.