عطونة الخطاب

خالد قنوت
لا أهدف في نقد اسلوب السيد عبد الباري عطوان في الخطاب الاعلامي و السياسي للتناول الشخصي كما يفعل الآخرين و إنما تناول افكاره و تاريخ خطاباته النارية و التحريضية الجوفاء على مدار سنين طويلة. اسلوب انفعالي تحريضي تخديري و ترهيبي في تناول القضايا العربية. كلنا يذكر تسويقه للمشروع القاعدي خلال السنوات السابقة في تناغم واضح مع البروماغاندا الامريكية و الغربية في تضخيم دور القاعدة و التحضير لقيام حروب في مناطق عدة في العالم بحجة مكافحة الارهاب متناسين أن القاعدة هي نتاج مخابراتي امريكي ابان الغزو السوفيتي لافعانستان و تهليل السيد عطوان لمقابلته السرية جداً مع زعيم القاعدة بن لادن.
اليوم, يمارس السيد عبد الباري نفس الخطاب التسويقي لحروب امريكية غربية في منطقتنا في اسلوب تضخيم الحالةالداعشية و امتداداتها العطوانية التي ستصل للصين و الاندلس و روما مهددة الانظمة العربية بتحريض الشعوب العربية للثورة على تلك الانظمة متناسياًُ أن مجرد كلمات ثورة, شعب, حرية هي اتهام داعشي بالكفر يتوجب قطع الرؤوس عليها و متجاهلاً أن مفهوم الدولة يقوم بالتعريف على العقد الاجتماعي بين الحاكم و المحكوم و ليس على طريقة داعش في البيعة أو القتل. نعم داعش ارعبت حتى الثوار لما اظهرته بطريقة اعلامية محكمة و مدروسة عن همجيتها و عنفها و هذا مؤشر اضافي أن الميديا الداعشية ليست إلا صناعة دولية مخابراتية للتسويق لحلول سياسية تفرض هيمنة الدول العظمى على المنطقة بالمطلق دون أفق لتغيير لعقود طويلة قادمة.
عبد الباري عطون, قصداً أو جهلاً, يساهم في تسويق سياسات استعمارية دولية على المنطقة بترهيب الشعوب من مجموعات متطرفة بعثية المنشأ همشها النظام الطائفي الامرو -أيرو – عراقي و تملك من القدرات القتالية و العنفية ما يمنحها فرصة تعميم الفوضى و الارهاب.
عبد الباري عطون, اعلامي عصابي موتور لا يقدم لنا سوى خطاب الترهيب بدل خطاب العقل و الوعي و الصمود لتحقيق أهداف الربيع العربي التي اشعلها البوعزيزي في الحرية و الكرامة الانسانية و المواطنة.
عبد الباري عطوان, يسقط اليوم بقصد أو بجهل, إعلامياً و سياسياً في التسويق لدولة داعش الارهابية الدخيلة على المنطقة و على شعوبها كما سقط في التسويق لبن لادن و تنظيم قاعدته.

dollargun

About خالد قنوت

كاتب ليرالي سوري معارض لنظام الاسد يعيش في كندا
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.