رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق:الشعب السوري بكل مكوناته يستحق الحياة الكريمة ونظام ديمقراطي تعددي

اربيل/ ابراهيم نمر : كلنا شركاء

تأسس اتحاد الادباء والكتاب السريان في عام 1972 على يد نخبة من الباحثين والادباء والكتاب السريان تعرض اعضاء الاتحاد لكثير من الملاحقات الضغوط في ظل النظام السابق وتقلصت عضويته في الاتحاد العام الى عضو واحد يمثله وتعرض الاتحاد لمزيد من الضغوط بسبب طروحاته الوطنية الديمقراطية الحرة المستقلة وصلت للتهديدات المباشرة ومحاولات اغتيال مما ادى لخروج عدد كبير من اعضاءه خارج العراق وذلك في الثمانينات والتسعينات وهذا الجمود رافق الاتحاد حتى 2003 اي بعد سقوط النظام الدكتاتوري والعراق الجديد .
روند بولص كوركيس رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان وفي حديث خاص لموقع كلنا شركاء يؤكد على عزم الاتحاد في الاستمرار مهما كانت الصعاب فيقول” تعرضنا لشتى صنوف العذاب ولم نتوقف وها هو الاتحاد يعود لهيكليته التنظمية ويضع نظامه الداخلي المنسجم مع التغيرات والمستجدات على الساحة الفكرية الثقافية في العراق
ان العمليات الارهابية والنزعة الطائفية التي استهدفت معظم المدن العراقية لاسيما بغداد ألقت بظلالها على الواقع الثقافي والاجتماعي في العراق وهنا اضطر ايضا العديد من الكتاب والادباء في الهجرة والنزوح من جديد لكن هذه المرة نحو أقليم كوردستان كونها أكثر امنا ورغم ذلك لم تكف الجماعات المتطرفة عن تهديد الادباء والكتاب السريان وخاصة الاكاديمين منهم تارة مباشرة وتارة مبطنة كون هم مسيحيون سريان والاتحاد استدرك ذلك وهذا الخطر الدائم حيث قام بنقل نشاطه ومقره الى أقليم كوردستان العراق وتابع عقد مؤتمراته السنوية وكان آخر هذه المؤتمرات المؤتمر الخامس في الحزيران المنصرم حيث اعيد انتخاب روند بولص لدورة ثانية في رئاسة الاتحاد
ومنذ 2010 كثف الاتحاد نشاطه وذلك برسم خطة وبرنامج ثقافي نوعي يستهدف معظم مناطق العراق حتى بغداد وبصرى اضافة الى اصدار مجلة فصلية ادبية ثقافية “سفروثا” والقسم الاكبر من صفحاتها باللغة السريانية ومهرجانات شعرية باللغة السريانية “برديصان” ويقوم الاتحاد سنويا باصدار نشرات برأس السنة البابلية الاشورية “اكيتو” ونشر العديد من الكتب للكتاب والادباء السريان والمساهمة الفعالة في المهرجانات والندوات والاماسي الشعرية وإلقاء المحاضرات وبالاشتراك مع المؤسسات الاخرى داخل العراق وخارجه.
بالاضافة الى تأسيس موقع الكتروني وطبع نحو 1000 نسخة من كتاب ” الاصول الجلية في نحو اللغة الارامية” والاهتمام الخاض بذكرى الشهيد.
اما عن تنسيق الاتحاد مع باقي الاتحادات الفكرية والثقافية أجاب رئيس الاتحاد وقال: لدينا تنيسق دائم مع اتحاد الكتاب العام في العراق ولدينا مكتب دائم وثلاثة اعضاء في المكتب التنفيذي والمركزي .
وكذلك نحن على تواصل كامل مع اتحاد ادباء والكتاب الكورد ونشاركهم المهرجانات لاسيما مهرجان الادب الكوردي,
وفيما يخص الوضع المادي للاتحاد قال بولص ” ليس لدينا اي دعم مادي من اي جهة رسمية او خاصة حيث نعتمد على تبرعات بعض الاصدقاء واشتراكات الاعضاء وبعض المهتمين والداعمين للشأن والادب الثقافي السرياني
وكان المفروض ان يكون هناك مخصصات مادية لاتحادنا اسوة بباقي الاتحادات لكن هذا لم يحصل رغم مطالبتنا المتكررة بهذا الدعم
لكن لا ننكر دعم حكومة الاقليم لعدد من مهرجاناتنا الثقافية لكن ما نحتاجه هو دعم سنوي ثابت والجميع يعلم بإننا تعرضنا في العهود السابقة للكثير من التهميش ولذلك نستغرب من عدم استجابة الجهات الرسمية لمطلبنا رغم قانونية اتحادنا وعراقته .

وحول ما يجري في سورية قال بولص : خلال زيارتي السابقة لدمشق التقيت العديد من النخب الفكرية الثقافية ونأمل من هذه النخب ان تقوم بدورها الثقافي وان تتهيأ لتكون ذو دور وشأن في سورية الغد ” الجديدة ” وان يبرزو ذاك الثراء والتنوع الثقافي في المشهد السوري لكل مكوناته عربه وكورده وسريانه على معاير وطنية صادقة وبمهنية عالية.
يجب انهاء الحقبة التي تم تهميش الفكر والثقافة فيها على ايدي هذه الدكتاتوريات حيث الان دور الابداع الثقافي والفكري لأن النخب التي تكتمت انفاسها في ظل النظام آن الاوان ان تنطلق وتأسس لحياة ومشهد ثقافي ثري وجديد وهذه مهمة كل المثقفين والادباء والكتاب ونحن ننتظر ونتمنى ان نرى اتحادات جديدة تتشكل من كل مكونات الشعب السوري عرب وكورد وكلد واشور وسريان .
وحول دور المثقف في التغير يقول بولص:” دائما المثقف عليه ان يستشرف المستقبل ويحوم في افاقه الرحبة ولا ابداع بدون حرية لذلك على المثقف ان يقوم بدوره في التغير الديمقراطي وهذا موقف وطني وحضاري وانساني يسجل للمثقف فانتفاضة الشعوب المقهورة انتفاضات حقة على المثقف ان يساندها ويدعمها لتنتهي عهود القهر والتسلط لحكام منصوبين على رقاب الشعوب من المهد الى اللحد.
وعن انتفاضة الشعب السوري اجاب بولص: “هذه الانتفاضة التي قاد شرارتها فئات الشعب السوري كلها ومنها النخبة المثقفة كانت سلمية وحضارية لكنها جوبهت من قبل النظام بالقمع والحديد والنار والان هذه الانتفاضة اخذت منحا عسكريا لأن انظمة الاستبداد تستهن بقدرة الشعوب وحياتهم وكراماتهم الشعب السوري يستحق حياة كريمة ونظام ديمقراطي تعددي نأمل ان تتحقق امال الشعب السوري في التغير وفي القريب العاجل .
واخيرا ختم بولص بالقول : نتمنى ان تتشكل الاتحادات المهنية الادبية في سورية على غرار اتحادنا لنرى اتحادات تمثل كل المكونات والاطياف من الشعب السوري من “عرب وكورد واشور كلدان سريان” وسيتحقق ذلك اكيد في القريب العاجل في سورية الجديدة .

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.