خويه حاكم الزاملي وين رايح؟

لم يهضم اولاد الملحة،وهو سوء هضم مزمن منذ سنوات، واقع السيد سعدون الدليمي الذي مايزال يرأس وزارة الثقافة ووكيل وزير الدفاع، وطبعا شتان ما بين الاختصاصيين اللهم الا اذا كان الدليمي نازل من السما بزنبيل.

المهم حاول اولاد الملحة استعمال كميات كبيرة من “الاينو” لتصريف سوء الهضم هذا ولكن يبدو، الاينو طبعا، انه معجب بالانبطاح على معدات هؤلاء الملحة.

ولأن بعضهم اصبح غير مكترث بذلك فقد نسي وظائف الدليمي وعاد يبحث عن الرزق الحلال حتى يوم امس حين زار ابو الطيب صديق عزيزعلى قلبه.

وبعد الترحيب و”شلونك” اغاتي و”شنو الاخبار” سمع ابو الطيب صوت صديقه وهو يقول له بجدية غير معتادة:

كلي انت تعرف حاكم الزاملي؟.

لا لم اتشرف بمعرفته.

تعرف كان وكيل وزير الصحة؟.

اعرف شوية ،ليش؟.

تعرف هسه وين؟.

لا.

هسه يا عيني واغاتي نائب في البرطمان.

أي شكو بيها.

بس عاد ترى طكت روحي منك اشكد صاير دهري.

أي فهمني.

ولك صار عضو بلجنة الامن والدفاع في البرطمان.

هم شكو بيها، قابل الاخرين احسن منه.

ما افتهمت.

عمي.. مو كالوا الصحة تاج على رؤوس الاصحاء .. والتاج هو للملوك واصحاب السلطة وذولة مايكون عندهم سلطة فعلية اذا مو يسيطرون على الامن والدفاع لأنك تعرف ناسنا ينتظرون كل كم سنة بيان رقم واحد.. افتهمت ؟.

لا، بس اللي افتهمه ان القانوني ينضم الى لجنة قانونية والتربوي ينضم الى لجنة تربوية وهكذا.

حبيبي هذا المنطق مال ايام زمان.. لدينا كما قال دكتورنا العزيز جعفر المظفر امس “اطلب العلم من المهد الى اللحد وبما ان اللحد من طين فمن الطبيعي ان نبني مدرسة من الطين” ويشتغل النائب البرطماني في السياسة والاقتصاد والمنوعات وتقديم النكت السياسية مع استعراض لكتبه الجديدة في طبخ الباميا والخيار الفقوس والجاجيك الحامض.

هسه افتهمت؟.

لا بعدني.

عيني روح الى بيتكم احسن قبل ما ابتلي بيك.

قبل ما تطردني اريد انقلّك ما يكولون بالشارع.

يقال ان “حاكم الزاملي اشتهر في فترة حكم رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري بانه “جزار” وزارة الصحة كما يقول مناوئيه، حيث يتهموه بقيادة مجموعات من الميليشيات المتخصصة في خطف الناس من وزارة الصحة والمستشفيات والمراكز الصحية ومن ثم قتلهم ورمي جثثهم في مكبات النفاية، بل وصل الحال به ان شكل كتيبة ميليشياوية مهمتها مراقبة الناس الذين يأتون الى مستشفى الطب العدلي وثلاجات الموتى للبحث عن ابنائهم، واذا عرف ان السائل من مذهب او ديانة اخرى تقوم مجموعة الميليشيات التي تتبنى حراسة مجمعات وزارة الصحة بواجبها على اكمل وجه.

ولك عمي هاي تهمة كبيرة.. ارجو الا تظلم الرجّال.

ناقل الكفر ليس بكافر.. ولكن اولاد الملحة يسألون ببراءة لاتشبه براءة اخوة يوسف حين قرأوا في وسائل الاعلام مايشيب له الراس:

1- من الذي اختطف الدكتور علي المهداوي الذي كان مرشحا

لاستلام منصب وكيل وزير الصحة، حيث تم استدعاءه الى مبنى وزارة الصحة، وحينها تم اختطافه هو ومجموعة من حراسه من داخل بناية وزارة الصحة ولم يعرف له على اثر لحد الان.

2- من الذي اختطف عمار الصفار النائب الثاني لوزير الصحة رغم انه كان مرشحا عن حزب الدعوة؟.

3- “اعتقلت القوات الامريكية حاكم الزاملي وسلمته الى القضاء العراقي بتهمة اختطاف العشرات من الابرياء حيث اعترف بعد اعتقاله مباشرة على وزير الصحة وقدم للمحققين الأمريكان أسماء 61 من قادة فرق الموت في بغداد والنجف والسماوة واعترف باستخدامه عربات الاسعاف لنقل الأسلحة ونقل المختطفين الى منطقة خلف السدة لقتلهم هناك”.

4- وتقول وسائل الاعلام ايضا.. بما ان القضاء العراقي “نزيه” جدا، فقد تم اسقاط التهم الموجهة ضد حاكم الزاملي ومن ثم تم اطلاق سراحه بعد ان عجز الشهود واصحاب الدعاوى من الوصول الى المحكمة للادلاء بشهاداتهم.

فاصل بلا ذمة: امتنع 115 نائبا عن تقديم ذممهم المالية الى هيئة النزاهة البرلمانية للعام المنصرم.

ياهيئة النزاهة.. يامنزهين.. أي غير يكون عند ذوله النواب ذمة بالاول حتى يقدمون الذمة المالية .. ترى انتو بطرانين.     تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.