حوار مع ملحد
سألني اريد أن ارى الله
قلت : لماذا تريد أن ترى الله
قال : لكي أؤمن به فأنا رجل اؤمن بالعقل و العلم ولابد أن ارى الله أن كان موجودا فعلا
قلت : طالما أنك رجل علم فهل تؤمن بوجود الذرة و الالكترون والبرتون
قال : نعم اؤمن فالعلم أثبت بوجوهم
قلت : اثبت وجودهم من أثارهم ولم يرى احدا حتى الان برتونا واحدا بالقدرة البصرية للانسان لايمكن لها أن ترى الالكترون والبرتون والذرة اولا لصغر حجمها وثانيا لسرعتها في دوانها فلايمكن للبصر أن يدركها اذا كانت الذرة على ضألة حجمها وهي تسكن بين يديك لم تستطع رؤيتها فكيف لك أن ترى الله و انت لاتملك القدرة على رؤيته
قال : فكيف لي أن اؤمن به
قلت : من الاثر كما امنت بوجود اشياء لم تراها الكواكب والنجوم في مجرات بعيدة ترى اثرها ولكن لايمكنك أن تثبت أن كانت مازالت في مدارها او انفجرت او تلاشت فضوء تلك النجوم وصلك بعد ان قطع ملايين الاميال في ملايين من السنين
والذرة امنت بها لانك لمست بالتجارب و الحسابات اثرها ولكن كلها هو تصور علمي قاصر حتى الان
أنت اعجز بما منحك الله من قدرة محدودة على رؤيته وما عليك سوى ان تؤمن باثره كخالق لهذا الكون مبدع في خلقه ومن الحسابات تدرك انه لابد ان يكون خلف تلك الظواهر رب خلق فابدع ثم سير الكون بقوانيين و موازين يعجز عقلك عن اداركها
قال : تلك قوانين الطبيعة هي من اوجدت الذرة والالكترون والاجرام السماوية
قلت : اما ان تملك الطبيعه عقلا ناظما فهي كائن او لاتملك فهي محكومة بالحركة العشوائية عندها لايدور الالكترون بانتظام حول مركز نواة الذرة و لاتدور الافلاك و لاتستطع النجوم كمصدر للحياة لدينا فالطبيعة ليس من صفاتها التكامل بين مكونات متباعدة لا رابط بينها و تتفاعل ضمن منظومة متوازنة كما نراها الان فقوة الطبيعة لا تملك الفكر والعقل فهل رايت اعصارا يعصف في مدينة يتجاوز مبنى او طفلا او شيخا كي لا يقتله الاعصار قوة طبيعية هوجاء فهل يصنع الاعصار حضارة ام يدمرها ؟
حوار مع ملحد
