حاشاكم ايها السادة ولكن اين الكلاب?

منذ اعلن دولة رئيس الوزراء نوري المالكي عن مشروع استيراد كلاب مدربة للكشف عن المتفجرات والمفخخات بدلا من السونار المزيف وحتى كتابة هذه السطور استشهد اكثر من الفي مواطن عراقي.
المتابع للاخبار اليومية سيتأكد من هذا الرقم بكل سهولة.
اما لماذا تأخر وصول الكلاب فهذا في طي الكتمان رغم ان الشائعات انطلقت منذ اكثر من اسبوع.
الاشاعة الاولى:الكلاب تحتاج الى تدريب اضافي للتعايش مع حر الصيف وبرد الشتاء ولهذا تم نقل العديد منهم الى صحراء نيفادا للتأقلم مع حرارة الجو.
الاشاعة الثانية: الكلاب اعلنت رفضها الذهاب الى العراق لوجود مايسمى بالقاعدة ومن المعروف ان هذه الكلاب حنونة وطيبة ولاتؤذي احدا ويخيفها ان ترى الجثث في الشوارع العامة.
الاشاعة الثالثة : هذه الكلاب المدربة باحسن ما اجادت به الثورة الصناعية تتناول طعاما خاصا ولايمكن باي حال من الاحوال ان تقبل بمواد البطاقة التموينية.
الاشاعة الرابعة: تأجلت صفقة الشراء بعد ان وجد المشرفين على العقد ان عمولتهم هي “خردة” ةلاتليق بمستواهم الوظيفي.
الاشاعة الخامسة:قيل ان المتخصصين من احدى الكتل السياسية في البرطمان حذر من ان الكلاب تتقمص روح الشيطان وهي كائنات كافرة وجاحدة بنعمة الرب الكريم.
اشاعات كثيرة اخرى انطلقت ومعظمها يحتاج الى تأكيد من مصادر مقربة من مجلس الوزراء.
ولكن لابد لنا ان نتساءل: هل يعادل هذا التأخير دماء هؤلاء الشهداء الابرياء،صحيح انكم تعشقون الروتين وتلوذون في “كتابنا وكتابكم” وتشكيل لجان تشرف على لجان واللجان الاخيرة تشرف على لجان أخرى ولكن الم يصحى ضميركم وانت توعدون الشعب باستبدال السونار المزيف بالكلب الحقيقي ثم تنسون الامر وتتركون المئات يموتون عبثا؟.
هلى الاقل برأوا ذمتكم واستوردوا الكلاب وبعدها لكل حادث جديث.
الاتستحون حين يقول لكم احد اولاد الملحة “ان وعد الحر دين عليه” وبما انكم لم توفوا بدينكم فقد قدمتم الدليل على انكم عبيد،وعبيد السلطة والبحث عن الثراء بلامنازع.
نقطة نظام: في البرطمان العراقي توجد لجنة اعتقد انها عرجاء منذ تشكيلها تسمى لجنة الخدمات والاعمار.
هذه اللجنة اطلقت امس نكتة جديدة حين طالبت بإستضافة رئيس الوزراء نوري المالكي نتيجة عدم انجاز الوزارات 50 بالمئة من مشاريعها الخدمية.
ووعدت رئيسة اللجنة فيان دخيل :إنها ستقدم طلباً إلى رئاسة مجلس النواب لإستضافة رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي على خلفية انجاز الوزارات 5% من مشاريعها الخدمية..وأن استضافة المالكي تأتي لبيان سبب تأخر تلك المشاريع.
وتسأل فيان ببراءة الاطفال : أين ذهبت اموال موازنة العام الحالي والتي بلغت 117 تيريليون دينار عراقي ولم نر خدمات للشعب؟.ويجب ان نحاسب رئيس الوزراء قبل محاسبة المسؤولين الاخرين.
نكتة اخرى: وصف عضو مجلس النواب عن ائتلاف دولة القانون عباس البياتي الكتل المتنافسة على المعترك الانتخابي القادم بالمتوهمة معتبراً ان ائتلافه سيكون الاعلى اصواتا وبفارق كبير وان القائد الحقيقي الذي ابرزه العراق خلال فترة المخاض السياسي هو نوري المالكي مبيناً ان كل هذه الانجازات ما كانت لتتحقق لولا وجود المالكي في السلطة.
واضاف البياتي: ان الفوز الحقيقي للمواطن العراقي هو وجود شخص بكفاءة المالكي خلف دفة الحكم مشيراً الى ان المنتصر القادم بالانتخابات اما المالكي او المالكي.
يذكر ان عباس البياتي كان قد صرح سابقاً ان المالكي لو مات لاستنسخنا نسخة جديدة منه.
خوش نكتة مو؟؟.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.