ثلاثيات الدولة والفخامة والسعادة

لايمكن توفير سوء القصد في حكومة ماتزال في اول طريقها وامامها جبال من المشاكل عليها حل قليل منها على الاقل.iraqdevided
كما لايمكننا توفير حسن النية في هذه الحكومة الا بعد ان نرى كيف يمكن ان تضع حجر الاساس للعديد من القوانين المعطلة عن سابق تعمد واصرار.
ويبدو ان حكومتنا الجديدة تريد ان ترينا الصفات الحسنة للتواضع على اعتبار انه الخطوة الاولى نحو الاصلاح.
ريس جمهوريتنا اصدر قرارا بعدم استعمال كلمة “فخامة”ملاصقة لاسمه.
ريس حكومتنا اصدر قرارا مماثلا بعدم استعمال كلمة “فخامة”قبل اسمه.
وزير الرياضة والشباب هو الاخر اصدر قرارا بحذف كلمة “سعادة” قبل اسمه والاكتفاء بالاسم الوظيفي.
كلً هذا رايع جدا ولكن اولاد الملحة لاتهمهم مثل هذه القرارات ،ويقولون انه بدلا من هذه الجعجعة يصار الى مكاتبة وساثل الاعلام المقروءة والمسموعة واعلامهم بهذا القرار ومطالبتهم بتنفيذه ،اليس هذا هو المنطق.
لماذا؟.
لان ناسنا لايهمهم هذه المصطلحات بقدر التفات الحكومة الى مايعانونه من عشرات المشاكل على مختلف المستويات.
هل تاتيهم الكهرباء وتحد من جشع اصحاب المولدات اذا حذفنا لقب “دولة”.
هل يرجع ربع مليون طفل الى المدارس اذا صدر قرار بحذف لقب “سعادة”.
هل تزاح صخرة عبعوب من المجاري ا وتكون امطار الشتاءه المقبل خير ونعمة اذا حذفنا لقب فخامة.
صبر هذا الشعب طويلا وعانى لاكثر من 50 سنة من القهر والحرمان والفقر والبطالة فهل تفتتح الحكومة برنامج عملها بهذا القرار الذي لايحيد عن كونه استعراضا لاظهار حسن السيرة والسلوك امامه وكانهم يقولون له هانحن خلصنا من اغلب المشاكل وبات علينا ان نلتفت الى بعض التفاصيل الصغيرة فنحن نريد ان نخدم الشعب ونقدم له احلى مافي الحياة بعد معاناته الطويلة ولا يهمنا فخامة او سعادة او دولة فلان.
ومن الموءلم ان نسمع بعض الهمسات هنا وهناك في اطار “اذا كانت هذه البداية فكيف ستسير الامور مع طامات المشاكل العويصة التي تنتظر الحل باسرع مما هو مطلوب.
الغريب ان خبر الالغاء تضمن فقرة غريبة بل وتبعث على البكاء الممزوج بالضحك على هذا الزمن الاغبر.
الفقرة تقول بالترجمة الشعبية العراقية :على عناد البرلمان الذي من الممكن الايصادق على هذا القرار فقد تجاوزناه وفعلنا ما فعلنا.
اي نمط من التفكير هذا الذي يسود اجواء حكومتنا الجديدة،فهل من المعقول ان يتصدى البرلمان لمثل هذه التفاصيل ويعقد الجلسة تلو الجلسة وفي كل مرة توجل الجلسة لعدم اكتمال النصاب.
لانريد ان نصدر احكامنا الان بل سنصبر كالعادة لحين تنجلي الغيوم وتبدا الكثير من القنوات تعلم فن اللطم لانه ليس هناك من مسوول يخرج عليهم وعلى عباد الله بخطاب لايحل حتى عن طريق غوغل او الكلمات المتقاطعة.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.