طلال عبدالله الخوري 22\3\2018 © مفكر حر
من المعروف تاريخيا بأن المملكة العربية السعودية تدعم الحزب الجمهوري الأميركي, وتضع دائما ثقلها السياسي والمالي لصالح المرشح الجمهوري في الانتخابات الأميركية, وهذا التأييد ساهم كثيراً بترجيح كفة المرشح الجمهوري وخسارة الديمقراطيين الكثير من السباقات الانتخابية, وذلك لأن الكثير من الشركات الأميركية وخاصة في مجال الطاقة وصناعة الأسلحة, لها مصالح مهمة مع السعودية, وتشكل مجموعات ضغط ” اللوبيات” التي تؤثر على مسار الانتخابات, وتوجه الناخب الأميركي لكي يصوت للجمهوريين من أجل المزيد من فرص العمل في مجال الطاقة وصناعة الأسلحة وهذه هي نقطة ضعف الناخب الأميركي.
الحزب الدمقراطي يعي تماماً هذه المشكلة التي سببت بخسارته الكثير من الانتخابات, لذلك عندما وصل باراك أوباما الدمقراطي للحكم عام 2011 قرر سحب الورقة السعودية من يد الحزب الجمهوري, وتهميش السعودية من المصالح الأميركية في الشرق الأوسط, والاستعاضة عنها بإيران الشيعية المنافسة على زعامة العالم الإسلامي مع السعودية السنية, ولهذا السبب وضع أوباما هدفاً واحداً وأوحداً لفترته الرئاسية وطبعاً من ورائه الحزب الدمقراطي وهو انجاز الاتفاق النووي مع إيران نقطة ع السطر انتهى.
ولتحقيق هذا الهدف, قدم أوباما الكثر من التنازلات لإيران في برنامجها النووي, وشحن لها مئات الطائرات المحملة بمئات المليارات من الدولارات الكاش, ورفع عنها كل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها, واطلق يدها في سوريا على حساب الثورة السورية, عدا عن اطلاق يدها في العراق ولبنان واليمن وافريقيا.. وكانت مسألة تقريب إيران من السياسة الأميركية وتحييد السعودية مسألة حياة او موت بالنسبة للحزب الدمقراطي, وذلك لكي يزيل من طريقه الدعم السعودي للحزب الجمهوري الذي كان يؤرق مضاجعهم في الانتخابات.
وكنا قد اشرنا في مقال سابق لمقابلة على قناة تلفزيونية أميركية مع الرئيس أوباما, انتقد بها أوباما “الإسلام السني” ووصفه بالمتزمت مقابل كيل المديح لديناميكية وانفتاح ” الإسلام الشيعي”, وقلنا وقتها ان هذا يعني بوضوح ان الشريك الأميركي في إدارة ملفات الشرق الأوسط لن يكون المحور “السعودي- المصري” او “القطري -التركي”, وانما سيكون المحور الإيراني وشركائه ومن ضمنهم نظام المجرم بشار الأسد..
بعد هذه الضربة القاضية التي وجهها الحزب الدمقراطي الى الحزب الجمهوري, ضمن وصول هيلاري كلينتون الدمقراطية ايضا الى سدة الرئاسة خلفاً لأوباما … وكانت كل المؤشرات تدل على ان الدمقراطيين سيحتفظون بالرئاسة عام 2017 .. ولكن الدمقراطيين لم يحسبوا حساب إسرائيل التي جن جنونها من سياسة أوباما مع ايران التي تهدد بإزالة إسرائيل والتي تبني برنامجها النووي, ولم يحسبوا حساب اللوبي اليهودي في اميركا, ولم يحسبوا حساب قوة اللوبي في مجال الطاقة والصناعة الحربية, والذين قاموا مجتمعين بتجنيد القوميين الأميركيين اللذين جاؤوا برجل الأعمال والملياردير ” دونالد ترامب ” الذي قلب الطاولة رأساً على عقب على الدمقراطيين, وفاز بالرئاسة وسط ذهول الدمقراطيين الذين حسبوها من كل النواحي لكي يحافظوا على الرئاسة, وكلنا رأينا هذا بأم اعيننا وعلى شاشات التلفاز..
الآن وبعد وصول الجمهوريين لسدة الرئاسة عن طريق ترامب, من البديهي ان أول شئ سيقومون به, هو إزاحة كل السياسات الدمقراطية التي قاموا بها خلال فترة أوباما, وعلى رأسها الاتفاق النووي الإيراني, وإعادة السعودية الى عهدها كرأس حربة للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط, وبالفعل استثمرت السعودية لهذا الهدف بمئات المليارات من الدولارات كما نرى هذا الان على شاشات التلفزيون عندما زار ترامب السعودية, وعندما زار ولي العهد السعودي اميركا, وقريبا ستكون زيارة الملك سلمان لأميركا.
حاول الدمقراطيون بإفشال الاتفاقيات التي وقعها ترامب مع السعودية عن طريق دعم القيام بإنقلاب بالأسرة الحاكمة في السعودية لجناح أبناء الملك الراحل عبدالله ضد جناح الملك الحالي سلمان, ولكن جاري كوشنر صهر الرئيس ترامب طار للسعودية عندما علم من تقرير المخابرات عزمهم على هذا الانقلاب, وحذر الملك سلمان وولي عهده من هذا الانقلاب , فما كان من الأمير محمد بن سلمان الا ان جمع كل الانقلابيين بفندق الريتز كارلتون الفخم والقى القبض عليهم وانقذ حكمه من انقلاب أبناء عمومته.
من هنا نرى ان الصراع بين الحزبين الجمهوري والدمقراطي ينعكس بشكل ما على الصراع السني الشيعي في المنطقة وليس كما كان يقول الصحفيين العرب الذي لم يدرسوا السياسة والاقتصاد قط بأن أوباما شيعي ولذلك هو يدعم ايران, فلو فرضنا بان أوباما شيعي فهل جميع الدمقراطيين شيعة ايضاً؟
١:ولهذا السبب لا تزال مافيا اليسار الامريكي المزيف تعمل بقوة على إفشال كل سياسات الرئيس ترامب ؟
٢: استقرار حكم ترامب يعني بكل بساطة فتح ملفات الديمقراطيين المعادية لمصالح الشعب الأمريكي وخاصة سياسات اوباما في العراق وسورية والمنطقة ، وهو الذي أفشل إنقلاب الجيش التركي ضد أردوغان ؟
٣: وأخيراً …؟
حقيقة ما تسبب به أوباما من كوارث لأمريكا والمنطقة تحتاج لسنين لمعالجتها، والانكى أنهم لا يتركون الرئيس ترامب العمل على إصلاحها ؟
شكرا للزميل سرسبندار السندي على هذه الإضافة التي اغنت الموضوع مع كل المودة لقلمكم الحر