الشيخ الصغير يريد يصير كبير بحب الحسين

محمد الرديني

مولانا الشيخ جلال الصغير. خطبتك يوم الجمعة الماضية كانت أكثر من رائعة خصوصا وانت تشتم اللصوص والحرامية وقطاع أرزاق الناس وواصحاب النصب والاحتيال حتى على اقرب الناس لهم (مسكين أبو إسراء). لكن أريد انقل لك بعض ما يرددونه أولاد الملحة هذه الأيام خصوصا وانت تعرف أنهم مسلمون عن اب وجد وحتى عاشر ظهر ولهذا فاحاديثهم لا تخلوا من فائدة إذا أصغينا لهم بحسن نية. يكولون انت راح تساهم بقتل الابرياء اللي جايين للزيارة.. شلون؟ انت كلت في خطبتك ان الارهابيين لايثنوننا عن ممارسة طقوسنا الدينية وزيارة الائمة المطهرين. وهذا الكلام جميل لو كان في وضع امني سليم وحكومة تحافظ على ارواح الناس.. كنا نتمنى ان تكون شجاعا وتقول باعلى صوتك “ياشيعة آل البيت لا تزوروا هذه السنة حفاظا على حياتكم وصلّوا في بيوتكم وانووا للزيارة فقط وادوا الطقوس التس تريدونها وانتم ايضا في بيوتكم”. تدري مولانا وانت تلقي الخطبة مالتك استشهد واصيب 28 زائرا عراقيا وإيرانيا اثر انفجار سيارة مفخخة استهدفت تجمعا للزائرين وسط قضاء بلد. وكنت متحمسا في تلك الجمعة حين صرخت: ان وجدتم ان انفاسنا ستكتم بمجرد تفجير مفخخات اوعبوات فانكم مشتبهون تماما، قتلتم الحسين عليه السلام وجزرتم اهل بيته عليهم السلام بصورة لم يحظ التاريخ بابشع من هذه الصورة ولكن ما الذي حصل نادى مناديكم اقتلوهم ولم يبق لهذا البيت من باقية ما الذي حصلتم وما الذي جنيتم. مولانا هذا الكلام مايكوله الا واحد أمي من الهور عنده عاطفة جياشة لأهل البيت مو انت الرجل المرجعي والمعروف في اوساط النجف وما حولها.. لماذا تنظر الى الارهاب بالعين الصغيرة وتقول انه مجرد تفجير مفخخات وعبوات؟. تدري مولانا لو عاد الامام الحسين هذه الايام لقتلناه وبكينا عليه مرة اخرى؟. ارجوك بس اتصل بوزير حقوق الانسان العراقي وأساله كم عدد ضحايا الارهاب منذ العام 2003 وحتى الان واذا تشوفها ثقيلة عليك انا راح اخبرك. قبل 3 أشهر أعلنت وزارة حقوق الإنسان في العراق ( 12 اغسطس/آب) ان عدد ضحايا العمليات الارهابية منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ولغاية الآن وصل الى 70 ألف قتيل و250 ألف جريح، وهي أقل من نصف ما أعلنته منظمات دولية محايدة في محاولة لإعطاء صورة مغايرة عن واقع الموت اليومي في العراق. نقطة نظام: المنظمات الدولية المحايدة تقول ان ضحايا الارهاب بلغ 162 ألف قتيل. شفت مولانا، واذا عندك حاسبة يمكن تجمع عدد الارامل اللواتي ترملن والاولاد والبنات اللي اصبحوا ايتام، وبعد كل هذا تكول بعظمة لسانك احنا ما يهمنا لا المفخخات ولا العبوات النافسة.. شنو مولانا جاي نلعب اتاري؟طبعا انت ما يهمك لأنك وراك 20 رجل حماية (بالمناسبة منين تدفع لهم رواتب.. من الخمس مو؟) اما هؤلاء الفقراء الزوار فحتى الله لم يحميهم بسببكم. والله مولانا كل العراقيين وبكافة اديانهم يحبون آل البيت ويكّنون احتراما خاصا للامام الحسين ولكن مولانا لماذا تريدهم ان يموتوا بهذا الشكل؟هل عجزتم عن ايجاد طريقة لحفظ ارواح الناس غير هذه التجمعات التي اصبحت هدفا سهلا للارهابيين؟. فاصل مشاكس: احد المشاغبين ارسل لك سؤالا ارجو الاجابة عليه بدون الاستعانة بصديق.. هل كنت متحمسا ضد الدولة وقراراتها حين كنت عضوا بارزا في الحرس القومي في مدينة الكاظمية ايام الستينات؟.    تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.