السلام معناه على أرض الواقع أن يشمل التعامل بين الجميع بالود والثقة المتبادلة وتقديم التفاؤل والأخذ بالنوايا الحسنة وهذا نابع أساسا من تربية تكبر مع الصغار من شأنها زرع بذور التعاون لحصد انجازات اجتماعية تقاس على قاعدتها الصلبة مدى تقدم الشعوب صوب التنمية بالحرية المسؤولة والعدالة الاجتماعية و يدي الدولة المبسوطتين إحداها لاحتضان الصالح وتشجيعه بما يجعل اجتهاداته منفعة عمومية صرفة ، و أخراها تمسك بالطالح لمحاورته بالعقل والكلمة الطيبة المؤثرة في نفسيته كابن آدم ينعم بالحواس الخمس ويستنشق أكسجين الحياة ويشرب من نبع الاستمرار في المشي حيث أراد لملاقاة نِِعْمَ أو الذوبان في بِئْسَ ، ولكل اختياراته في الموضوع والخالق يحاسب عباده واحدا بعد الآخر على انفراد ، يملك الوقت الخاص في مثل الوقفة الرهيبة التي لا يمكن تصورها دون الإحساس بارتعاشات الخوف تسري بين خلايا الجسد تقديرا لما ينتظر من حساب عسير لا اعتبار لنفوذ في مجرياته ولا مكان يتبعه لجاه أو مال ، إذ الكل للعلي القدير رب السماوات والأرض .
السلام ليس وليد توقيت معين بعد انتصار أو هزيمة مرفوعة خلاله أفنان زيتون وسرب من الحمام يطلق سراحه لتجسيد ما قد يتفق مع العديد من الناس من مختلف الأجناس كلغة إشارة ، أبدا ، السلام أكبر وأعمق من ذلك بكثير مرتبط شاء من شاء وكره من كره ، بالعدالة ، بالحكم العادل ، بالحقوق الإنسانية الفردية قبل الجماعية ، بأسلوب النطق وما يتخلله من براهين الدلالة بالدراية والمعرفة ، بالإجابات الصريحة عن الأسئلة الصعبة ، بالمقارنة بين السائد من مستويات الفكر والتفكير خلال العقد الأخير وما أطل من الجديد ولو بسنة أو اثنتين ، بالوسائل التدبيرية الدستورية ماديا وبشريا ومدى تأثيرها الإيجابي على العقليات العمومية الحاضرة ، بانسجام المجالس المنتخبة بالكيفية التي تمت فيها عمليات الانتخاب ، بالاعتماد على الطاقات الذاتية والكفاءات المحلية ، وبالتالي الثقافة الرفيعة التي تناقش بالعلم المستجدات ولا تنبطح لسياسات أبان فارضها أنها تساير هواه ليس إلا .
السلام شرط لامتلاك الرخاء إن تم الأخير بحكمة تصريف الإمكانات وفق الاحتياجات خدمة للصالح العام دون تحيز الدولة لعائلات سياسية بعينها لتكون معبودة أغلبية شعبية لا دور لها إلا تقبيل الأيادي والاكتفاء بتنظيف ممرات قد تمر منها الطبقة المحظوظة بصمت لم يعد مفيدا لتأخير نشر سرور السلام وتقديم شرور هيمنة العدم
إن فهمت أنتَ مُدركٌ نصفَ الحقيقةِ والباقي مَرهونٌ بتفسيركَ لما فهمتَ أو اتخذته تصرفاً ملتصقاً بعاداتك أو موقفاً تدافع عنه بقناعة عقلية وراحة ضمير .
ما يقع في سوريا واليمن والعراق وليبيا ليس بسلام ، بل البحث بلغة الرصاص عن تحقيق العدم ، من طرف قِوَى تسعى حماية نظامها خارج ذاتها ، بدفع الأجْرِ أو المشاركة في تخطيط سبَقَ اعتماده قبل الحروب العالمية التي شهدها القرن الماضي وما سبقه لتكوين حدود غير الحدود والسيطرة على حقوق الغير بأسباب واهية لا صلة لها بطموحات الإنسانية ولو كان في جزء ضئيل منها خارج سرب الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والأعراف والمواثيق وما توصلت إليه الأمم المتحدة من اتفاقات شيدت عليها أركان منظمتها وإن كان بأسلوب طغى عليه ما جاء لفائدة الخمسة الكبار الذين لا زالوا يتحكمون في رقاب الدول الأعضاء المعترف بهم أصحاب سيادة .
ما كان للمملكة السعودية أن تنجذب لخيوط المؤامرة ولو بدافع مواجهتها شيعة إيران ، وتقذف باستقرارها لُقْمَةً سائغة لما يحدث الآن في اليمن ، وهي الملزمة بالحياد إتباعاً لمقامها وموقعها وخدمتها لدين الإسلام الذي بفضله تعيش وليس بالنفط ومشتقاته، لو أردنا لها أن تفهم أن السلام بناءٌ للمستقبل دون اللجوء لضرب الأبرياء مهما كانت ملتهم أو عقيدتهم أو جنسيتهم أو اللغة التي ينطقون بها ، ما دام الإسلام دين تعايش وحوار متحضر قائم على الإقناع بالتي هي أقوم ، وليس بضرب الأعناق لفرض بقاء نظام أسرة دون أخريات، وجميعها توحد الله ومن نفس الوطن . لكن البذخ الأجوف في المظهر داخليا، والتبديد المصرفي لتأسيس بؤر الاحتماء في الجوهر خارجيا، وإتباع سياسات ظنتها المملكة السعودية حامية لكيانها، منذ الخمسينيات إلى اللحظة ، ضَرْبٌ من الخروج عن الرقي الفكري السليم، المتواصل مع الثقة الكاملة في القدرات المحلية إن نمَّاها العلم “المطلوق سراحه” ونفضت تلك الجماعة الحاكمة عن تحركاتها تصرفات عهد الجاهلية .
قطعا لن تحقق المملكة السعودية في اليمن أي نتيجة ايجابية تعود عليها بزعامة منطقة الشرق الفاقد وسطه ، أمر الزعامة محسوم بين القطبين المتوافقين خلف جدران مكتبي ” الكرملين” و”البيت الأبيض” ، الصورة غدت أكثر وضوحا بعد الانقلاب الفاشل الذي تعرضت إليه تركيا ، والذي عطل لوقت معين ما كانت المملكة السعودية تنمي به نفسها بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية إن وجَّهَت عنايتها أكثر وأزيد لضرب إيران، الزاحفة منذ زمان، صوب تحالف استراتيجي مع روسيا بوتين واستعادة تعاونها مع أمريكا درجا درجا حتى اعتلاء سيطرتها كنفوذ مالك لسلاح الدمار الشامل على نصف ما يحيطها من كيانات ودول تعتبرها إيران، الخلفية المتسربة من خلالها مهما بلغ الثمن، لضمان انتشار ما تتخذه الهدف الأسمى الذي لا يحسه إلا الملتفين حول ذكرى استشهاد “الحسين” وما تجدده من طموح انتصار خرافي للشيعة على السنة تواصلت عبر الاجيال ، وستكون المملكة السعودية (إن لم تغير خططها) الخاسرة في هذا المجال ، مادامت إيران تركز في إستراتيجيتها على “رمز” تدافع المملكة السعودية على استمرارية نظام وله قائمة في الحكم محدودة من الرجال.
بحث موقع مفكر حر
أحدث المقالات
فيلم "The Quiet Girl"
Published by:أسامة حبيبأهل_السنة الحلقة الأضعف في العملية السياسية/#1
Published by:علي الكاش#هزيمة_حزيران_1967
Published by:ميسون البياتيمباحث في اللغة والأدب/43 حرق الكتب والمكتبات
Published by:مفكرأفكار شاردة من هنا وهناك/18 لعام 2023
Published by:مفكرفيلم "اللعب مع الكبار"
Published by:أسامة حبيباليساري #أحمد_نسيم_برقاوي يمسح الأرض بخرافات #التاريخ_الإسلامي
Published by:مفكر#تركيا كنموذج لعدم تعارض الإسلام والديمقراطية والعلمانية
Published by:مفكرالحاء والباء
Published by:عصمت شاهين دو سكيفيلم "Top Gun":Maverich "
Published by:أسامة حبيب#محمد_الماغوط: الزرافة #سأخون_وطني
Published by:محمد الماغوطاطلاق سراح الإرهابي أسد الله أسدي…
Published by:حسن محموديلا تخف انا معك
Published by:صباح ابراهيممن تاريخ الاسلام
Published by:صباح ابراهيمالتحريف اللغوي في الإسلام
Published by:صباح ابراهيممبادئ الإسلام السياسي
Published by:صباح ابراهيمأسباب أزمة المشروع التحرري الفلسطيني، وإمكانية تجاوزها
Published by:مفكرالإعدام في #إيران عامل لإثارة الرعب أم دافع للانتفاضة؟!
Published by:حسن محمودي#الأب_بطرس_الجط: قصيدة فخر واعتزاز
Published by:مفكرالخلاف والأختلاف في الصلاة والسلام على " محمد "
Published by:يوسف تيلجيمنتخب شباب تونس يكشف عورة المدرب العراقي
Published by:اسعد عبد الله عبد عليكتاب إيقاعات وألوان
Published by:عصمت شاهين دو سكيتصدير الديمقراطية الأمريكية لماسحي الأحذية
Published by:علي الكاشاحاديث اسلامية منوعة
Published by:صباح ابراهيم#تشومسكي ومسؤولية المثقفين
Published by:ميسون البياتيمباحث في اللغة والأدب/42 حب الكتب وذمها في التراث العربي
Published by:مفكر#لقاء_سري_جدا_مع_السيد_إكس
Published by:يوسف تيلجيجلادون في الوسط الأكاديمي؛ فماذا بعد في سجن #إيران الكبير
Published by:حسن محمودي#شاهد #مظفر_النواب #لحظة_في_حمام_إمرأة_أموية_ساخنة
Published by:مفكرصيف ساخن ينتظر #دمشق
Published by:مفكرأوروك مدينة الحضارة الأولى
Published by:عضيد جواد الخميسيأفكار شاردة من هنا وهناك/17 لعام 2023
Published by:مفكرمفهوم الحب عند الإنسان المعاصر في ظل العولمة وثورة الاتصالات والتكنولوجيا
Published by:فواد الكنجييجب طبع عملة فئة خمسون دينار عراقي
Published by:اسعد عبد الله عبد علييصافحون باليمنى ويطعنون؛ ويدسون السم باليسرى
Published by:مفكرانبعاث #الأمويين من جديد في #إسبانيا! #بنو_أمية في #الاندلس من جديد
Published by:مفكرالديمقراطية في #العراق وهم داعب عقول الحالمين
Published by:علي الكاشاحتفاليّةُ عشتار العربيَّة في عَبَلّين الجَليليّة!
Published by:آمال عوّاد رضوانأضاءة .. الأسلاميون في الغرب
Published by:يوسف تيلجيأنا صديقك المدلل
Published by:عصمت شاهين دو سكيالهدف من زيارة #ابراهيم_رئيسي ل #سوريا؟
Published by:حسن محموديانقلاب القوى في معركة بدر
Published by:اسعد عبد الله عبد عليمأساة سياسة القوى العظمى
Published by:ميسون البياتيمباحث في االلغة والأدب/41 حب الكتب في الشعر
Published by:مفكرظاهرة النينيو والنينيا
Published by:ميسون البياتيالكتاب المقدس وقصة الخليقة
Published by:صباح ابراهيمأفكار شاردة من هنا وهناك/16 لعام 2023
Published by:مفكرفيلم "The Whale"
Published by:أسامة حبيباسرار الخلق هل لها اجوبة ؟
Published by:صباح ابراهيمقراءة … للآية 55 / سورة آل عمران – وجهة نظر أولى
Published by:يوسف تيلجيماذا يفعل حميدتي والبرهان داخل الحلبة .. وماذا يريدون من #السودان
Published by:حسن محموديفيلم "The Whale"
Published by:أسامة حبيبالقضية على صفيح ساخن
Published by:ابراهيم امين مؤمنعندما يغيب القط ترقص الفئران على المنضدة
Published by:علي الكاش#شاهد #المقبرة_المسيحية في #النجف تاريخ شاخص على مر الزمن
Published by:مفكرحالة عشق
Published by:عصمت شاهين دو سكيالكويت قبل شهر من الغزو -1-
Published by:اسعد عبد الله عبد عليفيلم "يحدث في غيابك"
Published by:أسامة حبيبأحدث التعليقات
- س . السندي on من تاريخ الاسلام
- همام ابن الحارث on احاديث اسلامية منوعة
- Ziyad on النبيّ موسى ..حقيقة أم أسطورة ؟ ( الجزء الأخير)
- الرواسي الصفراء on قراءة … للآية 55 / سورة آل عمران – وجهة نظر أولى
- صباح ابراهيم on قراءة … للآية 55 / سورة آل عمران – وجهة نظر أولى
- عبد الله on شيخ مسلم يعترف ان المسيح هو الله
- shaikhirtaza on في الشخصية المحمدية (1) مع أستطراد لزواج الرسول من خديجة بنت خويلد – قراءة نقدية
- منصور سناطي on كيف تحكم #العراق ؟
- FREUD THE CONTEMPORAN on من بشر محمدا انه سيكون نبي العرب ؟
- س . السندي on كيف تحكم #العراق ؟
- evilwarrior on تشابه القران “سورة يس الآيتين 78 ، 79” مع الكتاب المقدس
- Iman hassan on دليل بأن اهل السودان هم الفراعنة الحقيقيين
- س . السندي on أطرق على الحديد وهو ساخن جداً
- shaikhirtaza on ” رضا الوالدين أهم من طاعة أمك و أبوك ”
- س . السندي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- جابر on ** إلى متى يبقى شيخ #الازهر … يكذب على المسلمين **
- evilwarrior on #المسيحيون_العرب تاريخهم واصالتهم
- evilwarrior on #شاهد شيخ يؤكد أن مريم العذراء ستكون زوجة محمد في الجنة ..#ماغي_خزام
- evilwarrior on #شاهد شيخ يؤكد أن مريم العذراء ستكون زوجة محمد في الجنة ..#ماغي_خزام
- ابو ازهر الشامي on #شاهد شيخ يؤكد أن مريم العذراء ستكون زوجة محمد في الجنة ..#ماغي_خزام
- evilwarrior on الدالي لاما على خطا السلف الصالح نبينا وحبيبنا محمد بن عبد الله (ص)
- evilwarrior on ** إلى متى يبقى شيخ #الازهر … يكذب على المسلمين **
- evilwarrior on العبودية في الإسلام 25
- f on ** إلى متى يبقى شيخ #الازهر … يكذب على المسلمين **
- سام فلوريدا on للأسف لن يتزوج اي من ابنائي صبية سورية او شرق أوسطية
- ابن مسعود on #شاهد شيخ يؤكد أن مريم العذراء ستكون زوجة محمد في الجنة ..#ماغي_خزام
- مفكر on قتلى المخابرات الروسية في دير الزور تجاوز الألف
- مفكر on #بوتين ينهار وسينتهي في #روسيا وسينتج عنه انهيار #الأسد في #سوريا و #الولي_الفقيه في #إيران كتحصيل حاصل
- ابن الرافدين on ” البارقليط ” بين المسيحية والأسلام
- ابن الرافدين on #شاهد شيخ يؤكد أن مريم العذراء ستكون زوجة محمد في الجنة ..#ماغي_خزام