ازعاجات الشلاه مازالت مزعجة

محمد الرديني 

يعتقد اولاد الملحة ان الوقت قد حان ليأخذ علي الشلاه اجازة طويلة وليقضيها مثلا في ربوع لبنان او دبي او أي مكان آخر يراه مناسبا ولكن الافضل ان يختار مكانا لايعرف ناسه اللغة العربية حتى يظل صامتا طيلة مدة الاجازة.

واذا لم يكونوا طمّاعين في هذا الطلب فلهم طلب آخر هو ان يترك الشلاه مهنة الخياطة في تصريحاته الفولاذية.

ليس من سبيل لأقناع اولاد الملحة بأن الشلاه حريص على امن الوطن .. فالكلام وحده لايجدي شيئا ولايقضي على الارهاب بل يجلب السخرية لصاحبه.

اقرأوا ماذا قال امس هذا الشلاه: إن العراق يتعرض إلى هجمة إرهابية ذات مقاييس دولية، داعيا الجميع الى عدم التعاون مع الارهاب.

خويه الشلاه ،شنو تعني بالمقاييس الدولية.. هل تقصد ان الدول التي تعنيها لها خياطون مهرة حتى فصلوا وقاسوا الارهاب ووزعوه على الدول النايمة التي تعيش فيها انت الان؟.

ولا نعتقد انك تقصد بالمقاييس هي “الاممية” فهي كلمة شرانية ولايستعملها الا الملحدين وانت لست واحدا منهم.

ثم من هو الذي يتعاون مع الارهاب؟. اسألك بالله هل انت صادق فيما تقول؟. هل بذلت قليلا من الجهد حتى ترى عدد الذين يعملون في الوزارات ويتعاونون بشكل علني مع الارهاب؟ هل تعتقد ان فقراء هذا الشعب ونسبتهم اكثر من نصف السكان يتعاونون مع الارهاب؟.

هل مشعان الجبوري ارهابي؟.

هل طارق الهاشمي ارهابي؟.

هل علي الدباغ ارهابي؟.

هل سعدون الدليمي ارهابي؟.

هل باقر صولاغ ارهابي ؟.

ثم هل انت ارهابي؟.

انها قائمة طويلة عريضة لاتسعها اطنان من الورق.

ويبدو انه بعد 12 سنة من القتل والدمار وسحق الذات العراقية تكتشف سيادتك إن “التراجع الأمني مشكلة، ينبغي إن ننتبه لها فالتنظيمات الإرهابية تستغل جميع الأماكن ألرخوة وأحيانا تجمعات المواطنين في المناسبات”.

ياسلام على تحليلك الديموثولوجي ذو الطابع الرخوي.

هل تعتقد انك تخاطب اطفال بالروضة أم انك تريد تقول للناس انك هنا ومازلت تنق بتصريحاتك؟.

وتقول إن “تنظيم القاعدة الإرهابي يريد العودة إلى الساحة العراقية من خلال الظرف السياسية الحالية، لذلك نتمنى على الجميع الحرص وعدم الانجرار وراء التصعيد الإرهابي وعدم إعطاء إي ذرائع لأي إرهابي في إن يستهدف إي عراقي، من اي محافظة، ومهما كانت توجهاته السياسية، معارضا كان أم مؤيدا للعملية السياسية”.

اذن تنظيم القاعدة يريد العودة للساحة العراقية.

هل ذكرت لنا اين هو الان قبل ان يأتي الى الساحة العراقية.

ويبدو انك تحب برنامج من يربح المليون ولهذا تتساءل بنفس المقاييس”هل تدهور الوضع الامني تقصير من القيادات الامنية ام اننا نتعرض في العراق الى هجمة إرهابية بمقاييس دولية لا تستطيع دول كبرى ان تكافحها، ولذلك لا يمكن القاء اللوم على القيادات الامنية”.

حسنا ايها الخياط لن نلوم القيادات الامنية ان كان في سجون الرصافة او ابو غريب او الكرخ لأنها حسب رأيك لاتضم الا الارهابيين اما الذين اطلق سراحهم قبل يومين فهم “شيش عوازة”.

وبعد المقاييس الدولية تتمادى اكثر لتقول ان “هناك اربع دول اقليمية ودولية تتلاعب بالملف الامني العراقي كورقة ضاغطة”.

ارسينا على بر ايها الشلاه، اما دولية او اقليمية.

اذن ماهو دورك وانت في اعلى سلطة تشريعية؟. هل رفعت شعار”انا ياهو مالتي” ام ان ملايين الدولارات التي تتقاضاها كراتب ومخصصات وايفادات اعمت فيك البصيرة؟.

فاصل لجان عذراء داخل شرنقة: خلال أربع سنوات شكلت الحكومة ما يقارب 790 لجنة تحقيقية، غير أن العديد من اللجان لم تكشف عن نتائج تحقيقاتها خلال الفترة المقررة لها.

ليس لذلك الا تفسيرا واحدا، اما ان الشعب”لاهي بس يلطم” واما ان القادة امثال الشلاه يعتبرون ان هذا الشعب مثل الزوجة .. آخر من يعلم.      تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.