ارجعوا على كسب، ما حلوة من دونكون

انتقلت خلال الثورة بين تلات بلاد .. وطني سوريا ، و ملاذي دبي الحبيبة ، و حاضري الولايات المتحدة..kessabchurch

عشت في دبي سنين طويلة قبل الثورة و خلالها ، ما سمعت بيوم من الايام حدا من أهاليها الكرام قلّي : ” اذا ما عاجبتك دبي، روح شوف مكان تاني تعيش فيه “
انتقلت للولايات المتحدة لأسباب خاصة، و من شهرين لتاريخ كتابة هالبوست و مع إنّي ما زلت بأيامي الاولى ، ما شفت أميركي بيحمل صفة عامة او خاصة قلّي : ” هيك بلدنا، اذا ما عجبتك روح بلّط البحر و دوّر على شي بلد تاني”

عم احكي عن تجربتي الخاصة لأوصل للفكرة العامة..
مع انطلاق عمليات جبهة الساحل المباركة، حصلت جملة من التناقضات الاجتماعية اللي لعب عليها النظام ، ومارس فيها الفتنة اللي بيتفوّق فيها عالجميع..
بالبداية لازم قول انو اهل الساحل بيستاهلو يحاربو منشان حريتهون كمان، و مو ذنبهون انهون عايشين بمحيط مليء باللي وصفوا نفسهون بالأقليات، و من حق اللادقاني ينعم بحريتو و يناضل منشان يحصل عليها متلو متل اي مواطن سوري خارج هالمدينة الحزينة..
سمعت و قريت كتير بوستات و تعليقات على صفحات المعارضين، و بحالة من الغضب المبرّر بكتير من الأحوال عم يدعوا إخواننا الأرمن للبحث عن وطن تاني الهون اذا ما عاجبتهون سوريا الثورة..
مع تحفظي على موقف الأرمن بشكل عام من الثورة السورية و على مشاركتهون اللي بالكاد ترى بالعين المجردة ، و لكن ما بيحق لأي مواطن سوري عينو على سوريا الحرية انّو يوزّع شهادات الملكية و الوطنية على أي مكوّن أصيل من مكونات هالبلد اللي منفتخر فيها..

اما التناقض الاخر اللي لفت نظري و هوّة الأخطر ..
و هون بدي خاطب إخواننا الأرمن اللي نزحوا من كسب خوفاً من اللي سمعوا فيه و لجأو الى الخوف اللي شافوه بعيونهون..
انتو بتعرفوا عين المعرفة مين هنن اخوانكون العرب من مدينة اللادقية و اللي عاشو معكون من مية سنة و افتخروا بوجودكون و شاركوكون اعيادكم في أسكوران و غيرها، و قاسموكون بالحق لقمة عيشهون و عيشكون.. كيف ممكن تعتقدوا انو ابن الخلاص و ابن الكلية و ابن الجود و ابن البنشي و ابن الصهيوني و غيرهون و اللي شاركتوهون ذكرياتكون الحلوة و المرّة ، و اللي قاموا بواجب عزاءكون في كل سنة بذكرى مجزرة الأرمن الله لا يعيدها لا علينا و لا عليكون، انهون طالعين يدبحوكون اليوم و يشربوا من دمكون و يبيعوا اعضاءكون في سوق الأعضاء..

شباب اللادقية دخلو كسب ضيوف عندكون و بايدهون هدية غالية، هدية تخليصكون من وصفكون بالاقليّة.. ضيوف الهون ناطرين على أبواب بيوتكون أسبوع كامل ناطرينكون لتفتحوا الهون الأبواب ، لا تخجلوهون و تردّو ضيوفكون خايبين و انتو اهل الضيافة..
ارجعوا على كسب، ما حلوة من دونكون ، و بلا قلّة عقل و غلاظة..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.