أين يأخذنا الإخوان والأدعياء ؟

أين يأخذنا الإخوان والأدعياء ؟

رعد الحافظ

منذُ فتحتُ عينايّ على هذا العالم , والصرخةُ الكُبرى تنطلق من حناجر أدعياء الوطنيّة , تشّقُ طبلات آذاننا
بما يعني / أنّنا خير اُمّة اُخرجت للناس وأفضل خلق الله إحسانا , وأخلاقاً وعلماً وأدباً وحضارةً . فكم منكم مصدّقون ؟
كنّا نسمع لفظة الإستعمار في اليوم عشرات المرّات .
فهل بالكلام وحده , نحيا ونعمل وننتج حاجياتنا وطعامنا من دون المُستعمر ؟
في الواقع / نحنُ حاولنا أن نستقل عن ذلك الإستعمار , لكن لم نحاول يوماً التحرّر من عبوديتنا لماضينا التليد / المزعوم والمُبالغ فيه ,غالباً !
نحنُ ننظر لما ينتجهُ الآخر , ونأخذ ذلك الإنتاج وتلك الحضارة ونتمتع بها بلا أدنى تعب أو خجل , ومع ذلك نلعنهم ليل نهار .
وماذا ننتج نحنُ في المقابل ؟
لا شيء البتّة ! اللهم إلاّ ما جادت به علينا باطن الأرض من ثروات طبيعية . وحتى إستخراج تلك الثروات لم يكن بعلمنا وكفائتنا وتقنياتنا
( هو أحنا عندنا تقنيات أصلاً ؟ )
بل بما إكتشفهُ وإخترعه وقدّمهُ لنا الغرب الكافر الإمبريالي العميل .
حتى الدشداشة والسبحة وسجادة الصلاة نستوردها من الصين .
هذا وضع مُخجل بالتأكيد لكل ذي حسّ وكرامة !
لكن ماهو ردّ فعل ذوي النفوس الضعيفة القلقة لإخفاء هذا الوضع المُخجل البائس ؟ هل ينتفضون للعلم والعمل ؟
أبداً , بل يقولون لنا بمنتهى الغباء / كلّ مَن يُفكر ويكتب بطريقتكم , هو خائن عميل مُثبّط للهمم مازوخي يجلد نفسهُ وشعبه وبني قومه .
يا إلهي على ذكائهم المفرط / هل بطريقة سفهاء القوم , سنتقدّم شبراً الى الأمام ؟
أم بمواجهة النفس والواقع ووضع الحلول بضمير إنساني يُنصِف الجميع ؟
كيف يستسيغ المنافقون والمخادعون , الأخذ بكل ما أوتوا من قوّة من ذلك الآخر , بل المخاطرة بالنفس في سبيل الهجرة والإستقرار هناك
ثم بعد ذلك إلقاء كلّ مشاكلنا وتخلفنا وبؤسنا على ذلك الآخر ؟
أين الإنسانية والعقل والحكمة والدهاء في ذلك ؟
***********
إستراحة مع شريط فيديو
شريط حُلم الخلافة / الولايات المتحدة العربية الذي سيحققه / د.محمد مرسي . وعاصمة الخلافة / هي القدس
والإسلاموي الدموي ( تقريباً ) د. صفوت حجازي , يُردّد من أعماقه والجموع تُردّد ورائه … بكره مُرسي يحرّرغزّة !
( تذكرت / مورسي الزناتي , إتهزم يا رجّالة / بالإنكليزي )
وعلى القدس رايحين … شهداء بالملايين !
http://www.youtube.com/watch?v=QI3wG3loKlA&feature=youtu.be
أمّا شريط النائب السلفي / علي ونيس / فإبحثوا عنه بأنفسكم
كي لا أكون مُشجع على النميمة ونشر الرذيلة .
**********
دروس من البطولة الأوربيّة / يورو 14
1 / بعض المشجعين الألمان توصلوا لحلّ إقتصادي ( رغم إمكانيّات الألمان المعروفة للجميع ) للتخلّص من الإرتفاع الجنوني لأسعار الفنادق في أوكرانيا بمناسبة البطولة الأوربيّة .
فقام بضعة مئات منهم , ببناء معكسر من الخيم البلاستيكية في إحدى غابات أوكرانيا للإقتصاد في تكاليف تشجيع فريقهم / المانشافت .
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=701142&SecID=298
شوفوا الأمان والحريّة كيف تُساعد على التفكير السليم .
2 / ظاهرة اُخرى جميلة , هي قيام أفراد وعوائل أوكرانيّة بإستضافة بعض المشجعين ( مجاناً ) عن طريق إعلانات في الإنترنت / متبادلة بين الطرفين
شوفوا الإنسان في الغرب هل يستحق شتائم الجاهلينا ؟
أكاد أسمع أحدهم يقول / أين الشرف والبؤرة والمرود والمكحلة !
3 / الإتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” يتخذ إجراءات تأديبيّة ضد الإتحاد الروسي بسبب “السلوك غير اللائق” للمشجعين الروس خلال مباراتهم مع الفريق التشيكي , والتي فازوا بها بأربعة أهداف مقابل هدف , وذلك بسبب قيام بعضهم بتقليد أصوات القردة ضدّ لاعب تشيكي ذو بشرة سوداء .
شوفوا العنصرية كيف تُمنع ويُعاقب من يقوم بها . ولا تهاون في ذلك !
بينما عندنا العنصرية والطائفية نقوم بها ضدّ بعضنا في حالة عدم وجود غريب بيننا / ولله في خلقهِ شؤون وشجون وبلاوي زرقة !
http://arabic.euronews.com/2012/06/10/euro-2012-uefa-probes-behaviour-of-russian-fans/
4 / أخيراً عن شامل عبد العزيز / عن المعلّق الرياضي عصام الشوالي
أن الرقم التالي ( إنتبهوا جيداً ) , ثمانية مليارات يورو هي عائدات هذه البطولة في كلٍ من إوكرانيا وبولندا وهما الدولتان المُنظمتان لها .
وعن آيار العراقي / عن جريدة أفتون بلادت السويدية / أنّ أرباح مكاتب الرهانات ( بعد ذهاب نصفها لدائرة الضريبة ) هي 100 وتقرأ مئة مليون يورو
فأنا الآن ألوذ بكل من كتب عن فائض القيمة ( ومن فائض القيمة ما قَتَل ) , ليفسّر لنا ماذا نعتبر تلك المليارات الناتجة عن البطولة ؟
وهل يمكن لأوكرانيا وبولندا , الإستفادة منها في بناء مشاريع إنتاجيّة ومصانع جديدة ؟
أم أنّها محض سراب ووهم وخيال / لا حقيقة لهُ على أرض الواقع ؟
أفتونا مأجورين , بلا شتائم وتخوين !

تحياتي لكم
رعد الحافظ
10 يونيو 2012

About رعد الحافظ

محاسب وكاتب عراقي ليبرالي من مواليد 1957 أعيش في السويد منذُ عام 2001 و عملتُ في مجالات مختلفة لي أكثر من 400 مقال عن أوضاع بلداننا البائسة أعرض وأناقش وأنقد فيها سلبياتنا الإجتماعية والنفسية والدينية والسياسية وكلّ أنواع السلبيات والتناقضات في شخصية العربي والمسلم في محاولة مخلصة للنهوض عبر مواجهة النفس , بدل الأوهام و الخيال .. وطمر الروؤس في الرمال !
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.