مريم الثيب .. وشِباكُ الآباء الأوائل*

 العذراء مريم ..magdjna

هذه الشائعة ليست الشائعة الأولي ، ولا الشائعة الأخيرة التي لا تبدو أقلَّ سكينة عند التماس مع المنطق فحسب ، وإنما لا تجد ملجأً للانسجام مع أيِّ منطق علي الاطلاق ..

هذه الشائعة أيضاً ، ومنذ حداثتها ، لا تسكن حيزاً ممتلئ الدلالات تربِّي فيه أعشاشها ليتحقق وجودها ، ويحفظ لها حرارتها المجردة علي الدوام ، ويدعمها بامتدادات نشطة تمكِّنها من العبور الذاتيِّ إلي أزمنة تتجاوز اللحظة التي ولدت فيها إلي نسق من الديمومة ، هذا جعلها منكمشة علي تلك اللحظة ، وجعلها أيضاً تنسحب مباشرة إلي الإحالة ، بل المبالغة فيها ، كلما تقدمت في العمر ، لولا أن التزاحم حول الشغف غير الصحِّيِّ بما يظنُّ مقدساً يردع العقول عن الدوران حول لماذا هو مقدس ، وأين موطن قداسته ، تماماً ، كما تجعلنا عبقرية بيكاسو ، وعبقرية لوحته الشهيرة (آنسات أفينيون) ، ننسي دائماً ، أو نتناسي علي وجه الدقة ، أنها صنعت خصيصاً لتكون واجهة لبيت دعارة !!

لقد عاشت هذه الشائعة حتي الآن لأنها الشريعة العائلية والإرث المكتسب بمجرد الميلاد والمعلق في النوايا كصليب لا يقود إلي خلاص ، لا لأنها جديرة بالحياة سوي في العقول التي تتمسَّك بحياتها !!

ولأنها أيضاً ربحت مع ظهور الإسلام حيوية باهظة وأبعاداً إضافية ، ولأنَّ الآباء الأوائل ، وهذا هو الأهم ، قد نسَّقوا بارتجال مكيدتهم دون أن ينتبهوا ، لحسن الحظ ، إلي ارتجالية تلك المكيدة ..

قبل أن أصعدَ في دواعي الشكِّ في بتولية مريم ، وعلي جذوع الأناجيل فقط ، أتصور أن هذه الخرافة جزءٌ حقيقيٌّ وعميق من بنية المسيحية ككلِّّ ، وأنها تتحول ، تماشيا مع هذا التصور ، ممرَّاً للانكشاف علي احتمالات متعددة وناجمة عن تماهي نصوص الأناجيل حتي وقت غير بعيد ، مع تداعيات الضرورة اللحظية !!

استحالة التوافق تلك بين الأناجيل التي تعتمدها الكنيسة القويمة ، وهي أيضاً أكثر جدارةً بمسمي اليوميات ، أقول استحالة التوافق بينها في سرد الأحداث ، حتي ليطال التضارب بينها نسب “يسوع” نفسه ، ينجم عنها شكوك قاتلة وأبواب مشرعة للرجم بالوقوف علي حافة الخلق الشهيرة ، كما تتسبب الأجوبة التي لا تستقيم مع عبث الواقع في انعزالها عن الحقيقة وتحريض الريبة في صحتها !!

إنَّ المرء ليعجب من تلك المعايير التي اختار بناءاً عليها يسوعُ تلاميذه ، تلك المعايير التي لا تقدِّر الفارق الرحب بين صيد السمك وصيد الناس ، ” اتبعني لأجعلك صيَّاد ناس” ، لا ندري كيف سارت الأمور لكنها نجحت مؤقتاً ، غير أنَّ صيَّادي السمك بعد أن فقدوا الرمز الذي هو المخلِّص كما تصوروا ، وخرجوا لصيد الناس كانوا كأسماك سرقوا منها حكمتها ، مع ذلك ، فإن الفضل في مائية المسيحية التي تخال من أجلها دين سلام ومحبة ، حين لا يوجد دين يظنُّه الناس سماويَّاً يدعو للسلام ، يرجع إلي هؤلاء الصيادين لا لمائية الفكرة من تلقائها !!

وإنَّ المرء لا يملك أيضاً إلا أن يعجب من ركون “يسوع” إلي الثقة في صلاحيتهم لاستئناف فكرته حتي بعد أن عاين لسلةٍ من المرات خذلانهم ، حتي “بطرس” ، أشهر تلاميذه ، والصخرة التي بني عليها كنيسته ..

لقد اتَّخذوا الفرار ملجأً أميناً أكثر من مرة ، كما تروي الأناجيل ، من المربع المنذر بالخطر حرصاً علي الحياة وتركوا “يسوع” يجاور الخطر هو والتلميذ الذي كان يحبه ، كما تسميه الأناجيل ، وحيدين ، يأخذ خوفهما مكانه بين الأشياء !!

ولابد هنا أن أشير إلي أن أضخم علامة استفهام في تاريخ المسيحية تقف كمنارة خلف هذا التلميذ تحديداً ، ليس هذا فقط ، بل أضفي التضارب حول شخصيته علي شخصيته ظلاًّ شاحباً من اللاشئ !!

من يكون ذلك التلميذ الذي لا ترشد الأناجيل انتباهنا إلي وجوده في حضرة يسوع إلاَّ عارياً ؟

قيل هو “يوحنا” ، ويمنعني إعجابي الشخصيِّ بصوفية “يوحنا” الصارمة ، علي أنَّني يمكن ببساطة أن أردَّها إلي تأثره الباهظ بتعاليم رهبان قمران ، كما “يوحنا المعمدان” ، لا إلي امتلائه بالمسيحية نفسها ، أقول ، يمنعني إعجابي بصوفيته أن أصدِّق أنَّهُ هو ذلك التلميذ !!

ثارت الشكوك أيضاً حول “لعازر” مرفوعة علي زند نصٍّ إنجيلي يسرد خلوة له مع “يسوع” وهو يرتدي فقط غلالة شفافة !!

هذا التخمين أيضاً لا ينبِّهُ نظرية ..

لعلَّنا ظفرنا بسؤال متطلب !!

لماذا أراد أولئك الصيَّادون أن يلمِّحوا للمؤجلين بمثلية “يسوع” ؟؟

إنَّ إضاءة هذا الحدث بإسراف ، وليس جمال الإضاءة الإسراف ، وباحتفال أيضاً ، كأنه متفق عليه ، لهي من أكبر محرضات الريبة في صحته ، بل ومن محرضات الريبة في أنَّ خلفه شيئاً يرادُ الاحتفاظ به في العتمة !!

لكن ، لحسن الحظ ، أن حروف العلة عندهم وصلت إلينا غامضة ومنخفضة كجذور !!

وإذا كنت أرجح أن ذلك السرِّ الذي أرادوا أن يحتفظوا به في العتمة ، هو نفس السرِّ الذي أفشاه ، بتواضع غير الرواد ، السيد “دان براون” في شيفرة دافنشي ، فلأنها الحقيقة !!

تلك الهوة التي نكاد نلمسها ونوشك علي البرء منها !!

علاقة “يسوع” الغامضة بـ”مريم المجدلية” ما أعني ..

ستظلُّ “مريم المجدلية” ، تلك الشخصية العامرة بالألغاز التي تحتاج إلي تأويل ، هي المحور الذي تدور حوله المسيحية في كل أطوارها ، ولعلَّ بقية التلاميذ قد سبقونا إلي تقدير خطر اكتشاف كلِّ ما ينتمي إلي تلك المرأة علي سلامة الفكرة اليسوعية فتعمَّدوا أن يضيئوا لنا منها فقط ذلك الجانب الذي يغضَّ أبصارنا عن السفر في قلب الفكرة النابض ، فسرقوا الشرف من جبهتها !!

كلُّ ما يمكن أن تمدَّنا الأناجيل به حول تلك المرأة ، أنها كانت امرأة خاطئة ، رأسها عامر بسبع شياطين ، وأنها كانت تخدم يسوع من مالها ، وأنها كانت شاهدة علي الصليب ، وأول من رآه عند قيامته !!

إن المرأة لم تجد ذرة من الرحمة في قلوب الآباء الأوائل !!

لكن هذه المسافة من العتمة المنظمة من سيكسرها ، ومن سيعيد لها صياغة نسق إنسانيٍّ أكثر رحمة سوي الغنوصيين !!

في أربعينيات القرن الماضي ، كان فلاح من “نجع حمادي” بصعيد مصر ، يلتمس سماداً لأرضه بالقرب من ساحل دير “الأنبا باخوم” ، فوجد جرَّةً مدفونة ظنَّها كنزاً ، فهشمها بفأسه مباشرة ، لقد خاب ظنُّهُ حين وجد فقط لفافات من الورق ، دون أن يدور بباله إطلاقاً أنه باكتشافه هذا قد أضاء إلي الأبد تفاصيل أشرس معركة بين المسيحية (القويمة) وبين المهرطقين ، والتي انتهت ، لسوء الحظ بهزيمة الغنوصية ، لكن هناك شئ رقيقٌ للغاية ودقيقٌ للغاية يضيع علي الدوام !!

ربما لأنهم لم ينتبهوا منذ البداية إلي حقيقة أن الأفكار عامة ، والأفكار الروحية بشكل خاص ، يشحب جوهرها بالتداول ، وتستحيل عند الصدام بأفكار أرقي إلي جوهر لا يمتُّ ربما للفكرة نفسها ، فمن الأسلم إذاً إضفاء قدر كبير من المرونة عليها ، وجعلها مهيَّأةً دائما للتفاعل والتلاقح مع التداعيات الزمنية في أيِّ وقت وكلِّ وقت !!

ولقد انزلق المسلمون الأوائل في نفس الشرخ أيضاً ، فكان لابدَّ للفكرة الاسلامية ،عند أول صدام بحضارة فارس الأرقي ، وحضارة الرومان ، أن تتفتت إلي غابة من المذاهب المتضاربة ، وأن تتحول إلي شكوك ..

قد تملأ فراغات الريبة في هذه الحقيقة نظرتنا اليوم إلي الوهابيين ورجمهم بالتخلف والرجعية ، مع ذلك ، فإن الحقيقة أن صرامة الإسلام في البدايات تتَّحدُ تماماً بصرامة النسخة الوهابية من الإسلام ، وأن بواعث نظرتنا المستنكرة لجمود الوهابيين حول كلِّ ما قال “أبوهريرة” ، ناجمة عن تلاقح الفكرة مع إرث ثقافي أكثر رقيَّاً !!

لقد انتصر المسلمون حربياً ولكنهم انهزموا روحياً ، وهزيمة ساحقة ومبكرة ..

ولقد رد الغنوصيون لـ”مريم المجدلية” اعتبارها ، بل أرشدوا ظلالنا إلي إنجيل خاص بها تعتبره الكنيسة مزوَّراً ، وفتحوا من الغيب باباً للشكِّ في كلِّ ما قال الآباء الأوائل !!

والأهم من هذا أنهم أرشدوا من الغيب ظلالنا ، وفي مفاجأة غير سارة لكهنة المسيحية ، إلي واحد من آباء الغنوصية الأوائل ، إنه ” يعقوب أخُ الربِّ” !!

وتؤكد شهادة لـ”يوحنا” هذا النزوع المبكر لكفر “يعقوب” هذا الجهاريِّ بفكرة أخيه ، حيث يقول :

“فقال لَهُ إِخوته : انتقل من هنا واذهب إِلَى اليهودية ، لكي يري تلاميذك أيضاً أَعمالك التي تعمل ،لأنه لَيس أحدٌ يعمل شيئاً في الخفاء وهو يريد أن يكون علانية ، إِن كنت تعمل هذه الأشياء فاظهر نفسك للعالم ، لأن إخوته أيضاً لَم يكونوا يؤمنون به”

أين إذاً ، ولا أين ، بتولية “مريم” وليسوع أخوة ؟

ثم النص الإنجيلي ، وهو من أكثر النصوص صلاحية للاتفاق بين الأناجيل عامة يؤكد أن ليسوع أخوة ..

يقول “متي” : “ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر ودعا اسمه يسوع” 1-25

ولا أعتقد أنني بحاجة إلي تأويل لـ ” لم يعرفها” سوي ما أراد “متَّي” أن يقوله ، وهذا يعني أن علاقة “يوسف” بـ”مريم” ، بعد ولادة المسيح ببساطة ، كأي علاقة بين زوج وزوجة ، كما استخدامه لمصطلح “ابنها البكر” هنا كعلم ليسوع لا يدع مجالاً للشكِّ في أنَّه ليس وحيدُها ..

ويقول “لوقا” : “فَولدت ابنها البكر وقمَّطته وأضجعته في المزود ، إِذ لم يكن لهما موضعٌ في المنزل” 7:2

لا أعتقد أن هناك تفسير أكثر عدالة لكلمة “بكر” من الابن الأول للأسرة !

وأزيدكم من الشعر بيتاً ..

سفر أخبار الأيام الأول : “وبنو يوشيَّا : البكر يوحانان،الثاني يهوياقيم، الثالث صدقيا، الرابع شلوم” 15:3.. وهذا يفسّرُ أن البكر هو الأول وليس الوحيد !!

أيضاً يقول “متي” : فَقال له واحدٌ : “هو ذا أمك وإخوتك واقفون خارجاً طالبين أَن يكلموك” 47:12

أيضاً يقول “لوقا” : “وجاء اليه أمه وإخوته ، ولم يقدروا ان يصلوا اليه لسبب الجمع” 19:8

يقول “متي” أيضاً : “أليس هذا ابن النجار، أليست أمه تدعى مريم واخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا” 55:13

وشهادة لـ”مرقص” : “أليس هذا هو النجار ابن مريم واخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان” 6: 3

لكن .. من اللافت خيانة “يوحنا” عند التصدي لهذه النقطة تحديداً صوفيته وما تتسم به من مباشرة ، فبدا مرتبكاً وخجولاً ، كأنه يستجدي المؤجلين أن يصدقوا ، بل يهددهم مباشرة وبعصبية ، يقول :

” اَلذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين ، لأنه لم يؤمن باسم ابنِ الله الوحيد ” 18:3

ويستأنف في رسالته أيضاً :

“بِهذا أظهرت محبة الله فينا أَنَّ الله قَد أَرسل ابنه الوحيد إِلَى العالم لكي نَحيا به”9:4

لكنه ، ربما لارتباكه ، وخيانته لصوفيته المعهودة ، نسي أن يؤكد أنه ابن “مريم” الوحيد !!

كما أن أقدم الشهادات عمراً تدحض خرافة بتولية مريم ..

قال “هلفديوس” الذي أظنُّ أنَّهُ لها ، لذاكرته القريبة من عهود التدوين المسيحيِّ المدبر:

إن هؤلاء هم أولاد مريم ويوسف ، ولقد ولدوا بعد ولادة المسيح !!

والآن .. لقد كان ليسوع أخوة ، وكل الطرق بعدُ لا تصل ، وكل تأويل كنسيٍّ للنصوص دفعاً للحرج هو كالدقِّ علي الماء لا أكثر ..

ثم .. الثيب “مريم” هي رمز مسيحيٌّ وقرآنيٌّ يعبِّر عن المخلوق الواعي مكتمل الدوائر والنزعات البشرية ، فليس معقولا أن نجرِّدها من نزعات البشر تكريماً لخرافة من الجذور !!

وأعتقد أن الإلحاح المسيحيَّ المزمن في التأكيد علي بتولية مريم هو انعكاس مباشر للصراع المبكر بين المسيحية والغنوصية ، كما كان الإسلام انعكاساً مباشراً علي ذاك الصراع ، وإن لا ، فممن سمع نبيُّ المسلمين بـ”أريوس” المصري ، أشرس المنشقين عن الكنيسة المبكرة ؟ ، حين قال للحاكم الرومانيِّ في رسالته “عليك إثم الأرسويين” ، هكذا..

لم يخرج تلاميذ المسيح من نطاق الصيَّادين أبداً ، وربما لأنهم كانوا يتوقعون الطاعة ، بل الصمت ، لذلك لم يكتفوا بمطالبة الناس أن يصدقوا رواية الحمل الركيكة ، بل ذهبوا أبعد ، وظنوا أنها نسجت لتكون من المسلمات ، وأن كل ما يلزمهم أن يحصِّنوا خرافة الربَّ ابن الله بأفكار فولاذية لا تسمح بنفاذ الشك إلي قلبها فارتكبوا أكبر حماقاتهم علي الإطلاق !!

إن المطلع علي التأويلات الكنسية لنصوص العهد الجديد لا يملك إلا أن يعجب من تلك السطحية التي تناول المفسرون بها قضايا محورية حتي أنها تمس صلب الفكرة ، في حين تعمقوا في تأويل توافه لا يقيم لها القارئ وزنا ، كعدد الأسماك علي المائدة ، ولعن شجرة التين مثلاً !!

كيف وجد الصيادون باباً للخروج من مأزق أن يكون ليسوع إخوة من الجسد ؟

لقد زعموا ، في سقطة فادحة ، أنهم أبناء خالته “مريم الصغري” زوجة كلوبا !!

كأن اسم “مريم” كان الاسم الأكثر حظاً في فلسطين في ذلك الوقت ، وكأنَّ اليهود في ذلك الوقت ، كانوا لا يجيدون نطق اسم آخر !!

ولكي تربح الفرية ظلاً من الحقيقة ، تسربت هذه المرأة ، “مريم الصغري” ، في عهد متأخر علي ما يبدو ، إلي أبرز مشاهد العهد الجديد قسوة ، وقبضاً علي الذاكرة في الوقت نفسه ، مشهد الصليب أعني ، وهو أكثر المشاهد تضارباً بين الأناجيل حتي ليظن معه أن خلفه غابة من الأصابع المتعاقبة !!

“وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه ، وأختُ أمه مريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية” يوحنا 19:25

حيلة ركيكة يكفي لانهيارها خمول اليهود في اعتماد هذه العادة العائلية ، ويكفي للرقص فوق ركامها شهادة المؤرخ الكاثوليكي “ملاخي مارتن” بالرغم من دواعي الشك في صحتها ، بأنها ابنة خالتها لا أختها ، وهو يكرس الأنساب في وضوح أكثر مما ينبغي ، هكذا :

“واحدٌ من يواقيم وحنة ، جد يسوع وجدته من الأم ، وواحدٌ من إليصابات ، ابنة خالة أم يسوع ، مريم ، واليصابات زوجها زكريا ، وواحدٌ من كليوباس أو كلوبا و زوجته الذين كانوا أيضا اولاد خال مريم”

ربما قال قائل : كيف له ، إذا كان له إخوة ، أن يعهد بأمه لـ”يوحنا” ؟

ومن قال أن المقصود هو “يوحنا” ؟

إنَّ ذلك التلميذ هي من لا نشكُّ أنها تفعلها ، “مريم المجدلية” لا أكثر ، بل والساكنُ رحِمَها !!

لكن هذه الحيلة السخيفة ، برغم سخافتها ، وربما بفضلها ، تفتح باباً عريضاً للولوج إلي قراءة أخري !!

أليس من الممكن أن يكون اسم “مريم” علماً خاص لأشخاص خاصين ، كما كان “هند” علماً لكلِّ امرأةٍ تنتمي إلي ” المناذرة “؟

لا يخفي علي المصابين بحرفة الأدب أن كل شاعر، ولا أستثني أحداً ، وفد إلي بلاط المناذرة ، ردد لابدَّ في قصائده اسم “هند” حياً دافقاً ، وليس بالضرورة أن يكون للممدوح ابنة تسمي ” هند”، كما لابد خاطب الممدوح بـ ” أبي هند ” ، ثم ، “عمرو بن هند” ، أحد أشهر ملوك المناذرة !!

“عدي بن زيد” مثلاً يقول :

أَبلِغ خَليلي عَبدَ هِندٍ فَلاَ / زِلتَ قَريباً مِن سَوادِ الخُصُوص ..

و”عمر بن كلثوم” يقول :

أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا / وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا..

وأخيراً الشاعرة “هند بنت النعمان بن المنذر ” التي تقول :

ما كنت أحسب والحوادث جمة / أني أموت ولم يعدني العوَّدُ

حتى رأيت على جراية مولدي / ملكا يزول وشمله يتبدد

سأكتفي بهذه القطرات من رتل من غيم المطلق الذي سال في قصور الحيرة ..

وأدعم هذا المسار بقول “أبي عبيدة” :

” إن العرب كانت تسمى ملوك الحيرة ، أي كل من ملكها ، “النعمان” لأنه كان آخرهم”

وبعدُ ..

تؤكد ترجمة النعمان أنه كان أحمر أبرش ، وأن أمَّهُ يهودية ، وهذا يدفعني إلي الظن بأن عادة علم “هند” علي كل نساء المناذرة ، هي عادة وافدة مع وفادة أمِّه اليهودية إلي بلاط الحيرة ..

إذاً ..

أليس من الممكن أن يكون علم “مريم” الذي يزدحم به العهد الجديد ، كآنسات أفينيون ، واجهة لبيت دعارة !!

قد ..

محمد رفعت الدومي

* ملخص لكتابي قيد الطبع “تناذر فلورنس”

Posted in فكر حر | Leave a comment

” خادم الجن ”

بين أربعة جبال يوجد قصر كئيب المنظر ينقع فوقه غربان سوداء, تتقافز فوق طرقه الجرذان, لا تزوره الطيور الجميلة فهى تعلم سر القصر, مياة الينبوع التى تغذى الوادى آسنه و تخرج من القصر, بوابة القصر يحميها حراس يرتدون جُبَه فوق رؤؤسهم لا يظهر منها شكل الوجه يحملون فى ايديهم مناجل الحراثة و فى كل فترة تزورهم طيور الحوم لتلتقط الجيف و تأكلها و تمحوا آثار الجريمة. السماء دوما فوق تلك الجبال غيومها رمادية ترعد و لا تمطر إلا نادرا و كأن السماء لا تريد ان تعطى خيرها لذلك الوادى …

عندما وصل السندباد لتلك الجبال بعد ان ((طبعت)) السفينة (أى غرقت) فى جرف صخرى لم يرق له منظر تلك الجبال السوداء العالية الكئيبة و رائحة المحيط مقززة و لكن السندباد مكتشف البلاد و حبه بمعرفة احوال العباد لكى يعود للبصرة و يحكى لهم القصة, تسلق مع رجاله الى اعلى الجبال الأخرى و وضع السندباد و بحارته لفافة حول انوفهم فهنالك رائحة تزكم الأنوف ثم نزلوا عند سفح الجبل و تنكروا بزى الرعية و دُرس أحدهم ليعرف من يسكن القصر اللعين؟ فقال له غلام انه حائك السجاد و حائك السجاد يحتاج للصوف و الحائكين؟!

و بعد مرور الأيام دخل السندباد للقصر من ممر و دفع ثمن ذلك! و مكث لمدة من الزمن و خرج بصمت و رحل عن الوادى و صعد الى الجبل و لم يتكلم السندباد, و بعد مرور ليلة قال: انه حائك السجاد .. نعم سمعت قصة و سبحان الله اليوم انا على أرضه.

فقال له البحارة: و ما هى القصة؟

قال: هذا المخلوق شرير فقد تم استخدامه من قبل الحائك الكبير, فالحائك الكبير يسرق الأطفال من القرى المجاورة و يجعلهم عبيد عنده حتى الموت و يسرق الماشية من أجل الصوف و عندما يذبح المواشى يقدمها هدية للحائك الأكبر حتى تخلص يوماً منه و دس السم فى اللحوم المشوية و اصبح صاحب القصر, و كان يملك جبل واحد و لكنه طرد القوم من الجبال الأخرى و ضمها له و اللذى لم يهرب اصبح عبداً له و طلب منه الكاهن الأكبر سجادة من شعر البشر و لبى طلب الكاهن الكبير ففرح الكاهن.و أهداه الأرض المجاورة المطلة على الخليج, فالخليج وفير الخير و السمك و هكذا تمرد هذا الحائك و بدأ يحلم و استدعى الجن و قال لهم انا خادمكم المطيع و لكن لى طلب فرد عليه ما هو , قال: ” انى اريد كل ممالك الأرض و ابقى ممالك السماء لكم” .. فوافقوا.

و هكذا بدأ هذا الحائك بابتلاع البلدان الواحدة تلو الأخرى و تخم و اتخم … و لكن الجن لم يعجبهم شخصا واحدا يحكم البشر و يتحكم فى الممالك و فى الصباح دق الباب مجموعة من الجن و قدموا له طلب التفتيش عن المعادن الثمينة و الماس و الذهب, فرفض بشدة و قالوا له نحن الجن و نعرف كل شيء, إما ان تعطينا طلبنا او نرسل لك الجن الأسمر (( أوبى)) فى تلك اللحظة شعر بأن المياه بدأت تدور حول سرواله و فهم اللعبة و قال سوف افتح لكم المخازن, و فتح لهم المخازن و رجع حائك السجاد فقيراً و هذا هو ما اخبرنى به الهدهد اليوم فى المساء. أوبى سوف يذبح الحائك و يطلق السجادة التى سوف تطير لوحدها لكون علاء الدين هو سيد السجادة و تغادر وادى الحائك اللعين.

الحكمة تقول … ما تحوكه للغير سوف يحوكه الغير لك.

التوقيع,

حائك سعف النخيل,

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

مشكلة الأقليات أم ان الأقليات مشكلة؟

 غازي دحمان

يتكشف المشرق بعد سنوات طويله من التشكل الافتراضي الكياني على مجموعة من الجزر الثقافية والديمغرافية التي لا تربط بينها سوى جسور واهية يسهل تفكيكيها والعودة إلى الواقع الجزري في أي لحظة، في حين تبقى إستراتيجيات العزلة والتأهب للصراع بمثابة خلايا نائمة قابلة للتفعيل في أي لحظة.

الإجماع الوحيد في المشرق يتمثل بركوب ذلك الكم المتناقض لتيار التنافر والغرف من بحر منطلقات واحد عن الأخر، من خارج الأقلية، حتى الأكثرية في المشرق هي تجمع لجملة من الجزر المناطقية والقبلية، ولا تجمعها الأكثرية إلا بقدر ما تجمع الوطنية للأقليات.

وإذ تبدو الأقليات أكثر انسجاما وتماسكاً بحكم إحساسها بالخطر المتعدد المصادر الكامن دائماً بالوجود الأكثري (الاضمحلال والذوبان أو خطر الهيمنة والتهميش) ونتيجة وعيها بنفسها وبالمحيط حولها، فإن حين الاكثرية المفترضة تبدو بعيدة عن هذا الوضع إذ غالباً وفي ظل الأزمات يستطيع الفرد الأكثري تطوير أطر حماية واندماج تبدأ من الحل الفردي الذي تتيحه نواته الصغرى إلى الإطار العائلي القبلي الأوسع نسبياً إلى الإطارين الطائفي والقومي، ويستطيع التنقل ضمن هذا الطيف الواسع من الأطر دون أن يشكل ذلك خطراً على وجود المكون برمته.

وفي إطار الانسجام ذاته والذي يشكل العنصر الأهم في الحقل التفاعلي بين المكونات الوطنية، كثيراً ما أفرز الدهاء الاجتماعي المشرقي نوعاً من التورية كان نتيجتها سيادة حالة مضلله عن واقع هذا المجال، ذلك أن الانسجام كان يبدو متحققاً قي نقاط كثيرة بل ويشكل حالة متماسكة وصلبة، ولكن لدى حدوث أي هزة يتراجع إلى الحد النسبي، ومع اشتداد الأزمات يتضح انه لم يكن سوى نوع من التذاكي والأدب الإجتماعي حيث لم يصل بعد إلى حدود القواسم المشتركة في الوطن والاجتماع!.

لقد كشفت الأزمة السورية زيف ذلك الوهم وحررته من كل المحسنات التي طالما تعود المشرقيين التلطي خلفها والاكتفاء بالتأكيد على صلابة انسجامهم ورقي وعيهم ، فلم يكن صدفة عدم انخراط الأقليات في الثورة ولم يحصل حتى نوع من التوازن بين تأييدها للنظام وتأييدها للثورة، ولعل اغلب التحليلات التي تحاول إيهام الآخرين بان السبب يعود إلى خوف الأقليات من بطش النظام لم تكن سوى تقية ذرائعية، حتى يمكن القول أن الأقليات شاركت أصلا في صناعة الوهم الإسلامي وأنها منعت شبابها ونبذت الناشطين من بيئاتها، ثم اتكأت على هذه الخديعة لتريح ضميرها تجاه المأساة التي راحت تتفاقم على جسد الوطن.

مارست الأقليات كل ذلك تحت ظلال قلقها من الأكثرية، والواضح ان المنطقة لن تشفى من أوجاعها طالما أن الأقليات لم تطمئن وهي قضية معقدة تنتصب في وجه المنطقة برمتها، ذلك أن الأقليات وبحكم ظروف تاريخية حازت إمكانيات ومواقع مهمة في بنية الكيانات وهي غير مستعدة سوى لاستمرار مثل تلك الامتيازات واستمرار توطينها في بيئاتها لأجيال قادمة كضمانة من غدر الأكثرية وجموحها السلطوي، وإلا فالبحث عن مخارج أخرى أكثر ضماناً كالتقسيم أو الهجرة لبعضها.

في المقابل لا تزال الأكثرية تحت وطأة اختراق الكثير من تياراتها المتطرفة وهي بحكم حالة اللاوعي الهوياتي وفي ظل عدم تبلور هويتها المكوناتية من غير المتوقع أن تفرز بنى سياسية ذات طابع حداثي من شأنها تدعيم الاندماج وضمان العيش المشترك، فلا إمكانية لقيام إطار سياسي سني من قبل قوى مدنية وليبرالية، هذه ستجد نفسها خارج هذا النمط من الأطر، وما يعيق إمكانية حصول مثل هذا التطور حقيقة سيادة الانتماءات الضيقة في الوسط الأكثري وهي انتماءات في أغلبها تبدو مكتفية بذلتها ومنغلقة على نفسها وغير معنية تالياً بالانتماءات الأخرى ما لم يكن لها وظيفة مصلحيه أنية ومباشرة.

في سبيل ذلك ثمة أطروحات جرى تداولها وإن في نطاقات ضيقة مثل” المشرقية” أو “الفيدرالية “في المنطقة. الأولى تضمن حماية الأقليات عبر جعلهم كتلة موازية للأكثرية في المشرق بحيث تتساوى الكتلة العددية لعموم أقليات سورية والعراق والأردن ولبنان وفلسطين مع الكتلة الأكثرية وبالتالي يصبح هذا الأمر بحد ذاته ضمانة كافية لحماية الأقليات من تهديد الأكثرية . والثانية تساوي حقوق الطرفين بضمانة توازنهم العددي واستقلاليتهم الإدارية ضمن أقاليمهم، بما يضمن الحفاظ على وجودهم ويحافظ على خصوصيتهم ويوفر لهم الطمأنينة.

غير أن هذه الحلول تحيل إلى إشكاليات أخرى عبر انطواءها على عملية فرز شرعية تاريخية تبدو أمامها عملية التدليس والتورية والتضليل التي تمارسها المكونات تجاه بعضها البعض أرحم بكثير كونها تندرج في إطار محاولة تحقيق النسبة الأدنى من الانسجام المساعد على العيش المشترك، في حين أن الفرز المعلن والمشرعن قد ينذر بإتباع إجراءات معينة لتحقيقه تكون مقدمة لعملية الإنقصال النهائي، صحيح أن تلك الأطروحات ذات طبيعة جريئة وواقعية، لكن منذ متى كان المشرق والعقل يلتقيان.

متى تطمئن الأقليات؟، تلك إشكالية ستبقى معلقة مثل كل قضايا المشرق وإشكالياته الأخرى، ألم يعلق الخلاف السني- الشيعي لألف وأربعمائة عام ثم يصار إلى إعادة تفعيله مؤخراً؟. كثيراً ما يجري الحديث عن إعادة صياغة العقود الاجتماعية وإعادة تشكيل الدولة الوطنية على أسس جديدة وتصير هذه الأخيرة الضامن الأساسي لمواطنيها، لكن يبدو أن هذا النمط من الحلول غير مؤهل للإقامة في المشرق، بالأصل فإن الدولة بمختلف مستوياتها لم تكن موجودة في التعاطي السياسي الداخلي، ما كان موجوداً هو إدارات للنهب والإخضاع ليس أكثر، وفي أحسن الحالات شكل من أشكال إدارة المحاصصة والنهب الطائفي، تماماً كما هو حاصل في العراق ولبنان.

المصدر ايلاف

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

رفسنجاني استرجع مواقف الخميني لإقناع خامنئي بالتفاوض مع أميركا

في دفاعه عن الاتفاق النووي مع إيران قال الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال حوار في مؤسسة «بروكينغز» يوم السبت الماضي، إن الاتفاق لا يعطي إيران حق تخصيب اليورانيوم.

طبعا هذا ليس ما أشار إليه الاتفاق بحق إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 3.5 إلى 5%. هي رفضت التراجع عن نسبة العشرين في المائة (خط أحمر). وتأكيدا على ذلك صرح الناطق باسم الوكالة الذرية الإيرانية بهروز كمالواندي في اليوم نفسه بأن إيران في سبيل اختبار تقنية تخصيب لليورانيوم أعلى كفاءة من السابق.

المشكلة في الغرب وبالذات في الولايات المتحدة أنهم يتصورون العالم العربي والشرق الأوسط حسب الصورة التي يريدونها، هؤلاء ضعفاء، وهؤلاء أقوياء، وينطلق الغرب في اندفاعاته وتراجعاته بشن حملات عبر إعلامه على دول عربية، ثم يأتي وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل ليقسم في المنامة على قوة العلاقة الخليجية – الأميركية، ثم ليقول وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن أميركا لا تنسى أن إيران الدولة الأولى في العالم الداعمة للإرهاب (مؤتمر سابان في بروكينغز).

هذا التخبط يعود إلى عدم إتقان لغات المنطقة، وبالذات العربية والفارسية، وهذا ليس بجديد، إذ في زمن «إمبراطورية الشر» – الاتحاد السوفياتي – كان المتخصصون في الشأن السوفياتي لا يتقنون الروسية، وعند تفجير البرجين في نيويورك كان عدد المترجمين إلى العربية الرسميين في جهاز الـ«إف. بي. آي» أربعة فقط، أي أقل من أصابع اليد الواحدة.

احتفل الغرب بفوز حسن روحاني وتعلق بكل إيماءة يقوم بها هو ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، لكن من يتابع الصراع القائم في إيران بين المرشد الأعلى علي خامنئي، ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني يدرك كثيرا عن الواقع الذي آلت إليه الأوضاع في إيران، وبعد تأثير رفسنجاني وقوته وقدرته على تغيير مواقف خامنئي. ومن تابع تصريحات رفسنجاني منذ أكثر من ثمانية أشهر يعرف أن هناك بديلا لاتفاق متسرع قال أوباما إن احتمال نجاحه هو 50%.

عندما اتهم رفسنجاني الرئيس السوري بشار الأسد بأنه استعمل الكيماوي ضد شعبه، تحسر أيضا على محنة الشعب الإيراني الذي، كما قال، يعاني في ظل العقوبات التي تؤثر على جميع مجالات الحياة والأمن والاقتصاد، وقال إن هذا يعود إلى سياسة خامنئي النووية التي ترفض كل خيارات المساومة مع الغرب والولايات المتحدة من أجل التخفيف من معاناة الشعب (نشرت تصريحاته بالصوت والصورة على الـ«يوتيوب» في الثاني من سبتمبر (أيلول) الماضي. في كلمته قال رفسنجاني: «مشكلاتنا الحالية حقيقية.. نحن محاصرون في ظل العقوبات والمقاطعة، لا يمكننا استخدام مواردنا، لا نستطيع بيع نفطنا وإذا استطعنا لا نستطيع تحويل الأموال».

لسنوات ظل رفسنجاني يدعو للحوار مع الولايات المتحدة الأميركية كي تستطيع إيران تحقيق أهدافها الاستراتيجية في المحادثات النووية، أبريل (نيسان) 2012.

ومن أجل أن يسيطر في صراعه ضد سياسة خامنئي المتطرفة لجأ رفسنجاني إلى مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني، مسترجعا سياساته وقراراته التاريخية، وأبرزها قراره الموافقة على قرار مجلس الأمن 598، وبالتالي إنهاء الحرب العراقية – الإيرانية، معتبرا ذلك نموذجا للاعتدال يجب أن يحتذى في الوقت الحاضر.

قرار الخميني بإنهاء الحرب، شبهه بشرب كأس السم، وهي عبارة حفرت في العالم، وبالذات في إيران – اعترافا بالهزيمة وانقلاب كامل على السياسة المتبعة من أجل إنقاذ النظام والدولة – تبناها رفسنجاني الآن وطالب بالتمثل بها في معالجة وضع إيران والعمل على رفع العقوبات عنها.

في 20 يوليو (تموز) 2013 نشر مكتب رفسنجاني مقابلة خاصة أجريت معه بمناسبة ذكرى القرار الدولي 598.

في تلك المقابلة التي حملت عنوان «قبول القرار 598 جاء بسبب اعتدال الخميني»، يشير رفسنجاني إلى أن قرار «شرب كأس السم» كان ضروريا لمصلحة البلاد.

الأهم في تلك المقابلة، وصف رفسنجاني اتخاذ قرار إنهاء الحرب وشرب كأس السم من أجل إنقاذ الثورة ومستقبل إيران، قال: «في أحد الاجتماعات أتينا خمسة رجال للقاء الخميني كي نخبره عن مجرى الحرب، ولنبحث ما إذا كنا نرغب في الاستمرار بها أم لا. كنت حازما عندما قلت إنني لا أرى مصلحة للنظام في استمرار الحرب. في ظل ظروف تلك الأيام كان صعبا على الإمام أن يوقع ويقبل بذلك».

يضيف: «طال الليل واستمر اللقاء. اقترحت عدة آراء. أشار الخميني إلى أننا قلنا للشعب حتى لو طالت هذه الحرب 20 عاما فسوف نظل نقاوم حتى الانتصار، والإطاحة بخطر الفتنة في العراق. ستنكسر قلوبهم إذا أعلنا انتهاء الحرب (…) قبلنا وجهة نظر الخميني، ولم نناقش، إنما استمررنا في مناقشة ما إذا كان من مصلحة النظام الاستمرار في الحرب على هذه الوتيرة، وتعمقنا أكثر في النقاش. اقتنع الإمام بأن علينا إنهاء الحرب الآن، ووصلنا إلى قرار بأن ذلك من مصلحتنا. ثم ناقشنا كيف سنفعل ذلك. قلت مقترحا: إذا كان من الصعب عليك أن تعلن ذلك فأنا سأجد حلا للمشكلة، ولأنني الثاني بعدك في قيادة القوات المسلحة، ولي حق التوقيع، فسأعلن أنني وافقت على القرار 598 لإنهاء الحرب، وربما بعد ذلك مباشرة تخرج أنت (الخميني) وتقول إن رفسنجاني تجاوز صلاحياته وكان عليه طلب الإذن مني بصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتستطيع بعدها أن تقدمني للمحاكمة، لأنه من الأفضل التضحية برجل من الانتهاء بعدد لا يحصى من المشكلات». (هذا ما فعله خامنئي عندما انتقد الاتصال الهاتفي بين أوباما وروحاني).

يستطرد رفسنجاني: «نظر إليّ بعطف وقال: هذا ليس حسنا». يقول رفسنجاني إنها المرة الأولى التي يروي فيها تفاصيل تلك الليلة، والتي شارك فيها قادة ثلاث مؤسسات: هو بصفته رئيس البرلمان، وخامنئي رئيس الجمهورية وآية الله موسوي أردبيلي رئيس القضاء، إضافة إلى رئيس الوزراء حسين موسوي وأحمد ابن الخميني. ولا يتذكر أن أحدا غيره، وغير الخميني أعطى أي اقتراح تلك الليلة، يقول: «أخبرناه عن تدهور الوضع الاقتصادي، وعن وضع تصدير النفط والأوضاع في ساحات المعارك، وأوضاع المقاتلين وعدم قدرتنا على إدارتهم. روينا له مشكلات عائلات المقاتلين ومشكلات أسرى الحرب، ومشكلات أخرى. بعد شرحنا وافق على إنهاء الحرب. كنا نعرف أن الغرب وروسيا على استعداد لتزويد العراق بكل ما يحتاجه لحملنا على الموافقة على إنهاء الحرب، وكنا خائفين من أن يلجأ العراق إلى استعمال الكيماوي، كما في حلبجة، ضد تبريز أو أورميا أو حتى طهران».

في ظل كل هذه الأوضاع صارت مصلحة النظام واضحة. يقول رفسنجاني: «بسبب حكمته قال الخميني: أشرب كأس السم. أي أنه اختار، لم يجبره أحد على ذلك، كان ينظر إلى البعيد للحفاظ على مصلحة النظام. بعدها رفضت أصوات القرار، وأصوات وافقت عليه».

وعما إذا كان في ظل المناخ السائد حاليا فهل أن الخميني كان سيحيل الأمر إلى مجلس تشخيص مصلحة النظام ليقرر؟

قال رفسنجاني: «إذا أردنا القيام بالشيء نفسه، أي وضع حد للعقوبات، سيكون من الممكن فعل ذلك، إذا أراد المرشد خامنئي أو الإمام الخميني تحميل هذا العبء بأكمله لأكتاف أخرى، والقول إن مؤسسة شرعية تقرر ذلك، هذا ممكن، لكن زمن الخميني، القائد العام تحمل كل المسؤولية».

في اليوم التالي لنشر هذه المقابلة، رد خامنئي قائلا: «لقد اعتقدنا دائما بضرورة التفاعل مع الدول، القائم على الاعتراف بالطرف الآخر وتفهم أهدافها. في السنوات الماضية لم أرفض فكرة التفاوض حول عدد من القضايا مثل العراق… لكن الأميركيين غير منطقيين ولا يمكن الاعتماد عليهم وغير مستقيمين (…) عندما تتفاعل مع الدول فإن المفروض أن تستمر في مسارك، من دون أن تسمح للطرف الآخر (أميركا) بأن يعرقل حركتك إلى الأمام!».

إذن الإبقاء على العقوبات كان أفضل بديل للهجوم العسكري، وأفضل بديل لاتفاق أعطى إيران الحق بتخصيب اليورانيوم، والشعور بأن لديها الضوء الأخضر للتحكم بمنطقة الشرق الأوسط الكبير.

بعد لقاء روحاني والرئيس الأفغاني حميد كرزاي قال البيان المشترك: «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعارض أي وجود لأي دولة أجنبية في منطقة الشرق الأوسط والخليج الفارسي».

أي أن وجودها يكفي امتدادا من أفغانستان حتى غزه طالما أن جائزة «نوبل للسلام» حررت الرئيس الأميركي باراك أوباما من كثير من الالتزامات الضرورية!
منقول عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

DNA 11/12/2013 وسام الحسن..واغتيال الحريري

يتناول في هذه الحلقة نديم قراءة لتقرير ال

New TV

حول إغتيال الحريري

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

نداء من فناني بريطانيا لدعم حملة اليونيسيف لمساعدة اطفال سوريا

Text WARM to 70111 to donate £3 to UNICEF UK’s Syria Winter Appeal, or donate by rev1credit card at www.unicef.org.uk/syria. Thank you – your help really makes a difference to children’s lives in Syria.

In this short film Ewan McGregor, Michael Sheen, Tom Hiddleston, Emma Bunton, Rita Ora and Tinie Tempah join UNICEF UK in support of our Syria Winter Appeal for the children of Syria

 هذا الفيلم لفنانين بريطانيين مشهورين يناشدون العالم بالتبرع لليونيسيف لمساعدة اطفال سوريا في هذا الشتاء القارس,  يبدؤون بجملة : ليس هناك مكان في العالم مثل الوطن,  ثم يقولون : ‘افتح عينيك لترى ما يحدث في سورية ؟ يجب إنقاذ الاطفال, وينتهي الفيلم بأغنية : افتح عينيك.  للتبرع على هذا الرابط ::

www.unicef.org.uk/syria

Posted in فكر حر | Leave a comment

متفرقات فكر حر1

يعيش خيرت فليلدرز مؤلف فلم فتنه الشهير ، وامثاله بحماية أمنية متشددة خوفاً من ارهابي مسلم يقتله كما قتل مواطنه rasmiثيو فان جوخ…. بينما يعيش شيخ 24 ساعه ليس لديه سيرة الاّ الطعن بأديان الآخرين حياة طبيعية لا بل يُسافر الى اوروبا ولا يتعرض له أحد أو يُهدد حياته.. هل علمتم الفارق؟

……………………

اقتربت اعياد الميلاد ورأس السنة ونفس الموال ينعاد احذروا تهنئة الكفار بأعيادهم!

عم بقرا بصفحات دينية اسلامية تحذير من تقديم التهنئة للمسيحيين بعيد الميلاد وبيقولوا هل سمعتم ان جورج النصراني يحتفل بعيد الفطر؟ لهم عيدهم ولنا اعيادنا

واقول اه سمعنا وشفنا بلبنان وسورية لكن انتوا منغلقين على حالكن ويتحبوا التحريض ونشر التباغض بين الناس
انا ريما عقل – مسيحية الديانة – بحتفل بعيد الفطر المبارك مع رفقاتي المسلمين وعم بلبس احلى لبس كمان وبتلفن لكل رفقاتي المسلمين والمسلمات وابارك بالعيد .. فعن يميني مسلمين سنة ويسارنا مسلمين شيعه وامامي 500 م مسجد وخلفي كنيسة لو عملنا قطاعه ونفور وتحريض شو منستفيد؟ المتضرر الانسان بالتحريض

انتوا بس متطرفين وبيكفي تشويه الواقع لا المسيحي بحاجة لتهنئة ولا المسلم بحاجة لتهنئة من غيره ولكن مشاركة الناس باعيادهم خصوصا المختلفين بالدين والمذهب تضفي طابع من السرور والمحبة والاخاء والتواصل بينهم مابدنا نقول مساواة كرمال ما يزعلوا جماعة الولاء والبراء وبغض النصارى بالله!

……………………………………….

وشيوخ الإسلام وش يسوون؟
رئيس الإعجاز العلمي يُفكر بإفتتاح عيادة استشفاء ببول الإبل
وشيخ آخر مشغولين بأبحاث الضراط والريح
وذاك مشغول بإختلاق اكاذيب حول اضرار قيادة المرأة للسيارة

وجميعهم يتفقون شرعاً بأن ناسا وعلماءها كفار انجاس لا عقول لهم
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال : يا رسول الله ، ما أعقل فلانا النصراني ! فقال : مه ، إن الكافر لا عقل له

والرسول ايضاً بحديث آخر يقول العاقل من يعمل بطاعة الله!

لقد شاهدنا من يعملون بطاعة الله ومن لا يعلمون بطاعته ورأينا من لا يعملون بطاعة الله قد سيطروا على كوكب المريخ فيما من يعمل بطاعة الله يقضي سنوات من عمره يفتي بالنخامة والحيض والجنابه والفرق بين المني والمذي والفارق بين بول الرجل وبول المرأة وايهما انجس من الآخر، والفرق بين الحيض والإستحاضة ويؤلف مجلدات يحوم حولها ههههههههه

فعلاً انتم امة قهقهت وسخرت وضحكت عليها كافة الأمم

…………………………………………….ز

تقلقني كثيراً نداءات رجال الدين المسيحيين ، لأتباعهم بالتوقف عن الهجرة
واشاركهم هذا القلق، والنداء والطلب، فنزيف الهجرة المسيحية لم يتوقف ، وهؤلاء ثروات دينية وثقافية ووطنية وتاريخ بأكملة من الواجب الحفاظ عليهم، العالم الآن يتجه لإعطاء السكان الأصليين حقوقهم كاملة وتصحيح الأخطاء وزفع الظلم (استراليا نموذج) بينما المسيحي المشرقي يحلم ان يكون مواطناً من الدرجة الأولى ويُحترم!
العالم يشجب ويستنكر فقط، والنفاق الإسلامي معروف بموقفه تجاههم، المسؤولية على رؤوساء الكنائس الثلاثة،واطالبهم بعدم اللجوء للحلول الإسلامية، اعني للمسلمين ورجال دينهم،ىمن المضحك ان يصل الوضع المسيحي المشرقي الى اللجوء للأكثرية وليس للدولة، وهذا يعني غياب دور الدولة الخاصعة للتعصب والتعنت الديني مهما خرجت بصورة الدولة العصرية وطمأنت الأقليات!

………………………………………………………………

هيئة الإذاعة تمنع برنامج اذاعي بسبب عنوانه : أينما كنتم! و معكم في كل مكان

لأسباب دينيّة، لان الله فقط مع الناس جميعهم! هكذا تحولت المسألة الى سُخرية..
المهم هل علينا ايضاً ان نمنع كلمات الأغاني التي تتغزل بالحبيبة بأنّه معها في كل لحظة وثانية؟

واينهم من حديث انما الأعمال بالنيّات؟ لا يوجد مسلم حتى اكثرهم ارهاباً يعتقد ما تُفكّر به الهيئة ..فالمسلم يغلم ان الله وحده يعلم كل شيء
وهذا البرنامج وعنوانه يقصد ان الإذاعة مع الناس في كل مكان ، اذاعتهم تصل لشريحة أكبر وقد تكون بالملايين .. ولا يدّعون انهم يأخذون مقام الإله!

………………………………….

احدى أخواتي معاقة حركياً بسبب حادث تعرّضت له قبل عشر سنوات من شخص متهوّر كان يفحط أمام احد المولات، وليس هناك أصعب من ان تكون انسان طبيعي ثم بلحظة وبلمح البصر تكون غير قادر على المشي وعاجز عن تحريك قدميك..رغم انّها تعبت نفسياً في بداية الإعاقة ، الاّ انّها لم تستسلم لهذا العجز في قدميها، فبعد مرور اقل من سنة من العلاج في الخارج تأقلمَت بوضعها الجديد بعد ان تضاءل الأمَل ،واقبل عودتها استمعت لنصائح الإستشاريين الألمان ودروسهم التي تساعدها في وضعها الجديد ، وانخرطت في جمعيات المعاقين وصارت عضو فعال في مجتمعهم خاصة والمجتمع عامة، بل متطوعة بالجمعية ودورها هو التخفيف مِن معاناة المعاقات الجُدد نفسيا ليتخطّن هذه المرحلة عبر برامج معيّنة ..
اختي تميّزت عن البقية بالتفوق والذكاء والطموح ايضاً بل تجاوزت الأصحّاء الطبيعيين الذين يمشون على اقدامهم بالنجاح والتفوّق حتى نالت مؤخراً شهادات عُليا بتخصّصها وكانت قبلاً معيدة بنفس الجامعة منذ تخرّجها.وتمارس حياتها الطبيعية كأي انسان اخر. دون أدنى مشاكل أو احتياج للآخرين
لذلك انا فخور جداً بأختِ وما وصلت اليه من انجازات عجز عنها كثير من الأشخاص الطبيعيين وانا اولهم ان نصل الى ما وصلت اليه او يكون لدينا ولو جزء بسيط من الأمل والنجاح والطموح والتفاؤل الذي عندها بل نستمد ذلك منها…

نقاط معرفة!
*الإعاقة الحقيقية هي بالجهل وانعدام الثقافة والعلم وبالإصرار على التخلّف

*المعاق-ة بحاجة الى من يدعمه ويُشجعه ويثق بقدراته ومحيطة القريب يكون داعم كبير له، لا ان يُنظر اليه كإنسان ناقص او مسكين ، كما لا يجب النظر اليه بعين الشفقة والرحمة فهذه النظرة تؤذيهم وتؤلمهم نفسياً.

*المعاق حركياً يُفضل تسمية حالته – اعاقة حركيّة – ويرَ من كلمة ذوي احتياجات خاصة كلمة لا تليق به وقد تجرح مشاعره، لأنها تُشعره انّه مُختلفاً عن الآخرين الطبيعيين فيما يَشعر المعاق حركياً انه طبيعي!

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | 1 Comment

بيان صحفي تضامن مع المضربين عن الطعام في مخيم ليبرتي

250000 من الشخصيات ومختلف الشرائح من شعوب 18 دولة عربية يدعون إلى الإفراج عن  الرهائن السبعة في العراق

في بداية الشهر الرابع من الإضراب عن الطعام في مخيم ليبرتي و 8 دول أخرى في العالم

متزامنًا مع اصدار بيان من قبل 5 مقرري الامم المتحدة حملوا فيه الحكومة العراقية مسؤولية اختطاف سبعة من سكان مخيم اشرف مؤكدًا على انه القوات العراقية قد تورطت في مجزرة اعدام جماعي 52 من السكان في الاول من سبتمبر الماضي طالب مركز الفجر الجديد للدراسات و حقوق الإنسان الذي قام بحملة جمع تواقيع 250000 من الشخصيات ومختلف الشرائح من شعوب 18 دولة عربية تضامنا مع المضربين عن الطعام في مخيم ليبرتي و 8 دول أخرى في العالم طالب بالإفراج عن
الرهائن السبعة وتوفير الأمن لسكان مخيم ليبرتي.

وأكد البيان على أن عددا لافتا للنظر من المضربين عن الطعام يمرون بحالة صحية متدهورة جدا بينما يشكل الإفراج عن الرهائن الـ7 اهم مطالبهم وكذلك توفير الأمن لمخيم ليبرتي الذي تعرض مرات لهجوم عملاء النظام الإيراني في العراق عدة مرات
وهذه مطالب مشروعة ممكنة.

وحذر الموقعون الـ 250 ألف على هذا البيان من الشخصيات ومختلف الشرائح في مصر وسوريا والأردن وليبيا والجزائر والسعودية وفلسطين والسودان والعراق والكويت والمغرب واليمن والتونس وعمان وقطر واللبنان والإمارات والبحرين حذروا من أخطار تهدد أرواح أكثر من 3000 لاجئ في مخيم ليبرتي مطالبين الأمم المتحدة والرئيس الأمريكي باتخاذ خطوة عاجلة الضغط على الحكومة العراقية للإفراج السريع عن الرهائن ويأتي هذا المطلب في مقدمة مطالب المضربين عن الطعام.

كما جاء في هذا البيان أيضا :

إننا إذ نعلن عن تعاطفنا وتضامننا مع المضربين عن الطعام نعلن ان أي شكل من أشكال الصمت والتقاعس امام هذه المطالب والمحن يعد بمثابة دعوة إلى المزيد من المجازر كما نطالب وبجدية بتحقيق النقاط التالية:

1- الإفراج عن الرهائن السبعة الأشرفيين الذين اختطفوا في أشرف وهم الآن وحسب البيانات الرسمية لمنظمة العفو الدولية والمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة متواجدون في العراق.

2- تشكيل وفد دولي محايد لإجراء تحقيقات شفافة بشأن جريمة 1أيلول/سبتمبر في مخيم أشرف واعلان المتورطين في هذه الجريمة ضد الانسانية .

د. اشرف محمد عبدالخالق

رئيس مجلس أمناء مركز الفجر الجديد للدراسات وحقوق الانسان العضو الدولى بمنظمة العفو الدولية بريطانيا

11 دسمبر 2013

وفيما يلي اسماء المنظمات والجمعيات الداعمة للبيان :

اتحاد المحامين للدراسات القانونية والديمقراطية (مصر)- حزب الاصلاح والتنمية (مصر) -المجلس الاعلى لقيادة الثورة (سوريا)- المركز السّوري للتّنمية المستدامة – الائتلاف الوطني لقوة المعارضة السورية (د.اللبواني) – الشبكة الاقليمية للتنمية الديمقراطية وحقوق الانسان- جمعية الاحرارللدفاع عن الحرية (الاردن)- مركز حقوق الانسان الكردي بسوريا – مركزالتنمية المحلية الريفية (فلسطين)-لجنة دفاع عن حقوق الانسان في العالم– جمعية الطلاب المغربية لحقوق الانسان- جمعية نصرة المظلومين (الاردن)- حركة الديمقراطية والحريات (الاردن )- –جمعية الدفاع العربي (مصر)- حركة الاحرارللدفاع عن المظلومين (الاردن)- لجنة شرفاء البحرين لمناصرة أشرف–مجلس التضامن مابين الشعوب و الامم (سوريا) – منظمة
آزادي (سوريا)- الرابطــــة التونسيـــة للدفـــاع عن حقـــوق الإنســان- جمعية تطويرللتنمية الثقافية والاجتماعية (فلسطين)- جمعية الاحرارلشمال افريقيا (ليبي) – التضامن مع المقاومة الايرانية في ليبيا (ليبي)- جمعية المثقفين الاردنيين للدفاع عن مخيم اشرف – لجنةالفنانين من أجل الحرية والعدالة- رابطة شباب البحرين- لجنة طلاب العرب دفاعا عن سكان أشرف- المنظمة المغربية لحقوق الانسان

Posted in فكر حر | Leave a comment

شيفرة الشيخة موزة

لا يستطيعُ الكاتبُ أن يواظب علي حراسة بوابات الصمت ، وأن يتجنَّب إغواء الهواجس ، ويضعَ نفسهmm21
علي هامش حدث باهظ ، أو حجر باهظ علي وجه الدقة ، قذفت به “الفيفا” جبهة العالم ، بلغ من القوة عتبةً ، ارتدَّ معها إلي جبهتها هي ، وحرَّض الغبار حول الشرف في وجهها الغامض ، وحرَّض أيضاً الكثير من أمواج الصخب علي كل ساحل !!

وبالإضافة إلي هذا ، فإنَّ الكاتب حين يتحدَّث عن الغريب ، فهو يتحدَّث عن الإطار الذي يحدده بغضِّ النظر عن الدوائر غير المكتملة !!

من العدالة ، قبل أن أحكي شكوكي ، أن أوقِّعَ إعجابي بـ “قطر” ، برغم أنها ، وربما بفضل أنها ، إحدي دول القبيلة وحَرَج الأفق والبعد الواحد ، مع هذا ، فقد استطاعت أن تمتلك رؤية روحية تسمح لها بتفهم الواقع وتجاوز مظاهره ، وتدرك أن الغاية ليست بلوغ السماء بمواجهة التجارب والصعاب فقط !!

وكما أن في ارتفاع شجرةٍ شبهة البحث عن روحها ، فإن في ارتفاع “قطر” السريع شبهة البحث عن روحها أيضاً ، وترميم جرحها الذي تناسل في دمه الكثيرون بالسخرية من ذلك “التواليت” القديم في طريق الحجيج الذي أصبح الآن “قطر” ، وأصبح المحور الذي تدور حوله سياسة الوطن من الماء إلي الماء !!

إنَّ من اللياقة ألاَّ يمنعنا الغرور أن نعترف بأنَّ قطر قد ارتقت ذروة فادحة لا تتَّحدُ بغباء موقعها أو ضمور تاريخها ، كما من اللياقة أيضاً أن نتسائل علي أيِّ زندٍ تواصل ارتفاعها ؟

إنَّ قطرة من غيوم الهجوم والسخرية والتشكيك في نزاهة التصويت التي سالت تعقيباً علي فوز “قطر” باستضافة كأس العالم للعام “2022” ، كانت محرضة ولامعة بالقدر الذي يكفي ليلهمني ما وراء كواليس هذا الفوز الممتاز !!

وهل الواقع إلاَّ منظومة شكوك تمَّ التحقق من صحتها ؟!!

ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية في سخرية لاذعة أن ستاد “الوكرة” الذي تمَّ الكشف عنه كأول الملاعب التي سوف تستضيف مباريات المونديال ، مثل “المهبل” العملاق ، وخاصة حينما تمَّ التقاط صورة بانورامية له من أعلى !!

لقد أدهشني كيف مرَّت هذه الصورة المضيئة بكاتب المقال ، إنجليزيِّ الجنسية الذي أنفق عمره ، ككلِّ إنجليزيٍّ ، في قلب جزيرة عامرة بصخب “البنَّائين الأحرار” ، دون أن تلمس في عقله شيئاً !!

زعم القطريِّون أن فكرة الشكل مستوحاة من قارب قديم كان يجوب الخليج ، وهذا ليس صحيحاً علي الإطلاق ، ولا ينبِّه نظرية ، وإنما هو تكريمٌ مبرر وضروي ، لأحد أهم الرموز الماسونية علي الإطلاق ، المهبل ، أو الكأس المقدسة !!

كأنَّ اتفاقاً مبيَّتاً حدث بين “رعاة الماسونية العالمية” و “قطر” ، بأن تفتح الأخيرة للكأس المقدسة ، مقابل الدعم الطليق حول موائد التصويت المدبَّر ، بوابات الجزيرة العربية ، علي بعد حزمة من الأميال من موطن الكأس المقدسة الأصلي ، جهاريِّاً ، ولأول مرة ، ثم العمل بعد علي أن يحرس البدو البوابات ، والوطن يغط بأوجاعه ، والردة تبدأ في العقول علي الدوام !!

وهم لها ، وهم المرابون الممتازون ، وهم الذين يتجوَّلون بأحذيتهم ، ووحدهم ، في عقل الكون من القطب إلي القطب ، وهم المستشارون وإن غابوا في لمن تذهب جوائز “نوبل” ، لكن صناعة الحرب أكبر أعمالهم مدعاة لفخرهم علي الإطلاق !!

ما هي – والتأنيث هنا متعمد – الكأس المقدسة ؟!

وأري من الواجب تكريماً للغة هذيل أن يكون السؤال هكذا : من هي الكأس المقدسة ؟! ، ولا أري بأساً في المزاح الثقيل لبعض الوقت ، وإن كانت أعتاب حواسي النقية كلها قد انهارت !!

الكأس المقدسة في الميثولوجيا المسيحية ببساطة ، هي الكأس التي استخدمها “يسوع” في العشاء الأخير ، وأكمل وأنا مزدحم عن آخري ، لكن بما لايتَّسع لانسكاب اللعنات ، أنَّ “يسوع” ظهر لتلميذه السرِّي “يوسف الرامي” وأعطاه هذه الكأسَ ليحملها إلي خرافه من اليسوعيِّين في بريطانيا ، ويزعمون بعد ذلك أن “يوسف الرامي” جمع بها قطرات من دم المسيح قبل أن يفرَّ بدينه إلي هناك ، وخبَّأها هناك تحت حراسة مشددة !!

أسطورة جميلة ككلِّ الأساطير ، ومشحونة الحيِّز لتداخلها مع الأساطير البريطانية والأسكتلندية الموجودة من الأساس ، مع الأخذ في الاعتبار امتداداتها الطبيعية من تلقائها ، لكن ، يكفي للحكم علي أسطوريتها أن نعرف أن علاقة “يوسف الرامي” بالكأس تعود إلي رواية من القرن الثاني عشر ، وعلي لسان الشاعر الفرنسيِّ “روبرت دي بورون ، ويجب الأخذ في الاعتبار لقب الشاعر إلي مدي بعيد ، وربما إلي مدي أبعد فرنسيته !!

ولقد تناسلت في دم هذه الأسطورة الكثير من الأساطير أشهرها أسطورة “الملك آرثر” المتجددة ، ذلك الرجل الذي كرَّس فرسانه فقط للبحث عن الكأس المقدسة ، وكرَّس مقعداً لمن يعثر علي الكأس المقدسة عُرِفَ بالمقعد الخطير !!

وتنسب بعض الأساطير بكرم زائد عن الحدِّ للكأس المقدسة مهاماً مضحكة ، فهي تقدم الطعام ، وتخدم في بلاط الملوك دون خدم !!

وعليَّ أن أتغابي وأصدق أنَّ “برسيفال” كان بطل الكأس للحظة لها ما بعدها ، حيث يقول “فولفرام فون اشنباخ” في قصة “برسيفال” :

(إنَّ الكأس ممثلة في حجر ثمين أنزلته الملائكة إلى الأرض ، وعهدت بحمايتها إلى ملك الكأس ونسله )!!

إنَّ القلب ليكاد ينفطر حزناً من اصرار التراثيِّين علي إجهاد الملائكة وتكليفهم بمهام تفوق طاقة البشر!!

لكن من هو ملك الكأس ونسله ؟! ، وهل يعنون ملكاً بعينه ؟! ، لعلهم !!

من المهم أن أذكر أيضاً أن اسم الكأس المقدسة بالإنجليزية مشتقٌّ من أصل لاتيني يعني “الطبق” ،
لكن الأهم ، بل الأكثر أهمية ، أنَّ اسمها في الإسبانية القديمة يعني “الكأس التي لها شكل الهاون” ، وهنا لابدَّ أن يضئ الأمر مباشرة ماذا يعكس شكل الهاون في الذاكرة ، المهبل بالضرورة !!

ثم اتخذت الكأس المقدسة منذ ميلاد تنظيم “فرسان الهيكل” ، النواة الأولي للماسونية ، بعداً منوطاً بأن يطعن الظاهرة المسيحية في الصميم ، وهذا ما حدث تقريباً أو يكاد ..

من المؤكد أن “فرسان الهيكل” كانوا خط الدفاع الأول عن المسيحية لعقود ، وأنهم كانوا يسكنون بالقرب من هيكل سليمان ، وأنهم أيضاً قاموا ، لسبب ما ، بحفائر بالقرب منه ، ولابدَّ أنهم وجدوا شيئاً جعلهم لا يتشككون في تعاليم المسيحية فحسب ، وإنما جعلهم يتحولون إلي أشدّ أعدائها خشونة !!

هل وجدوا جثمان “مريم المجدلية” كما اقترح السيد “دان براون” في شيفرة دافنشي ؟ ، هذا لا يعنيني الآن
، وكلُّ ما يعنيني الآن ، أنَّ المهبل وهو من أشهر رموزهم ، يشير إلي عبادة الإلهة الأنثي ، جوهر تعاليم الماسونية الممتاز !!

وسوف أنهي كلامي هذا بتوقيع تهنئتي لـ “قطر” بالإلهة الجديدة ، وإن كانت عبادة الأنثي هناك شهيرة ، فلا يخفي علي أحد أن “الشيخة موزة” هي حاكم “قطر” من خلف حجاب ، وبتصرفات مرتفعة !!

كما أهنئهم أيضاً بانخراطهم في الكون الكبير ..

وتعقيباً علي النهاية ، أنهي كلامي بنص لـ” بودلير” ، خصصه للموسيقي “فاجنر” ، وهو من أشهر الماسونيين علي الإطلاق ، كما ازدحمت أعماله بالتبتل في الإلهة الأنثي ، وأوبرا “النايات الساحرة” علي وجه الخصوص ، التي يقال أنها مستوحاة من الأسطورة المصرية “إيزيس وأوزوريس” ، ولعل هذا أسلوبه في الإسقاط علي “المجدلية ويسوع” ، يقول “بودلير” ، وهي يتغزل في “الشبح المضئ” الذي هو الإلهة الأنثي بكل تأكيد :

( منذ الألحان الأولي انغمرت روح الناسك التقي الذي ينتظر الكأس المقدسة في الفضاء اللا نهائي ، وشيئاً فشيئاً رأي شبحاً آخذاً في التشكل ، وعندما اتضح الشبح مرت عصبة الملائكة الرائعة ، تحمل في وسطها الكأس المقدسة ، يقترب الموكب المقدس ، وشيئاً فشيئاً يرتفع قلبُ المختار من الله ، ينتفخ القلبُ ويتمدد ، تحركه أشواقٌ مقدسة ، ويستسلم لمتعة متزايدة ، وعندما يقترب من الشبح المضئ ، وعندما تظهر في النهاية الكأسُ المقدسة ذاتها في وسط الموكب فإن القلبَ ينغمر في افتتان منتشي وكأن العالم كلَّه قد اختفي فجأة )

ولقد صدقت نبوءة “بودلير” واختفي العالم فجأة عندما ظهرت الكأس المقدسة في “قطر”، ففازت بتنظيم كأس العالم للعام (2022) !!

أكرر تهنئتي ..

محمد رفعت الدومي

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

” حكاية من البصرة ”

” محكمة”

عاهرتان تدعيان امومة نفس الطفل امام سليمان الحكيم :الملوك 3:16

عاهرتان تدعيان امومة نفس الطفل امام سليمان الحكيم :الملوك 3:16

ادعت سيدتان عن أن أحدتاهما هى الأم الحقيقة لطفل فى السنة الأولى من عمره أما المحكمة. و كانت كلتا السيدتان تدعيان بأنها هى الأم لهذا الطفل.

و امام هذا الوضع احتار القاضى و الحضور و المحامى و الإدعاء و حاول الجميع معرفة الحقيقة. لقد حدثت هذه القصة فى الأربعينيات من القرن الماضى حيث وسائل الفحص العلمى لم تكن بهذا الوضع و التطور الموجود حالياً …

و حاولت المحكمة عبر وسائل كثيرة معرفة الحقيقة من شهود الى فحوص الى استدعاء شهود و لم يستطيعون الوصول الى نتيجة فعلية.

لقد احتار الجميع و احتار القاضى, و كان قاضياً صالحاً و صبوراً و صادقاً و هذا نادر اليوم.

و استشار القاضى صديقه البدوى اللذى يبيع اللبن الناشف و الصوف للمدينة .. دعاه الى بيته و حكى القصة له, فنصحه البدوى بأن يطلب من السيدتين وجهة نظرهما فى شيء مهم .. وفى الصباح و أمام المحكمة و بحضور الجميع و أمام الملأ و الجمهور قال القاضى: ” لقد احترت و احتارت هيئة المحكمة و الناس و لكنى وجدت حلاً مناسب لكم”

فردت ألسيدتين: ” و ما هو الحل يا سيدنا؟”, قال: ” الحل هو أن نقسم الطفل قسمين و كلا يأخذ نصفه؟”

قالت الأولى: “موافقة”, و قالت الثانية : ” لا .. اعطوها الطفل, أرجوكم اعطوها الطفل” و بدأت بالبكاء و اجهشت قى البكاء …

و ابتسم الحاكم و قال: ” أعطو الطفل للمرأة الباكية, اما الأخرى فمكانها السجن .. فهى كاذبة!”

هل عرفتم اللغز البسيط؟ الأم الحقيقية لا تفرط بفلذة كبدها…

فى نهاية القصة تذكرت بأن أمى هى من حكتها لى,

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in فكر حر | 1 Comment