كارثة إنسانية في مخيم ليبرتي طبيب يستغيث بالضمائر الحية

 انا الدكتور إبراهيم جدي الطبيب المشرف على السكان المضربين عن الطعام في سجن ليبرتي قرب بغداد. حيث نتابع اوضاع اضراب المئات من النساء والرجال المقيمين في مخيم ليبرتي عن الطعام منذ أكثر من 92 يومًا احتجاجًا على اقتحام القوات التابعة لنوري المالكي مخيم أشرف في الاول من أيلول وقيامها باعدام 52 من أصدقائهم واختطاف 7 آخرين كرهائن، حيث ان قضية الافراج عن هؤلاء هي في مقدمة اولوياتهم ومطالبهم.
انني ومن خلال المعاينة المتواصلة لحالة واوضاع المضربين عن الطعام في ليبرتي، فانني اعلن انهم يعاون من مشاكل جسيمة وخطيرة من بينها وجود اضطرابات واختلالات في النوم وحالات صداع شديد والام في العظام والمفاصل والوهن والإعياء وضعف الرؤية. ويهدد الضعف في البصر أكثر من 50% من المضربين عن الطعام مما قد يؤدي إلى وصولهم الى نقطة اللاعودة من خلال فقدهم لحاسة البصر.
وخلال التحليلات العشوائية التي أجريناها على المضربين عن الطعام اتضح أن نسبة الإلكترولايت الموجود في الدم التي تضم الأيونات من الصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم قد انخفضت بنسبة ملحوظة، وكذلك نسبة البروتين لديهم انخفضت بشكل ملحوظ. وكما هو معلوم فان هذه المواد تلعب دورًا حيويًا لكي تواصل خلايا الجسم حياتها، الا انه وللاسف مع هذا الوضع الصحي الشائك فان حياة هؤلاء معرضة للخطر المحدق.
لقد فقد أكثر من نصف هؤلاء أكثر من 12 كليوغراما من أوزانهم وهناك أفراد فقدوا أكثر من 16 كليوغراما والبعض الاخر وصل به الحال الى ان يفقد نحو 20 كيلوغراما. والمعلوم هنا في هذه المسألة ان وصول نسبة خسارة الوزن لدى اي شخص إلى أكثر من 20% فان ذلك يعني بدء ظهور اعراض مرضية مختلفة لدى هؤلاء الاشخاص. كما انه في حالة فقدان اي شخص أكثر من 40% من وزنه فانه لم يعد فرصة للحياة.
واود التأكيد هنا، على انني وزملائي شاهدنا وعاينا الكثير من حالات الانخفاض المفاجىء لضغط الدم أو حالات الإغماء، حيث تمكنّا من اعادة الوضع الصحي لهؤلاء الافراد إلى الحالة الطبيعية عبر استخدام محلول النتقيط الوريدي.
لقد حاولت كثيرًا حث المضربين عن الطعام والمرضى التوقف عن إضرابهم عن الطعام لكونني أشعر بقلق كبير وجدي على وضعهم الجسدي إلا أنني أعترف بعدم نجاحي في هذا الامر من قريب او بعيد. وقد نظمت قائمة تضم أسماء 30 شخصا من هؤلاء المضربين عن الطعام مساء أمس مطالبا إياهم بالتوقف لكنهم لم ينفذوا ما طرحته عليهم وما قدمته لهم من نصائح في هذا الشأن، قائلين انهم لن يفعلوا ذلك بشكل مطلق.
وكوني طبيبا وامارس مهنتي الانسانية، كثيرا ما اتساءل بيني وبين نفسي: ما هي الحلول المتبقية أمامي؟ انني وبصفتي طبيبا واعرف بعضهم عن كثب لاكثر من ثلاثين عاما جراء عملي كطبيب عائلي لهم، اجد نفسي في غاية الصعوبة حينما اشاهد اجسادهم تذوب كالشموع أمامي وانا لا اتمكن من القيام بدوري الانساني والعمل على انقاذ حياتهم، حيث تمكنت سابقا وعلى مدى سنوات من تقديم يد العون والمساعدة لهم وتقديم الخدمة الطبية لهم باحتراف ومهنية.
لقد قمت بارسال رسائل إلى السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة والسيدة نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الإنسان ورئيس اليونامي في العراق وكذلك السيد غوترز ومنظمة الصحة العالمية أوضحت فيها الحالة الصحية للمضربين عن الطعام
هذا وبالرغم من أنني لم أتلقى أي رد من السلطات في الأمم المتحدة استجابة لمطالب المضربين عن الطعام إلا أنني لن أبقى ساكنًا، وسأظل ابذل قصارى جهدي أنا وزملائي هنا في سجن ليبرتي لإنقاذ أرواح المضربين عن الطعام، وما زلت أمد يد العون إلى من يحترم حقوق الإنسان وأرفع صوتي إلى كل مكان في خدمة هؤلاء السكان حتى لو يكن صوتي عاليا ويصل الى الجميع، ولكن هذا واجبي التزم واتعهد به. وفي نفس الوقت وبسبب ما آلت اليه الاوضاع الصحية للمضربين عن الطعام فانني أطالب الأمم المتحدة والولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الأوروبي بالتدخل في هذا الشأن وممارسة الضغوط على الحكومة العراقية وإرغامها على الافراج الفوري عن الرهائن الايرانيين السبعة لانهاء هذه المعاناة الانسانية.
د.إبراهيم جدّي – سجن ليبرتي

Posted in فكر حر | Leave a comment

جاموس يفترس اسداً ذوداً عن حبيبته

افترس جاموس وحشى أسداً كان يحاول الانقضاض على زوجته بإحدى غابات جنوب إفريقيا, حيث يبدو المنظر مثيرا للعاطفة، lionحين وجد الجاموس زوجته تتعرض للاعتداء، فاندفع باتجاه الأسد وخرقه بقرونه.

Posted in كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

هذه الأصوات المسيحية لماذا فقدناها أم فيها ” إنَّ ” ؟

زهير سالم : مدير مركز الشرق العربي

كلما أصاب شرر الثورة السورية بعض مسيحيي سورية بوميضه تتعالى الأصوات المسيحية من شرق العالم وغربه ، بالويل والثبور وعظائم الأمور . من الحبر الأعظم في حاضرة القديس بطرس إلى كنائس الشرق بمطارنتها وبطاركتها إلى مطارنة سورية ولبنان وفلسطين ومصر وأثيوبية تنطلق جوقة موسيقية واحدة تعزف سيمفونية الخوف على المسيحية والمسيحيين ، وجودهم ومصالحهم وحاضرهم ومستقبلهم وإنسانهم وعمرانهم . وينضم إلى هؤلاء مباشرة ساسة وإعلاميون ، يعرفون كيف يوظفون الحدث وينتهزون الفرصة ، ويعبرون عن مكبوتاتهم الفرويدية المتنسكة في مضامير التخوف والرثاء ؛ ليتمايل بعدُ المجرم المبير بشار الأسد وزبانيته على هذه الألحان طربا …
ومهما غُلّفت هذه الأصوات في صورها البلاغية المنمقة على أيدي خبراء التجميل المحترفين بالدعوات الظاهرة إلى السلام وإلى المحبة وإلى الحوار فهي في جوهرها دعم للقاتل ، وتأييد له ، وتعبير عن فرح خفي بما يقع على أبناء الشام من قتل وتدمير وحرب إبادة .
ذلك أن الذي يسوي في خطابه بين الضحية والجلاد ، والذي ينظر إلى ربع مليون إنسان سوري كأنهم لم يكونوا شيئا مذكورا ، والذي يرى أن هذا المجرم المبير بعد كل الذي أوقع في سورية والسوريين ، وبعد كل الذي هدم من العمران والمساجد والمآذن والكنائس ما زال صالحا لصنع سلام أو لاشتراك في حوار هو مجرم قاتل مثله بل يزيد عليه أنه يلقي على كلماته رُواء مما قال الله عن الحب والتسامح والسلام . ياأبناء الأفاعي لم تأتون إليّ صفعهم بها يوحنا المعمدان
ولقد بلغ الأمر ببعض المطارنة السوريين من رجال الدين ورجلاته أن وقفوا أنفسهم على رحلات سياحية مقدسة تجوب عواصم العالم المسيحي القديم منه والجديد على طريقة بطرس الناسك ، وبدون حمارته هذه المرة ، تثير الأحقاد والضغائن ، وتنبه الغافلين ، وتحذر المتساهلين وتطلب النصرة والعون والتأييد للقاتل المبير بشار الأسد وعصابته .
وتجاوز الأمر أكثر لنرى حبلا للشر موصولا يمتد من حاضرة القديس بطرس – الحواري الحق الذي نحب ونوالي – إلى طهران الولي الفقيه ليستأنف الكيد التاريخي دوره في طعن أبناء الشام في أبسط حقوق إنسانيتهم ، وللإيقاع بهم من جديد في فخ القنانة والعبودية حيث امتص الغول الطائفي البشع على مدى نصف قرن كل خير عندهم وطمس كل جميل في حياتهم …
وابتداء نقول ..
إنه لا أحد على الأرض السورية ، وفي ركب الثوار السوريين الصادقين يريد سوء بالمسيحية ولا بالمسيحيين لا في وجودهم ولا في مصالحهم ولا في حاضرهم ولا مستقبلهم . وإن كل قيادات الثورة السورية لا تزال ترمي عن قوس واحدة في الدفاع عنهم وفي إدانة أي عدوان أو بغي أو سوء
يتقصدهم أفرادا أو جماعات أو مؤسسات أو كيانات أو بنى دينية أو حضارية . بل إننا في سورية لنفخر على العالم كله بالنبي العربي وبالمسيح السوري خصوصية لسيدنا المسيح بل لنا لا نتنازل عنها . فنرجو ألا يزاود أحد على الثورة السورية في الحرص على المسيحية ولا على المسيحيين .
ولقد ظل مجتمعنا السوري على مدى وجود المسيحية ، بعد أن أمعن الأباطرة الرومان في حوارييها ورسلها تقتيلا وصلبا وتشريدا ، الحاضن الحقيقي لدعوة المسيح ولحواري المسيح . اختلفت الدول ، وتبدل الساسة ، والأيام دول ، وظل أبناء المجتمع السوري الأصيل الواحد مترابطين متضامنين ، لم يشحن صدورنا بغيظ فرسان جاسوا خلال ديارنا باسم الصليب فارتكبوا كل ما يرتكبه الهمجي بشار الأسد اليوم نسينا صليبهم وسميناهم الفرنجة ، وبرأنا أبناء مجتمعنا من جرائرهم واستأنفنا عيشنا يظلله الإخاء والحب و السلام ويعانق رجع الناقوس فيه صدى الأذان .. ثم نضيف وإنه لا يستنكر لا في شرع ولا في عقل ولا في سياسة أن يظهر أهل ملة ودين قلقهم وتخوفهم على أبناء ملتهم ودينهم بالحق والمعروف الذي جاءت به الأديان ؛ لذلك فنحن لم نكن لنستنكر هذا الضجيج المسيحي من روما إلى موسكو ومن موسكو إلى أنطاكية ومن أنطاكية إلى بيروت لو أنه جاء خالصا للدفاع عن المسيحية والمسيحيين ولكن أليس من حقنا أن نسأل أين كانت هذه الأصوات الحمية يوم كان حافظ الأسد وزبانيته غازي كنعان ورستم غزالة يسومون مسيحيي لبنان كل أنواع الشر والسوء والهوان مما نستحي من ذكره ونعف عنه ؟! أين كانت الأصوات المسيحية هذه يوم لم يبق لمسيحيي واحد في لبنان حرمة بيت لا ظاهرة ولا باطنة ؟!
أين كانت الأصوات المسيحية هذه يوم كان موظف أمني صغير قادر على جرجرة قادة المسيحيين اللبنانيين السياسيين منهم والدينيين إلى مقره في عنجر، دون أن يتمعر دفاعا عنهم في هذا العالم وجه رجل دين أو رجل دنيا …
أين كانت هذه الأصوات ؛ ونحن نسمع صوت ميشيل عون اليوم يجاهر أن سيجهز حملة إلى سورية للدفاع عن المقدسات المسيحية ؛ يوم فر ميشيل عون مثل …إلى السفارة الفرنسية ثم إلى فرنسة ليعيش في المنفى وأنفه راغم في الوحل أكثر من عقد من الزمان دون أن يجرؤ صاحب القداسة الشرقي أو الغربي أن يطالب ولو مجرد طلب بعودة رجل مسيحي إلى وطنه شرده منه علوي سوري قاتل ومأجور ..!!
إذا كانت الغيرة على المسيحية والمسيحيين هي وراء كل هذا الضجيج المسيحي فأين كان هذا الضجيج يوم اكتشف الأمن اللبناني الجريمة الكئيبة الكالحة المنكرة لبشار الأسد وعلي مملوك وبثينة شعبان وميشيل سماحة لاغتيال رموز المسيحية في لبنان البطرك ( صفير ) والبطرك ( الراعي ) ولإحداث أخطر فتنة بين المسلمين والمسحيين في القرن الحادي والعشرين ؟! نتساءل اليوم بكل الجد ما سر الصمت على الجريمة ، ما سر تمويتها في أدراج القضاء ؟ ما معنى أن يشارك مسيحي في مكانة وزير سابق في جريمة ضد رموز المسيحية في لبنان ؟ من كان يقف وراءه من رموز المسيحية العالمية أيضا ، وليس فقط مملوك وبثينة وبشار ؟ ولماذا تم اغتيال ضابط الأمن المسلم السني – والحديث يجب أن يكون على المكشوف – الذي اكتشف الجريمة وحمى رموز المسيحية من القتل فكوفئ على ذلك بالقتل !!!! ولماذا لا يزال البطرك بطرس الراعي يبكي حبا لقاتله بشار الأسد وعلي مملوك وبثينة شعبان أيضا ؟!
هل هذه الأصوات التي نسمعها اليوم حول العالم هي أصوات حقيقية في الدفاع عن المسيحية والمسيحيين أم أنَّ فيها إنَّ ؟!
المسيحية أهل الشام الأحق بها فالمسيح مسيحنا . والمسيحيون نحن أهلهم وهم في خير ما وقيتموهم شروركم وآثامكم . ومن أراد أن يقارب ملف هذه الثورة فليقاربه بخير أو فليدع …

13 / 12 / 2013

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

نم يا بني على الحجر

من شعر عبدالرحمن العشماوي : طفل سوري تتناقل وكالات الأنباء                                                                        namyabnyصورته متوسداً حجر على قارعة الطريق في شدة البرد
Capture

Posted in فكر حر | Leave a comment

ورقة التوت

سقطت ورقة التوت .. هذا المثل واضح للجميع يعنى انكشف كل شيء.

الولايات المتحدة و أوروبا البيضاء الغنية, الديمقراطية, المتحضرة, ألمتمدنة, النموذج اللذى يجب أن يحتذى به!

جوانتانامو و أبو غريب, سرقة تراث العراق و تدمير سوريه بالكامل, تدمير ليبيا, تدمير مصر, تمزيق تونس. دعم الأنظمة الرجعية و الكهونية فى الجزيرة, الخليج, ايران و تركيا الأردوغانية الإخوانية. تهجير خارج الحدود و داخل الحدود فى العراق و سوريا, تدمير البنية التحتية و التعليم و الصحة, التخلف, الحالة العامة؟

6,000,000 عراقى مهجر و 6,000,000 عراقى مهجر بالداخل UN .

الغريب اليوم روسيا الثورية الشيوعية الإنسانية الداعمة لشعوب الأرض و انضمام الصين و كوريا و أحزاب طائفية الحوثيين و حزب الله و ايران. لأول مرة حزب يحتل دولة عندما تم احتلال القصير؟ لقد سلم النظام العراقى كافة أسلحة الدمار الشامل و فتح المختبرات و المصانع و تم تدميرها بالكامل! لماذا بعد ذلك تم الاحتلال؟! و لخدمة من؟! و لماذا بعد الاحتلال تم تسليم العراق لعدو أمريكا و اسرائيل و هى ايران؟ هل يعقل أن يسلم منتصر دولة لدولة عدوة أم هى دولة صديقة؟

لماذا اجتمع الجن و الإنس كافة الدول المتحضرة و خنقت الأمه العربية و حطمت دولها؟ لماذا هذا التكالب الأجنبى على الدول العربية؟ و من يعطيهم الحق؟

ومن يعطيهم نقل تجربة سياسية (( إسمها الديمقراطية كذبة البيض)), و بأى حق فرض نظام سياسى على شعوب اخرى؟ و لماذا؟

يسرقون خيرات الشعوب العربية؛ يسرقون النفط بالقوة و بالقبول.

الأخطر اليوم: روسيا الامبريالية الصين الإمبريالية و أمريكا الاشتراكية !

غريب .. عجيب .. قُلِبَت فَهُزِلَت !!!

و لأول مرة أحزاب سياسية تحتل دول؟!

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

سياسة أوباما البراغماتية القاسية

مضى عام على قيام أميركا بإعادة اعتناق الدبلوماسية بعد انقضاء عقد من الزمان على حرب مخيبة للآمال، مما أظهر وجود اتجاه براغماتي قاس لا يعرف الرحمة بما يعيد إلى الأذهان تلك الأيام التي كانت تشهد إبرام صفقات من قبل وزراء الخارجية أمثال هنري كيسنجر وجيمس أديسون بيكر الثالث.

لقد تسببت المؤامرات الدبلوماسية السرية في إثارة الحيرة والبلبلة وأحيانا الإرباك. ومن جانبهما، فتح الرئيس أوباما ووزير الخارجية جون كيري الأبواب وخلقا الفرص لتسوية النزاعات الصعبة. بيد أن تحولات الإدارة، ولا سيما تجاه منطقة الشرق الأوسط، كانت مفاجئة للغاية وغير وجدانية لدرجة أن مكيافيللي نفسه قد يشعر بالخجل منها.

كان الاتفاق النووي الإيراني من أوضح الأمثلة على الرغبة في الانخراط مع خصوم سابقين. وفي حديثه في عطلة نهاية الأسبوع الماضي بمنتدى سابان في واشنطن، أشار أوباما إلى الأسباب التي تجعل تلك الخطوة جديرة بالتجربة لمعرفة ما إذا كان من الممكن تغيير دافع إيران تجاه مسألة الأسلحة النووية من خلال الدبلوماسية أم لا. وأشار أوباما إلى أن نسبة نجاح مناورته هذه تصل إلى 50 في المائة، مع الوضع في الاعتبار أن شن الحرب يعد خيارا متاحا ورهانا معقولا.

وعلى الجانب الآخر، كان الإسرائيليون الذين تحدثت معهم بعد ذلك متأثرين للغاية (إن لم يكونوا دائما مقتنعين) بالتوضيح الصريح والدقيق لحجة أوباما بشأن اختبار الإيرانيين. وسنكتشف في العام المقبل ما إذا كان أوباما يعني ذلك عندما قال: إن إبرام اتفاق سيئ (وهو ما يعني عدم التأكد من بقاء البرنامج الإيراني سلميا لسنوات مقبلة) سيكون أسوأ من التوصل إلى لا شيء على الإطلاق.

لكن المدهش حقا فيما يتعلق بالقضية الإيرانية هو أنه جرى الإعداد لها في الخفاء. لكن الذين استشعروا حدوث ذلك يعودون بالذاكرة إلى عام 2012 عندما كانت هيلاري كلينتون تتولى وزارة الخارجية وكان محمود أحمدي نجاد، ذو الطبيعة الحادة، ما زال رئيسا لإيران. وكان سلطنة عمان قد وفرت قناة اتصال. وقد ساهمت تلك الاتصالات غير المعلنة في تسريع المفاوضات وخصوصا عندما جرى انتخاب حسن روحاني رئيسا جديدا لإيران في يونيو (حزيران) الماضي، لكن تلك المفاوضات كان يجب أن تنال مباركة ورضا المرشد الأعلى علي خامنئي.

حتى وزير الخارجية جون كيري في مساعيه الدبلوماسية لحل المشكلة الإسرائيلية – الفلسطينية عرض الطرح التالي على الطرفين الذي كان شديد العملية وهو: عليكم أن تشرعوا في الانتقال إلى مناقشة حل الدولة الفلسطينية المستقلة الآن، وإلا سوف تندمون فيما بعد.

لكن مشاهدة حالة عدم اليقين التي تعاني منها الإدارة الأميركية فيما يخص القضية السورية ليس مشجعا بالمرة. فقد بقي أوباما على موقفه الخجول من تبني برنامج جاد لتدريب وتسليح المعارضة المعتدلة في سوريا. ولو أنه اتخذ القرار الصحيح في منتصف عام 2012، لكنا الآن أمام 10.000 مقاتل جرى تدريبهم من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، والذين كانوا من الممكن أن يمنعوا تنظيم القاعدة من العودة للاستيلاء على منطقة وادي الفرات. والآن ومع تشرذم المقاتلين المعتدلين غير المدربين وازدياد أعداد مقاتلي تنظيم القاعدة في البلاد، فقد قالت تقارير إن أوباما قرر التعاون مع المملكة العربية السعودية ومجموعات لا تعتنق أفكارا جهادية كتلك الأفكار المخيفة التي كان يعتنقها لوردات الحرب الذين دعمتهم الولايات المتحدة في أفغانستان خلال فترة الثمانينات.

* خدمة «واشنطن بوست»

منقول عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

من أين جاء جهاديو سوريا؟

 النهار اللبنانية:  سميح صعب

يصر الكثير من المحللين على ان الرئيس السوري بشار الاسد نجح في تغيير طبيعة الصراع في سوريا بحيث جعله يبدو بين النظام والجماعات الجهادية والتكفيرية، وذلك من أجل حمل الغرب على تبديل موقفه من النظام والكف عن المطالبة بتغييره. ويلوم هؤلاء المحللون النظام نفسه على انه لم يتح لقوى المعارضة المعتدلة والليبيرالية ان تأخذ مكانها على الساحة السورية منذ بدء احداث درعا في 15 آذار 2011. وهناك بعض آخر من المحللين يقول إن النظام هو من صنع المقاتلين الجهاديين وانه اطلقهم من سجونه كي يبدأوا حرباً عليه. ويلتقي جميع المحللين على القول بأن الجهاديين هم صنيعة النظام وانه هو الذي اخرجهم من سجونه ليقاتلهم ومن ثم ليغير طبيعة الصراع في سوريا. ولكن ماذا عن جيش المهاجرين الذين أتوا الى الجهاد فوق الاراضي السورية؟
وماذا عن انطلاق الجماعات المتطرفة في مصر وبدئها حرب استنزاف ضد الجيش المصري؟ أليس للنظام السوري ضلع أيضاً في تحريك الجماعات الجهادية في تونس لتهاجم قوى الامن وتغتال الشخصيات الليبيرالية في البلاد أمثال محمد البراهمي وشكري بلعيد؟ ومن ذا الذي يغذي تنظيم “القاعدة” في اليمن ليضرب في الجنوب ويهاجم في قلب صنعاء؟
ان نظرة أكثر واقعية الى الامور تظهر ان التنظيمات الجهادية ليست وليدة الحرب في سوريا فحسب، بل انها حركات تفتش عن ساحات كي تنطلق فيها. هكذا حصل في العراق بعد الغزو الاميركي، وهكذا حصل في اليمن وليبيا وتونس ومصر والصومال. وما يصح على الدول العربية يصح أيضاً على أفريقيا التي ينشط فيها الجهاديون من مالي الى نيجيريا الى القوقاز.
وللجهاديين اجندتهم الخاصة التي تغير طبيعة الصراع. وفي الحالة السورية كان يجب التنبه الى ان زعزعة الوضع الداخلي هي الوصفة المثالية لدخول الجهاديين على خط الصراع. وحتى بين المعارضين الليبيراليين السوريين هناك من لا يزال يدافع عن “جبهة النصرة” ويعتبرها حليفة له في مواجهة الأسد. وهناك من المعارضين من ظن ان في امكانه استخدام الجهاديين لاسقاط النظام ومن ثم يعمل على التخلص منهم في ما بعد. لكن النتيجة كانت ان الجهاديين باتوا الاكثر امساكاً بالمناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
كثيرة هي التبريرات التي تعطى اليوم لفشل المعارضة السورية التي انطلقت في الخارج بعد 15 آذار 2011، ومنها القاء اللوم على أميركا لعدم تدخلها عسكرياً لحسم الوضع لمصلحة المعارضة، أو القول إن الاسد نجح في تغيير طبيعة الصراع!

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

أيها السوريون: تعلموا من العراق!

 القدس العربي اللندنية

يقول الأديب والمفكر البريطاني الشهير ألدوس هكسلي – صاحب الرواية المعروفة ‘عالم جديد شجاع′ – إن ‘الدرس الوحيد الذي نتعلمه من التاريخ أن لا أحد يتعلم من التاريخ’!
وهنا تكمن الكارثة، فكم من مصائب التاريخ تتكرر أمام أعيننا دون أن يستفيد من تجارب التاريخ أحد. لن نذهب بكم إلى التاريخ القديم أيها السوريون، بل إلى التاريخ الطازج جداً. سنذهب بكم إلى جاركم العراق، الذي يمكن أن يكون عبرة لمن أراد أن يعتبر، كي لا نكرر لاحقاً مقولة الإمام علي (رضي الله عنه)، عندما قال:’ما أكثر العبر وما أقل الاعتبار’.

ظن العراقيون الجدد الذين جاءوا على ظهور الدبابات الأمريكية، وبمؤازرة حليفهم التاريخي إيران، أنه بمجرد إسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، سيطيب لهم العيش في العراق، وسيحكمون البلاد على طريقتهم.
لقد احتفل حلفاء أمريكا وإيران ‘بانتصارهم’ العظيم عام 2003، وأقاموا الأفراح والليالي الملاح بتحرير العراق من النظام السابق. وليتهم توقفوا عند الاحتفال فقط، بل راحوا يجتثون كل ما كان له علاقة حتى لو بعيدة جداً بالنظام القديم، فسنوا ما يسمى بقانون ‘اجتثاث البعث’، وتمكنوا من خلاله من القصاص من عشرات الألوف من البعثيين القدامى، الذين كانت علاقة الكثير منهم بالبعث علاقة مصلحة بالدرجة الأولى، كي يحفظوا رقابهم ولقمة عيشهم في ظل حكم حزب فاشي جائر بكل المقاييس. فمن المعلوم أن مئات الألوف من الناس ينضمون لهذا الحزب العربي أو ذاك – ليس إيماناً بمعتقداته ومنطلقاته ومبادئه – بل لأن بعض الأحزاب، وخاصة حزب البعث، كان يعتبر كل من لا ينضم إلى صفوفه ‘خائنا’ و’عميلا’ للإمبريالية والصهيونية العالمية.
لقد راح ‘العراقيون الجدد’ يسومون ‘المهزومين’ سوء العذاب والملاحقة انتقاماً وتكريساً لنظام فاشي جديد. لا بل اعتبروا الفريق ‘المهزوم’ جديراً بالسحق والإقصاء!
لكن دعونا ننظر إلى حصيلة تجربتهم في ‘الاستئصال’ على مدى أكثر من عشر سنوات. ماذا أنجز النظام العراقي الجديد ‘المنتصر’ بقوة أمريكا وإيران؟
هل ساد السلام والوئام في بلاد الرافدين؟ هل استعاد العراق مجده السابق؟ هل نجح النظام الجديد حتى في تأمين الكهرباء والماء للشعب العراقي؟ هل استطاع أن يؤمن للعراقيين الوقود الذي يملك العراق واحداً من أكبر احتياطاته في العالم؟ هل استطاع ‘المنتصرون’ أن ينظفوا الشوارع؟ هل مر أسبوع منذ أكثر من عقد من الزمان دون أن يسقط في العراق مئات القتلى والجرحى جراء التفجيرات والعمليات الإرهابية؟ الجواب على الأسئلة آنفة الذكر سيكون حتماً ‘لا’.
هل تعلمون أن العراق الذي تبلغ ميزانيته السنوية، بسبب ثروته النفطية الهائلة، أكثر من مئة وخمسة وعشرين مليار دولار، لم يستطع حتى الآن أن يؤمن الكهرباء للعراقيين؟!
ألا تغط معظم المناطق العراقية في ظلام دامس، بسبب انقطاع الكهرباء؟!

هل يشرب العراقيون ماء نظيفاً؟! بالطبع لا، فمعظم المياه التي يشربها العراقيون مياه تسبب السرطان لاحتوائها على كميات كبيرة من القاذورات، خاصة القسم القادم من تركيا بسبب تلوث المياه بالكثير من الآفات والأوساخ والنفايات؟
ولو عرف الشعب العراقي نوعية المياه التي يشربها لرفع ألوف الدعاوى على حكومته. وحدث ولا حرج عن نظافة العراق، فقد فازت العاصمة بغداد قبل فترة بلقب ‘أوسخ مدينة في العالم’!
لماذا فشل النظام العراقي الجديد بالنهوض بالبلاد واستثمار ‘النصر العظيم’، الذي يزعم أنه حققه على النظام السابق؟ السبب بسيط جداً: لأنه حاول أن يفرض إرادته، وينتقم من قسم كبير من العراقيين، دون أن يدري أن بلداً كالعراق مكون من أعراق ومذاهب وطوائف وقبائل مختلفة، ولا يمكن أن يستقر، أو ينهض إذا لم يشعر كل مكونات العراق بأنهم منتصرون ومتساوون وجديرون بحقهم الكامل بالعيش في وطنهم.
إن سياسة النظام الجديد، التي قامت على الإقصاء والغبن والظلم لا يمكن أن تنتج سوى دولة فاشلة مترهلة غير قادرة على تأمين أبسط مستلزمات الحياة لشعبها، لا بل مهددة أيضاً بالتفكك والانهيار والتشرذم إلى أعراق وقبائل ومذاهب متناحرة.
يكفي أن يكون لديك في هذا العصر عشرة بالمئة من السكان مظلومون ومهمشون ومغبونون حتى يحولوا حياة أي دولة إلى جحيم مقيم.
من الخطأ الفادح أن ينتصر طرف على طرف في بلد كالعراق أو سوريا، خاصة في هذا الزمن الذي باتت فيه الشعوب قادرة على الجهر بمظالمها في عصر السموات المفتوحة، ناهيك عن أنها تخلصت من خوفها، وأصبحت قادرة على زلزلة الأرض تحت أقدام جلاديها وظالميها.
أيها السوريون – نظاماً ومعارضة وشعباً – هل تلقون نظرة سريعة على وضع جاركم العراق المزري، الذي وصل إلى ما وصل إليه من انهيار، لأن فريقاً اعتقد أنه انتصر على آخر؟
لا يظنن أحد في سوريا أنه قادر على الانتصار على الآخر، لأن وضع سوريا مشابه لوضع العراق، من حيث تركيبته المذهبية والعرقية والقبائلية.
من السذاجة أن يعتقد النظام أنه قادر على الانتصار على معارضيه، ومن السذاجة أن يعتقد المعارضون أنهم قادرون على الانتصار على أتباع النظام، لأن ذلك سيدفع الفريق المهزوم، أياً كان، تحت الأرض ليتحول إلى حركة تخريبية تدميرية إرهابية تزلزل الأرض تحت أقدام ‘المنتصرين المزعومين’.
لا أحد يطلب منكم طبعاً أن تستوعبوا القتلة والمجرمين الذين ارتكبوا جرائم فاشية بحق السوريين، فهؤلاء جديرون بأقسى أنواع المحاكمات. لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار إشراك كل فئات الشعب السوري في بناء دولة جديدة لكل أبنائها، وليست حكراً على طائفة أو مذهب على حساب الآخر.

إن الخطاب الإقصائي الانتقامي، الذي يتشدق به النظام أو معارضوه في سوريا كفيل بأن يطيل أمد الأزمة إلى عشرات السنين. والأنكى من ذلك أن سوريا ليست غنية كالعراق، فميزانيتها السنوية أقل من عُشر الميزانية العراقية، مما يعني أن البلاد ستذهب إلى الجحيم اقتصادياً لو استمر الوضع على حاله. هل لاحظتم كيف أن العراق صاحب الميزانية الضخمة لم يستطع أن يؤمن أبسط الحاجيات لشعبه بسبب عدم الاستقرار الأمني والسياسي الناتج عن تحكم فئة بفئة؟ فكيف سيكون الوضع في سوريا إذا ما سار على النهج العراقي الانتقامي الاستئصالي يا ترى؟
قد يقول البعض إن الوضع في سوريا مختلف عن وضع العراق، ففي العراق تم إسقاط النظام بواسطة قوة خارجية، ولم تكن ثورة على النظام، كما هو الحال في سوريا. وهذا صحيح.
لكن الثورة لا يمكن أن تنجح، في ما لو اتبعت النموذج العراقي في الإقصاء والاستئصال، فباستثناء الذين تلطخت اياديهم بدماء السوريين، فإن كل فئات الشعب السوري لها كامل الحق في بناء الدولة الجديدة، بعيداً عن الإقصاء والإبعاد والانتقام. وليتنا نتعلم من تجارب أمريكا اللاتينية التي تعالت على جراحها وكوارث وجرائم العسكر، وأعادت اللحمة إلى أوطانها بسواعد كل أبنائها على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم.
باختصار: إذا لم يخرج كل السوريين من المحنة الحالية متصرين، على مبدأ كسنجر الشهير، فليبشروا بأن تطول محنتهم، نظاماً ومعارضة وشعباً، لعقود واجيال، هذا طبعاً إذا بقيت هناك دولة اسمها سوريا.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الآلهة يجب أن تكون سوداء !!

الآلهة يجب أن تكون سوداء !!Nelson-Mandela-02

نام “مانديلا” كوردة ، وبعض الورود النائمة جذورٌ ورموز .. بعد أن صنع أسطورته الجهمة في وقت كان فيه انسحاب الأسود إلي ركنه هو المتعة الكاملة !!

وسوف لا أستسلم لحذر الحكاية ، فأنا لا أحبُّ الثعالب ، وأقول مباشرة أن العالم خسر بموته نبيَّاً مطبوعاً ، وأصبح من القطب إلي القطب خواناً للفجيعة !!

خسر العالم نبيَّاً لم يحاصر كالأنبياء بساطة أمَّته بوعود مؤجلة تحتاج لكي تتحقق ، تبذير الحياة في اختبارات السماء ، والعصف بالشرط الإنساني في انتظار ما لا يأتي !!

مع هذا ، لقد أدرك ذلك النبيُّ الواقعيُّ ، ومبكراُ ، القانون العميق للحياة ، وأدرك استحالة استدعاء الخلاص كمائدة من السماء كما اعتقد الأنبياء الحالمون ، واستوعب ظلام الممر نحو غايته ، كما استوعب أبعاد أعدائه كاملة ، مع ذلك لم يعتبر الظلام حوله مبرراً للنكوص ، هذا جعل السودَ يلمسون من خلال تلك القوة التي تصدي بها للأسوار ، وذلك الوضوح الذي تعرض به للسلاسل الفادحة ، إمكانية ميلاد عالم جديد ، كما ألهمهم الحاجة إلي ميلاد ذلك العالم ..

كما أدرك ، وهذا هو الأهم ، أن الحرية لا تولد في الألفة ، وأن خلق مأوي طبيعيٍّ للمنبوذين يستحقُّ قدَّاساً من العزلة ووجوه السجانين حتي تفقد سياسة التفرقة العنصرية ، أو يفقد “الأبارتيد” ألفته ووضوحه !!

وقلَّ أن يحدث ، حين يمسُّ الإنسان حياة الأشخاص المطبوعين علي كسر ما اعتبره غيرهم قانوناً طبيعياً للوجود ، أن يصاب بنار المرح الداخليِّ كما يحدث له عند قراءة سيرة “غاندي” ، وسيرة “هانيبال” ، كما سيرة ذلك النبيِّ الواقعيِّ المزواج “نيلسون روليهلاهلا مانديلا” ، وإن المرءَ ليحتار في اتخاذ خندق أيهما في تراجيديا الحرية والجمال الإنساني !!

وكم وددت أن أري شبه “مانديلا” البشريَّ بعد أن تهرَّبت الحياة منه ، غير أنني أستطيع تخيله من خلال استرجاع صورة تنبض في ذاكرتي ، لسبب لا أفهمه ، ورغم المسافة الشاسعة بين أشياء الصورتين ، كلما وضعت الصدفة ذكره في بالي كليلكة في البال ، وهي صورة “أم ويسلر” ، تلك الأم الشهيرة التي أخرجها ابنها الرسام “ويسلر” ، بطقس بسيط ، من إطارها ، ووضعها في قلب الديمومة !!

إنَّ التأويل التفسيَّ هنا لا يتَّحدُ ، بالطبع ، بالحقائق ما دام عاجزاً عن إدراك أن الحرية بكلِّ بساطة ، مرادف ضروري للحنان ، وأن الوجود يبحث عن العدم في التشابه !!

لماذا تفلت الحياةُ من قبضتها الأنقياءَ ، وتقبض ، عادة ، علي أعمار السفلة ؟!

نام “مانديلا” في مساحات الغياب ، وربح بالغياب قوة إضافية تولد من تشابه كلِّ أمكنة النوم ، ربما لأنَّ النوم يجعل العالم ، بفضل أحلام النائمين ، غابة من العوالم ، وصارت كلُّ نجمة أليفة سريراً للعابر الممتاز ، وفي أوصال كلِّ نجمة يحتفل المنبوذون ، والبيضُ أيضاً ، ويرقصون معاً علي ايقاعات الطريق التي أشعلها هو من رماد العنصرية ، كما يجمعون ، لجلال اللحظة ، علي أن الآلهة يجب أن تكون سوداء !!

وأنهي كلامي برغبة في مشاركتهم الاحتفال برحيل ذلك النبيِّ المتواضع علي ايقاعات أبيات للشاعر السنغاليِّ “بيراجو ديوب” ، وهي إشادة مبررة بعبادة الموتي :

“الذين ماتوا لم يذهبوا أبداً ، إنهم هناك ، في الظلال الكثيفة ، الموتى ليسوا تحت الأرض ، إنهم في الأشجار حين تصدرُ حفيفاً ، وفي الأخشاب حين تصدرُ أنيناً ، وفي تلك المياه الجارية ، وفي الأكواخ ، إنهم وسط الحشود” ..

“مانديلا” ، يا أيها النبيّ الواقعيّ المتواضع ، نم في سلام ، عليك السلام ..

محمد رفعت الدومي

Posted in فكر حر | Leave a comment

بيان صحفي صادر عن تجمع الحقوقيين المستقلين للدفاع عن حقوق الانسان في العراق

في اليوم المئة بعد الهجوم المميت على مخيم أشرف يناشد 3470 محاميا وحقوقيا  عراقيا وعربيا للافراج الفوري عن الرهائن السبعة المحتجزين لدى قوات مكتب رئاسة الوزراء15 تجمعا حقوقيا أعلنوا دعمهم لمناشدة 3470 محاميا وحقوقيا عراقيا وعربيا من العراق ومصر والسعوديةوالاردن وسوريا وفلسطين وليبيا وتونس و الجزائر والسودان واليمن.

في الأول من ايلول/ سبتمبر ارتكبت جريمة ضد الانسانية في أشرف تتحمل « الموقعون على المناشدة أعلنوا مسؤوليتها كاملة الحكومة العراقية. كون مخيم أشرف مخيم محمي حيث بقي 101 شخصا من السكان في توافق ثلاثي بين الحكومة العراقية وأمريكا ويونامي لحماية أموال السكان بدون أي قيد زمني. القوات المسلحة العراقية هاجمت في الأول من ايلول/ سبتمبر الماضي هذا المخيم وقتلت 52 من السكان بأبشع صورة في ابادة جماعية واختطفت 7 منهم 6 نساء ورجل واحد لأخذهم كرهائن. ومنذ ذلك التاريخ ولحد الآن مضت 100 يوما الا آن.» الحكومة العراقية امتنعت عن اطلاق سراحهم رغم الاجراءات والمتابعات المستمرة السبب الرئيسي لعدم اطلاق سراحهم هو اللامبالاة والصمت من قبل أمريكا والأمم المتحدة تجاه « وتؤكد الدعوة أن هذه الجريمة. بينما نقل السكان من أشرف الى ليبرتي تم بتدخل مباشر من قبل يونامي وأمريكا وتعهد الحكومة العراقية فيما يتعلق بأمن وحماية سكان أشرف وليبرتي. كل الأدلة والوثائق  الموجودة تؤكد أن الرهائن في قبضه .» القوات الأمنية العراقية وفي سجون غير رسمية خاضعة لسيطرة رئاسة الوزراء العراقية وبشأن تقاعس الأطراف المختلفة قال رودي جولياني عمدة نيويورك في عام 2001 في مؤتمر دولي بباريس التكلم بدون التغيظ صعب جدا. التغيظ من المالكي والتغيظ من النظام « بتاريخ 7  كانون الأول/ ديسمبر 2013 الايراني والتغيظ من كوبلر والتغيظ من الأمم المتحدة ونعم التغيظ من حكومتي ووزارة خارجيتي. … ما هذه النكبة.».. ؟ التي حلت بثوابتنا واخلاقنا وفي تطور مهم آخر، نددت 5 مجموعات من خبراء الأمم المتحدة المستقلين بتاريخ 9 كانون الأول/ ديسمبر الجريمة التي ارتكبت في مخيم أشرف داعين الحكومة العراقية لتحديد مكان الرهائن.

وهذا التقرير تم اعداده من قبل خبراء فرق العمل التابعة للأمم المتحدة ويطالب الحكومة العراقية تحديد مصير  الرهائن المخطوفين في أسرع وقت ممكن.

«منظمة الأمم المتحدة وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق )يونامي(وتؤكد مناشدة المحامين والحقوقيين العرب والحكومة الأمريكية يجب أن توظفا كل وسعهما السياسي وكل جهدهما للضغط على الحكومة العراقية لاطلاق سراح الرهائن..»

تجمع الحقوقيين المستقلين للدفاع عن حقوق الانسان في العراق  2013 – 12 – 11

جمعية المحامين المصريين للدفاع عن سكان اشرف

هيئة الدفاع عن حقوق الانسان في العراق

الهيئة العربية للدفاع عن اشرف

Posted in فكر حر | Leave a comment