المحامي ادوار حشوة : الجبهة الديمقراطية واعادة انتاج الثورة

ادوار حشوةالمحامي ادوار حشوة : كلنا شركاء

المعارضون كلهم في الداخل والخارج يريدون دولة ديمقراطية وهم صادقون في هذا الامل ولكن الواقع العسكري على الارض ليس كذلك ابدا.

في بداية الحراك الشعبي كانت الشعارات الديمقراطية تسود الساحة وتضم التظاهرات كل الشباب من مختلف الاديان والطوائف وكانت ثورة بريئة من العيب والتعصب.

اختار النظام مواجهة الشعب بالرصاص والقتل والاعتقالات بدلا من الاستماع الى صوت العقل والقيام بالاصلاحات الدستورية وكانت خطته الشيطانية تحويل الناس بالاكراه الى ساحة الصراع الطائفي وبدلا من شعارات الحرية والكرامة واسقاط النظام الديكتاتوري لا اسقاط الدولة حلت الشعارات الدينية وتعددت بتعدد الفصائل منها ما كان داخليا ومنها ما كان مستوردا.

الالتجاء الى الله بمواجهة الظلم ليس عيبا وهو متوقع لدى كل الشعوب لتحريض الناس للدفاع عن الحرية ومقاومة الظالمين ولكن ان يكون الهدف اغتيال الثورة الشعبية الديمقراطية التي قادها الشباب واستبدال مشروعهم الوطني بمشاريع لاتعترف بالديمقراطية ولا تتفهم ظروف المجتمع التعددي وتريد نماذج تبحث عن المستقبل في الماضي متجاهلة ظروف العصر ومشبعة بالتعصب الضيق الافق ضد التعدديات الأخرى أمر آخر يفهم منه الرغبة في اسقاط ثورة الشباب الديمقراطية السلمية بقوة السلاح.

في الساحة السورية اليوم لم يعد النظام ممثلا لحزب البعث ومشروعه العلماني القومي بل صار ممثلا لاقلية عائلية استخدمت بعض الطائفة بالاكراه والتخويف لخدمة وجودها السلطوي ودفعت بالبلد الى الحرب الطائفية دون وازع من اخلاق او ضمير .

وبالمقابل ومع عسكرة الثورة سيطر المتشددون على مقدراتها وحصلوا على دعم خارجي ممن لاتهمهم الثورة

ولا شعارات شبابها و هؤلاء يرغبون في اقامة امارات ودول خاصة بقوة السلاح فتساوى هؤلاء مع النظام في مسائل الوحشية ورفض الديمقراطية والسعي المتقابل الى الحرب الطائفية التي تاكل الاخضر واليابس .

وباستقراء الواقع فان عسكرة الثورة احدثت انقساما في الساحة الشعبية المؤيدة وما حدث ان العسكرة اقتصرت على جزء من تعددية الحاضنة الشعبية التي رفض بعضهم المشاركة في العمل المسلح ولكن ظلوا على ولائهم للثورة.

تحولت الثورة المسلحة بفعل تدخل دول ومنظمات وجماعات من الخارج ارادت تحويل الثورة الشعبية الى ثورة طائفية فبدلت الشعارات واستهدفت الشباب الديمقراطي بالقتل وتساوت مع النظام في هذا الامر لانها تريد مشاريع تقسيم للبلد على اسس متخلفة ليست من العقل السوري ولا من اعتداله العظيم . وعند هذه النقطة بدأ التأييد الشعبي

بالتراجع لا لصالح النظام بل ضد الشكلين المفروضين على الناس بعيدا عن شعارات البدايات الديمقراطية الحرة .

الان لابد من اعادة انتاج الثورة عبر العودة الى بداياتها الوطنية الجامعة والديمقراطية وهذا لايمكن ان يتحقق الا اذا وضعنا جانبا كل انتماءات الساحة السياسية والاصطفاف في مشروع الجبهة الديمقراطية التي يجب ان تضم كل مكونات البلد وتعددياته وان يتم استرداد من ضللوا فاصطفوا الى جانب النظام او جانب المسلحين المتطرفين من الداخل السوري او من خارجه وعلى ان يكون للجبهة مشروعها للمرحلة الانتقالية هو دستور 1950 الذي هو من

انتاجنا لامفروضا من الاجنبي ولا من دول المنطقة ولا من النظام والذي هو عنوان

الديمقراطية السورية التي ا غتالها الانقلابيون العسكر والتي يتم اغتيالها اليوم من قبل نظام فاسد وديكتاتوري

من قبل بعض المسلحين الذين رفضوا مرارا تبني دستور 1950 لانهم لايريدون الديمقراطية ولا الحريات.

اعادة دور الشباب المثقف الذي فجر التظاهرات السلمية الديمقراطية واعادة بناء الحاضنة الشعبية التي تفككت بسبب النظام والمتشددين القادمين من الخارج واسقاط كل الشعارات التي تدعو الى استمرار الديكتاتورية او استبدالها بديكتاتورية من لون آخر…هذا هو الطريق .

جاء أوان الانقسام الحاد بين يريد دولة ديمقراطية لكل النسيج السوري وتنبع فيها السلطة من صناديق الاقتراع لامن فوهات بنادق المسلحين وبين من يريد الحكم الديكتاتوري العائلي او الطائفي من هذا اللون او ذاك فهل يصعب على العقل السياسي السوري اعادة انتاج الثورة قبل ان تلفظ انفاسها الاخيرة هذا هو السؤال.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

(( الموسيقى والعرب ))

الحاضنة الجغرافية للجزيرة العربية ، حاضنة عميقة جداً فهذه البحيرة الرملية التي يحب البعض أن يسميها الصحراء العربية .beautyh

هي سر مجهول بسبب ضعف العرب الوقتي ، فالامم الجذرية عندما تنكسر تعود بنفس وزمن وقتي يتناسب مع حجم العمق والأثر الثقافي وطول الزمن وتنوع الشعوب التي سكنت هذه البقعة الأزلية التي ابتدأ العالم منها ومن حولها …

الشجرة أية كانت مقترباتها جذور ومطارها غيمة واحدة تدور في أفق مرسوم بدقة والغريب في حياة الامم تغيب الغيمة ولكنها تعود عندما تكتنز الماء من جديد لتورق أمة يعتقد المراقبين هي في حالة إحتضار .

الشعوب تورق وتذبل ولكن الامم العريقة تحمل في كنفها روح العودة وكبرياء التاريخ وهذا سر عودتها ، اليوم تقلبت في قيثارة الرافدين وشعراء عكاظ وقرأت في كتاب هذا نصه …

*
. الموسيقى في العصر الجاهلي
من القرن الأول إلى القرن السادس الميلادي

عرف هذا العصر بالعصر الجاهلي لأن عرب الجاهلية كانوا يجهلون تعاليم الإسلام. وفي الحقيقة لم تكن أيام جهل تام، بل بداية لحضارة ساعدت على الحفاظ على التراث العربي القديم.

ويتفق علماء المؤرخين على أن الرعيل الأول من العرب المهاجرين من بلاد العرب الجنوبية بدأ يتحرك حوالي القرن الثاني الميلادي. لذا بدأت الموسيقى العربية تزدهر وتنمو في مناطق ثلاث هي سوريا والعراق وغرب الجزيرة العربية. وكانت سوريا في ذلك الوقت تحتفظ بالكثير من طابع الثقافة السامية كما كانت غسان مركزا له أهمية في الموسيقى العربية. وكان العراق غارقا في خضم الثقافة السامية وفي غرب الجزيرة العربية برز النشاط الموسيقي في مركزين هامين هما الحجاز ومكة. وكانت سوق عكاظ ميدانا رحبا يتبارى فيه الموسيقيون والمغنون والشعراء ويقدمون أروع ما تجود به قرائحهم. أما مكة فقد كانت مركزا عقائديا تقام فيها الشعائر الدينية وكان الحجاج يفدون إليها وهم يغنون غناء فطريا سمي بالتلبية والتهليل.

ولم يستخدم العرب الموسيقى في عباداتهم كما فعل الغرب، خصوصا أنهم قبل الإسلام لم يكن لديهم دين واحد يجمعهم. لذا فإن الموسيقى الدينية قبل الإسلام تكاد تكون مهملة. أما الموسيقى الدنيوية خلال تلك الفترة فقد كانت أكثر أهمية.

وقد لعبت المرأة دورا أساسيا في انتشار الموسيقى العربية قبل الإسلام، إذ كانت نساء القبائل يشتركن في موسيقى الأعياد العائلية أو القبلية بآلاتهن، وقد استمرت تلك العادات حتى عصر النبي محمد الذي احتفل بزواجه من خديجة بالأفراح والموسيقى والرقص.

*

من رموز الامم الفنون والآداب والشعر والطعام ، والطعام نوعين ثقافيا وغذائيا ، هذه موجودة في هذه الأمة ولا يراها من لديه اشكالية في النظر ، وهذه الإشكالية ليست في العيون .

وإنما في الأبصار …. فعندما تنظر من حدقة عينيك وعندما تبصر حتى لو كنت كفيف العينين ترى .

وهذا الفرق بين غيمة الحب وغيمة الحقد .

الموسيقى في عصور العرب والمسلمين جمعت بين نشرات ومقالات منشورة .

الموسيقى في العصور المختلفة .

الجاهلي كما يسمى خطأ . العربي ،

الموسيقى والطب العربي الإسلامي

لايملك الباحث عن الطب العربي الإسلامي إلا أن يقف معجباً، فخوراً حيال تطوره على مر العصور، ونظرته المدركة، الشاملة إلى صحة الإنسان البدنية والنفسية معاً.

فقد بلغ من نفاذ هذا الإدراك العبقري أنه ألم بشؤون الكائن البشري جميعاً، ماجل منها ومادق، أو ماظهر وما استتر، وتجاوز ذات الكائن إلى مايحيط به من طبيعة وبشر.

وما أبلغ قول أبو بكر الرازي (ذلك العبقري اللألمعي) وأوعى دلالته: {ينبغي للطبيب أن لايدع مساءلة المريض عن كل مايمكن أن تتولد عنه علته من داخل وخارج، ثم يقضي بالأقوى}.

ومن هنا تفتق نبوغ الأطباء العرب والمسلمين عن طرائق وأساليب بدع في العلاج ، مثلما تأتى لهم أن يفعلوا في مضمار الطب العقلي والنفسي، والطب النفسي والجسدي

(النفسجي Psychosomatic Medicine ).

من ذلك استخدامهم السماع (الموسيقى والغناء) في تطبيب المصابين بضروب من الخبل أو العته. وهو موضوع جد شائك من حيث قلة الأصول والمراجع.

*
العباسي ،

الموسيقى في العصر العباسي

حين قام بنو عباس على أنقاض بني أمية، بزغ عصر جديد للعرب ووضعت أسس الحياة الفكرية العظيمة في القرون التالية وانتقل مركز النشاط الموسيقي من دمشق إلى بغداد. ودخلت الموسيقى مع سائر الفنون والآداب في عصرها الذهبي خصوصا في عهد هارون الرشيد الذي أصبح اسمه يقترن، في الفكر العربي والعالمي دون استثناء، بالأمجاد العربية في الفنون والآداب والتي صورت أحيانا كالأسطير، وقد ورد ذكر هارون الرشيد مئات المرات في قصص ألف ليلة وليلة التي كانت كلها حافلة بأعظم ما يصوره الإنسان من عظمة الرقص والغناء.

ولا بد أن مجموعة المواهب الموسيقية التي اجتمعت في بلاطه لقيت الميلايين من الأموال المنفقة عليها.
ومن أهم الذي استفادوا: إبراهيم الموصلي، ابن جامع، زلزل، إسحاق الموصلي وغيرهم. وكان ابن هارون الرشيد المفضل يسمى أبا عيسى، موسيقيا مجيدا ونجده يشترك في الحفلات الموسيقية في البلاط مع أخيه أحمد.

كذلك كان شغف معظم الخلفاء العباسيين عميقا بالفن والموسيقى، فقد كان الواثق أول خليفة يعتبر موسيقيا حقيقيا. ويشهد حماد بن إسحق الموصلي بأنه أعلم الخلفاء بهذا الفن، وأنه كان مغنيا بارعا وعازفا ماهرا على العود. وقد لقي الفن من التشجيع والكرم في بلاطه ما يجعل المرء يظن أنه تحول إلى معهد للموسيقى على رأسه إسحق الموصلي، بدلا من كونه مجلسا لأمير المؤمنين. وكان هارون ابن الخليفة موسيقيا موهوبا وعازفا لامعا.

لقد رغب العباسيون في التفوق على الساسانيين القدماء فبزخوا في سبيل العلم والفن. فأسست في عهدهم المكتبات وبنيت المعاهد والمستشفيات والمعامل “وتعاصر هذه الروعة في المعارف الأدبية شارلمان، أي حين كانت أوروبا غارقة في همجية يلطفها الإصلاح الذي بداه شارلمان تلطيفا غير كاف.

ومن الطبيعي أن يتقدم فن الموسيقى في هذه الظروف الملائمة. فظهر في العهد أشهر المغنين الإسلام أمثال إسحق الموصلي وإبراهيم الموصلي وزلزل ويحيى المكي، كما ظهر أيضا أعلام عرب هم طليعة الفكر الموسيقي والإنساني ليس في العالم العربي فحسب وإنما في العالم أجمع. ولعل كتابات الكندي في الموسيقى هي أول بحوث جادة في هذا الفن في تاريخنا العربي. ويكمن اهتمام الكندي في اهتمامه بالتراث الإنساني من خلال دراساته وبحوثه وآراءه في الموسيقى والفلسفة والطب وعلوم الرياضيات والفلك علاوة على آراء أخرى هامة في العقائد السياسية والإجتماعية. والجدير بالذكر أن الكندي في “رسالة في خبر تأليف الألحان” استعمل الرموز والأحرف الأبجدية للتدوين، فكان أول تدوين موسيقي عزفه العرب.

ويتضح أن الموسيقى العربية في العصر العباسي بلغت ذروة مجدها من ناحيتي الأداء الغنائي وانتشار العلوم والبحوث والدراسات الموسيقية. واستمرت بغداد حتى منتصف القرن التاسع الميلادي مركزا حيويا تنبعث منه إشعاعات النهضة الموسيقية العربية. وكان الغناء هو مظهر النشاط الوحيد في الموسيقى العربية، وفي أوائل القرن العاشر الميلادي بدأت الموسيقى العربية تتأثر بأذواق دخيلة بعضها من الفرس والبعض الآخر من المغول والأتراك وغيرهم من الشعوب التي اتصلت عن طريق الحرب أو التجارة بالشعوب العربية.. وكانت نتيجة هذا الاتصال ظهور سمة غريبة في الموسيقى العربية لم تكن مألوفة من قبل، وهي الاهتمام البالغ بالموسيقى الآلية وتفضيلها غالبا على الغناء العربي التقليدي. وكان القالب الموسيقي المعروف في ذلك الوقت هو نوع من المتتبعات الغنائية تسمى النوبة، وهي عبارة عن متتاليات تتكون من عدة أجزاء يسبق كل جزء منها افتتحاية موسيقية خاصة. وقد أتاحت هذه الطريقة لعازفي الآلات فرصة الأداء الآلي المتتابع. وتمت بعد ذلك مرحلة هامة هي بدء تقديم هذه المتتبعات بأداء موسيقي مرتجل تمخضت عنه التقاسيم الموسيقية التي ترتجل على الآلات العربية والتي لا تزال حتى اليوم مصاحبة الموال. ورغم انتشار العود في ذلك الوقت إلا أن بعض الآلات الموسيقية الأخرى أخذت تستخدم بكثرة، وأهمها القانون الذي استخدم في سوريا كثيرا منذ القرن العاشر الميلادي. وخلال هذا القرن استخدمت أول آلة موسيقية ذات القوس وهي الرباب. وكان القوس حيئذ يشبه القوس المستخدم في الحروب كما ذكره الفارابي في حروبه.

وقد استطاع العرب منذ القرن التاسع الميلادي أن يترجموا معظم البحوث التي كتبت عن الموسيقى الإغريقية إلى اللغة العربية. وكان أهم هذه البحوث ما تعلق بالسلم الموسيقي اليوناني والنظريات الموسيقية بصفة عامة. وقد اقتبس العرب كثيرا من النظريات الموسيقية اليونانية حتى إن طريقة العزف على العود تغيرت بناء على ما أحدثه هذا الإقتباس من تغيير جذري في الأداء.

كما استطاع العرب في سنوات قلائل أن يتفوقوا على الإغريق أنفسهم بعد أن أضافوا من عبقريتهم قواعد جديدة وأساليب جديدة في العزف والتلحين والأداء، وقد اعترف الإغريق بذلك اعترافا صحيحا لا لبس فيه. وبعد ذلك أخذت الموسيقى العربية كمادة تعليمية في المدارس والجامعات. وتعترف الدوائر الموسيقية الغربية أن العرب استطاعوا بين القرن التاسع والثالث عشر الميلادي أن يضعوا حوالي مائتي مصنف متفرع في سائر الفنون والعلوم الموسيقية، كما اعترفوا أن أربعة من هذه المصنفات ذات أهمية بالغة حتى إنها أثرت على الموسيقى الغربية وهي:
v رسالة في خبر تأليف الألحان للكندي: ويوجد هذا المخطوط الآن في المتحف البريطاني. وهو يشتمل على أول بحوث في نظرية الموسيقى العربية، وفيه طريقى خاصة للتدوين الموسيقي.
v كتاب الموسيقى الكبير للفارابي: وهو أعظم الكتب الموسيقية التي كتبت على الإطلاق.
v الجزء الخاص في كتاب الشفاء للرئيس ابن سينا وفيه جزء هام للغاية عن النظرية الموسيقية العربية.
v كتاب الأدوار لصفي الدين آخر الخفاء: ويعترف كروسلي هولاند أن كل من كتب في النظريات الموسيقية بعد صفي الدين اعتمد اعتمادا كبيرا على كتاب الأدوار وجعله أساسا لبحوثه ودراساته.

ويتضح من كل ما تقدم أن الموسيقى العربية بلغت شأنا عظيما عندما امتدت الإمبراطورية الإسلامية من الخليج إلى المحيط، ثم امتدت شمالا إلى أواسط أوروبا وجنوبا إلى الهند..
ولا شك أنها أثرت تأثيرا مباشرا أو ملموسا على موسيقى هذه الرقعة الشاسعة من العالم. حتى إن النهضة الموسيقية التي الغربية ظهرت منذ القرن السادس عشر في أوروبا بدأت خطواتها الأولى باعتمادها تماما على ما وصل إليه العرب من تقدم في المجالين النظري والعملي في موسيقاهم.

*

الأموي ،

الموسيقى في العصر الأموي

عندما استلم بنو أمية مقاليد الأمور من الخلافة الإسلامية امتدت الإمبراطورية العربية شرقا حتى نهر جيحون وجبال الهندوس، وغربا حتى المحيط الأطلسي وجبال البرنس. فبدأ بذلك ركب الحضارة الإسلامية يشق طريقه إلى المجد، فازدهرت بذلك الفنون والعلوم، وانتقلت الموسيقى العربية إلى مرحلة جديدة.

فعندما أقام الأمويون خلافتهم في دمشق، أنشأوا لأنفسهم القصور بفاخر الرياش، وألحقوا المغنين بهذه القصور بعد أن عشقوا هذا الفن الجميل. وعلى الرغم من تشدد وتعصب خلفاء بني أمية أمثال عمر الثاني، فإن الموسيقى ازدهرت في عهد هذه الأسرة ووجد الموسيقيون مكانا رحبا في البلاد الملكي وعناية خاصة من الخلفاء الأمويين. فشجع عبد الملك الموسيقى وكان ملحنا مجيدا، كما كافأ الشعراء بالهبات العظيمة. وتولى الوليد الأول الحكم في مزدحم الحوادث، إذ رفع لواء الإسلام داخل حدود الصين في الشرق وعلى شواطئ المحيط الأطلسي في الغرب وعبر البحر الأبيض المتوسط، وأقيمت أسس خلافة عربية في إسبانيا. ويقول موير إن الثقافة العربية أخذت بالإزدهار في عصره فتقدمت الموسيقى تقدما سريعا جدا. وبالرغم من مشاغله الكثيرة فقد استدعى رأسي الموسيقى في مكة والمدينة ابن سريج ومعبدا إلى البلاط في دمشق واستقبلهما استقبالا يفوق استقبال الشعراء احتراما وشرفا.

وهكذا حذا حذوه بقية خلفاء بني أمية، فكان بلاط الخليفة مليئا بالموسيقى، ونال هذا الفن أكبر تشجيع، اللهم إلا في عهود معاوية الأول وعبد الملك وعمر الثاني. ونال المغنون والعازفون من الإحترام والمنح الجزيلة ما لا يعادله شيء إلا في العصر الذهبي في العهد العباسي. فاسترجعت بذلك الموسيقى والموسيقيون الى حد ما بعض ما كان لها ولهم من إعجاب وتقدير في حياة العرب الإجتماعية. فلم تعد الموسيقى من عمل الرقيق بل نرى موالي ذوي مراكز إجتماعية عالية يمتهنون الموسيقى.

ومن أبرز المغنين العرب في أول الحكم الأموي سائب خائر الذي أسبغ الروح العربية على الغناء الفارسي واستخدم العود بدل القضيب في الغناء، وسار على المنهج نفسه آخرون ممن تتلمذوا عليه أمثال إبن سريج ومعبد. ومن النساء عزة الميلاء وجميلة. ومن السمات الموسيقية لهذا العهد ظهور الأغنية الفردية التي كانت تأدى بمصاحبة العود. وفي عهد يزيد الأول المتوفي عام 683 م والذي لقب براعي الموسيقى العربية، نسمع لأول مرة عن وجود منشد البلاط أو منشد القصر. فقد كان شاعرا مجيدا، ويقول المسعودي أنه كان صاحب طرب، كما نقرأ كتاب الأغاني أنه كان أول من سمى الملاهي في الإسلام من الخلفاء وآوى المغنين.

ويؤكد كروسلي هولان أن أهمية الأغنية العربية فاقت أهمية الموسيقى الآلية لفترة طويلة دامت حتى القرن العاشر الميلادي. وقد كان العود العربي بادئ الأمر ذا وجه من الجلد، واستمر كذلك حتى ظهر العود الفارسي المسمى بالبربط في مكة حوالي 685 م، وكان وجهه خشبيا، فأصبح العود العربي ذا وجه خشبي منذ ذلك التاريخ.

ولقد بدأ في ذلك العصر ابن مسجع، الذي لقب بأبي الموسيقى العربية القديمة، في وضع قواعد للعزف والأداء والتلحين. لذا سمي الغناء العربي في ذلك الوقت بالغناء المتقن. ومن خلال رحلاته في بلاد فارس وسوريا استطاع أن يتعلم كثيرا من النظريات والقواعد الموسيقية. فاستعان بفنه وعبقريته وموهبته وأبعد الروح الأجنبية عن طابع موسيقانا، وأدخل من التجديدات اللحنية ما استطاعت الأذن العربية أن تستوعبه وتتذوقه، ووضع أسسا وقواعد ونظريات للغناء وللعزف على العود والتلحين أيضا.

لذا يؤكد كثير من المستشرقين والمؤرخين على أن المدرسة الموسيقة العربية الكلاسيكية التي أوجدها ابن مسجع هي مدرسة قومية الطابع، وإن كانت تأثرت ولا ريب بمؤثرات فارسية وبيزنطية وإغريقية وغيرها من المؤثرات التي تحتمها نظرية سيولة الثقافة وامتزاج الحضارات، وببعض الزخارف اللحنية التي تستخدم في موسيقانا العربية حتى يومنا هذا، وانتقلت إلينا منذ ذلك العهد البعيد. ومن الإيقاعات التي كانت تستخدم بكثرة في الموسيقى العربية إبان العهد الاموي إيقاع “خفيف الرمف” وهو يشبه الوزن الغربي 10/8 وكذلك “خفيف الثقل” ووزنه 6/8، وقد ظهرت في ذلك العهد أهمية اللحن والإيقاع والزخارف اللحنية في موسيقانا العربية وظلت هذه الخواص حتى الآن أهم ما يميز الموسيقى الشرقية بصفة عامة والعربية بصفة خاصة.

وبرز من المغنين بعد ابن مسجع وابن سريج وابن محرز، وكلهم سار على النهج الموسيقي الذي ابتكره أستاذهم ابن مسجع. وعلاوة على ما ذكر من مآثر الحكم الأموي، في الموسيقى العربية، فإن نظرة الزراية التي كان ينظر بها الخفاء والأشراف والنبلاء إلى الموسيقى والمشتغلين بها، خفت حدتها بل انتهت إلى الأبد وانقلبت إلى نوع من العضد والتشجيع لهذا الفن التعبيري الجميل ولكل من عمل في حقله. وفي ظل الحكم الأموي تأثرت الموسيقى العربية بنظريات الموسيقى اليونانية واستشفت بعض قسمات الموسيقى والغناء الفارسي. إلا أن ذلك لم يمنع من تغلب الطابع العربي. وفي العصر الأموي وضع يونس الكتاب كتاب “النغم” وكتاب “القيان” فمهد بذلك لانطلاق حركة فكرية موسيقية في العهود التي تلت.

أما بالنسبة للآلات الموسيقية فلم يطرأ عليها غير تغييرات قليلة وبقي العود سيد الآلات. وقد استعمله في العزف المنفرد أكبر الموسيقيين العرب في ذلك العصر. ويبدو أن العراقيين الذي كانوا يحيون الطنبور كانوا يستعملون العود ويضربون عليه.

وعلى الأقل نقرأ عن العود ذو الوترين في العقد الفريد في عهد بشر بن مروان المتوفي عام 694 م وكان وتراه يسميان الزير والبم. وكان الطنبور في ذلك الوقت شائع الإستعمال في الحجاز وسوريا، وكان هؤلاء الذين لا يزالون يميلون لأغني الجاهلية الوثنية القديمة غارقين في نغمات الطنبور الميزاني بسلمه الغريب. وكان للجنك أو الصنج عشاقه أيضا.

وأخذ الفنانون يكثرون من استعمال الآلات الهوائية الخشبية، إذ نقرأ مرارا عن المزمار الذي يعزف لحن الأغنية يرافقه العود، وكذلك اصطحبوا الطبل والدف لتمييز الإيقاع، فظهرت بوادر الفرقة الموسيقية.

وهكذا استمرت الموسيقى العربية تسير في طريق الإنتعاش والازدهار حتى بلغت ذروة مجدها خلال حكم العباسيين.

*

الأندلسي ،

الموسيقى في العصر الأندلسي

حداثت النهضة الموسيقية في الأندلس ما بين القرنين الثامن والخامس عشر الميلادي، تلك النهضة التي ما كادت تنطفئ في الأرض العربية منذ القرن الخامس عشر حتى تلقفها الغرب لتشتعل من جديد في أوروبا منذ أوائل القرن السادس عشر. وقد دخل الإسلام في إسبانيا عام 713 م ونشأت خلافة أموية منفصلة أقامت عاصمتها في قرطبة عام 755 م حيث مارست هذه الخلافة سياسة مستقلة تماما عن الخلافة الشرقية في بغداد.

وقد أنشأ المغاربة مدارس مختلفة في الأندلس في القرن التاسع الميلادي قصدوا بها أن تتفوق على المدارس التي نشأت قبل ذلك في بغداد. وأصبحت قرطبة بعد ذلك مركزا موسيقيا وثقافيا ممتازا. ومن أبرز الموسيقيين العرب الذين ظهروا في ذلك الوقت زرياب العظيم كما أسمته معظم دوائر الغرب. ولا شك أن زرياب يعتبر إمام الغناء العربي وأبرز من ظهر خلال الحضارتين العباسية في بغداد والأموية في قرطبة. وقد تتلمذ زرياب على إسحق الموصلي ودرس الموسيقى الفارسية والعربية الشرقية وأصبح ذا ثقافة عريقة مكنت عبقريته وتفرده اللحني أن يصل مكانة لم يصل إليها موسيقي عربي من قبل. وقد غنى زرياب في بلاط عبد الرحمن بن الحكم الذي استدعاه وأكرم وفادته بعد أن فرّ من بغداد. وقد كانت فرصة سانحة لتزدهر الموسيقى العربية التقليدية وتنتقل إلى آفاق جمالية جديدة.

وأعظم شخصية موسيقية ظهرت في تاريخ الموسيقى العربية في إسبانيا هي شخصية الفارابي، وتعددت الآلات المستخدمة، فاستخدم العود ذو الخمسة أوتار بدل أربعة، وكذلك استخدم الطنبور والشهرود والقيثارة والزهر والكنّارة والقانون والرباب والكمنجة والمزمار والسرناي (آلة تركية الأصل) والناي والشبابة والصفارة، وذلك خلاف الآلات الإيقاعية وآلات النفخ النخاسية.

وأهم الفنون الموسقية التي ابتكرت أثناء الحضارة العربية في الأندلس: فن الموشح. وقد استحدث الموشح عندما شعر عرب الأندلس بحاجتهم في هذه البيئة الجديدة إلى التحرر من قيود أوزان الشعر التي التزموها طوال حياتهم في غنائهم. لذا نظمت الموشحات لتلائم الغناء والموسيقى دون أي التزام جامد بعلوم العروض والقافية التي خضع لها الشعر العربي عامة والغنائي خاصة منذ نشأته. وقد قامت في العصر الأندلسي حركة ترجمة واسعة النطاق. فقد نقل من العربية إلى اليونانية ما كتبه فحول المفكرين العرب أمثال الفارابي وابن سينا وابن رشد. كما نقل إلى العربية الكثير من الكتب اليونانية خصوصا في النظريات وباقي العلوم الموسيقية.

كما ترجمت كتب عربية كثيرة إلى لغات أجنبية، ومن هذه الكتب مؤلفات ثابت بن قرة وزكريا الرازي وإخوان الصفا وابن باجة.

وبعد سقوط الأندلس، انتقلت الآلات الموسيقية العربية كالعود والقيثارة والطنبور.. إلى أوروبا، كما انتقلت أيضا ألحان هذه الآلات. وبعد ذلك بدأت أوروبا بفضل هذا التأثير العربي الواضح أن تعد نفسها لتقيم أكبر نهضة موسيقية عرفها التاريخ. وعند سقوط حضارة العرب في الأندلس، انتقل عدد كبير من سكان هذه البلاد إلى شمال إفريقيا. لذا، فإن الموسيقى الأندلسية تركت أثرا كبيرا في طابع موسيقى هذه البلاد، يمكن أن نلحظ أثره حتى وقتنا هذا.

وفي الميدان الموسيقي كان أوروبا لا تعرف سوى شرذات ضئيلة من النظريات الموسيقية الإغريقية. بينما توصل العرب منذ القرن الثامن الميلادي إلى عمل بحوث ودراسات فاقت النظريات والدراست الموسيقية الإغريقية ذاتها.

وقد ترجمت بحوث الفارابي إلى اللغة اللاتينية وأصبحت مراجع قيمة للباحثين والدارسين الأوروبيين فيما بعد.

ومن الدلائل الواضحة على تأثر أوروبا بالحضارة العربية إن طائف التروبادور في فرنسا اتصلت اتصالا وثيقا بالثقافات الشرقية، خصوصا أثناء الحرب الصليبية. لذا يظهر في التروبادوبري الطابع العربي والشرقي بصورة واضحة، وبصفة خاصة طابع الغناء الأندلسي. وكذلك أتحيت فرصة للمنشدين المتجولين التابعين للبلاد العربية في أن يتجولوا في أوروبا عارضين غناءهم التقليدي الذي صادف هوى في نفوس كثير من الشعوب الأوروبية. ومن المعتقد أن الغناء الأوروبي خلال القرن الثالث عشر كان ذا نكهة شرقية واضحة، وبعض الإيقاعات التي كانت تستخدم في أوروبا في ذلك الوقت انحدرت إلى هذا البلاد من أصل مغربي وثبتت نسبتها إلى أصول عربية.

تلت هذه المرحلة، أي بعد سقوط حضارة العرب في الأندلس استيلاء الأتراك على القسطنطينية، وكانوا قد استولوا عليها بحوالي أربعين سنة. ولم يظهر الأتراك العثمانيون الذين استولوا على القسطنطينية في التاريخ قبل القرن الثالث عشر حين بدأوا كقوة صاعدة منذ إنشاء الإمبراطورية العثمانية المترامية الأطراف. وقد استولى هؤلاء على سوريا ومصر عام 1517 م وفي عام 1529 م تقدموا شمالا حتى أبواب فيينا. وقد اعتنق العثمانيون دين الإسلام…

وكانوا يحبون الموسيقى حبا كبيرا حتى إنهم شجعوا ممارستها والاستماع إليها، وقد كان الخلفاء العثمانيون يحتفظون في قصورهم بعدد من الموسيقيين والمغنين الممتازين. لذا ازدهرت موسيقاهم إلى درجة أنها أثرت في موسيقى الشرق الأدنى وشبه جزيرة البلقان. وكانت النظريات الموسيقية المطبقة هي النظريات نفسها التي كانت مستخدمة في البلاد العربية وفارس، مع ازدياد الأثر الإغريقي والبيزنطي. وقد ترجم كثير من الأعمال والنظريات الموسيقية العربية إلى اللغة التركية التي اتخذها هؤلاء المغنين لغة لهم.

*

الإسلام والموسيقى .

الإسلام والموسيقى

بعد ظهور الإسلام انتقلت الموسيقى إلى مرحلة جديدة تختلف عن سابقتها كل الاختلاف. وأهم المدن العربية التي انطلقت منها الحضارة الإسلامية الأولى هي مكة حيث ولد الرسول عليه الصلاة والسلام، والحجاز حيث تفجرت ينابيع الدين الحنيف ناشرة مبادئ الخير والأخلاق والحب والسلام في بروع العالم أجمع.

إن من أعظم المسائل المحيرة في الإسلام موقفه من الموسيقى وقد تناقش الفقهاء والعلماء قرونا حول نظرة الإسلام إلى الموسيقى، فمنهم من دلل على أن الإسلام حرمها ومنهم من أثبت بالحجة والقول والبرهان أن الإسلام شرعها وحلل ممارستها. ولا يسمح المقام هنا بذكر الأسامي والحجج التي اعتمد عليها كل فريق لإثبات الرأي الذي ذهب إليه. لكن من المسلم به هو عدم وجود أية كلمة كراهية مباشرة للموسيقى في القرآن الكريم. لذلك فإن معظم الحجج والبراهين في تحليل الموسيقى أو تحريمها استند إلى الحديث. وتطلق كلمة الحديث على أقوال محمد عليه الصلاة والسلام وأخباره التي حازت قوة القانون وبعض نفوذ الوحي، واعتبرت بالدرجة الثانية بعد القرآن. ويميز الحديث المقبول والمعمول به، من الحديث الذي به بعض الصدق ومن الحديث المنكر، بأحكام استنبطها الفقهاء والمسلمون ولا يمكن أن نتناولها هنا. وهناك أحاديث تتعلق بمشكلة السماع، فمن الأحاديث التي تحرمه:
روت عائشة زوج النبي محمد عليه الصلاة والسلام قالت: “إن الله حرم القينة وبيعها وثمنها وتعليمها”، ويقول الغزالي: “إن هذا الحديث يشير إلى قيان الحانات وحدهن”، وروى بن جابر عبد الله: أن النبي قال: “كان إبليس أو من ناح وأول من تغنى”. وينسبون أيضا إلى محمد عليه السلام أنه قال: “الغناء ينبت في القلب النفاق كما ينبت الماء البقل” على حين ينسب الآخرون هذا القول لابن مسعود.

ويروي صحيح الترمذي المتوفي عام892م أن النبي عليه الصلاة والسلام لعن الغناء والمغنين، وإن كان يشك في صحة هذا الحديث. ويقال في حديث آخر أن القيان والمعازف من علامات نهاية العالم. ويصرح بأن الآلات الموسيقية من أكبر الوسائل التي يغوي بها الشيطان الرجال تأثيرا. فالآلة الموسيقية هي مؤذن الشيطان يدعو لعبادته. أما الأحاديث التي تبيح الغناء فتعادل الأحاديث السابقة بالصحة وإن لم تعادله في الكثرة. فهناك روايان نسبا إلى محمد عليه السلام الأقوال التالية: “ما بعث الله نبيا إلا حسن الصوت. والله أشد أذنا للرجل الحسن الصوت من صاحب القينة لقينته”. وعن ابن مالك المتوفي عام 715م: “أن محمداً عليه الصلاة والسلام كان يحدى له في السفر” ويعترف الغزالي بأن الحداء لم يزل وراء الجمال من عادة العرب في زمان رسول الله وزمان الصحابة، وما هو إلا أشعار تؤدى بأصوات طيبة وألحان موزونة.

وأما القيان اللواتي حرمهن حديث سابق فيبدو أنه يوجد دليل قوي قاطع على إباحة النبي لهن. روى عن عائشة حديثان مهمان في هذا الصدد، يقول أولهما: إن أبا بكر رضي الله عنه دخل على عائشة وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان والنبي عليه السلام متغشى بثوبه فأنهرهما أبو بكر فكشف النبي عن وجهه وقال: دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد. ويقول الثاني: كانت جارية تغني عندي (المتحدث عائشة) فاستأذن عمر فلما سمعته الجارية هربت فدخل النبي عليه الصلاة والسلام يبتسم، فقال عمر: أضحك الله سنك يا رسول الله كأنه يسأله عن سبب ضحكه فقال: كانت جارية تغني فلما سمعت خطواتك هربت. فقال عمر: لن أرحل حتى أسمح ما سمع رسول الله. فاستدعى الرسول الجارية فأخذت تغني وهو يسمعها.

وورد حديث على أن محمدا عليه الصلاة والسلام أباح الموسيقى آليا فقد قال:
أحيِ الزواج واضرب الغربال. وقد أحيا زواجه من خديجة بالموسيقى وكذلك زواج فاطمة، هذا وإننا لا نستطيع أن نعطي رأيا واحدا عن نظرية الإسلام في الموسيقى. لكن الأمر الذي لا شك فيه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام شغل بنشر الدعوة الإسلامية هو وصحبه من الخلفاء الراشدين، لذا لم يتوفر ذلك الإستقرار الإجتماعي والإقتصادي الذي لا بد منه حتى يزدهر أي فن من الفنون.. والأمر الثاني هو أن الإسلام في أول ظهوره وجد الغناء بالصورة التي أوردناها قبل ذلك حيث تمارسه القيان، وكان يؤدى في مجالس اللهو والشراب حيث العبث والضياع والمجون، لذا لم يكن من السهل على الدين الجديد أن ينظر نظرة اطمئنان إلى الغناء العربي بالصورة الماجنة التي كانت عليها. وحتى الغناء الديني الذي كان منتشرا بين عرب الجاهلية اعتبره الإسلام نوعا من الإلحاد وسبيلا للرجوع إلى عبادة الأوثان. إلا أن العربي موسيقي بطبعه، فالأنغام الموسيقية تسري في دمائه وتمتزج بها امتزاجا أصيلا.

لذا انتقلت الموسيقى خلال هذه الفترة إلى مرحلة جديدة حيث تأثرت إلى حد كبير بالتعاليم الجديدة التي جاء بها الإسلام. وربما كان أداء الآذان، للدعوة والصلاة، بطريقة هي أقرب إلى الغناء منها إلى الإلقاء، هو مظهر بارز من مظاهر هذا الانتقال.

لا شك أن الإسلام أحدث تغييرا جذريا في طبيعة الغناء الذي كان يمارس طول العصر الجاهلي ومن ذلك تحريم غناء القيان. وفي المدينة المنورة حدث اختلاط بين العرب وأسراهم من الفرس فتأثر هؤلاء بأولئك وبدأت صناعة الغناء تنتقل إلى الذكور من العرب أمثال طويس، أول من اشتهر من المغنين الذكور. لذا فإن التأثير الفارسي في الموسيقى العربية بدأ خلال هذه المرحلة.

أما بالنسبة للآلات الموسيقية التي استعملت في صدر الإسلام فإنها لم تختلف عن الآلات السابقة التي استعملت في العصر الجاهلي.

*

أطباء الإسلام الذين بين الطب والموسيقى .

أطباء الإسلام الذين جمعوا بين الطب والموسيقى

وهم كثر، لاريب في أن الفيلسوف الكندي (حوالي 260هـ/873م)، أبرزهم وأعظمهم. ألف التصانيف الموسييقية الصرف مثل :
(كتاب المدخل إلى الموسيقى) و(رسالته في الإخبار عن صناعة الموسيقى)، وكتاب في (ترتيب النغم على طبائع الأشخاص العالية وتشابه التأليف) و(رسالة في اللحون والنغم) و كتاب (المصوتات الوترية من ذات الوتر الواحد إلى ذات العشرة الأوتار) و(مختصر الموسيقى في تأليف النغم وصنعة العود)، وغيرها.

وكذلك الفارابي العظيم (339هـ/950 م) الذي طغت شهرته بالفلسفة على علمه بالطب، أو بسفره الضخم، الجليل: (كتاب الموسيقى الكبير). الذي يقول {فارمر} عن مقدمته: إنها تضاهي في الواقع، أن لم تنبذ كل ماورد في المصادر اليونانية.

ومن هؤلاء الأطباء الذين يعنوننا، في هذا المقام، مهذب الدين أبو الحسن علي بن أبي عبد الله عيسى بن هبة الله النقاش (574 هـ/1178 م)، أحد أطباء البيمارستان النوري بدمشق : كان من أكابر أطباء زمانه، ومن طلابه الطبيب المشهور رضي الدين الرحبي، فقد تلقى عنه الطبيب الأندلسي أبو زكريا يحيى بن اسماعيل البياسي، علم الموسيقى. والبياسي هذا، بعد ، كان بارع العزف على العود، صنع أرغناً أيضاً.

ومنهم : أبو المجد بن أبي الحكم عبيد الله بن المظفر (576 هـ/1180 م)، الذي كان رأس أطباء البيمارستان المذكور ، تضلع من علم الهندسة وعلم النجوم ، وكان (… يعرف الموسيقى، ويلعب بالعود، ويجيد الغناء والإيقاع والزمر وسائر الآلات، وعمل أرغناً وبالغ في إتقانه).

ولاغرو في هذا كله، فقد كان للموسيقى مكان مخصوص، ملحوظ في التعليم عند المسلمين. وحسبنا، في هذا المجال، أن نشير إلى أن العالم الرياضي، علم الدين قيصر بن أبي القاسم بن مسافر، المعروف بتعاسيف الأسفوني، درس الموسيقى على كمال الدين موسى بن يونس الموصلي (ابن منعه). وقد سأل كمال الدين تلميذه: بأي العلوم يريد أن يشرع فلم يقدم علم الدين على الموسيقى علماً.
*

إذن هنالك كانت موسيقى في عصور الإسلام .

عزف وتغنى ويجمع المرهفين والملحنين متنوعين وأدوات الموسيقى موجودة ومتنوعة وهذه آثار فنية نوعية .

فامتلاك أدوات الموسيقى في ذلك الزمن ليس يعكس نوعية البشر ورونق الحياة العامة المدنية آنذاك .

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

دجاجة المرجع الأعلى

دجاجة المرجع الأعلىmalalddignity
إبراهيم أحمد

فجأة هز صمت المدينة، وبعثر اشياءها مصاب جلل، فقد اختفت دجاجة مرجعنا الأعلى، ولم تترك وراءها أثرا ولو ريشة واحدة! تفرقع وخرب كل شيء بعدها، حتى أن زجاج نوافذ بيوتنا انفطر، وتشظى! كيف لا؟ ومرجعنا الديني الأعلى هو كوكبنا الدري، وهو من يسدد خطانا إلى العرش الإلهي في السماء، ويدلنا على الصحيح والحق في أحاديث نبينا الكريم، وهو من سيقف يوم القيامة جنب أأمتنا العظام، يدل علينا مشيرا بإصبعه الكريمة ذات المحابس اللؤلؤية على من سيدخل منا الجنة، ومن سيدخل النار، فهو يعرفنا واحدا واحدا بأسمائنا وملامح وجوهنا وبعدد دموعنا التي نذرفها أمامه في محاريب الصلاة التي يؤمنا فيها دون أن نراه! رجل كبير كهذا، كيف لا نحب دجاجته؟ نفتديها بأرواحنا ونخدمها بعيوننا، وراحات أكفنا؟ ونسهر على راحتها وسلامتها وأي سوء يصيبها يوجع قلوبنا أكثر من ثكلنا لأطفالنا!

فنحن ننطلق كل يوم وكما جيوش النمل؛ نكدح في الأرض، ونغوص في الأوحال، وفي نهاية النهار نعود كل منا يحمل فوق رأسه عطاياه، حتى ولو حبة واحدة من القمح أو الرز لهذه الدجاجة؛ لكي تبيض لسماحته ولصحبه الفقهاء الجهابذة وعائلته النبيلة ما يكفي لإبقاء وجوههم متوردة بنور الله، وصدورهم ناهدة عامرة بمحبتنا، والعطف علينا! بعضهم يقول أن الدجاجة الطيبة السخية تبيض سبع بيضات في اليوم، وبعضهم يقول ألفاً، وآخر يقول إنها تبيض كل يوم بيضة من الذهب وأخرى، من الماس النادر الثمين! كيف لا ونحن جيوش النمل نقدم كل غروب يحمل كل واحد منا على رأسه القمح والرز نضعه أمام الباب الكبير الذي ترتع خلفه الدجاجة المقدسة مثل مرجعنا الأعلى؟

أحصوا عددنا؛ تعرفون عدد حبات القمح والرز أو الماس التي تذهب لخزينة مرجعنا المبجل. كل يوم! ومع ذلك نحن لم نر الدجاجة، ولم نر مرجعنا، ولماذا نراهما أو نرفع ابصارنا متطلعين لمرآهما، ما داما قد وضعا أمامنا سلما إلى السماء؟ وطريقا إلى الجنة، ألا يكفينا هذا؟ لماذا نتطاول أكثر من قاماتنا؛ ونحن مجرد نمل يسعى في شعاب الأرض يجلب للدجاجة العظيمة طعامها القدسي؟ هز هدوءنا النفسي وكسر الصمت الطويل اختفاء الدجاجة المحترمة بل روع قلوبنا، وشل عقولنا! جاءنا الخبر الصاعق وحرنا في تفسيره، أو توقع ما سيترتب عليه؛ إذ هو قد هز أركان السماء والأرض كما قالوا! لا أحد يعرف من الذي سرق الدجاجة المقدسة، ومن تجرأ على التهام لحمها الذي لا يمكننا تصور طعمه! كثيرون استبعدوا ان تكون الدجاجة قد سرقت، فهم يقولون أن بفضل مرجعنا الأعلى وبركاته قد اختفى اللصوص والخونة والقتلة ومفرقو الصفوف، من مدينتنا كلها؛ فكيف يظهر أحدهم في ساحة أو خدر سماحته؟ هم ابعدوا التهمة عن الثعالب والقطط، أيضا، قالوا أن التقى والورع الذين عما مدينتنا جعلا حتى الثعالب والقطط تكف عن أكل دجاج العجائز المسكينات، فكيف بدجاجة مرجعنا الأعلى؟ لم يظهر مرجعنا الأعلى كعادته ليوضح لنا ما حدث، نحن لم نره ولا مرة واحدة رغم قول الجميع إنه يتقدم جموعنا الهائلة لنقلده ويشملنا بعين رعايته! لكن ناطقا باسمه ظهر في التلفزيون ليقول “ان اختفاء الدجاجة المحصنة المقدسة ما هو إلا إرادة الله ومعجزته السماوية، وقد تجلت في بيت سماحته”،مضيفا… “في يوم قريب ستعود الدجاجة الكريمة المحترمة، هابطة من السماء رشيقة جذابة وثمة ديك جذاب يقف بجانبها متبخترا بريشه الزاهي، وعرفه الأحمر ” بذلك عرفنا أن الدجاجة قد ذهبت في رحلة غرامية لتجلب بعلها أو عشيقها وتقوم بالتكاثر، مطلقة في كل الاتجاهات فراخها المقدسة! وبعد أن كنا نطعم دجاجة واحدة، سيكون علينا أن نطعم قبيلة عريقة كبيرة من نسلها المقدس! دون أن تتكرم علينا ولو ببيضة واحدة! ومع كل هذا الذي يقولونه فيصدقه كثيرون، ويكذبه كثيرون؛ حامت الشكوك حول حاكم المدينة! قالوا إن علاقته مع المرجع الأعلى في هذه الأيام سيئة جدا، والمرجع الأعلى ينوي استبداله بآخر بعد ان أفتى له بالولاية ثم أحرجه كثيرا أمام الناس بتماديه بأعماله السيئة وتصرفاته المشينة الكثيرة، لكن الحاكم سارع وأمر قاضي القضاة بان يصدر حكما بالحبس الاحتياطي لدجاجة المرجع الأعلى كإنذار وتحد له، وإنه احتراما لقدسيتها وضعها في قفص ذهبي قرب المكان .الذي يصلي فيه، ويعقد فيه صفقاته السرية! لا احد يجزم بذلك، كثيرون صاروا يتحدثون عن أن أحد الجوعى الظرفاء في مدينتنا وهم كثر رغم غنى البلاد، استطاع الوصول إلى الدجاجة المحصنة بأسوار عالية وسرقتها! يقولون إنه كان طيبا وكريما، بل ذكيا وحكيما؛ أيضا فلم يطبخها ليأكلها وحده أو مع عائلته، ولم يضعها في قفص جريد منتظرا أن تبيض له ذهبا وماسا؛ فهو يعرف أن أحدا لن يأتي له بطعام لها، وإن الدجاجة لا تبيض ذهبا إلا في بيت سماحة المرجع الأعلى، لذلك فهو قد ذبحها ونتف ريشها وصعد بها إلى صهريج إسالة الماء الكبير المرفوع على أبراج عالية وسط المدينة؛ وضعها فيه تحت الشمس اللاهبة قائلا، “أريد أن اطبخ منها أكبر قدر حساء في العالم، وأجعل كل أهالي هذه المدينة يتذوقون طعم الدجاجة المقدسة التي سمنوها بكدحهم وعرقهم، وبطيبتهم أو غبائهم! أنا شخصيا صرت اميل لتصديق هذا الادعاء أو الإشاعة، فالماء في مدينتنا صار له هذه الأيام طعم ورائحة الدجاج المتعفن!

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

واقع المرأة في الاردن

’يقاس مدى تطور الدول بمقياس وضع المرأة ومدى إحترام حقوقها في وطنها.. أما المساواة بينها وبين الرجل وبرغم تعثّره incest (2)حتى في معظم هذه الدول المتقدمة والمتحضرة! إلا أن الوضع يبقى أفضل بمئات المرات عن مثيله في الدول العربية…

ما حثني على كتابة هذا المقال ( البحث ).. عدة أمور.. يقع على رأسها أنني أعتبر الأردن واجهة للتقدم الحضاري في المنطقة العربية.. خاصة وبما يتمتع به الشعب الأردني من حب للنظام زرعه فيهم الملك الراحل الحسين “رحمه الله “.. أيضا إعتبار الأردن من أكثر الدول العربية إستقرارا في منطقة تلتهب بالثورات.. إضافة إلى إيماني بأن قيام النظام بالإصلاحات المطلوبه عاجلآ.. هي طريق الأمن والأمان للشعب وللنظام.. وأؤمن بأن إصلاح النظام القضائي المختص بحقوق المرأة هو أول أسلم الطرق للإستقرار إضافة إلى أنه سيضمن مصداقية الأردن في تحقيق الإصلاحات الأخرى.. والإحترام الدولي.. خاصة وأن توقيعة على إتفاقية سيداو المعروفة بإتفاقية القضاء على جميع أشكال التمميز ضد المرأة تتعارض تعارضا واضحا مع الميثاق العالمي لحقوق الإنسان.. وحقوق المرأة… وتشوه صورة المجتمع الأردني.. و’تسلط الضوء على تراخي الحكومة في حماية مواطنتها المرأة!!

القوانين المشوّه للثقافة وللمجتمع الأردني..

الأولى.. المادة 320 الخاصة بقتل الشرف.. والتي تستند إلى المادتين 96 – 98 والتي ’تخلّص المجرم من العقاب على جريمته في قتل إحدى قريباته سواء إرتكب الجريمة تحت تأثير الاستفزاز أو أنها كانت ’مدبرة للتخلص من عبئها.. الضحية.. الإبنه.. الأخت – الزوجة – إبنة العم – إبنة الخال وأي من قريباته اللواتي يعتقد بأنها مست شرف العائلة والذي وفي كثير من الأحيان يثبت التقرير الطبي الشرعي أنها ما زالت عذراء.. فالمادة 98 من قانون العقوبات، تنص بصورة عامة على أن الجاني يستفيد من العقوبة المخففة أذا ما إرتكب جريمة قتل وهو في حالة غضب شديد.. وأعتقد بأن هذه المادة تتخفى لإبقاء سيطرة الرجل.. وتبرئته من جريمته وتضع البرلمان الأردني تحت قناع من الإزدواجية ففي ذات الوقت الذي أقر فيه البرلمان قانون الحماية من العنف الأسري. والذي ينص على تلقي الضحايا التعويض، إمتنع صراحة عن تجريم العنف المنـزلي.. السؤال ألم يكن من الأفضل بدل تعويض الضحية حمايتها؟؟؟؟؟ أليس من واجب أي حكومة حماية مواطنيها.. ولماذا تتخلى الحكومة الأردنية عن مواطناتها وألا ’يعتبر هذا التخلي تعزيزا وتأكيدا لمبدأ الهيمنة الذكورية؟؟؟

إضافة إلى أن البرلمان الأردني إعتبر أن إلغاء هذه المادة سيؤدي إلى إنحلال المجتمع.. وقد يسعى الأفراد إلى أخذ القصاص بأيديهم؟؟؟ لماذا يرتبط كل إنحلال في المجتمعات العربية بجسد وعفة المرأة بينما قضايا الفساد والرشوة لا تعتبر قضايا إهجلال.. أما الخوف من سعي الأفراد إلى أخذ القصاص بأيديهم.. فإن التراخي في إعتبار عملية القتل.. ليس سوى تشجيع مبطن لهؤلاء الأفراد لأخذ القصاص بأنفسهم.. غير عابئين بالقانون لأنه يتراخى معهم… من المخجل لأي دولة أن يعارض مجلس نوابها أكثر من مرة خلال السنوات الماضية إلغاء المادة (340) تحت ستار الخصوصية الثقافية.. والتي ومن خلال رفضه إلغائها يساهم في إستمرار إرتكاب الجرائم ضد المرأة.. ويبرر لهذه الثقافة التي تشجع على القتل والعنف… وتأصيل العنف المجتمعي ضد المرأة !!

وبرغم تعديل نص المادة 340 عام 2001.. بحيث تسمح بالعذر المخفف لكلا الجنسين حال أمسك أحدهم بالآخر متلبسا بالزنى مع شخص آخر.. إلا أن هذا التعديل لا مكان له ولا معنى نظرآ لحق الرجل في التعدد.. أي ان هذا التعديل ليس إلا واجهة تجميليه لمبدأ المساواة.. والأولى تجريم كلا الرجل والمرأة حال قيام أيهما بمثل هذه الجريمة.. لأنها جريمة متعمدة ومتكاملة الأطراف..

إن إستخدام هذه المادة في قضايا العنف ضد المرأة.. تؤكد التمييز وتتناقض لمتطلب أساسي من متطلبات القانون الدولي لحقوق الإنسان، وهو المساواة أمام القانون بين الأفراد، الذين لا يجوز أن يعانوا من التمييز بسبب جنسهم وتتعارض مع توصية لجنة الأمم المتحدة الخاصة بالقضاء على التمييز ضد المرأة..

السؤال الأهم.. هو لماذا تتحفظ الحكومة الأردنية على قوانين الأحوال الشخصية الخاص بالمرأة مع علمها بتعارض معظم هذه القوانين مع حقوق المرأة وعدم عدالة معظمها..

أليس في ذلك تخليا عن مبدأ العدالة الإجتماعية؟؟؟؟

الثانية.. المادة 308.. والتي تسمح للمغتصب النجاة من العقوبة في حال تزوج من ضحيته ودام هذا الزواج لمدة 5 سنوات..

نشر في عدة صحف ومواقع إلكترونية أردنية بتاريخ 24/4/2012، خبرا يفيد بإعفاء مغتصب طفلة في مدينة الزرقاء ذات أربعة عشر عاماً من عقوبة الاغتصاب، بعد أن عقد قرانهُ عليها مع إتمامها عامها الخامس عشر، وأنها تسكن اليوم في منزل مغتصبها. وقد تم كل هذا بإسم القانون، إستنادا إلى المادة 308 والتي تسمح للمغتصب النجاة من العقوبة في حال تزوج من ضحيته ودام

هذا الزواج لمدة 5 سنوات.. رغم تعرضها للخطف من قبل الجاني بمساعدة ثلاثة شركاء آخرين تم إعفاءهم من عقوبة الخطف أيضا.

المادة 308.. والمعمول بها تحت أرقام مختلفة في سوريا ولبنان.. وقامت المغرب بإلغائها مؤخرا تحت الضغط الدولي.. وقامت السلطات القضائية المصرية بتحديها في قصة الممثل أحمد الفيشاوي الذي رفض الإعتراف ببنوته من علاقة غير شرعية مع إبنة طبيب.. والتي سيواجهها الممثل أحمد عز أمام القضاء لعدم إعترافة ببنوة طفليه حديني الولادة من الممثلة زينه… بينما يصر المشرع الأردني عليها…. السؤال لماذا.. أليس العمل بهذه المادة تشجيعا للرجل على عملية الإغتصاب.. والنجاة من العقوبة نظرا للثغرات الموجودة في المادة….

يقول المشرع الأردني بأنه وبتزويجه للمرأة المغتصبة يحميها من التبعات المجتمعية التي ’تحقر من المرأة المغتصبة.. ولكن ألا يعتبر خضوعها لمثل هذا الزواج إنتهاك لحقها في الخيار وتخليص الجاني من العقوبه.. حقيقة بأن المشرع ترك للمرأة حرية قبول هذا الزواج. ولكنه لم يحميها في حقها في رفض هذا الزواج وحمايتها وجنينها في حالة الحمل من مثل هذا الزواج……… فا لمشرع ’يحرم الإجهاض.. إضافة إلى أنه يمنع المرأة من الإحتفاظ بالجنين.. وبالتالي ينتهك حق الجنين في حياة كريمة ويعرضه للعنصرية والرفض.. لأن مثل هذا الطفل ’يعطى رقما خاصا يدل على أنه إبن غير شرعي. مما يعرضه لعواقب هذا الوصف مجتمعيا.. ويقلل من فرص حصولة على عمل.. إضافة إلى أن المحاكم الشرعية ترفض الأخذ بفحص الحامض النووي لإثبات النسب.لأن هناك نسبة ضئيلة جدا في خطأ هذا التحليل. مما يترك المرأة مرة أخرى فريسة لمجتمع لا يرحم.. وتخلص الجاني من العقوبة.. وتجبر المرأة على حياة من العبودية.. وإمتهان كرامتها.. مع شخص إغتصبها.. يلجأ في كثير من الحالات للتهرب من واجباته الإنسانية ويحملها على طلب الطلاق.. ويتخلص هنا من واجباته الشرعية في نفقتها.. ومؤخر صداقها.. لأنها هي التي تطلب الطلاق.. إضافة إلى تحريم المشرع القيام بعمليات ترقيع البكارة.. مما يعرضها إن عاجلآ أو آجلا لعقوبة القتل.. وفتوى الشيخ الأردني التي تسمح بالقيام بفحص العذرية قبل الزواج تهدد حياتها مرة اخرى..

أليس تشديد العقوبة سيعمل كرادعا لحماية المرأة وحماية المجتمع من تبعات هذه الجريمة؟؟؟؟

الثالثة… حرمان المرأة الأردنية من إعطاء جنسيتها لأطفالها من الزوج الأجنبي

حق الأبناء في الحصول على جنسية الآباء والأمهات.. فمعمول به بمساواة تامة ولا يخضع لأي تساؤل من أي نوع.. إلا في الدول العربية الإسلامية..

لفت نظري مؤخرا معاناة المرأة الأردنية في موضوع تجنيس أبنائها بجنسيتها.. والذي ذكّرني بجملة.. ’يمنع إضافة ابنائها إلى جنسيتها نظرا لزواجها من…. التي أضافها عامل الجوازات حين أردت تجديد جوازي السفر قبل عدة سنوات.. وأحمد الله أنني لم أواجه بمثل هذه المعاناة فيما بعد لحصول زوجي مسبقا على الجنسية البريطانية.. وبرغم أن أولادي لم يولدوا في بريطانيا.. إلا أنهم حصلوا على الجنسية البريطانية بمجرد ولادتهم في دول أخرى غير بريطانيا.. المضحك أننا وحين إستقر بنا المقام في لندن.. وصلتنا رسالة مفادها أن الحكومة البريطانية لا تعترف بزواجنا الديني.. وأن علينا القيام بالزواج المدني لإثبات عقد الزواج؟؟ لم أفهم آنذاك بأن ما يحمي المرأة وكل حقوقها هي الزواج المدني وليس الزواج الديني؟؟؟

هذا الموضوع ذكّرني أيضا…..بقصة ثلاث نساء عرفتهن بالصدفة.. سرقهم الأب الأردني من الأم الأجنبية في إحدى دول أميركا اللاتينية.. ليحضرهم إلى بلده الأردن.. خوفا عليهم من إعتناق الديانة المسيحية.. وحماية لهن من الحرية الغربية.. وبمجرد وصوله إلى بلده.. الأردن.. وحقه المطلق في نسب أبنائه إليه.. أخرج لهن جوازات سفر أردنية.. وزوجهن لسترهن.. وحمايتهن حين قاربت كل منهن الخامسة عشرة ممن إعتقد بأنه يوفر لهن الأمان المادي…. وإنتهى المطاف بثلاثتهن ليقاسوا مرّ الحياة وليخدموا في البيوت.. بينما الأخت الرابعة التي بقيت مع الأم أكملت تعليمها العالي..

هذا هو القانون الذي أعطى الرجل حق حصول أولاده على الجنسية بلا سؤال ولا رقيب وحرم زوجته الأجنية من رؤية بناتها.. لأنها ’منعت من دخول الأردن.. سمح له بتحطيم مستقبل بناته.. هذا القانون الذي يرفض الإعتراف بحق مساوي للمرأة بالحصول على جنسية لأبنائها من الزواج بأجنبي.. لا أهتم ولن أناقش حق هذا الأجنبي بالحصول على جنسية زوجته أسوة بالعالم المتقدم.. ولكنني أأسف لهذه المرأة التي تواجه الرفض العائلي اولآ ثم يرفض مجتمعها زواجها من الأجنبي.. وتلفظها حكومتها لزواجها هذا..لأمرين.. الأول لكي تبقى في عصمة الولي عنها حتى وإن كان جاهلآ كما في حالة ذلك الأب.. والثاني للعنصرية المتأصلة في مجتمعاتنا.. وتغذيها الحكومة تحت تبرير أن الأجنبي لا يرقى إلى مستوى إبن البلد؟؟؟ والأهم إبقاء الأبناء بدون هوية برغم أنهم ولدوا في الأردن.. فإذا كنا نؤمن بأن الله العلي القدير ينادي عباده بأسماء أمهاتهن يوم القيامه.. فلماذا ننكر على المرأة حقها المساوي لحق الرجل في تجنيس أبناؤه؟؟؟؟؟؟

كفانا إنكارآ لبشرية المرأة.. كفانا التخفي بواجهه تجميلية لمجتمعاتنا… علينا الدخول في عملية نقد ذاتي وموضوعي.. وآمل توحيد كل قوانين الأحوال الشخصية في العالم العربي كله.. وإلغاء كلمة ولكن.. ولكن..

أحلام أكرم – منظمة بصيرة للحقوق الإنسانية
المصدر إيلاف

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 1 Comment

الحشمة مقدمة على الحياة!

توفيت منذ يومين طالبة ماجستير في كلية الدراسات الاجتماعية في جامعة الملك سعود للبنات بسبب أزمة قلبية، لكن الحكاية

لوحة سريالية : الناس مثل اعواد الثقاب

لوحة سريالية : الناس مثل اعواد الثقاب

ليست في السبب الصحي للوفاة، بل في السبب الآيديولوجي لتأخر الإسعاف.

فإصابة المرء بأزمة قلبية لا تقود بالضرورة إلى الموت – بمشيئة الله – إذا ما تمّ التدخل السريع لعلاجها، لكن لو تأخر الإسعاف أو انعدم فإن المصاب سيموت، وهذا ما حدث مع طالبة الماجستير آمنة. الإسعاف لم يتأخر، بل جاء بعد الاتصال به، ووقف خارج المبنى ساعتين ينتظر الإذن بالدخول، لأن من في الداخل نساء، والدخول إليهن حتى ولو لإسعاف مصابة، له شروط ومتطلبات.

أتخيل أن الإسعاف حين وصل رنّ جرس الباب الموصد بالأقفال، فرد عليه سكان المبنى قائلين: «مين عند الباب؟» فقال: «أنا الإسعاف»، فقالوا: «آسفين ما نقدر نفتح لك لأن البنت المصابة بأزمة قلبية لا تلبس غطاء، ومغمى عليها، فانتظروا حتى تصحو وتتغطى»!

أتخيل أن هناك ارتباكاً يحدث عادة حين يتعلق الموضوع بامرأة، ولا بد من أن المسؤولة في الكلية شددت قبل أن تسمح بأن تتلقى الطالبة الإسعاف على ضرورة الاتصال بالمحرم، وأخذ إذنه وأنفه وكل ما يمتّ لأعضاء سلطته، ووصايته الموقرة، بالموافقة على أن يتم إسعاف «حرمته» التابعة له ولإقطاعيته! أذكر مرة وأنا طالبة في الجامعة نفسها أن المصعد توقف وبداخله طالبات، وجاء رجال الدفاع المدني لإخراجهن، وتم تأخير دخولهم لأن بعض الموظفات كن يحاولن مدّ الطالبات داخل المصعد بعباءات ليتمكنَّ من تغطية أنفسهن قبل أن يفتح رجال الدفاع المدني عليهن المصعد، على رغم أن إضافة غطاء فوق أنفاسهن في مصعد حبسن فيه ساعات، تزيد من اختناقهن أكثر مما هن مختنقات.

حادثة موت آمنة تذكرنا بحادثة حريق مدرسة بنات في مكة عام ٢٠٠٥، التي أسفرت عن موت ١٥ طالبة، وتسببت في الإطاحة بجهاز الرئاسة العامة لتعليم البنات ودمجها مع وزارة التربية والتعليم، وكان سبب وفاة الفتيات الـ١٥ أيضاً «الحشمة»، فرجال هيئة الأمر بالمعروف كانوا يعيدون الفتيات اللاتي يخرجن هاربات مذعورات من الحريق إلى داخل المبنى ليحتشمن ويتغطين قبل خروجهن، فالحشمة في منهجهم تتقدم على الحياة. يقول المثل المصري القديم: «اللي اختشوا ماتوا»، وقصته تقول إن الذين فكروا لحظة شب حريق داخل الحمام العمومي في البحث عن ملابسهم وخجلوا من الخروج عراة، كان مصيرهم الموت!

هل الحياة رخيصة إلى هذا الحد؟ إلى درجة أن يفكر المرء بأنه يجب أن يكون بكامل حشمته، حتى وهو يواجه أزمة قلبية أو يحترق بالنار؟ أليست لهذه الأخطار آلام تفوق آلام الخجل والانكشاف؟ وهل يكون الذكر ذكراً وهو في موقع الطبيب أو المسعف؟ وهل المرأة في حال الحريق أو المرض ليست إلا جسداً مثيراً ومغرياً؟ إنها حال من التدخل الإنساني تغيب فيه الغرائز وسطوة المفاهيم الاجتماعية وحتى الدينية، فالقانون الفقهي نفسه يبيح المحظورات عند الضرورات. لا يوجد عاقل على هذه الأرض يتساءل مرتين إن كان عليه أن ينقذ جارة تستغيث بأن يرمي عليها عباءتها أولاً، إلا إن كان حيواناً كبيراً «بنمرة واستمارة»! عملية الشحن الآيديولوجي هي التي جعلت أجسادنا في المخيلة أكثر حضوراً من أرواحنا في الواقع الإنساني، وجعلت جسد المرأة مشروع غواية حتى وهو يحتضر أو يحترق، لكن هذا لا يلغي مسؤولية الجامعة التي تستجيب لمثل هذه المفاهيم، وعليها أن «تختشي» أيضاً.

* نقلا عن صحيفة “الحياة”

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

جورج خباز – خايف تخلص الدني

syriamy

من اروع قصائد جورج خباز

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

اعداء الامس اصدقاء اليوم

خبران منشوران بالصحف :rohanires

صفحة جديدة للود بين إيران وإسرائيل.. روحانى يدين “الهولوكوست” ويتبرع بـ170 ألف دولار لمستشفى يهودي بطهران.. خبير يعلق: تودد لواشنطن عبر بوابة تل أبيب..

الجار الله”: الخليج ينتظر ترشح “السيسى” أكثر من المصريين.. و”المشير” سيعدل التشريعيات بعد توليه الحكم لتحديث مصر.. ويقسم: “عليا الطلاق بالتلاتة” سيرشح نفسه للرئاسة

الخبران يكملان بعضهما البعض الاول حقيقي والثاني مجرد اماني يراد تحقيقها

فبالنسبة لتبرع الرئيس الايراني بالمبلغ المذكور لمستشفي يهودي وادانته الهولوكست يحمل معني ذوبان جليد العداء والكراهية وتقاربها مع اسرائيل وامريكا وبالتالي المعسكر الغربي ” تكشف صحيفة الاندبندنت، في تقرير كتبه كيم سينغوبتا ، عن سباق غربي محموم لانتهاز فرص الاستثمار في إيران واان كبريات الشركات العالمية تتجه صوب إيران لكسب عقود الأعمال فيها”

اما الخبر الثاني تصريح الجارالله فهو ينتظر ترشيح السيسي اكثر من المصريين ,فهذا مايتمناه الجارالله وكل دول الخليج , لان تقارب ايران باسرائيل وامريكا والغرب معناه ان ايران ستطلق يدها في المنطقة السنية وستشتعل حربا ضروسا بين الشيعة والسنة في دول الخليج والمنطقة العربية ,ونظر لان جيوش الدول العربية كارتونية بالرغم من الاسلحة المكدسة بها والتي صدأت لعدم استخدامها والجهل بها , ولاتستطيع التصدي لترسانة ايران كمنتجة للسلاح وعلي كفاءة عالية في التدريب عليه , فلا يوجد امام الخليج سوي الجيش المصري ليحمي كراسي الرؤساء وشيوخ البترول والمذهب السني وتجنيب المنطقة العربية من ويلات التفتيت والضياع ,ويحارب الجيش لمصري بالوكالة عنهم نظير المليارات المدفوعة لمساعدة مصر المنكوبة حاليا لاسيما ان جيش العراق انتهت قوته وضعفت قدرته بعد معركة بوش /صدام وجيش سوريا غرقان لشوشته في المعارك الداخلية

اذن فالعرب يهمهم امر السيسي كرجل عسكري ناجح لكي يحمي بجيشه المصري الديار الخليجية وبر العرب من الغزو الشيعي الايراني ,وهذه خطة كيسنجر القديمة نحوضرورة تفكيك الاتحاد السوفيتي وحتمية تمزيق الدول العربية والتصدي للاسلامفوبيا في عقر دارهم ,خاصة بعد ان ازعجوا الغرب باعمالهم الارهابية ومحاولاتهم فرض الشريعة في بعض اجزاء من البلاد التي يعيشون بها وتهديدهم للثقافة الغربية واصبحوا عالة علي الحكومات الغربية ودافعي الضرائب , حتي ضجر منهم الشعوب الغربية , واصبح التخلص منهم امرا مقضيا .

والكراهية بين الشيعة والسنة بلغت ذروتها هذه الايام حتي افتي بعض الفقهاء السنيين بان المسيحيين واليهود اقرب لهم من الشيعة ,كما ان الاضطهاد العنيف ضد الشيعة في البلاد التي يغلب علي سكانها المذهب السني يزداد عنفا وتوحشا وهذا مانشاهده كل يوم في العراق وسوريا وفي السعودية بين اصحاب مذهبي السنة والشيعة وسيترتب علي هذا احتدام الصدام بيتهما واضطرام نار حرب طويلة المدي, يستهلك كل منهما قوي وموارد الآخر ,وكل طرف يدافع عن اسلامه ضد الاعداء المسلمين بقطع الرؤوس واكل الاكباد والقلوب وبالاحزمة الناسفة والسيارات الملغمة والاسلحة المحرمة وكل يجاهد في سبيل الله ,وامريكا والغرب سيمدون الطرفين بالاسلحة الفتاكة لتنفيذ خطتهم المرسومة بدقة في التخلص من الاسلامفوبيا وللرواج الاقتصادي في بلادهم بتشغيل مصانع الاسلحة وتقسيم منطقة الشرق الاوسط الي دويلات صغيرة .

ورغم سيل الاستفزازت السابقة بين نجادي ونيتنياهو وصيحات الحرب الكلامية والتهديدات الذاعقة بين ايران واسرائيل حتي كاد العالم كله يترقب بين عشية وضحاها نشوب حرب وشيكة بينهما , وربما تلحق اثارها بدول الغرب والشرق , كانت نية امريكا تتجه نحو الاستفادة بورقة ايران والخلافات القائمة بين الكتلة الشيعية والكتلة السنية واستثمار هذا الخلاف العقائدي لمصلحة امريكا والغرب عامة واسرائيل خاصة والتخلص من بؤر القاعدة الاجرامية وتوجيههم الي المنطقة العربية لتكون مسرحا لعملياتهم الدموية وكله من اجل نصرة الدين .

والمستفيد الوحيد لهذا التطاحن هو اسرائيل الصغري بين جيرانها العرب وستصير بالدول العربية الممزقة داخليا الي اسرائيل الكبري خاصة انها تملك اسلحة نووية متطورة واكثر حداثة من امريكا حتي اصبحت الان ليست تابعة لامريكا ولكنها ندا لها وتعمل لها الف حساب , وستكون اسرائيل بمثابة الورقة الرابحة لمن يلهث نحوها ويفوز برضاها , وهنا تتحق لاسرائيل ماترمي اليه منذ امد بعيد من تحقيق الوعود الكتابية وتمتد سطوتها داخل الدول العربية وكل الامور الحادثة علي السطح الان تشير الي هذا الامر وعلي سبيل المثال :

-الاضطرابات الداخليةالمتزايدة في المنطقة العربية لتفتيتها

-دعم الغرب للاخوان المسلمين كاداه لتنفيذ المخطط الصهيو امريكي لنزع الاستقرار وتخريب الاقتصاد واشعال حرب اهلية في مصر والدول الخليجية والعربية

-تدعيم وتغذية العلاقات الطيبة بين ايران واسرائيل وتشجيع الاستثمارات الغربية في ايران

-اتجاه امريكا واوربا نحو الاستغناء عن بترول الخليج في القريب العاجل فامريكا الآن تملك اكبر مخزون احتياطي للبترول واتجاه العالم الغربي نحو الطاقة النظيفة وباستخدام التكنولوجيا المتقدمة في توليد الطاقة من الغاز والمياه

-تشجيع طهران برهانها على “الربيع العربي” لكي تحاول إعادة توطينها في المنطقة على أساس المشروعية الدينية، لتاخذ مكان السعودية وتركيا معا, لأن السعودية لم تعد مغرية للأمريكيين في ضوء التحولات الاستراتيجية في المنطقة، ولأن تركيا أرادت اللعب بورقة الإسلاميين, واعادة الخلاقة الاسلامية .

ان الايام القادمة تحمل امورا من الصعب التكهن بها فالمستقبل قاتم والطريق شائك وقادم الايام لايبشر بالخير في ظل امور متردية وسياسات فاشلة وحكومات رخوة واقتصاد مهلهل وانتشار البطالة والجوع والمرض وعدم الاستقرار .

ومازلنا نحارب بشعارات الاسلام هو الحل وامجاد ياعرب امجاد ونغزو بنات الاصفر ولن يتبقي للعرب الا عض الاصابع ندما وحسرة والبكاء علي الاطلال .

لطيف شاكر

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

أين نحن كثورة؟

عندما أعطيت صوتي لذهاب «الائتلاف الوطني» إلى جنيف، كانت حساباتي تنطلق من المحاكمة التالية: توجد في سوريا أزمتان متداخلتان، تغطي وتحجب إحداهما الأخرى؛ هما: الأزمة الناجمة عن علاقة النظام الاستبدادي العنيف والقاتل مع شعب سوريا المطالب بحريته سلميا وقانونيا، وتلك التي أخذت تحجبها وترتبت على تدخلات خارجية هدفها تصفية حسابات إقليمية ودولية بدماء السوريين، مع أنهم ليسوا طرفا فيها، وحرْفُ ثورتهم عن طابعها الأصلي وأهدافها المعلنة وتحويلها إلى قتال طائفي وأهلي متنوع الأشكال والمرامي، يزيدان من استعارة عنف النظام وانخراط تنظيمات جهادية وقاعدية متنوعة في القتال الدائر فيها، كان قد فبرك بعضها، أو استدعاها إلى الساحة السورية للعب دور فيها يكمل أدوارها ضمن الساحات العربية والإسلامية الأخرى.

بما أن «جنيف 1» ركز على حق شعب سوريا في نيل الحرية، ولم ينصبّ على تسوية تدخلات الدول في سوريا، فقد كان من الضروري وطنيا الموافقة عليه، وقبول التفاوض حول تطبيق وثيقته والقرار 2118 المكمل له تحت إشراف أممي رفيع يقر بحقوق السوريين عامة وحقهم في تشكيل «هيئة حاكمة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة» تنقلهم إلى نظام ديمقراطي بديل لنظام الأسد الاستبدادي، أساسه إرادتهم الحرة ومطالبتهم بالعدالة والمساواة والكرامة. هذا القبول كان له معنيان؛ أولا: أن موضوع جنيف لن يكون تسوية تدخلات وصراعات الخارج، التي لعبت دورا مخيفا في إطالة أمد معضلتنا وعقدتها، وطمست الثورة وكادت تبطل شرعيتها. وثانيا: أن أساس أي حل هو النظام الانتقالي الذي نطالب به وليس نظام الأسد الإجرامي، الذي أكد تفاهم جنيف الدولي ضرورة إزالته، بعد أن أذاقنا الأمرين طيلة نصف قرن، وحين طالبناه بأبسط حقوقنا شرع يقضي علينا كشعب، وشن حربا فائقة التنظيم علينا بقوى جيشه ومخابراته وشبيحته، كان قد خطط لها وتدرب عليها كل يوم من أيام حكمه الطويل!

ذهب الائتلاف إلى جنيف بهذا الفهم. ومع أنه لم يباغَت بموقف أزلام وصبيان المخابرات، وعلى رأسهم بشار الجعفري، وكمنت مهمة وفده في إفشال جنيف ودفع الائتلاف إلى الانسحاب منه، بسبب الوابل الكثيف من الشتائم والسباب والإهانات الماسة بوطنية وكرامة أعضائه، الذي وجد نفسه عرضة له – غير أن الائتلاف أراد إعطاء فرصة لجهود الحل السياسي الدولية، وتعامل بكبرياء وبروح وطنية أصيلة مع تفاهات الوفد الرسمي، واتخذ موقفا يتصف بالمسؤولية تجاه شعب سوريا وحقوقه، بينما كان وفد الأسد يتنكر أن له حقوقا إنسانية، بحجة أنه شعب إرهابي وأن النظام لن يسمح بإطعام «إرهابيين»، وأن الشعب ليست له أي حقوق غير الحق في الرضوخ والاستسلام دون قيد أو شرط للأسد. في طور تال من التفاوض، رفض الوفد الأسدي فكرة الإفراج عن المعتقلين بدءا بالأطفال والنساء، وعرض تبادل عدد محدود من المعتقلين لديه بالمختطفين لدى المعارضة، قبل أن يقبل مناقشة وثيقة جنيف ويعلن تحفظه على فقرات منها وعلى القرار 2118 الذي يرى أن الحل يجب أن «يبدأ بتشكيل الهيئة الحاكمة الانتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية»، التي ستنقل سوريا إلى النظام الديمقراطي البديل.

واليوم، وقبل أيام من استئناف المفاوضات، تقول مواقف روسيا والأسدية إن أساس الحل هو النظام وليس الشعب، ويقدم الطرفان تفسيرات لا وجود لما يعادلها من معان في الوثيقة والقرار الدولي، كالقول بتشكيل لجان تسبق قيام الهيئة، مهمة إحداها وقف إطلاق النار، وإلغاء ما يقوله القرار حول «أولوية تشكيل الهيئة الحاكمة» بتوافق الطرفين كي تشرف على وقف إطلاق النار وسحب الجيش من المدن وتطبيق مبادرة كوفي أنان ببنودها الستة. في الوقت نفسه، يحول الروس الانتقال إلى النظام الديمقراطي البديل إلى انتخابات يتم خلالها اختيار الرئيس الذي سيناط به حكم البلاد، على أن يكون الأسد بين المرشحين، ما دام الدستور السوري يسمح له بترشيح نفسه. يقول القرار الدولي إن من صلاحيات الهيئة إلغاء الدستور وممارسة وظائف الأسد كاملة، وخاصة حيال الجيش والأمن والقضاء، وإنه لن يكون للأسد أي دور في حاضر سوريا ومستقبلها، فيقول الروس عكس ما وافقوا عليه في جنيف والقرار 2118، ويلغون مرحلة الانتقال بكاملها، ويعيدون الأسد إلى سدة الرئاسة ودوره الذي يبطله القرار إبطالا تاما.

نواجه اليوم المشكلة التي حالت دون وقف المذابح ضد شعبنا: مشكلة الخلاف الدولي حول الحل، الذي يتحول اليوم إلى خلاف حول قراءة وتفسير وثيقة جنيف والقرار 2118، يعني استمرارُه وضعَ المماحكات النابعة منه في خدمة النظام ومنحه فرصا جديدة لمواصلة مذابحه، والحؤول دون إيجاد حل سياسي في وطننا.

لا بد أن يقف الائتلاف من الآن فصاعدا أمام الخلاف الدولي حول قراءة ما يجري، وأن يواجه اختلاف المصالح والرهانات الدولية المتصارعة داخل بلادنا وخارجها، بعد أن صار جليا أن «جنيف 1» والقرار 2118 لم – وربما لن – ينجحا في إخراجنا من كارثة تعززها هذه الخلافات، ويلزمنا استمرارها إجراء مراجعة عميقة لمواقفنا، في لحظة بالغة الصعوبة والتعقيد من مصير شعبنا، الذي يعلق آماله على حل عادل، لكن النظام يمارس سياسات تقوم على إبادته وإفراغ سوريا منه!

نقلا عن الشرق الأوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

لا تحلموا بإدخال الأجيال الصاعدة إلى زريبة الطاعة

عندما تسمع أبواق الديكتاتوريات العربية الآفلة، وهي تتوعد بإعادة الشعوب إلى حظيرة الطاعة بالقبضتين الأمنية والعسكرية، لا شك أنك ستقلب على ظهرك من شدة الضحك لتفاهة هذه التصريحات وسذاجتها ونكرانها للتحولات التي يشهدها الإنسان العربي عموماً والسوري خصوصاً. وكل من يعتقد في سوريا وبقية العالم العربي أن طرق الهيمنة والسيطرة التقليدية مازالت ناجعة في إخضاع الأجيال الصاعدة فهو إما مغفل، أو ابن ستين ألف ناكر.
الكثيرون يركزون في تحليلهم لأسباب الثورات، على الفقر والتهميش، لكنهم ينسون سبباً في غاية الأهمية، ألا وهو أن السموات الإعلامية المفتوحة، وأنظمة التعليم الحديثة لعبت دوراً مهماً جداً في إنتاج أجيال وعقليات ثورية جديدة لا يمكن السيطرة عليها بالطرق الأمنية القديمة، لأنها تختلف تماماً عن الأجيال السابقة التي تربت على الخضوع السياسي والاجتماعي والثقافي.
لا بد من التركيز ونحن نستشرف المراحل القادمة في عالمنا على طبيعة الإنسان العربي الجديد، فهو إنسان لا يمت للمواطن الذي سبقه بصلة، من حيث قدرته على التمرد والعصيان والمواجهة.
لقد درج الإنسان العربي التقليدي على العمل بمقولة: ‘إمش الحيط الحيط، وقل يا ربي السترة’، لأنه تربى على الخنوع والخضوع وتجنب المواجهة، خاصة بعد ما عايشه من قهر سياسي وأمني فاشي ووحشي بامتياز. لكن، لو طلبت من الأجيال الصاعدة أن تسير على الوصفة ذاتها، لضحكت عليك، وسخرت من خنوعك.
وإذا أردت أن تتعرف على الفروق بين الأجيال القديمة والجديدة، فقط قارن نفسك إذا كنت من الجيل القديم، بابنك أو بنتك، التي ولدت في العقود الأخيرة من القرن الماضي، فستجد أنه شتان بين الثريا والثرى. أول ما ستلاحظه أن الجيل الجديد جيل معتد بنفسه وحريته وكرامته، لا يقبل الأوامر، متمرد، ويسخر من كل أنواع السلطة، وأولها السلطة المنزلية. ومن يستطيع أن يُسقط سلطة الأب والأم الديكتاتورية، سيُسقط أعتى الأنظمة السياسية.
يعود السبب في ذلك، بالإضافة إلى التأثيرات التعليمية والإعلامية والثقافية الجديدة، أيضاً إلى أن الجيل القديم – الذي تربى على الذل والهوان – بات هو نفسه يرفض تربية أبنائه وبناته على الخضوع والخنوع، حتى لو تمردوا عليه، فلا يمكن لمن عانى القمع′والقهر بكل أنواعه أن يطلب من ذريته أن تقبل بما كابده وعاناه هو من مذلة وركوع.
لا أدري لماذا ما زالت الأنظمة الأمنية كالنظام السوري الفاشي وغيره تتجاهل المؤثرات الثقافية والإعلامية والتعليمية الجديدة، التي بدأت تصوغ أجيالاً وعقليات جديدة مستعدة أن تزلزل الأرض تحت كل من يحاول تدجينها وإخضاعها. حتى لو امتلكت الدولة الأمنية الساقطة أعتى الأسلحة والأساليب التركيعية الفاشية، فهي لم تعد’قادرة على منافسة وسائل الإعلام الحديثة، وخاصة مواقع التواصل والفضائيات في صياغة العقليات الجديدة.
أتذكر قبل حوالي خمسة عشر عاماً أن المخابرات السورية كانت تعتقل بعض الأشخاص الذين كانوا يشاهدون برنامج ‘الاتجاه المعاكس′، لما يحتويه من آراء وأفكار غير تقليدية وشاذة عن النمط المعتاد، ظناً منها أنها قادرة على ضبط الأجيال الصاعدة وتطويعها بالطريقة القديمة، لكنها أدركت لاحقاً، أنها بحاجة’لألوف الفروع الأمنية إذا ما أرادت ضبط الفضاء الإعلامي والتحكم بمشاهدات الشعوب!
باختصار، فقد نجح الإعلام الخارق للحدود في تكسير الهيمنة الأمنية على عقول الأجيال الصاعدة، فبدأ يخرج إلى العلن نمط جديد من التفكير يقوم على التمرد والاستقلالية والتحرر والانعتاق. وهذا النمط لا يمكن لأي قوة أمنية أن تخضعه، لأنه أصبح قادراً على المواجهة، وبات يدوس على المثل الشعبي الذي يدعوه بأن ‘يمشي الحيط الحيط’.
يذكر أحد الكتاب أنه قبل سنتين كان معه في السيارة ابنه الذي لم يبلغ من العمر بعد أحد عشر عاماً، فسأله: ‘ماذا يحدث في ذلك البلد العربي؟ لماذا نشاهد مظاهرات يومية في التلفزيون هناك’، فقال له إن الشعب ثائر على الرئيس، فقال الولد: ‘لماذا’، فرد الأب كي يبسط له الأمور:’لأن الرئيس اعتاد أن يظلم ويقهر الشعب، ويسجن المعارضين لأتفه الأسباب’، فبدأ الولد يتململ في’المقعد الخلفي، وكأنه يستعد لمباراة ملاكمة، ثم أردف قائلاً: ‘ولماذا لا يقتلون ذلك الرئيس الزنديق الحقير؟ لماذا لا تقترب مجموعة من الأشخاص من قصره وتدمره بالقنابل الحارقة التي نلعب بها في ألعاب ‘أكس بوكس′ و’بلاي ستيشن’؟’ لاحظوا أن أول شيء فكر به الولد عندما سمع بالظلم هو اللجوء إلى المواجهة مع الرئيس الذي يقهر شعبه.
لم يعد رد فعل الأجيال الصاعدة يتسم بالخوف والخنوع والاستكانة، بل لديها ميل جارف للمواجهة والتصدي. يذكر أحد السوريين في هذا السياق أنه عندما سمع بموت حافظ الأسد على التلفزيون، انطلق مسرعاً ليخبر أباه في الحمام، فدق الباب مرات، حتى خرج الوالد من الحمام مرعوباً، فقال للولد: ‘ماذا تريد’، فأجاب الولد:’ مات حافظ، مات حافظ’، فقال الوالد: ‘أخفض صوتك أيها الأحمق’. تصور أن الأب كان يخشى حتى من سماع خبر موت حافظ الأسد، بينما تجد الشباب السوري الجديد لم يترك صورة أو تمثالاً لا لبشار ولا لأبيه إلى وداسها وحطمها. وما زلنا حتى الآن نرى في سوريا مثلاً أن الأب أو الأم تخشى وضع ‘لايك’ بجانب ‘بوست فيسبوكي’، بينما تجد الأولاد يمسحون الأرض بالنظام ورموزه على الارض وصفحات مواقع التواصل.
لاحظوا أن من أشعل فتيل الثورات العربية وقادها هو الجيل الشاب تحديداً في الساحات والميادين، ثم التحقت به الشرائح القديمة. لهذا تدرك الأنظمة الطاغوتية أن الشباب يشكل تحدياً كبيراً بالنسبة لها، لهذا فهي تعمل على إفراغ بلادها من الشباب، كما يفعل نظام بشار الأسد منذ عقود. ففي بعض المناطق تجد أن أكثر من تسعين بالمائة من الشباب مهاجر بدعم وتسهيل من النظام. وقد لاحظنا أن أحد أسباب تخلف بعض المناطق عن اللحاق بركب الثورة هو غياب وجود العنصر الشبابي فيها.
صحيح أن الطبقات السياسية قادرة على تطويع الأجيال’الصاعدة وصياغة عقولها عن طريق المال والإعلام، كما تفعل الأنظمة الغربية منذ صدور كتاب ‘بروبوغاندا’ في أمريكا لإيدوارد بيرنيس عام 1922، لكن طريقة التطويع لن تكون عبر العنف والإخضاع المادي كما يفعل النظام السوري وغيره.
بعبارة أخرى، فإن الأجيال الجديدة مستعدة أن ترد لأجهزة الأمن الإرهابية الصاع صاعات، إذا لجأت إلى أساليبها العنفية القديمة. وكما نرى الآن، فقد بات الشباب السوري قادراً على مواجهة القبضة الأمنية بالقوة، مما جعل الأجهزة الأمنية تنسحب شيئاً فشيئاً من الشوارع، وتلجأ إلى أساليب العصابات القائمة على مبدأ: اضرب وأهرب، لأنها باتت تخشى ردة الفعل في الشوارع. ففي الماضي، كان عنصر أمن واحد قادراً على اعتقال أي شخص من بيته، وترويع الحي بأكمله. أما الآن، فإذا أرادت أجهزة الأمن السورية اعتقال شخص، ترسل له عشرات العناصر المسلحين لاعتقاله، وفي الليل او تستدرجه الى مكان خال، لأنها باتت تدرك أن الزمن الأول تحول.
لم أعد أخشى من الاستبداد في بلادنا، فالأجيال الصاعدة لن تسمح للمستبدين أن يسودوا كما سمحت الأجيال السابقة، لهذا فإن الإنسان العربي الجديد سينتج قيادات جديدة قادرة على التعامل مع الأجيال الجديدة بعقلية الأجيال الجديدة. لهذا لا تحلموا أيها الطواغيت بإدخال الأجيال الصاعدة إلى زريبة الطاعة، التي تربيتم فيها!

‘ كاتب واعلامي من سوريا
falkasim@gmail.com

نقلا عن القدس العربي

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

آخر ظهور كان في العالم 1 للهجرة!

الدين الإسلامي دين البداوة ، والبداوة هنا نتحدث عنها كثقافة ولا نعني البدو كعنصر ، فكل مسلم هو بدوي حتى لو كان متأسلم mswakأجنبي تحوّل للإسلام فيعني انه بدوي الثقافة والفِكر.. أجل!
بدوي الفكر والتعاليم ، فالناظر للتعاليم الإسلامية والقاريء لها يعلم تمام العلم ان جلّ التعاليم المحمدية فيها بداوة، لا بل سلوك محمد بنفسة كان سلوكاً بدويّاً من أوامره التي دعا فيها للسطو على الآخرين بإسم الغنائم، وقال عن نفسه انّ رزقة تحت رمحه ،وسبى النساء اذ كان سبي نساء العدوّ هو رمز الإنتصار واذلال الآخر..وثقافة القتل والغزو ، وكثير من التعاليم النابعة من الثقافة البدوية بجلافتها وقساوتها .. استغل صلعم هذا الجانب، رغم ان العرب لديهم عاطفة جياشة ، الا انّ جانب المادة الإسلامي طغى على تفكير اكثريّة العرب بسبب النص التنزيلي، فبقي الشعراء محل سخرية قرآنية بأن لا يتبعهم سوى الغاوون والتفهاء لأنهم لم ينساقوا كثيرا حلف المادية الإسلامية ..
المشكلة هي ان هذه الفِكر مستمر منذ 1400 سنة، وسيستمر مدى الحياة .. فيصعب علينا تغييرة وتهذيبة لإفتقادة المرونة التغييريّة،نظرا لصلابته الماديّة الخالية من اي جاذبية روحيّة ، بدليل ان كل محاولات تهذيب وتجميل الإسلام فاشلة وميزانها ضعيف جداً .
لك ان تتخيّل لو احفاد الفايكينغ السويديّون، اليوم يتوارثون تعاليم اجدادهم ويعتقدون صوابها بكل قبحها ، بنهبها ،وسطوها،واجرامها.. هل سنرَ شعباً سويدياً هذا اليوم؟

اعلمتم ان من يؤمن بأديان وتعاليم قديمة سيما الشرسة والعنصرية كالإسلام سيكوون عقلة بالماضي وجسده حاضر معنا، وفشل محاولة اظهاره متصلاً بالحاضر .. يُذكروني بالواتس آب.. كل مسلم يؤمن بالقرآن وصف حالته العقليّة: آخر ظهور كان في العالم 1 للهجرة!

Posted in فكر حر | 1 Comment