هل يستطيع العلويون الانقلاب على بشار الأسد؟

إياد الجعفري: المدنtkalabat

ما يزال البعض حتى اليوم يراهن على إمكانية فك الارتباط بين “الطائفة العلوية” وبين نظام الأسد بدمشق. وتعلو أسهم هذه المراهنة كلما بدت مؤشرات تململ أو استياء في أوساط “الطائفة” حيال أداء حكومة الأسد وسط ارتفاع وتيرة سقوط القتلى من أبنائهم في الجيش والقوى الأمنية والميليشيات غير النظامية.

لكن المشكلة الرئيسية في هذه المراهنة كانت، وما تزال، نوع الطرح بخصوصها. إذ لطالما كان التساؤل: هل ينقلب العلويون على الأسد؟، أو: متى يمكن أن ينقلب العلويون على الأسد؟. لكن يندُر أن طرح أحدهم التساؤل على الشكل التالي: هل يستطيع العلويون الانقلاب على الأسد؟

قد يُدرج البعض صيغة السؤال الأخير في سياق مساعي بعض المثقفين من أبناء “الطائفة”، أو من العلمانيين، لتبرئة الكتلة الاجتماعية “العلوية” بمجملها من جريرة التحاق جزء كبير من أبنائها بالقتال لصالح نظام الأسد ضد الحراك الثوري المناوئ له. لكن صيغة طرح التساؤل لا تندرج في سياق هذا المسعى، بل تندرج في سياق البحث عن خيوط البداية في بحث سيسيولوجي لفهم مدى قدرة “الطائفة العلوية” على التحرك ككتلة واحدة في اتجاه آخر، غير الاتجاه الذي استُلبت فيه إرادتها، بصورة غير مُدركة الأبعاد من جانب معظم أبنائها، بإدارة وترتيب من جانب نظام الأسد الأب، الذي طوّع “الطائفة” لتكون حصنه الحصين في مواجهة بقية الشعب السوري، على مدى عقود.

نقطة البداية في هذا البحث، الذي لا أزعم القدرة على إتمامه، هو التساؤل: هل من نخبة لـ “الطائفة العلوية” تستطيع قيادتها بمعزل عن رموز نظام الأسد؟

في الإجابة على التساؤل الأخير تندرج نظريات عديدة، أبرزها تلك التي تتحدث عن مجلس سرّي من “شيوخ العقل” يقودون “الطائفة”. لكن أي دليلٍ عملي يُثبت ذلك، لم يظهر للعيان أبداً، بل على العكس، بعض الشخصيات التي تنتمي إلى عائلات معروفة بكثرة المراجع الدينية فيها، من أمثال عبد العزيز الخيّر، مُغيبة اليوم في سجون الأسد، لأنها شذت عن الخط الذي رسمته العائلات التي تقود النظام الحاكم.

نظرية أخرى تتحدث عن أن “الطائفة العلوية” مثلها مثل باقي مكونات المجتمع السوري التي تعرضت لـ “تجفيفٍ نخبوي”، إن صح التعبير، طوال عهود حكم الأسد الأب، الذي حرص على تصفية، أو تطويع، نخب تقليدية عُرفت عبر التاريخ المجتمعي السوري القريب بدورها الفاعل في إدارة البلاد، والتأثير في مصائرها. أبرز النخب التي تم تطويعها، وتصفية جزء كبير منها عبر التهجير القسري، هي النخبة البرجوازية المدينية، الدمشقية تحديداً.

بقيت النخب العشائرية، هي الأكثر صموداً، رغم أنها تطوعت في عهد الأسد الأب، وابنه، لكنها حافظت على الكثير من عوامل نفوذها المجتمعية، ربما لأن الأسد الأب فضّل الاستعانة بها، وعقد مع الكثير من رموزها صفقات تبادل للمصالح، كتلك التي عقدها مع من بقي مؤثراً من البورجوازية المدينية السورية.

أما على صعيد النخب الطائفية، فيعتقد البعض أن نخبة العلويين تعرضت، هي الأخرى، للتجفيف، بحيث أن مساحة النفوذ الرئيسية في أوساط “الطائفة” تحولت من أيدي “شيوخ العقل”، والعائلات العلوية العريقة، إلى أيدي بضع عائلات محسوبة على نظام الأسد، تترأسها عائلات الأسد ومخلوف وشاليش. واحتلت شخصيات أمنية وعسكرية، علوية، مكانة بارزة في “الطائفة”، رغم أنها لا تنتمي إلى مكانة عائلية عريقة في أوساطها، من أبرز تلك الشخصيات، آصف شوكت، صهر الأسد الابن، الذي توفي في تفجير مكتب الأمن القومي بدمشق صيف العام 2012.

النظرية السابقة، من خلال المشاهدات التي يعرفها الكثيرون من السوريين في تاريخ حكم الأسد الأب وابنه، هي الأكثر ترجيحاً على سابقتها المتعلقة بوجود “مجلس شيوخ عقل” سرّي يحكم “الطائفة”.

إذا اعتمدنا هذه النظرية، والتي تُفيد بأن العلويين لا يملكون نخبة غير تلك التي يمثلها رموز النظام والعائلات التي تحكمه، فهذا يعني أن “الطائفة العلوية” ككتلة مجتمعية، لا تستطيع التحرك في اتجاه آخر، غير الذي تسير فيه الآن، لأنه لا يمكن لكتلة مجتمعية تعدّ بقرابة مليوني نسمة أن تتحرك دون قيادة أو نخبة مؤثرة، بصورة عكسية، مرةً واحدةً. إلا إن حدث استثناء.

هذا الاستثناء الذي لطالما تناولته بعض التسريبات المُتعلقة برهان دول عربية وغربية على شخصيات علوية مؤثرة داخل مؤسستي الجيش والأمن، للانشقاق عن آل الأسد، والانقلاب عليهم. وهو رهان باء بالفشل حتى الآن، نظراً للصعوبة البالغة التي تعترض تنفيذه. فالترتيبات الأمنية التي أسسها الأسد الأب لحماية حكم عائلته من أي انقلاب، حتى من أقرب المقربين، ليست بالهينة.

أما خارج مؤسستي الأمن والجيش، من الصعب أن يراهن أحد على حراك “علوي” مناوئ لنظام الأسد، إلا في أُطرٍ ضيقة، لا تتجاوز البعد الاعتراضي، من قبيل المظاهرة التي شهدها حي عكرمة الحمصي، بعيد التفجيرين اللذين أوديا بحياة عشرات الأطفال، والتي كان سقف مطالبها، الإطاحة بـ “المحافظ”!

ختام ما سبق، أن الرهان على تحرك للـ “الطائفة العلوية” ككتلة اجتماعية واحدة، في اتجاه مخالف لما تأسس حراكها عليه منذ عقود، يتطلب نخبة تقودها في هذا الاتجاه المعاكس، وهو أمر غير متوافر حتى الآن، كما يظهر للعيان. إلا إذا حصل الاستثناء، وتمكن ضباط أمن وجيش من أبناء “الطائفة”، ومن الدوائر الضيقة في القيادة، من الانقلاب على حكم آل الأسد. بخلاف هذا الاستثناء، يبدو أن الرهان على انفكاك “العلويين” عن الأسد لا يُراعي قدراتهم الحقيقية على تقرير مصيرهم. فهم في نهاية المطاف، مُطوعين منذ عقود في اتجاه رسمه بدقة، وباقتدار، حافظ الأسد، مؤسس النظام السوري الراهن، لصالح حكم عائلته، وعلى حساب مصالح مجمل العلويين، ومصيرهم، في حال فقدوا القدرة على العيش المشترك مع شركائهم في الوطن.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

إصابة عضو مجلس الشعب و رئيس لجان التشبيح باللاذقية !!!

إصابة عضو مجلس الشعب و رئيس لجان التشبيح باللاذقية !!!shabih
بأول أيام عيد الأضحى المبارك السبت 5/10/ 2014 أصيب عضو مجلس الشعب عن منطقة الحفة الدكتور أيهم نجدت جريكوس أثناء الهجوم على قرية دورين و للعلم السيد أيهم هو المسؤول عن إدارة منطقة الحفة أمنياً فهو رئيس لجان الدفاع الوطني المشهورة بالشبيحة و ذلك لأنه ينحدر من العشيرة الكلازية ووالدته من آل اسماعيل من القرداحة علماً أن منطقة الحفة هي منطقة ذات غالبية حيدرية و مرشدية عند العلويين و الكلازيين هم أقلية و آل جريكوس هم أقلية ضمن الأقلية و لكن كونهم من أم قرداحية و من العشيرة الكلازية تولوا زمام الأمور بالحفة و عاثوا فيها فساداً على كل الأصعدة سلحوا الكلازية و زعران الحيدرية و سلطوهم على الأهالي و للعلم السيد أيهم طبيب أسنان و بنفس الوقت شبيح مجرم تأملوا يرعاكم الله و كل أهل المنطقة يعلمون أن أيهم ينحدر من عائلة فقيرة و اليوم أصبح يمتلك واحدة من أكبر شركات الإعمار و البناء هي شركة الغلال بالمشاركة مع أحد أكبر رجال التشبيح ابن خاله أمير اسماعيل المسؤول عن التشبيح بمنطقة القرداحة و عضو مجلس محافظة اللاذقية و رئيس لجنة تعويض المتضررين لص و زعيم عصابة رئيس لجنة تعويض هذه سوريا بظل آل الأسد و للعم أيهم لم يكن بالمعركة و لكنه التحق بها تحت تأثير الضغط الشعبي الذي اجتاح المنطقة مع بدء الأنباء عن الخسائر الكبيرة التي أصابت قوات الدفاع الوطني بدورين مما دفع بعض أهالي القتلة و المصابين للتهجم عليه و نعته بصفات الندالة و الحقارة فتحرك باتجاه الجبهة ليخفف الضغط و الشحن الشعبي عليهم ففاجأته قذيفة على الأرجح هي محاولة اغتيال من قبل أحد الشرفاء و اللذين اتضحت لهم صورة فخ دورين الذي نصبته استخبارات آل الأسد لغايات أصبح يعلمها الجميع أننا هنا ندعوا كل الشرفاء ليعوا أن آل الأسد هم عدوهم الحقيقي و إننا بجبل الأكراد ضحايا مثلهم .

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

خسرنا المسيحيين وربحنا “حزب الله” و”داعش”

christianmaouseliraque

أيمن جزيني

ما من شيء إلا ويقول إن وضع المسيحيين في الدول العربية عموماً وفي لبنان خصوصاً، بالغ السوء. الرثاثة التي آلت إليها أحوال المسيحيين جوهرها الشكلي كان في “الهلع” جراء وحشية “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، قبل أن تصبح “الدولة الإسلامية” بعد إزالة السواتر الترابية بين كل من العراق وسوريا، ثم إعلان خلافة أبي بكر البغدادي.

المسيحيون استنكفوا عن النهوض بدورهم النوعي الذي كان في الشرق عموماً بوصفهم بُناته وصُنّاع حضارته وتطوره، فضلاً عن فتحه على الحداثة في مختلف ميادين السياسة والاقتصاد والثقافة والترجمة.
عن دراية أو جهل، قبل المسيحيون (أو أُجبروا) مديداً. أول الغيث كان بعد نهوض الدول العربية متأثرة شكلاً بالحركات والدول الأوروبية، إذ سُمّي النصارى في دوائر القيد بـ”غير المسلمين” أو “غير المحمديين”. وسكتوا أيضاً عن تهشيمهم أحياناً في مواطنهم المتعددة في الشرق تحت عنوان “عروبة” لا تعدو كونها “عسكريتاريا” هدفها تأبيد أنظمة “أوليغارشية” أو عائلية بغلاف “جمهوري”، كما حال آل الأسد، أو ملكيات لا تتصدع، بخلاف الجبال التي لو أُنزل عليها القرآن لرأيتها “خاشعة متصدعة”.
“العروبة” فضلاً عن كونها وعياً عنصرياً، وانتماءً ثقافياً لإستيعاب الإسلام الذي خلّفته السلطنة العثمانية السيئة الذكر، طرحت نفسها كوعي تحرري، من دون أن تجري أي مراجعة لماضيها الثقيل منذ الجاهلية الأولى. ولم تقدم جديداً في حضور الفرد وحرياته السياسية والشخصية إلا من ضمن إدارات استخبارية قدّمت نفسها بعناوين، من مثل “التوجيه السياسي” و”التوعية الثقافية”.
كل مراجعة لأدبيات “الوعي القومي” المُعبّر عنه بالحركات السياسية التي تصدرت الحكم، أو زعمت معارضةً، تحسم جميعها لصالح وعي جماهيري عام وشعبي يهدر بصوت واحد من دون أدنى قبول بالتنوع، وترذل الحريات وحراك الجماعات وهذرها العصبي.
هكذا، ما انفكت العروبة والإسلام في سياق واحد في تاريخ الفكر والممارسة السياسيين بالعالم العربي. فالإسلام مختلف نوعياً عن اليهودية والمسيحية: الأولى قومية مقصورة على شعب أو “أمة” بعينها، أما الثانية فكانت منذ انطلاقها دعوة كونية مجردة، فيما الإسلام على الدوام ذو مضمون كوني ثم عروبي بالمطلق، بحكم عروبة الرسول والرافعة القومية في مكان الانطلاق، فضلاً وفي الأساس عن اللغة العربية التي نزل بها القرآن.
قومية اللغة الدينية كانت أمراً حاسماً، إذ ورد في سورة إبراهيم: “وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبيّن لهم”. كذلك في سورة الشعراء: “نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين… ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين”. هناك العديد من الآيات التي تؤكد عروبة القرآن، أبرزها ما ورد في سورة الشورى: “وكذلك أوحينا اليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها”. في الوقت الذي تعيد فيه السورة التوكيد أنه “كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون”.
البعد العربي الإسلامي ظل وارف الظلال في ربوع الجغرافيا العربية باستثناء حقبة الحكم العثماني، واستمر كذلك طوال أربعة قرون حتى كان الإصطدام – بعد ذواء السلطنة – مع عصر النهضة والتواصل مع الغرب، لنعرف بعدها ما سمّي هذراً “الوعي القومي” الذي تمخضت عنه فكرة “الوطن” التي لم تكن في يوم من الايام جغرافيا تحكمها قوانين عصرية بالقدر الذي كانت فيه تجميعاً لعصبيات وقبائل.
لا يني الحديث السياسي عن ظواهر الفكر التكفيري والأصولي، والمتعاظم شأناً، منذ 11 أيلول/سبتمبر، يراوح مكانه في تكرار ممجوج للقول بأن الإسلام ليس بالأشكال المعبّر عنها. علماً أن جديداً جوهرياً لم يطرأ. لأنه، وفقط تحت تأثير غزوة نابوليون لمصر وبث أفكار الثورة الفرنسية وعصر الأنوار، صاغ رفاعة الطهطاوي مفهوم “حب الوطن” في كتابه “تخليص الابريز الى تلخيص باريز”.
جاء في الوقت نفسه تطور النزعة القومية التركية عبر جمعية “العثمانية الفتاة” ثم “تركيا الفتاة” ليستثير نزعة قومية عربية مضادة. وقد وجدت هذه النزعة حاضنها الأول لدى المثقفين المسيحيين في “بلاد الشام”، على ما كانت التسمية آنذاك، من أمثال ابرهيم اليازجي وجرجي زيدان وفرح أنطون، ولاحقاً شبلي شميل. حتى أن هؤلاء لم يفلحوا إلى التغيير سبيلاً عبر فكرة “العلمانية” للفصل بين الإسلام والسياسة، بدليل أنه لم يوجد يوماً أيّ بناء سياسي أو ثقافي للوعي العلماني في مختلف المجتمعات العربية أو الإسلامية، ما خلا الزواج المدني الذي يتشابه ولا يتماثل مع ذاك الموجود في الغرب، وعلى اعتبار انه عقد.
أكثر من ذلك، انبرى “ثلاثي التيار السلفي” (الافغاني، عبده، والكواكبي) إلى إصلاح إسلامي يعود بالإسلام الى ما كان عليه في الصدر الأول. ودائماً كان متن “الإصلاح” الرسالة الإسلامية بقيادة عربية. تجلى الوضوح بدعوة الكواكبي الى إحياء الخلافة العربية كـ”خلافة روحية خالصة” ليس لها ان تتدخل في الشأن السياسي الذي أخضعه لنوع من تقسيم إثني: فللعرب إمرة الدين، وللمصريين قيادة شؤون الحياة المدنية، وللعثمانيين إمرة الديبلوماسية، وللأفغان والمغاربة شؤون الدفاع والحرب، في حين أن إمرة الحياة العلمية والاقتصادية ينبغي أن تعود إلى الفرس والهنود.
في ظل هذه “البروباغندا” القومية، سقطت نخب مسيحية كثيرة على مثال ادمون رباط وقسطنطين زريق وميشال عفلق. بل ان الكاتب الفلسطيني المسيحي خليل اسكندر قبرصي، بادر في العام 1931 الى “دعوة نصارى العرب الى الدخول في الاسلام”. الأسوأ أن الماروني فارس الشدياق سبقه عندما اعتنق الاسلام وتلقّب باسم أحمد، فيما الأرثوذكسي ميشال عفلق أنهى حياته باعتناق الاسلام، على ما فاخر البعثيون فرحاً.
غالباً ما كانت “القومية العربية” مشروع أزمة وليس فكرة، ذلك أنها ما استطاعت الإنفصال عن الإسلام على الرغم من أن نجاح الثورة الاسلامية الإيرانية حاول تكريس قطيعة ما بين العروبة والإسلام.
في ظل هذا الحراك الرهيب، كان المسيحيون على الدوام في انتظار قيام الدولة المدنية المتصالحة مع مختلف مكوّناتها على اختلاف منابتهم ونوازعم الثقافية. بدأوا يستنكفون شيئاً فشيئاً عن ممارسة أدوارهم، لصالح النهوض بوظائف “كهنوتية” الطابع والمضمون والمؤدى. أو قُل إنهم كانوا يُجبَرون على ذلك بذريعة المعركة مع المستعمر، ثمّ مع الكيان الصهيوني العنصري، فيما الأنظمة العربية موغلة في شعوبية جلية.
لم تُجدِ المفاخرة العربية “الناصرية” أو “البعثية” في سد الثغر والحؤول دون تهجير المسيحيين عن أرضهم، وفي أرضهم أحياناً. هكذا كانت الحال في مصر والعراق وسوريا. حتى أن استمرار هذه الأنظمة في بلدانها، غالباً ما كان يستدعي من القائمين فيها استخدام الدين، والحرص على أداء الصلوات في المساجد كان أسخفها وأكثرها مدعاةً للسخرية، ولم تسعفها في البقاء على قيد الحياة في ظل تصاعد متنامٍ لوعي إسلامي جذره الأصلي في الصدر الأول من الإسلام.
كما أن سقوط هذه الأنظمة وانكشاف عوراتها الفكرية والسياسية والثقافية منذ سقوط فلسطين ثمّ هزيمة مشروع الرئيس المصري جمال عبد الناصر، فصدّام حسين في العراق، وآل الأسد الكرام في سوريا، ذلك كلّه غالباً ما أفضى إلى إضعاف المسيحيين الذين كانوا يتصرفون ليس كمواطنين، بل كأنهم نزلاء فنادق يغادرونها كلما تدنّت نوعية الخدمات. غالباً ما بدت المسيحية – أهلاً وقيمةً حضاريةً – كأنها محمولة على إنكار حضورها ودورها في حقول السياسة والثقافة والاقتصاد. وغابت عن الفاعلية في ميادين التنوع والتعدد والبحث عن الحقوق في الدولة وعليها.
الأكثر تجلياً في هذا السياق، كان في لبنان، حيث الكنيسة المارونية “أمّ الكنائس”. فقد سكت المسيحيون عن كلّ ما حلّ بهم من جرّاء مغامرات بعض قيادييهم، وإن لم يسكتوا من جرّاء العنف والقمع اللذين نهض بهما الجيش السوري واستخباراته مدة 29 عاماً برضاء سنّي – شيعي، وخفر يساري يشبه ذاته. لكن هذا السكوت صار مرضاً مستعصياً بعد “ثورة الأرز” في العام 2005 جرّاء استئثار الإسلام السياسي وهيمنته، بشقّيه السنّي والشيعي. حتى أن الطائفتين الإسلاميتين أصبحتا تتنافسان على مَن ترسله إلى بعبدا، حيث مقرّ رأس الدولة “ورمز وحدتها”.
الأسوأ، أن الفراغ الرئاسي هو بحقّ، فراغ مسيحي متأتٍّ من عاملين: الأول يكمن في التجاذب المسيحي – المسيحي وانخراطه راضياً مرضياً في دائرة المقايضة الإقليمية والدولية. أما الآخر فسببه التنافس السني – الشيعي، الخاضع بدوره لأجندات مذهبية منبتها ونازعها الأوحد ما وراء الحدود، الأمر الذي يمنّ على الجميع بأدوار وازنة، فيما المسيحيون ينتظرون أمر الله “وما بدّلوا تبديلا”.
ليس افتئاتاً على الراهن القول بأن الإرادة المسيحية العامة رهن الأقوياء الأربعة: ميشال عون، سمير جعجع، سليمان فرنجية، أمين الجميل. كلهم كانوا قادة حروب، ليتوازوا بذلك مع من يتصدر الحالين الشيعية والدرزية في آن واحد. في الأحوال كلها، فإن الجميع حواصل سياسية لما سيفضي إليه الاشتباك السني – الشيعي في المنطقة، والمعبّر عنه عندنا على الجبهة الشرقية للحدود اللبنانية وفي الخلايا “الداعشية” النائمة التي تستيقظ من سباتها بين الفينة والأخرى.
قبل هذا كلّه، هناك “حزب الله” وفائض قوته الذي لم ينضب بعد، ولم يبدر منه أيّ خوف عقلاني على الواقع الشيعي في حسم انتمائه نهائياً إلى لبنان الكيان النهائي أو لبنان الرسالة، على ما خلص إليه الإرشاد الرسولي. بل على النقيض من ذلك، تنحو هذه المنظمة الأمنية والعسكرية في إتجاه ربط البلد مع إيران الفارسية سياسياً، إنما بلبوس ديني ديدنه “ولاية الفقيه” وفقا لما جاهر به السيد حسن نصر الله “الأمين على الدماء”، على ما يحب محازبوه ومناصروه مناداته.
لا يكذب “حزب الله” حين يقول إنه حزب ديني لا طائفي. ذلك أنه في نشأته نهض على رفض “المارونية السياسية” التي كانت في حاصلها تحالفاً مع الإقطاعية الشيعية والبورجوازية التجارية السنّية. كما نهض على شعارات “حجابك أختي أفضل من دمي” و”نعم للجمهورية الإسلامية لا للأقلية المارونية”.
مضى “حزب الله” أبعد من ذلك كثيراً، حين جعل من الغيتوات الشيعية كتلاً حسية لفكرة الموت، فما إن تدخل حواضنه الأهلية وقراه ودساكره حتى تلاقيك على امتداد هذه المساحات صور “الشهداء” الذين لا يُعرف في أيّ معارك قضوا، وهي كثيرة تبدأ بالقتال في إيران الى جانب الثورة الخمينية ضد نظام صدام “الكافر”، مروراً بانفجار الطائفة على ذاتها في حربَي إقليم التفاح تحت وطأة سحر الإنجذاب إلى إيران أو سوريا، وصولاً إلى “شهداء الواجب الجهادي” في القلمون، ومن دون أن ننسى المعارك المتوزعة ضد بقايا “الحركة الوطنية” ومفكريها.
الموت عند “حزب الله” غذاء تعبوي لبيئته الأهلية، إذ إن الشيعي يكاد يحيي أيام السنة بالذكرى العاشورائية لهذه المناسبة أو تلك، سواء تذكراً أو تفكراً بشخصية ما، ساهمت في صوغ التاريخ الأهلي للشيعة. لكن هذه المنظمة الأمنية والعسكرية الأقوى في لبنان سلكت مسالك الطائفية بعدما انخرطت مُباركةٌ من “الوليّ الفقيه” في مؤسسات الدولة يمنةً ويسرة، لتباشر دورها الإقليمي غير آبهة بـ”ميثاقية” البلد وأهله.
أما على ضفة الأصولية السنّية، فقد أغدق الله نعمه على اللبنانيين بـ”فتح الإسلام” و”النصرة” و”داعش” و”جماعة الشيخ أحمد الأسير” وغيرها الكثير من “الألوية” و”الكتائب” المنكهة بأسماء قادة مسلمين كان دأبهم الفتوحات بالسيف والسبي وإخضاع المهزومين. ومضت هذه الجماعات على هدى “الثورة الخمينية” في بناء ذاتها الشعبية من طريق “السمعة الرقمية” التي استخدمتها لبثّ التسجيلات الصوتية وأفلام القتل العبثي والمجنون، داعية إلى الخضوع والتسليم برشدها وخبرتها في شؤون الدين والدنيا مع وعد سرمدي بـ”الجنة”.
ما من قائد في هذه الجماعات المهجوسة بالعودة إلى “صدر الإسلام” وإحياء “دولة الخلافة”، إلاّ ودعا إلى القتل والحرق، كما الإحتجاج على الرسوم الكاريكاتورية في الأشرفية، إذ أحرق العلم الدانماركي المشفوع بـ “الصليب”، لكن أحداً لم يحرك ساكناً، بينما قامت الدنيا ولم تقعد عندما أُحرق علم “داعش” احتجاجاً على اعتداء هذه المنظمة الإرهابية على سيادة لبنان وخطف عسكريين وذبح بعضهم.
غير ذلك، رُفعت أعلام “داعش” في عرسال وطرابلس وبيروت، ولم تفلح القوى الأمنية في توقيف أحد من الفاعلين، بينما الأجهزة عينها كانت تستدعي زمن الوصاية السورية أفراد “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” لتوقيع “تعهدات” بعدم النهوض بأيّ حراك سياسي يندرج في صلب حقوق المواطن وعليه.
هذا كله، في حين يتنافس المسيحيون على مناقشة صوابية مقاتلة “داعش” استباقياً، وفقاً لما يراه “حزب الله” مناسباً، أو على أحقية هذه الجماعات وما شابهها كـ”الأخوان المسلمين”. مفتاح النظر الصائب عند المسيحيين لا يرى خطورة لا في قدرة “حزب الله” على بزّ الخمينيين لجهة تسخير إعلامه للتدخل في البحرين واليمن وبعض المملكة السعودية، ولا في قدرة “داعش” التي تجاوزت “تنظيم القاعدة” شروراً واستئساداً على الإمساك بالجغرافيا والتحكم من خلالها بالتاريخ والسياسة.
اليوم، لا يقوم المسيحيون بدورهم، بل يغامرون بـ”مؤتمرات”، ويستدعون الغرب لحمايتهم، وهو لم يحرك ساكناً أمام مشاهد الإبادة التي نفذها “جيش آل الأسد”، ولا أمام مشاهد السبي والاغتصاب والتشريد والإبعاد التي قام بها “داعش” في العراق وسوريا. يتناسون أن الولايات المتحدة وأوروبا، أو ما صار يعرف اصطلاحاً بـ”التحالف الدولي”، لم يتحرك الا بعد مقتل صحافيين أميركيين وبريطانيين واستشعار الخطر على أبوابه وفي عواصمه.
يُغفل المسيحيون أن اتفاق اللبنانيين في العام 1943 على صيغة الميثاق الوطني واعتماد التوزيع الطائفي للسلطات والصلاحيات في البلاد، على أن يشغل الرئاسة الأولى مسيحي، وتحديداً من الطائفة المارونية كان عرفاناً وتقديراً لدورهم. لم يكن يخطر في بال أكثر المتشائمين آنذاك أن يتحول هذا التقدير لدور المسيحيين اللبناني والعربي، إلى وبال عليهم يهدّد اشتداده وحدة الدولة ومؤسساتها بعد نحو 100 عام. هكذا نسوا، أو غمطوا نضال البطريرك الياس الحويك في مؤتمر الصلح في باريس لإرساء لبنان الكبير، حين ضمّت الأقضية الأربعة بغالبيتها المسلمة التي رفضت أولاً الالتحاق بـ”الكيان الوليد”، قبل أن يرسي رياض الصلح وبشارة الخوري صيغة الميثاق الوطني. كذلك فعلوا بالنسبة إلى المدرسة المارونية في روما ودورها في تثقيف جيل كامل ساهم في نقلة تنويرية في لبنان والمنطقة، ما جعل الطائفة المارونية رائدة في محيطها. اضف الى ذلك دور أدباء المهجر و”الرابطة القلمية” وكذلك أمثال بطرس البستاني وغيرهم في مواجهة التتريك الذي حاولت السلطات في اسطنبول فرضه على الولايات العربية في السلطنة العثمانية.
وصل المسيحيون يتقدمهم الموارنة إلى أوج مجدهم في لبنان وعلى مختلف المستويات مستفيدين من الإنفتاح المبكر على الغرب وفرنسا تحديداً وليس باستدعائه للحماية.
لكن منذ 1943 وحتى في عز الحرب الأهلية، حرص الموارنة وباقي مكوّنات لبنان على انتخاب رئيس جمهورية جديد وفق المواعيد الدستورية. حتى في الفترات الاستثنائية مثل استقالة الرئيس بشارة الخوري، شغل قائد الجيش فؤاد شهاب المنصب كرئيس لحكومة انتقالية أمّنت انتخاب رئيس جديد هو كميل شمعون خلال أيام قليلة.
لكن هذا العرف الراسخ في تأمين انتخاب رئيس للجمهورية وفق المواعيد الدستورية، تحوّل في السنوات الأخيرة إلى عرف معاكس جعل الفراغ الرئاسي هو السائد والمعتاد.
فبعد الفراغ الذي شهدته البلاد في العام 2007 مع نهاية ولاية إميل لحود الممددة، واستمر لأشهر، تشهد البلاد حاليا منذ 25 أيار الماضي، الفراغ الرئاسي الثاني على التوالي، الذي يأتي في أكثر الأوقات حراجة.
هذا الفراغ هو الثاني بعد اتفاق الطائف، والثالث اذا ما حسبنا ذلك الذي تلا ولاية الرئيس أمين الجميل في العام 1988. ويبدو أنه في الحالات الثلاث يجب أن تفتّش عن “جنرال” ما ليطمئن المسيحيين بسيرته العسكرية في موازاة “عسكرة أهلية” لا تني تتنامى كالوحش.
فالجنرال ميشال عون ترأس حكومة انتقالية مهمتها تأمين انتخاب رئيس، الأمر الذي لم يحصل. وفي العام 2007 أدّت عوامل عدة بينها إصرار عون على الترشح للرئاسة، الى تعطيل الاستحقاق الدستوري لنحو عام. الأمر نفسه يتكرر اليوم، لكن ما يجعله اكثر خطورة أنه يأتي في وقت تجتاح “الأصولية التكفيرية” المنطقة، فارضةً تهجيراً قسرياً على مسيحيي العراق، وتهديداً لمسيحيي سوريا، ورعباً لمسيحيي لبنان. أما وأن المسيحيين قد قبلوا الخسارة، وربحنا في المقابل هيمنة “حزب الله” ورعب “داعش”، فليس لنا إلا شكر “الشيطان الأكبر” على الحرب من السماء. فبالشكر تدوم النعم.
نقلا عن النهار

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

تونس.. كيف هزمت المرأة المتطرفين؟

muf30في تونس، الذي تجرأ ونزع علم تنظيم جماعة متطرفة من فوق مبنى كلية الآداب والعلوم الإنسانية، لم يكن صبيا، بل فتاة تونسية، خولة الرشيدي التي تصدت لعناصر سلفية متطرفة وحافظت على العلم التونسي مرفرفا. والذي وقف ضد وزير العدل في الحكومة وأفشل مشروعه، لم يكن رجلا، بل القاضية كلثوم كنو، رئيسة جمعية القضاة التونسيين، التي شنت حملة ضد الوزير المنتمي إلى حزب النهضة، ونجحت في منعه من إخضاع القضاء لأغراض جماعته وحزبه. في القضاء، أفشلت النساء مشاريع «النهضة» التغييرية، مثل القاضية روضة القرافي، وكذلك القاضية روضة العبيدي، التي تتبوأ رئاسة نقابة القضاة. لهذا عجزت الجماعات عن تغيير الوضع في تونس، ولا تزال تونس البلد العربي الوحيد الذي يمنع الزواج تحت سن 17، ويحظر التعدد، ويجيز الإجهاض، وحتى في ظل وجود «النهضة» الإسلامي على رأس السلطة وافق البرلمان، ودون اعتراض الأعضاء الإسلاميين، على المساواة في الميراث، وغيرها. لم يكن بيد المتطرفين مواجهة المد الاجتماعي المدني، تتقدمه فئة النساء، اللاتي يقُدن الكثير من الجمعيات والمؤسسات المختلفة. هذا يُبيّن صلابة الأرضية التي بُنيت في العقود الماضية، ويفسر لماذا فشل المتطرفون في تونس، ونجحوا في دول ثورات الربيع العربي الأخرى.
في تونس قائمة طويلة للنساء الفاعلات في مجالات مهمة، مثل القضاء والمحاماة والعمل السياسي. هناك سهير بلحسن رئيسة فيدرالية الدولة لحقوق الإنسان، واجهت الحكومة واتهمتها بالفاشية، وأن حزب النهضة يمثل خطرا على الديمقراطية وحقوق الإنسان. ولم يستطع خصومها الطعن في تاريخها لأنها نفسها كانت معارضة شرسة لنظام الرئيس الأسبق بن علي.
وعلى العكس منها سياسيا، المحامية عبير موسى، كانت تنتمي إلى الحزب الدستوري الديمقراطي من العهد السابق ومع هذا تمكنت من كسر محاولات تهميشها، فصارت تقود الائتلاف الثلاثي، وتعارض عمليات العزل والإقصاء. وهناك محامية كانت في حزب النظام السابق، ومع هذا لم تنجح حملات الأصوليين وسعيهم لتشويه سمعتها، وهي الطبيبة آمنة منيف التي قادت جمعية مدنية ضد المتطرفين، فاتهموها بالماسونية والتغريب. ولم يكفّ المتطرفون أذاهم حتى عمن كان يدافع عنهم في الماضي مثل المحامية راضية النصراوي التي كانت تدافع عن الإسلاميين في العهد السابق، فتصدت للتعذيب في سجون حكومة «النهضة»، أيضا.
تونس ليست بلدا عربيا أو إسلاميا عاديا، بل يسبق غيره بسنوات ضوئية بعيدة. والمرأة علامة دالة على تميز المجتمع التونسي، حيث لعبت دورا فاعلا في مواجهة القوى السياسية التي حاولت الاستيلاء على البلاد، مثل حزب النهضة الإسلامي، وحزب التحرير. ونجحت أخيرا، مع بقية القوى التونسية المدنية، في منع تكرار التجارب الدينية الفاشية في الحكم، مثل «الإخوان» المصرية بعد الثورة، والأحزاب الدينية الشيعية في العراق بعد إسقاط نظام صدام، والخمينية في إيران بعد إسقاط نظام الشاه في أواخر السبعينات.
حزب النهضة، رغم تحالفاته وهيمنته على مفاصل القرار، فشل في مواجهة الجماعات النسوية، التي أثبتت أن تراث الحبيب بورقيبة أقوى من تأثير زعامات الجماعات الإسلامية السياسية، بما فيها التي عادت من أوروبا، وسعت لإعادة المرأة إلى البيت والمطبخ. أما لماذا نجحت المرأة في تونس وفشلت في 20 دولة عربية، رغم المسار التحديثي لنحو نصف قرن، فإنه سؤال يستحق نقاشا أطول وأعمق، وفي رأيي أنه فشل تحديثي بشكل عام، وليس خاصا بالمرأة.

alrashed@asharqalawsat.com
نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in فكر حر | Leave a comment

التلفزيون الاميركي مع المقاتلات الاكراد ضد داعش

kurdبرنامج التلفزيون الاميركي الاشهر “60 دقيقة” وربورتاج من جبهة القتال مع المقاتلات الاكراد ضد داعش

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

حسرات في بلاد الاهات

الحسرة الاولى:ظل جيشنا العظيم يحتل مكانة القلب في حياتنا رغم ان الواقع يقول انه مثله مثل اي جيش في بلاد الديكتاوريين iraq-security،ًيقاد حيثما يريدون،ويدخلوه الى حرب بعد ان يتخلص من حرب وهكذا.
وتحت مثل طرحوه بقوة قبل عقدين من الزمان”شيم المعيدي واخذ عباته”صار جيشنا بقدرة قادر يحتل المرتبة الخامسة في جيوش العالم،ومن عباءة هذا المثل استشهد اكثر من مليون عسكري وجرح مثلهم واصيب حوالي ربع مليون باعاقة مستديمة.
مرة شطح الخيال ببعض اولاد الملحة وقالوا لبعضهم ماذا يحدث لو اعلن العراق انه بلد محايد لايدخل في حروب الاخرين مثله مثل سويسرا.
هذا الجيش الذي يلتهم نصف ميزانية الدولة لا يراد منه سوى الاستعداد للحرب ،ضد من؟ لا احد يدري.
هذا الجيش ،سيغضب الكثير هذا القول، كشف عن اوراقه حين حانت له الفرصة ،لينتقم باسم الطاءفية والمذهب بكل من يقف امامه ولم يتعلم ابدا من تجربة الاخرين”مصر نموذجا”.
فكروا بالامر ولاتتسرعوا باصدار الاحكام الجاهزة ،سترون ان هذا الجيش اعطى نصف العراق لعصابة داعش على طبق من ذهب لانه ببساطة لايريد ان يحارب تحت خيمة مذهب المالكي،وطز بالنازحين والقتلى والمشردين .
نصف العراق ضاع والنصف الاخر بانتظار القضم واعلامنا الاعرج مازال يولول
قتلنا اليوم قادة بارزين في قوات داعش
نفذنا 50 عملية عسكرية قتلنا فيها 40 داعشا
القي القبض على عشرات الهاربين من السجون وبينهم قاضي الولاية في سلمان بيك
قطعنا الطريق امام امدادات داعش من الجهة الغربية
شوهدت فصايل من قوات داعش تفر نحو الجبال بالقرب من اربيل بعد ان الهبهم جيشنا العظيم بوابل من نيران استمرت طيلة نهار وليلة امس.
و….وووو الخ الخ الخ.
هذا الجيش الذي باع الوطن نكاية بالمالكي ومذهبه لم تعد تهمه مذابح الاطفال في الموصل والانبار وتكريت وقراها المجاورة والبعيدة،ولم يعد في حسبانهم الشرف العسكري والاستشهاد من اجل الوطن.
هذا الجيش يقاتل خوفا على حياته وكان امامه خياران ،اما الفرار من الحرب والمصير فيه معروف او يقاتل جيشا لايعرف لماذا يقاتله،وحين بان المستخبي ووصل الموس الى “الزردوم”ثار على كل شيء وسلم دفاعاته الامامية وموخرته الى من يريدها ولايهم بعدها ان جرى تقسيم العراق او اصبح محافظة واحدة تحكمها من الغرب السعودية ومن الشرق ايران ومن الجنوب البحرين.
الحسرة الثانية:من هذا ابو ريشة الذي التقى امس بالسفير الامريكي،هل هو موظف في وزارة الخارجية ام منتدب من رياسة الجمهورية ،لاهذا ولاذاك،انه مجرد ريس عشيرة طابت له نفسه حين استمع الى تعليمات السفير الامريكي للمرحلة المقبلة.
عيب عمي يامعصوم “تغلس” على مثل هذه التجاوزات.
الحسرة الثالثة:مازال اهلنا النازحون من تكريت وصلاح الدين قابعون على سفح جبل في سلمان بيك ينظرون الى بيوتهم التي شردوا منها تحت مراى وبصر الجيش الخامس في العالم.
ورغم ان قراهم اصبحت كما تقول وسايل الاعلام المحلية امنة الا انهم ممنوعون حتى هذه اللحظة من العودة الى بيوتم، لماذا لا احد يدري.
من سخرية القدر ان الذين عادوا طواعية بعد انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية عقب دخول المسلحين الى محافظة صلاح الدين، لايملكون سوى 4000 قطعة سلاح” موزعة على 8600 عنصر وبالجمع والطرح سنجد ان الكثيرين منهم “سلاح سز”.
الحسرة الرابعة والاخيرة : مابين انجيلا جولي وحنان الفتلاوي هو نفس الفرق مابين نجمة فرقد في السماء وكوب الارض(فرقد ابعد نجمة عن الارض).
الاولى كرمتها ملكة بريطانيا موخرا ومنحتها لقب “سيدة قايدة” لجهودها التي يعرفها القاصي والداني والثانية امعة حصلت على 7 في 7 بعد ان”خذت “سره في طابور عبعوب افندي.
هل تريدون حسرات اخرى؟شرط الا تتصلوا باسعاف الكرخ او الرصافة لانهم مشغولين في نقل المفخخين والمفخخات.

Posted in فكر حر | Leave a comment

تمويل نصرالله و ياسر حبيب

naserallah1ردود من العيار الثقيل بين الامين العام لحزب الله ورجل الدين الشيعي ياسر الحبيب

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

المسيحية تتأسلم

jesus_cross_crucifixionمن أجل هذا حجبت بل وحاربت علي مدي نصف قرن بعض قيادات الأكليروس وتابعيهم هذه المفاهيم الآبائية التي هي عصارة فهم وملخص الحياة في طريق الرب . فتحولت الكنيسة إلي شبه مؤسسة من مؤسسات الزمن وليست مدينة نازلة من السماء تصعد بمن تجمعهم من المؤمنين إلي يمين الآب في المسيح يسوع. وبهذا يتحقق لهؤلاء القادة سلطانهم الزمني بإضفاء كل ما تعشقه النفس الإنسانية الميتة من شهوة جسدية إضفاءه علي كل ما يخص الأبديات حتي في النهاية تتأسلم المسيحية . وجاء الزمن الردئ الذي نسمع فيه هتاف الأقباط” بالروح بالدم نفديك ياصليب” بعد أن جرفت قياداتهم عمق الإختبار المسيحي لديهم . وغداً ربما نري مظاهرات الأقباط وقتل وسحل غضباً علي ” أفلام مسيئة للمسيح”.

تحياتي .د. رءوف إدوارد

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

الآراميون والعودة الى التاريخ عبر “البوابة الاسرائيلية”

syriagreatfridayسليمان يوسف يوسف

تَدَهورَ وبشكل خطير وضع مسيحيي المشرق ودخلوا دائرة “الخطر الوجودي” مع تنامي دور التنظيمات والمجموعات الاسلامية السلفية الجهادية الأشد تطرفاً مثل(تنظيم الدولة الاسلامية- داعش)،الذي وجه ضربةً قاتلة لمسيحيي وايزيديي العراق وهدد مسيحي سوريا ولبنان بذات المصير. الأمر الذي دفع بالعاصمة الامريكية (واشنطن) الى احتضان مؤتمر “الدفاع عن مسيحيي المشرق” في التاسع من ايلول الماضي، هو الأول من نوعه على هذا المستوى والاهمية. شارك فيه وفد مسيحي كبير مثل مختلف الطوائف المسيحية المشرقية ، ضم ابرز ثلاثة بطاركة المشرق، اجتمع بهم الرئيس باراك أوباما ومستشارته لشؤون الأمن القومي(سوزان رايس). وكان الكونجرس الامريكي قد صوت في وقت سابق على إنشاء منصب “مبعوث رئاسي خاص للأقليات الدينية للشرق الأوسط وجنوب شرق أسيا”. والبرلمان الأوربي من جهته عقد العديد من الجلسات لمناقشة وضع مسيحيي المشرق والبحث في إمكانية استصدار “قراراً دولياً” من (مجلس الأمن) لوضع آليات لحماية الأقليات الدينية الأصلية في بلادها.

ليس بعيداً عن هذه الالتفاتة الدولية للوضع المأساوي للأقليات الدينية في منطقة الشرق الأوسط، أصدرت وزارة الداخلية الاسرائيلية في 16 ايلول الماضي قراراً يقضي باعتراف دولة اسرائيل بـ(القومية الآرامية)، لتكون احدى القوميات المعترف بها في دولة اسرائيل. القرار الاسرائيلي، الذي جاء استجابة لمطالب قديمة تعود لخمسينات القرن الماضي تقدمت بها منظمات وهيئات مسيحية آرامية داخل اسرائيل ،أعاد (الآراميون) ،أقدم شعوب سوريا وبلاد الشام، من جديد الى التاريخ ، بعد قرون طويلة من تغييبهم القسري وطمس هويتهم من قبل العرب المسلمين الذين غزوا بلادهم واستوطنوا فيها وانتهجوا في حكمهم سياسة إنكار تام لوجود شعوب أصيلة صاحبة الأرض والعمل بطرق وأشكال مختلفة على تعريب هذه الشعوب ومحو وجودها وإعادة كتابة تاريخ المنطقة بما يخدم ويعزز هذا النهج العربي الاسلامي. في سوريا، حيث أعيش وأُقيم، التي أخذت اسمها عن السريان الآشوريين ، نظامها (البعثي القومي العربي) لم يكتف بطمس والتنكر لوجود الآشوريين(سرياناً وكلدانا)،هذا المكون السوري الأصيل والتنكر لوجود أقوام سورية قديمة أخرى ، وانما وضع خطط وبرامج عنصرية لاقتلاع هذه الأقوام من جذورها و لتدمير ثقافتها الخاصة، والتضييق عليها بطرق وأشكال مختلفة لدفعها على الهجرة وترك وطنها الأم. لهذا، ليس بمستغرب اسارع القوميون العرب، من بعثيين وناصريين وغيرهم ،الى رفض اعتراف الحكومة الاسرائيلية بالقومية الآرامية واعتبار هذا الاعتراف “خنجراً جديداً” في خاصرة الامة العربية وإدراجه في اطار (المؤامرة الصهيونية) لتمزيق المجتمعات العربية.

اعتراف اسرائيل بالمسيحيين الآراميين كقومية مستقلة بذاتها عن القومية العربية، اسقط النظرية القومية العربية التاريخية وادحض مزاعم القوميين العرب حول الأصول العربية لمسيحي سوريا وبلاد الشام وبلاد الرافدين، المتحدرون بغالبيتهم الساحقة من اصول آرامية سريانية آشورية. ثبات القوميين العرب على موقفهم الرافض للاعتراف بالقومية الآرامية الى جانب القومية العربية ، يؤكد على أن ما يسمى بـ”ثورات الربيع العربي”، التي أسقطت العديد من أنظمة الاستبداد العربي ، هي لم تُسقط العقلية العربية الاقصائية، التي أنتجت هذا الاستبداد وسوغت له على مدى عقود من “زمن القمع العربي”، بشعاراتها القومية والسياسية الجوفاء ، وتجاهلت معضلة الأقليات، حتى تفجرت بشكل عنفي وأشعلت حروب اهلية في غالبية الدول العربية، وضعت مستقبل الكيان السياسي لهذه الدول على المحك. أنه لمن العبث أن يُنتظر من جماعة طائفية أو عرقية القبول بأن تفرض عليها هوية اي مكون مجتمعي آخر غير هويتها الخاصة تحت ذريعة (التفوق العددي) ،حتى لو كان هذا المكون شريكاً لها في الدين و تعيش معه في ذات الوطن. فبعد نصف قرن وأكثر من الشعارات والخطابات والمهرجانات والمؤتمرات القومية العربية، التي كان يؤكد فيها القوميون العرب على وحدة مصير الشعوب العربية ويدعون لوحدة عربية شاملة، تعمقت واتسعت أكثر فأكثر الخلافات والانقسامات (العربية – العربية). ويجد هؤلاء القوميون العرب أنفسهم من (المحيط الهادري الى الخليج الثائري ) بمواجهة حركات انفصالية ومشاريع تقسيم لبلدانهم، على خلفيات طائفية وعرقية و مذهبية وقبلية.

أن ما وصلت اليه الأوضاع في منطقتنا، حيث تتداخل فيها الجغرافية السياسية مع الديمغرافية البشرية، من حدة التوتر جراء الحروب والصراعات والتناحرات بين (اقليات وأكثريات) وبين (اقليات واقليات) وكذلك بين (أكثريات و أكثريات) داخل الدولة الواحدة وبين الدول المتجاورة، تؤكد على أن ثمة ضرورة وحاجة ملحة لتغير وإعادة بناء كل شيء في مشرقنا المنكوب، بدءاً من الانسان الى الخرائط والأنظمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ولطالما لم تظهر بعد “أكثريات سياسية” في مجتمعاتنا، والى حين تنشا وتتشكل مثل هذه الأكثريات الخارقة والعابرة للطوائف والمذاهب والاثنيات، ثمة حاجة وضرورة لإعادة تنظيم العلاقة بين الأقليات و الأكثرية العددية على أسس ومفاهيم وطنية حضارية جديدة، وإعادة تعريف وصياغة الهويات الوطنية للدول بما يتوافق ويحفظ هوية وثقافات الأقليات العددية، كذلك وضع صيغ وأسس جديد لعيش مشترك، تحقق طموحات ومصالح الجميع ( أكثريات واقليات).

باحث سوري مهتم بقضايا الأقليات

shuosin@gmail.com

المصدر ايلاف

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

تحالف الكورد مع اسرائيل ضرورة مصيرية

مهدي مجيد عبداللهkurd

في وقتنا الحالي يعاني الشعب الكردي في اقسامه الاربعة ويلات و مصائب جمة، الاسباب كثيرة ابرزها اقتراب و تحالف الكرد مع من لا يريد الخير لهم و ادارة الظهر لدول صديقة تحبهم وتعزهم مثلا التحالف مع ايران و تركيا و إدارة الظهر لاسرائيل، الى جانب هذا استغباء الكرد واستغلالهم من قبل الاخرين و الشاهد ما يحصل الان في كوباني حيث ان القوات الكردية تم استغلالها من قبل بشار الاسد و حزب البعث و زجها في حرب مع داعش.

قبلنا ام رفضنا اسرائيل تعتبر قوة عالمية تسير مراكز القرارات العالمية حسب ارادتها و مشيئتها، مع الاسف الشديد الاكراد في تركيا و سوريا و حزب العمال الكردستاني المسيطر على اكراد هذين البلدين لا يعون هذه الحقيقة و لا يستغلونها لصالحهم و لصالح تأسيس دولة كردستان الكبرى، بدلا من ان يسارعوا لتوطيد العلاقات مع اسرائيل و تقويتها و الاستفادة منها و من قوتها، نراهم يديرون الظهر لها و يهرعون للارتماء في احضان الاتراك و الفرس و العرب و هؤلاء لم و لن يريدوا الخير للكورد و التاريخ القديم و الحاضر شاهد على كلامي.

لا ادري ما هي الاسباب التي دفعت الاكراد اعتبار اسرائيل عدوا لا يمكن الاتفاق و التحالف معه، اذا ما احتجوا بالدين فهذا مردود عليهم لان الدين الاسلامي لا يحرم التحالف او الاتفاق مع اليهود و الاسرائيلين و اتمنى ان ياتي احدهم بدليل ما من القران و السنة يدل على ان التعامل سياسيا كان ام اقتصاديا ام ثقافيا محرم مع اليهود او الاسرائيليين.

تاريخيا و حضاريا لا يوجد اي مشكلة بين الكرد و اليهود باستثناء الحماقة التي ارتكبها صلاح الدين الايوبي باحتلاله القدس و تسلميها للعرب و المسلمين و انا بدوري اقدم اعتذاري للشعب الاسرائيلي و للقومية اليهودية عما ارتكبه صلاح الدين الايوبي بحقهم من خطأ فادح، غير هذا لا يوجد اي اشواك بين الكرد و اسرائيل بل بالعكس روابط الاخوة و الصداقة و النضال المشترك ضد الاحتلال و مغتصبي الارض يتقاسمها الشعب الكردي و الشعب الاسرائيلي.

اذا كان السبب هو مراعاة العرب لوجود مشكلة وهمية بينهم و بين اسرائيل فهذا مردود ايضا بسبب تواجد علاقات على الاصعد كافة بين الدول العربية و اسرائيل، اما علاقة الكرد باسرائيل ستكون علاقة شركاء و اخوة و اصدقاء و هذا ما نتلمسه من تصريحات المسؤولين الاسرائيلين اضافة الى الشعب الاسرائلي عند حديثهم عن الكرد،اخرها كان كلام رئيس الوزراء الاسرائيلي تأييده و اعترافه بحق الكرد في دولة تضم اجزائه الاربعة و اعتبارها دولة صديقة و شريكة حين اعلانها.

على الاكراد ان يكونوا مثل جنوب السودان فبالرغم من المعارضة القوية من الدول العربية و الاسلامية الا انهم استقلوا عن السودان و اسسوا دولتهم فقط لان اسرائيل كانت تقف خلفهم و تساندهم، اذا كانت اسرائيل في ظهر الكرد فلا يهم و لا داعي للخوف من تواجد الفرس و الترك و العرب امامهم.

زمن الخوف و المدارة و احترام شعور العرب و الفرس و الترك قد ولى، اليوم هو يوم المصالح و المنافع و الالتفاف مع القوي بغض النظر من يكون هذا القوي، اذا اراد الكورد ان تخلص ويلاتهم و مآسيهم و ان يبنوا دولتهم يجب ان يستغلوا الظروف الدولية و الاقليمية و يعلنوا تحالفهم و ولائهم مع اسرائيل.

و على اكراد العراق المبادرة و الطلب من اسرائيل ان تفتتح ممثلية و معاهد ثقافية في اربيل و السليمانية و دهوك و كركوك، و على حزب العمال الكردستاني في سوريا و تركيا و ايران ان يتخلى عن الافكار الاشتراكية و الماركسية التي عفا عليها الزمن و يقبل نحو اسرائيل و الليبرالية الحديثة هذا انفع لو كانوا يفقهون.

mahdi.m.abdulla@gmail.com

المصدر ايلاف

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment