تخبط بن جدو وفلسفة الثورات

طلال عبدالله الخوري   20\12\2012

نحن نعتقد بأن من أسفه الإعلاميين التي صنعتهم قناة الجزيرة ذات التوجه الاسلامي هما: المذيع أحمد منصور من جماعة الاخوان المسلمين والموالي لمدرسة الخلافة الاسلامية, و بن جدو الموالي لمشاريع الولي الفقيه وحزب الله وانصارهما.

من مواقف الأول الكاريكاتورية, هو أنه ذرف الدموع أثناء مقابلة احد ضحايا سجون الاستبداد للملك المغربي, وكأن تاريخه الإسلامي والاخواني كان واحة للعدالة والديمقراطية وحقوق الانسان, ولم يكن اكثر وحشية وهمجية من طغيان الملك المغربي بمرات كثيرة؟؟

أما من خصائل بن جدو هو قدراته الهائلة في ان يتعايش مع توجهات قناة الجزيرة الاخوانية السنية وبنفس الوقت يظل وفياُ لموالاته لمشاريع الولي الفقيه مع حزب الله اللبناني واسياده في ايران وسوريا, فمثل هذه القدرات يحسده عليها الكثيرون.

في الحقيقة بعد أن بدأت الثورة السورية, لم يستطع بن جدو ان يخفي ولائه للجهات التي يقبض منها وهي النظام السوري وايران, فترك عمله بالجزيرة وانشأ محطة خاصة به من المال (الطاهر) للولي الفقيه كما يقول سيده حسن نصرالله.

قام هذا الاعلامي المأجور بكتابة مقالة بعنوان:”اسطورة عزمي المفكر احترقت وتفحمت ولم يبق منها سوى غمامة سوداء “, يتهجم بها على الثورات العربية والربيع العربي ويخص بالذكر الثورة السورية المباركة والتي فجرها شباب سوري يسعى للحرية والكرامة يريد ان يكون جزءاُ من العالم المتحضر يسهم بالركب الحضاري العالمي بعد ان وصل الى الحضيض تحت حكم عائلة الاسد.

 يقول المأجور بن جدو:

” كان الدم يسيل في طرقات باريس ومن مقاصلها ومن جدران الباستيل لكن كذلك كانت المصطلحات الثورية والمفاهيم الكبرى الفرنسية الصنع والصياغة عن المساواة والحرية تطل من الشرفات وتضيء مع شموع المقاهي .. وتفوح كالعطر من مكتبات الثورة ومؤلفاتها.. فكدنا نرى مفكرين وفلاسفة وكتبا أكثر من أعداد الغوغاء التي اجتاحت باريس ..فلاسفة الثورة الفرنسية ومفكروها كانوا أكثر عددا من الثوار الذين زحموا الطرقات .. وكذلك كانت ثورة البلاشفة في روسيا فبرغم أن من قام بها كانوا على درجة كبيرة من الأمّية (الذين أطلق عليهم البروليتاريا) فانها اعتمدت على فلسفة عملاقة هي الماركسية والماركسية اللينينية وكل متخماتها من جدلية هيغل ومادية فيورباخ .. ” انتهى الاقتباس.

وردنا على المأجور بن جدو:

اولا: نحن نتسآل ماذا يقصد بالمصطلحات الثورية والمفاهيم الكبرى الفرنسية الصنع والصياغة عن المساواة والحرية؟ هذا مجرد هراء, لأن الفلسفة والمفاهيم الكبرى عن المساواة والحرية موجودة قبل الثورة الفرنسية بكثير وهي موجودة منذ ان خلق الانسان على وجه الارض, حيث يطمح كل انسان للمساواة والحرية, وهذه طبيعة خاصة بكل انسان ولا تخص الثورة الفرنسية ومحصورة بها, وقد سعت الي المساواة والحرية قبلها ثورة العبيد بقيادة سبارتاكوس وثورة الزنج في التاريخ الاسلامي, وبعد ذلك استخدمتها الثورة الاميركية والان تستخدمها الثورات العربية ومنها الثورة السورية, وسيظل يستخدمها كل شعب يسعى للحرية والكرامة.

من هنا نستنتج بأن اي ثورة من اجل الحرية والكرامة هي بحد ذاتها تتضمن فلسفة راقية وهي فلسفة السعي للحرية والكرامة وهذه فلسفة عالمية لا تخص اي ثورة او اي شعب.

ثانيا: أما عن الفلسفة الماركسية اللينينية التي قادت الثورة البلشفية, فيبدو ان المأجور بن جدو مغيب عن العالم ولا يعرف بأن هذه الثورة قد سقطت بسبب هذه الفلسفة الاستبدادية والتي هي عبارة عن فكر غيبي ديني لا علاقة له بالواقع لا من قريب او بعيد. ولن نتوسع بالدمار الذي احدثته هذه الفلسفة في كل دول المنظومة الشيوعية السابقة لانه تم اشباعها دراسة وبحث.

من هنا نستنتج بأن لا يحق لابن جدو بأن يعير ثوراتنا بقلة الفلسفة, لأن ثورتنا السورية تتضمن بشكل تلقائي فلسفة الحرية والكرامة والمساواة والتي هتفت بها حناجر الشعب السوري بمظاهراتنا السلمية والاكثر من هذا فان لربيع العربي بشكل عام والثورة السورية بشكل خاص, انطلقت بناءاً على فلسفة عميقة ومباشرة, كنا قد نظرنا لها منذ بداية الثورة المصرية, بعدة مقالات كتبناهنا حينذاك عن الثورة المصرية وموجدة بموقعنا,و تنقسم هذه الفلسفة الى قسمين جدليين ومترابطين ببعضهما البعض:

اولا كسر حاجز الخوف:

بعد ان عاش الشعب السوري لمئات السنين ذليلاُ خانعا خائفاُ تحت حكم طاغية من هنا او هناك, فيحكمه هذا المستبد أو ذاك عن طريق تخويف الشعب والتجويع والاستعباد والقهر, فلقد كسر حاجز الخوف هذا الشعب مرة والى الابد, ولن تخاف شعوبنا بعد الآن, ويعود الفضل في ذلك الى تواصل الشعوب مع بعضها البعض عبر التكنولوجيا الحديثة, ومساندة الشعوب لبعضها البعض, وبهذه الطريقة تم فتح البلاد للثقافة العالمية, وبذلك أيضاً تم كسر الجدران العازلة, والتي كان يسجن الطغاة شعوبهم خلفها ويتركونهم بعزلة عن بقية شعوب العالم.

ثانياُ:

العالم اصبح بفضل التكنولوجيا كقرية صغيرة يتواصل ويتفاعل الناس مع بعضهم البعض, ونحن جزء من هذا العالم , ونريد ان نكون مثل بقية العالم ونعيش كما يعيش بقية العالم بأجواء من الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان, ونساهم بالحضارة العالمية مثل بقية الناس, فعهد العبودية قد ولى والى غير رجعة..

وفي الختام نحن نطلب من الكتاب المأجورين والخونة ان يتوقفوا بتعييب الثورة السورية بعدم ارتكازها على فلسفة لان الثورة السورية هي ثورة ذات فلسفة حضارية وراقية وستنتصر بالنهاية.

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

One Response to تخبط بن جدو وفلسفة الثورات

  1. س . السندي says:

    ماقل ودل … لمن يتاجر بدماء ألأبرياء والتقية والجهل ؟

    ١: إن أكبر مآسي بلداننا ليس فقط الدين والجهل ، بل من يتاجرون بهما ، ويتلونون كالحرباء في كل حقل ؟

    ٢: نصيحي لكل من تذوق طعم الحرية وعرف قيمة الحق والشرف ، أن يلعن هؤلاء ألأوغاد والأوباش كلما ذكرت أسمائهم فهذا أقل ما يستحقونه بدأ بالخميني الدجال ورفيق دربه الخامنئي المحتال وبقية الشلة التي ولى زمان مكرها ودجلها وغدا لن يصح إلا الصح ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.