طلال عبدالله الخوري 25\1\2015 مفكر دوت اورج
هناك الكثير من المؤشرات التي تدل على ان حكم الملك السعودي الجديد”سلمان بن عبدالعزيز” لن يعترف بالإنقلاب العسكري اللذي قام به “عبدالفتاح السيسي” ضد الحكم الشرعي للرئيس المعزول “محمد مرسي”, او على الاقل لن يتعاون معه, وهو بهذا يتوافق مع موقف الولايات المتحدة الاميركية التي لم تعترف قط بالانقلاب العسكري, رغم تعاونها معه بالحد الأدني الممكن اللذي يجنبها اي تدخل مباشر بشؤون الشرق الاوسط, او ما يسمى بسياسة اوباما الجديدة وهي ” القيادة من الخلف”, وهذا يدل على ان سياسة الملك الجديدة هي انقلاب كامل على سياسة الملك الراحل عبدالله, واللذي اعتبر ان الانقلاب على الاخوان ودعم السيسي سياسيا ومالياً يصب بمصلحة استقرار حكم عائلة آل سعود, بينما يعتبر الملك سلمان, كما الولايات المتحدة, ان الانقلابات العسكرية لا تجلب اي شئ جيد لكلا الطرفين لمصر او السعودية, وهذا الموقف للملك الجديد يدل على ثقافة اكاديمية وخبرة سياسية عميقة.
بالواقع موقف الملك سلمان يتوافق مع مواقف معظم بلدان العالم في اوروبا, اميركا واسيا وافريقيا, التي تتعامل مع نظام السيسي على مضض, ولكنها لم تعترف قط بشرعية انقلابه, ومن ضمنهم ايضاً جارته اسرائيل, والتي تتعامل معه امنياً من اجل مصلحة اسرائيل ولكن صرح بيريز رئيس اسرائيل بان بلده لم تعترف قط بشرعية السيسي, والبلاد التي اعترفت بالسيسي هي روسيا وايران وفنزويلا.
فقد قال الكاتب البريطاني “ديفيد هيرست” في مقال له بصحيفة “هفنغتن بوست” الأمريكية،إن انقلابا حدث داخل القصر الملكي خلال الساعات الأخيرة في حياة الملك السعودي الراحل أطاح بـ”رجل المؤامرات بالقصر خالد التويجري” رئيس الديوان الملكي, واللذي كان يعد الامير متعب ابن عبدالله ليكون خلفا لوالده او على الاقل وليا للعهد, وقد اشار الكاتب ” اديب الاديب ” الى وصول وفداً من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي برئاسة السيناتور جون ماكين رئيس لجنة الخدمات المسلحة بالمجلس الرياض بعد الوفاة مباشرة وقبل خمسة ايام على اعلانها رسميا لدعم ولي العهد سلمان بتثبيت حكمه وتعيين الامراء اللذي يريدهم في المناصب ولي العهد وولي ولي العهد.
أي ان حسابات السيسي على دعم السعودية السياسي والمالي ذهبت هباءاً, وهذا يفسر تغيبه عن حضور الجنازة لانه علم بتغير المناخ العام من القضية المصرية! وليس بحجة سوء الظروف الجوية ؟
وذكر هيرست ايضاً :”أن هناك محاولتين جرت من قبل مستشارين للملك “سلمان” للتواصل مع قيادات من المعارضة الليبرالية المصرية بينهم محام وليس منهم أحد من الإخوان المسلمين لكن لهم صلات مع الإخوان وذلك بهدف اتخاذ نهج أكثر تصالحاً، أو ربما إعداداً لمبادرة يطرحها الملك الجديد..” انتهى الاقتباس
هذا يعني بوضوح بان السعودية سترفع الغطاء عن انقلاب السيسي, وقد قال لي احد الاصدقاء وهو مقرب جدا من الأخوان المسلمين السوريين بان ما جرى بسوريا حتى الآن سيبدو رحيما مقارنة بما سيحدث بمصر قريبا !!؟
وكنا قد توقعنا هذا في مقالين كتبناهما عن احداث مصر الاول: ” تمخضت مصر مرتين فولدت فأرين” ذكرنا به ان الصراع بمصر هو بين وحشين, الاول هو العسكر متحالفين مع المؤسسة الدينية التقليدية في الازهر, ضد وحش الاخوان وتنظيماتهم العسكرية والدولية, ولن ينتهي الا بافتراس احدهم للاخر, فلا مجال لديهم للتعايش المشترك.
والمقال الثاني :” المصريون طعنوا بالظهر ثلاث مرات” بينا به ان لا فرق بين السيسي وبشار الاسد, وان السيسي سيقوم بما قام به بشار الاسد عند الحاجة لان الاستبداد العسكري متشابه.
مواضيع ذات صلة: مباركة اميركية تامة للحكم السعودي الجديد لاول مرة شهاداتهم عالية رائف لن يجلد مرة ثانية
