كويتيون مسيحيون .. ولكن!!

بقلم: عضيد جواد الخميسي

كنيسة سيدة الوردية بقطر

كنيسة سيدة الوردية بقطر

المسيحية في الكويت لها جذور تاريخية تعود الى بدايات الانتشار المسيحي في المنطقة العربية، غير ان هذا الوجود اختفى بعد قرون الى ان عاد الى الظهور بشكل علني في بدايات القرن العشرين بالرغم من الكثير من المعوقات التي واجهته على مر السنين والتي بدأت بالانحسار مع الوقت ، حتى بات المسيحيون في الكويت سواء كانوا من الاجانب او مواطنين كويتيين، يتمتعون بقدر محدود من الحرية الدينة وخاصة على صعيد بناء الكنائس وممارسة اشعائر الدينية…

دلّت بعض الآثار المكتشفة في الكويت ، أن المسيحية وصلت إليها واعتنق سكان فيها الايمان المسيحي…فقد تم اكتشاف آثار لكنائس قديمة في منطقة القصور في وسط جزيرة فيلكا…وايضا آثار لكنيسة صغيرة في جزيرة عكاز…وتم العثور على لوحين منقوش عليهما صليب محاط بإطار مزخرف…وبحسب علماء الآثار فإن الآثار “المسيحية” تعود الى الفترة ما بين القرنين الخامس والسادس للميلاد…
هذه الآثار إشارة واضحة على ان المسيحية وصلت الى الكويت وعاش فيها مسيحيون قرون عديدة غير انهم انجلوا عنها مخلفين ورائهم ما يشهد على وجودهم واستيطانهم تلك البلاد…

لا يعرف الكثيرون أن في الكويت مسيحيين كويتيين قدموا في بدايات القرن الماضي من جنوب تركيا والعراق وفلسطين، ويعيشون كجزء من المجتمع الكويتي. وتشير الاحصاءات إلى أن عدد المسيحيين الكويتيين يتجاوز الثلاثمئة شخص، وهم مسيحيون أبا عن جد ويتمتعون ببعض الحقوق نسبيا ويمارسون شعائرهم الدينية بحرية محدودة .

يقول القس عمانوئيل بنيامين غريب، الذي يرتدي اللباس الكويتي التقليدي الكوفية والعقال كغطاء للرأس وزي القس الذي هو عبارة عن رداء طويل مفتوح نقش عليه هيكل الصليب من على جانبيه .
إن المشكلات التي تواجه المسيحيين الكويتيين صعبة الحلول، لان بعض المتشددين الاسلاميين يحاولون التضييق علي حقوقهم مثل بناء الكنائس، مشيرا إلى أن عدد الكنائس “قليل مقارنة بعدد المسيحيين”.

وبالرغم من حصول المسيحيين على حقوقهم في مجالات الصحة والتعليم وغيرها، الا ان وبضغط من التيارات الدينية في مجلس الأمة الكويتي ـــــ أي البرلمان ــــــ أو بعض الجمعيات والمنظمات الاسلامية بغطاء حكومي ، لم تمنح الحكومة الكويتية ، الجنسية منذ ثمانينيات القرن الماضي لاي شخص غير مسلم حتى إذا قدم خدمات جليلة للبلاد !! .
كما أن المسيحيين في الكويت، كويتييون وغير كويتييون، محرومون من الحصول على بعض السلع والخدمات التي لا يحرمها دينهم.
وهناك مطلب في تخصيص مقعد برلماني للمسيحيين الكويتيين حتى لو كان ذلك عن طريق نظام الحصص (الكوتا).

رئيس جمعية حقوق الانسان الكويتية المحامي علي البغلي ، يقول ( إن التيارات الاسلامية الاصولية وبعض المحافظين “يحاولون سلب الارث الاجتماعي والديني الذي بنيت عليه الكويت والمتمثل في امتزاج الديانات والاعراف في بلد واحد يحكمه الدستور والقانون) .
أن المادة 35 من دستور الكويت تنص على أن “حرية الاعتقاد مطلقة، وتحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان”، وأكدت المادة 29 منه أن “الناس سواسية بالكرامة الإنسانية…لا تميير بينهم بسبب…الدين”.

ولكن واقع الحال للاقلية المسيحية في الكويت لم تلمس التطبيق الكامل لتلك الفقرة الدستورية، فكثيرا ما يواجه المسيحيون الكويتيون او من الوافدين ، سواء من الحكومة او من الجهات والمنظمات الاسلامية ، رفضا وممانعة من اقامة شعائرهم واحتفالهم لاعياد ورأس السنة الميلادية على سبيل المثال وليس الحصر ، فأين حرية الاعتقاد والمساواة التي ينادي بها الدستور الكويتي ؟؟
وفي الكويت حوالي عشر كنائس ، ويقيم فيها حوالي 642 ألف وافد مسيحي يشكلون 17% من إجمالي عدد السكان البالغ 3,8 ملايين نسمة بينهم 1,2 مليون كويتي.
في الكويت، لا يجوز التبشير في أوساط المسلمين. لا يسمح في دور النشر المسيحية. ويحظر التعليم الديني المنظم للجماعات الدينية الأخرى غير الإسلامية. ومع ذلك، فإن الدستور يسمح للحرية الدينية!!

المسيحيون الكويتيون ،اقلية مسيحية مشكلّة من الفئات ذات الدخل المرتفع، والتي يغلب عليها الطابع التجاري .
وينحدر 100 منهم من تركيا والعراق، وقد عاشوا منذ أكثر من 100 سنة، وقد تم استيعابهم في المجتمع الكويتي، ويتحدثون العربية باللهجة الكويتية.اما البقية الباقية ، أو ما يقرب من 200، وصلوا في الفترة الأخيرة من عام 1940، معظمهم من الفلسطينيين الذين خرجوا من فلسطين بعد عام 1948، فضلًا عن وجود عدد قليل من العائلات التي تعود أصولها إلى لبنان وسوريا. هذه المجموعة الأخيرة لهجتها وثقافتها لا تزال أقرب إلى الثقافة الشامية من الكويتية، بالإضافة إلى احتفاظهم بالعادات والتقاليد الشامية ، وذلك على عكس المجموعة الأولى التي تبنّت الثقافة الكويتيّة بشكل كليّ.
معظم المسيحيين في الكويت تنتمي إلى 12 أسرة كبيرة، أبرزهما أسرة شمّاس (أصلها من تركيا) وشحيبر (أصلها من فلسطين). ويعتبر عمانوئيل غريب وهو قس كويتي وراعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في الكويت لبناني الأصل نصب في عام 1999 أول قس خليجي في العالم ..

أول كنيسة في الكويت بنيت في عام 1931 في مجمع الإرسالية الأميركية، وأطلق عليها اسم «الإنجيلية الوطنية»، بعدما كانت تعرف بكنيسة المسيح، وأصبحت عضواً في مجلس كنائس الشرق الأوسط، والقس عمانوئيل راعي لتلك الكنيسة في الوقت الحاضر.
ومن ثم تم بناء كنيسة في مدينة الأحمدي عام 1948، وسُمّيت «سيدة الجزيرة العربية».
الأب بيجول، راعي الكنيسة القبطية، يقول انه جرت مراسلات بين البابا كيرلس السادس وأمير دولة الكويت الراحل عام 1977 الشيخ صباح السالم الصباح حول بناء كنيسة للأقباط في الكويت، وهذا ما تم فعلياً.

أما الأرمن المسيحيون فيعود تواجدهم في الكويت إلى عام 1958 ويبلغ تعدادهم حوالي 6 آلاف ارمني، لديهم كنيسة ومدرسة، مضى على إنشائها أكثر من 50 عاماً أي منذ الاستقلال، تقريباً ، ولم يحصلوا على الجنسية الكويتية الى الان ..

مع قيام الكنائس في الكويت، باداء مراسيم الأقداس باعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية ، ويوم القيامة المجيد، قال النائب البطريكي للروم الكاثوليك في الكويت ودول الخليج العربي الأرشمندريت بطرس غريب ، إن [ قضية أماكن العبادة للمسيحيين في الكويت مازالت تمثل مشكلةً كبيرة، ومللنا كثرة طلب تخصيص أماكن عبادة ] .
حيث إن كنيستهم عبارة عن دار مستأجرة !!
وأوضح النائب البطريركي ، أن هناك نحو 650 عائلة من الروم الكاثوليك، تضم ما يقارب 7 آلاف شخص، مؤكداً أن “خير الكويت على العالم كله، وما أقوله هذا من حرقة قلبي، فهل يعقل بعد هذه السنوات ان نغلق كنيستنا ونرحل؟!!…..

المصادر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقرير حول حجم السكان المسيحيين وتوزعهم في الشرق الأوسط، مركز الأبحاث الاميركي بيو، 19 ديسمبر 2011.
مالك حبيب.ـــــ مستقبل المسيحيين في الشرق الأوسط ـــــ معهد هوفر 2011.
خالد سالم محمد ــــــ الجزر الكويتية ، جزيرة فيلكا، منطقة القصورـــــ الطبعة الأولى 2005.

About عضيد جواد الخميسي

كاتب عراقي
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.