طلال عبدالله الخوري 22\6\2014 مفكر دوت اورج
أكبر غبي من يظن نفسه اذكى من الناس ويستخدم الفهلوة واسلوب الحواة لإستعباطهم, وهذا هو حال الولي الفقيه وطموحاته الامبراطورية في منطقتنا, فهو تذاكى علينا في لبنان وفرض اجندته بواسطة قوة السلاح ودميته حزب الله وجيش اهل الشيعة هناك بحسينياته الرهيبة لغسيل الدماغ الديني, ورهن شعب لبنان واهله ومستقبله وعطل قطار نموه وازدهاره فداءاً لتغوله على المنطقة بصكوك الهية يستعبد فيها الناس باسم السماء.
فعل نفس الشئ في سوريا مستغلا وصول رئيس علوي للسلطة, وحماه بميلشياته من السقوط تحت انتفاضة الشباب السوري ناشداً الحرية والكرامة, غير مبال في قتل مئات الالاف من الاطفال والنساء والشيوخ وتدمير سوريا وبنيتها التحتية وتشريد الملايين من اهلها الكرام.
وفعل نفس الشئ في اليمن والحوثيون, وفعله ايضاً في العراق وبنى المليشيات الشيعية الارهابية مثل “عصائب اهل الحق ” و”ابو الفضل العباس” وغيرها من العصابات العقائدية مغسولة الدماغ طائفياُ.
صبر السنة كثيرا على الولي الفقيه وتفادوا المواجهة المباشرة معه ومرروا تجاوزات حزب الله في لبنان بدبلوماسية رفيعة ولسنين طويلة, وتجرعو كأس السم الزؤام في سوريا, حتى بلغ السيل الزبى في العراق, فسقوه من نفس الكأس عبر انشاء عصابات عقائدية مماثلة بإرهابها لحزب الله وعصائب الحق وابو الفضل العباس.
وبذلك وضعوا الولي الفقيه امام خيارين: الاول ان يعود لرشده وان بلعب بالمنطقة حسب الاصول السياسية والاقتصادية المتعارف عليها دولياً, ويقوم بحل الجناح العسكري لحزب الله في لبنان وان يرفع يده عن سوريا وعن اليمن ويحل مليشياته في العراق, لكي يتسنى للعلمانيين ان ينشؤا الدساتير الحضارية التي تحترم حقوق الانسان حسب المعايير الدولية ووثائق الامم المتحدة, وبناء الدول الحضارية المزدهرة كما في الغرب واليابان وكورية الجنوبية.
الخيار الثاني هو ان يستمروا بسياسة الحواة وتصدير الثورة الايرانية الاسلامية الفاشلة وزعزة استقرار المنطقة وبذلك يكون واجبا عليهم ان يتجرعوا نفس الكأس من داعش, فهل نسي الولي الفقيه بأن لديه نفس البضاعة التي عند اهل السنة وان اساس فكرة ولاية الفقيه الشيعة سرقها اية الله الخميني من كتاب “معالم الطريق” لسيد قطب فقيه الاخوان المسلمين؟
نحن لا نبرر اجرام داعش ولكن من الواضح بأنها ردة فعل اهل السنة على اجرام العصابات الشيعية الارهابية التي انشائها الولي الفقيه منذ عشرات السنين وعاثت فسادا بالمنطقة, وحان الوقت لكي يفهم الجميع بان العلمانية هي الحل كما في الدول الناجحة.
سبب كتابتي لهذا المقال هو فوران دمي وانا اشاهد احد سياسي “المالكي” على قناة الجزيرة يحاضر بالديمقراطية والانتخابات ” كما تحاضر الغانية بالشرف” ونحن نرد عليه بان الديمقراطية لا تتجزأ فتأخذ منها ما تشاء وتبني دولة استبدادية دينية ابدية كما حصل في ايران وكما اراد ان يفعل الاخوان المسلمون النسخة السنية من ولاية الفقيه, أي ما يسمى بالديمقراطية لمرة واحدة.
وفي الختام نحن نتسآل هل قدرنا ان ندمر اوطاننا ونقتل اهلنا بسبب عبث الإسلام السياسي الديني بشقيه السني والشيعي والذي تجاوزه العالم عن طريق العلمانية منذ مئات السنين؟ من الواضح بانه حان الوقت لان يجلس السنة والشيعة وينهوا الاسلام السياسي الذي دمر اوطاننا على مدى 1400 عام لكي يتسنى لنا قيادة بلادنا الى الازدهار والكرامة كما في الدول المتحضرة.