يبدو ان فكرة تداول السلطة بشكل ديمقراطي, يقرره الشعب عبر صناديق الاقتراع, هو أعلى من قدرة العقل العربي الاستبدادي على الاستيعاب, مع العلم بأن الديمقراطية قد وصلت الى ابعد مجاهل افريقيا واصبحت تعمل بها الشعوب التي كانت قبل بضعة عقود تعيش حياة بدائية وتقفز على الاشجار لتحصل على غذائها وتشير بيديها وتصدر اصوات للتفاهم فيما بينها لانه لم يكن لديها حتى لغة تتحدث بها.
عندما يكون الشعب هو الحاكم تصبح الدولة قوية لا تحتاج عندها للتذلل للولايات المتحدة الاميركية لكي تحميها وتحمي سلطتها, كما هو حال معظم البلدان العربية ومنها قطر والسعودية والكويت والاردن, أو للتذلل لإيران وروسيا لكي تساعدها على البقاء كما هو الحال مع عائلة الأسد المجرمة وسلطة حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
عندما يكون الشعب هو الحاكم يزدهر البلد وتحصل المعجزات الاقتصادية كما هو الحال في كوريا الجنوبية واليابان وسينغافورة, ولا تحتاج عندها للتذلل للمساعادات الاميركية والغربية التي لن تعط قط مجانا, كما هو الحال في مصر والاردن, أو للتذلل للمساعدات الايرانية والروسية كما هو الحال مع المجرم بشار الاسد الذي يدمر سوريا.
لقد فهم هذه الامور البسيطة كل ملوك اوروبا والعالم منذ مئات السنين, وسلموا السلطة للشعب عن طريق الحكم الملكي الدستوري واصبح الملك يملك ولا يحكم, ولكن لسوء الحظ عجز الطغاة العرب عن حتى ادراك مثل هذه البديهيات, وذلك ربما يعود للتركيبة الوراثية لدماغهم الاستبدادية, والتي تربت وروضت على فقه الواحد الاحد الذي لا شريك له.
تقوم قناة الجزيرة القطرية بتضخيم موضوع تنحى شيخ قطر حمد بن خليقة آل ثاني لصالح ابنه من زوجته موزة, تميم بن حمد وكأنه فتح مبين, أو انه سابقة فوق العادة لم تحصل من قبل بالعالم, مع انه شيئا لم يتغير ولن يتغير اي شئ,… فنظام الحكم الشمولي باق كما هو, والسياسة الاقتصادية ستستمر كما هي, والتي تعتمد على بيع النفط والغاز واطعام الشعب وترفيهه ونغنغته, اما السياسة الامنية فأيضا بقيت كما هي, وتعتمد على تعهد اميركا بحماية العرش مقابل اعطائها قواعد عسكرية, فكما هو معروف أن قاعدة العديد هي اكبر قاعدة عسكرية اميركية بالخليج في اصغر دولة بالعالم.
ولكن هناك سببان لكل هذا التضخيم والتطبيل:
الأول: أن العرب بشكل عام وحكامهم بشكل خاص لم يفعلوا اي شئ مفيد للحضارة الانسانية وهم يعيشون عالة على جهود الغير ولذلك هم يضخمون انجازاتهم الصفرية واللاشيئية لكي تبدو وكأنها شيئا منجزاً.
ثانيا: شيخ قطر حمد والذي يكره اباه, وقد استولى على الحكم عنوة من ابيه, يريد ان يقول للشعب القطري بشكل خاص والعالم بشكل عام بأن انقلابه على والده كان محقاً, وان والده هو المخطئ لانه لم يسلمه السلطة آنذاك, ولذلك قام هو بهذه الخطوة لكي يقنع العالم بان ما قام به ضد والده كان صواباً وأن والده هو المخظئ فعلاً بعدم تنحيه له طواعية.
الحكم بالدول المتحضرة هو للشعب عن طريق انتخابات حرة شفافة ولذلك وصلت مثل هذه البلدان الى اعلى مستوى من الرفاهية الاقصادية وحقوق الانسان, اما مواصفات الحالكم في البلدان العربية فهي كما يلي:
اولا : ان يستخدم الحاكم الدين الاسلامي من اجل السيطرة على الشعب.
ثاينا: ان يدعي النضال بفلسطين ومساندة المقاومة علناً ويتعاهد مع اسرائيل سراً من اجل استمرار حكمه.
ثالثا: ان يدعي البناء علنا ويقوم سراً بهدم المؤسسات التعليمية لابقاء الشعب جاهلا تسهل قيادته.
رابعا: تسهيل انتشار الفساد في الحكم لكي يضمن ان الفاسدين لن يثورا عليه.
وفي الختام نقول بأنه اذا ذهب مبارك وبن علي والقذافي واذا اتى الاخوان المسلمون او تغير حاكم السعودية او قطر فلن يتغير شئ وكما يقول المثل الفلاحي السوري مثل الضراط على البلاط ليس له اي اثر.
مواضيع ذات صلة:
هل سيكون أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح اول المحترمين العرب منذ 1400 سنة