سيمفونية الشرق الأوسط والمايسترو
الذي يظن بأن هناك فوضى خلاقة او حتى هدامة في الشرق الأوسط فهو واهم, فما يحدث بمنطقتنا هو سيمفونية عالية التناغم ونوتات هيرمونية رفيعة المستوى يقودها مايسترو مقتدر.
الذي يظن بأن ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط هو تخبط وتشرذم وحروب طائفية وعرقية وارهاب وتدمير وقتل وانهيار اقتصادي واجتماعي وسياسي, فهو غشيم لأن ما يحدث في منطقتنا هو من روائع التأليف الموسيقي (ماستربيس) خطتها ريشة موسيقار محترف محنك.
من هو هذا المايسترو الذي يقود اوركسترا الشرق الاوسط, الجواب ببساطة هو اسرائيل ومصالح اسرائيل وأمن اسرائيل.
الذي يظن بأن مقالي هذا حول نظرية المؤامرة الصهيونية الامبريالية العالمية فهو مخطئ, لأن كاتب هذا المقال لا يؤمن بنظرية المؤامرة, لأن كل دارسين علم الاقتصاد يعرفون بأنه اذا استثمرنا بمشروع اقتصادي فهذا الاستثمار سيؤدي الى ازدهار ورفاهية الناس, واذا استثمرنا بالجامعات والمعاهد البحثية فهذا سينتج عنه ازدهار العلم والاقتصاد, و إذا استثمرنا بدستور عادل حضاري, فهذا سيؤدي الى خلق بيئة ملائمة للاسثمار والازدهار الاقتصادي.
هذا من جهة, ومن جهة اخرى اذا استثمرنا ببناء دول أمنية كما يفعل طغاة الدول العربية والاسلامية, فسنحصل على دول فيها كل انواع الجهل والتخلف والفقر والأنحطاط, وسنحصد دول أمنية لا يستطيع شعبها ان يغيرها سلمياُ او بالقوة وعلى مدار اكثر من سنتين كما حصل في وطني سوريا.
اي حسب علم الاقتصاد حيث تستثمر المال يتم الازدهار, ويجب ان تختار أين مجال استثمارك؟ هل هو الاقتصاد وازدهار الناس او بناء دولة أمنية وإهلاك الناس؟
أي ان علم الاقصاد ببساطة يتفق مع أية في الانجيل تقول بأن ما تزرعه هو ما تحصده ولا شئ جديد تحت الشمس.
أسرائيل دولة صغيرة يحيطها اعدائها من كل جهة وصوب, لذلك يمكننا ان نتفهم كل مخاوف اسرائيل, وكذلك نتفهم سعيها لتحقيق مصالحها الاستراتيجية, وهذا حقها, فهي دولة صغيرة محاطة ب 300 مليون عربي ومليار ونصف مسلم يؤمنون بأن اسرائيل يجب ان تباد, لانهم يؤمنون بشرع سنه إله الإسلام بقرآنه, ويعتبر بأن قتل اليهود تعبد وفضيلة, وإسرائيل من حقها الطبيعي ان ترفض وتقاوم ما سنه اله المسلمين ضدها وبكل الوسائل الممكنة, وان تستثمر بالدفاع عن وجودها بكل غال ونفيس, فمن يلومها على ذلك؟
السؤال المنطقي هنا هو: ما هو حجم قوة إسرائيل الفعلية؟ ولماذا أمن إسرائيل هو مهم جداً بالنسبة لأكبر دولة عظمى بالعالم وهي الولايات المتحدة الأميركية؟ فكما هو معروف بأن المصالح الأقتصادية هي التي تسيير سياسات العالم, فلماذا تعطي اميركا أمن إسرائيل , اهمية اكبر من مصالحها الاقتصادية مع مليار ونصف مسلم؟ مع العلم بأن إسرائيل هي دولة صغيرة وغير هامة, ومعظم سكانها اليهود من المهاجرين, ودولة بعظمة أميركا تستطيع ان تهدي دولة بحجم اسرائيل لأي بلد بالعالم من اجل مصالحها الاستراتيجية, كما يهدي الاب دمية صغيرة لطفلته, والاكثر من هذا تستطيع ان تستوعب اميركا كل يهود اسرائيل وتجعلهم مواطنين اميركيين, وترتاح من مشاكلهم! فلماذا لا تفعل ذلك؟ ما هو السر؟
بالواقع, إن قوة اسرائيل مرتبطة بقوة اميركا, واميركا العظمى تعتبر ان من اولوياتها هو تأمين أمن اسرائيل ولكي نعرف قوة إسرائيل يجب ان نعرف أولاً ما هي قوة أميركا؟
أولاً: محرك البحث جوجل وقوة اميركا الخطيرة من حيث كمية المعلومات التي تمتلكها عن الآخرين
الذي يمتلك معلومات عن الآخرين فهو يمتلك قوة هائلة, لأنه يستطيع أن يستخدم هذه المعلومات ضد الآخرين ويبيدهم أو يلحق بهم الكثير من الأذى في اي وقت يريده وعن بعد, ولكي نوضح اهمية المعلومات, نورد هنا احد الأمثلة البسيطة عن قوة المعلومات وذلك على سبيل المثال لا الحصر, فقد علم الموساد الاسرائيلي بأن وديع حداد, مؤسس حزب القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, كان لديه شغف بالشوكولاته البلجيكية التي كان من الصعب الحصول عليها انذاك في بغداد مقر اقامته, فقام خبراء الموساد بادخال مادة سامة بيولوجية تعمل ببطء إلى كمية من الشوكولاته البلجيكية، وارسلوها إلى وديع حداد بواسطة عميل عراقي رفيع المستوى لدى عودة هذا العميل من أوروبا إلى العراق, واعترفت الموساد إلى ان عملية التصفية الجسدية هذه “كانت أول عملية تصفية بيولوجية” نفذتها إسرائيل.
محرك البحث غوغول يمتلك معلومات هائلة عن الناس في كل انحاء العالم, فهو يستطيع ان يجمع ويحلل المعلومات الموجودة على كامل شبكة النت, ومنها المعلومات المتواجدة على مواقع التواصل الاجتماعية مثل الفيسبوك والتويتر والايميلات الشخصية, ويستطيع ان يربط بين هذه المعلومات, ومع اماكن تواجد اصحابها من خلال جغرافية تواجد عقد الارتباط بين نقاط الشبكة العنكبوتية, وارتباطها بالأقمار الصناعية عن طريق ال( جي بي إس) والاتصالات الخيليوية وارقام هواتفها, ويستطيع ان يستنتج معلومات اضافية منطقية من خلال تحليل وربط المعلومات المتوفرة لديه, وذلك من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الرفيعة المستوى مثل برامج التفكير (ريزونينج).
Reasoning
ولكي نعرف قوة برامج جوجل في التحليل والتفكير فيكفي ان نقول بأن وكالة المخابرات المركزية الاميركية تستعين بخدمات جوجل لانها اكثر تطورا من حيث كمية المعلومات والبرامج المتطورة في معالجتها من مثيلاتها في المخابرات الاميركية نفسها.
تتميز شركة غوغل بأبنية ضخمة من الذاكرات الالكترونية ذات السعات الخيالية, تديرها جيوش من المايكروبروسسرات, وتتحكم بها اعقد البرامج التقنية الرفيعة المستوى.
لا تستغرب عزيزي القارئ اذا قلنا لكم بأن جوجل تستطيع ان تعرف نوع الطعام الذي يأكله كل انسان على وجه الارض, وتعرف متى يغسل سرواله بعد ان يضاجع زوجته, وتعرف من هو والده حسب الهوية ومن هو والده الحقيقي الفيزيولوجي لو كان الوالد الحقيقي يحتلف عن الوالد المسجل بالهوية من خلال بصمة ال (دي ان اي).
أنا لا ابالغ عزيزي القارئ إذا قلت بأن أميركا بأمتلاكها مثل هذه المعلومات تستطيع ان تغتال كل علماء ايران وكوريا الشمالية النوويين عن بعد, وتستطيع ان تتخلص من مشكلة ايران وكوريا النووية من دون اي ضجيج؟ اما لماذا لا تفعل ذلك حتى الآن فهذا بحث اخر!؟
ولكي نقدر حجم قوة جوجل, فيكفي ان نقول بأنه اذا اجتمعت الصين وروسيا وكل اوروبا ومعهم اليابان واستثمروا كل اقتصادهم لمدة مئة عام, فلن يستطيعوا ان يحصلوا على محرك بحث بقوة جوجل, من حيث كمية المعلومات التي يمتلكها وقوة برامجه على التحليل والتفكير.
بين قوسين وبيني وبينكم بس( يقولون لنا بالاديان بأن الله العليم القدير وأن اشك بأنه يعلم عن الناس اكثر من جوجل).
وهذا الجواب كافي لكل من يقول بأن التنين الصيني قادم,أو أن الدب الروسي يريد ان يصبح قطباً نداً لأميركا في العالم؟
تاريخيا تعاظمت قوة جوجل بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر, وبسبب الحاجة لجمع وتحليل المعلومات عن الاخرين, الذين يريدون ان يأذوا الولايات المتحدة الاميركية, وقد تم الاستثمار بشكل هائل في هذا المجال مما أدى لأن يصل جوجل الى هذا المستوى المعرفي وهذه الكمية من المعلومات الهائلة والمخيفة, (وهذه هي احدى فضائل بن لادن علينا) بين قوسين طبعاً.
أميركا الأن اكثر خطرا بمليون مرة من قبل احداث سبتمبر, وذلك بسبب حجم المعلمومات التي تعرفها عن الاخرين….!! لقد كنا كلنا سعداء بخدمة الاميل المجانية, وكنا نقول هذا رائع لأننا نستطيع ان نتراسل مجاناً من دون دفع اي فلس وبثوان تصل الرسالة, وكلنا كنا سعداء بخدمة الفيسبوك والتويتر, وزودناهم بالكثير من معلوماتنا الشخصية, وكلنا ابتهجنا بمنحنا بضعة جيجا بايت تخزين مجانية,… ولكنهم هم كانوا يعرفون بأن هذه المعلومات في المستقبل ستكون قيمتها لا تقدر بثمن, لقد تم وصل الانترنت الى ابعد قرية نائية بأفريقيا وقبل ان تصل اليها الغذاء والكهرباء؟؟
ولكن بنهاية الامر يظل الانترنت وسيلة ثقافية ومعرفية, ووسيلة تواصل لا غنى عنها, وفوائدها ليس لها حصر, ولكن هذه الفوائد لم تكن مجانية فقد دفعنا الثمن من خصوصيتنا واستقلاليتنا وامننا.
ثانياً: قوة الدولار المالية
كلنا نعرف بأن العملة الوحيدة بالعالم هي الدولار اما باقي الاوراق النقدية بالعالم فهي عبارة عن نوتات بنكية للإستخدام المحلي فقط لا غير, ولكي نعرف قوة الدولار فيكفي ان نقول بأنه لو اجتمعت الصين وروسيا واوروبا لمدة مئة عام للإستثمار في إصدار عملة منافسة للدولار فلن يستطيعوا.
ثالثاً: القوة الصناعية والتكنولوجية والعسكرية
القوة الصناعية والتكنولوجية والعسكرية للولايات المتحدة الاميركية تسبق بقية العالم مجتمعين بأكثر من مئة عام.
الآن لماذا امن اسرائيل الدولة الصغيرة والغير هامة هو مسألة استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية؟
نحن نعتقد انه إذا كان اللوبي اليهودي في اميركا, الذي يؤمن بإلتوراة وبأن اسرائيل هي وطن قومي للشعب اليهودي, مسيطر على شركة جوجل الرهيبة فقط, والتي توازي قوتها قوة العالم لمئة عام, فأن هذا اللوبي ومن منطلق السيطرة والقوة يستطيع ان يجعل من امن اسرائيل مسألة استراتيجية واهم من امن حتى اميركا نفسها!؟ ونحن نعرف بأن العائلات اليهودية في اميركا تمتلك الغالبية العظمى من اسهم شركة جوجل وتسيطر عليها!؟
وإذا كان اللوبي اليهودي في اميركا, الذي يؤمن بإلتوراة وبأن اسرائيل هي وطن قومي للشعب اليهودي, مسيطر على أسهم البنك المركزي الاميركي الذي يصدر النوتات البنكية للدولار الاميركي فقط, والتي توازي قوتها المالية القوة الاقتصادية للعالم بأكمله لمئة عام, فأن هذا اللوبي ومن منطلق القوة والهيمنة يستطيع ان يجعل من امن اسرائيل مسألة استراتيجية واهم حتى من امن اميركا نفسها!؟ ونحن نعرف بأن البنك المركزي الاميركي الذي يطبع الدولارات هو قطاع خاص تملكه العائلات اليهودية في اميركا !؟
ومن المعروف أيضاً بأن العائلات اليهودية تسيطر على اهم الصناعات التكنولوجية والصناعات العسكرية والبنتاغون.
سنكتفي بهذه الاصناف الثلاثة للقوة التي تتحكم بها إسرائيل عن طريق اللوبي اليهودي الاميركي, ولن نتلكم عن قوة اللوبي اليهودي في بقية بقاع العالم من اوروبا وروسيا واستراليا وبريطانيا, وعن سيطرة اللوبي اليهودي على وسائط الاتصال العالمية والميديا بكل انواعها, ولن نتكلم عن قوة اسرائيل الذاتية الصناعية والتكنولوجية والعسكرية وعن قوة نظامها الديمقراطي.
من هنا نستنتج بأن اللوبي اليهودي في اميركا يملك قوة هائلة, وعلى الاقل فإن هذه القوة تقدر بقوة موازية لقوة العالم مجتمعة ل 300 عام قادمة, وبفضل هذه القوة استطاعت هذه الجالية من ان تجعل من امن اسرائيل يعلو استراتيجياً على امن الولايات المتحدة الاميركية نفسها, وهذا يفسر لماذا وقف اعضاء الكونغرس الاميركي ومجلس الشيوخ و معهم الرئيس الاميركي أوباما وهم يصفقون لخطاب بنيامين نتنياهو اكثر من ثلاثين مرة, في طريقة مهينة ومشابهة لتصفيق اعضاء مجلس الشعب السوري الصوري للديكتاتور المجرم بشار الاسد؟ لقد كان واضحاً وجلياُ بأن قوة نتنياهو هي اكبر من قوة رئيس اميركا واعضاء الكونغرس الاميركي والشيوخ مجتعمين!؟
وهذا بالتالي يفسر لماذا امن اسرائيل هو اهم من اقتصاد مليار ونصف مسلم, ونحن لا نبالغ اذا قلنا لو اراد من يملك قوة جوجل والدولار والتكنولوجيا أن يجعل من الصين وطن قومي لليهود ويطرد ويهجر مليار ونصف من شعب الصين من اجل امن دولة اليهود لاستطاع ذلك, فقد كانت الامبراطورية البريطانية بعظمتها والتي لا تغيب عنها الشمس, عندما خنعت للقوة الاميركية الصاعدة وسلمتها التحكم بالعالم ورضيت بان تصبح دولة عادية مثل بقية الدول تدور في فلك القوة الاميركية, ومن يظن بأن العالم كان ثنائي الأقطاب فهو مخظئ فالعالم احادي القطب منذ الحرب العالمية الثانية.
نعم من مصلحة أمن اسرائيل ان يحكم سوريا ديكتاتوراً يبدد مقدراتها ويبقيها متخلفة مثل حكم عائلة الأسد الإجرامية, أو أن تكون سوريا ضعيفة ومجزئة طائفياً!؟ .
وان تكون مصر ضعيفة ومجزئة!؟
وان يكون العراق وايران وتركيا ضعيفة ومجزئة!؟
وهذا ليس سراً ولا يوجد هناك مؤامرة, وهذا هدف استراتيجي لإسرائيل تجاه دول تعاديها بالاساس, فهل نلومها على ذلك؟
نعم إسرائيل لديها قوة هائلة كما رأينا, ولكن بالجهة المقابلة لدينا نحن الكثير من نقاط الضعف التي تسهل على اسرائيل مهمتها, وأهم نقاط ضعفنا هي:
أولاُ الأحزاب الدينية الإسلامية مثل الاخوان المسلمين والسلفيين والجهاديين وغيرهم, والتي من السهل اختراق مثل هذه الجماعات الدينية وتمويلها واستخدامها لتفتيتنا والهائنا بقضايا غيبية بدل من الاهتمام بالتنمية والازدهار الاقتصادي, وهذا بالنهاية يحقق اهداف اسرائيل الاستراتيجية, ونحن نشك بأن اسرائيل هي التي تمول (بطرق مباشرة او غير مباشرة) كل الجماعات الاسلامية واذا كان وضعهم غير ذلك فليرونا مصادر تمويلهم.
ثانياً: الاحزاب الدينية اليسارية والتي لا تختلف بشئ عن مثيلتها الدينية السماوية, وايضا من السهل اختراقها وتمويلها, ونلاحظ بأن اسرائيل تسعى لخلق توازن بين قوى الديانتين الاسلامية واليسارية لكي تبقى بصراع فيما بينها مما يحرم البلاد العربية من التوجه الى الدولة العلمانية الحرة وتطوير اقتصادها وتأمين رفاهية شعبها, وبذلك تضمن بقاء بلداننا في تناحر عقائدي ويبقيها ضعيفة وهذا يحقق مصالح اسرائيل بأبخس الأثمان.
ثالثاً: الانظمة العربية الاستبدادية والتي تعتبر بأن تطور البلاد وإزدهار العلم والمعرفة يصعب عليها مهمتها باستعباد شعوبها وقيادتهم كالقطيع, ومن مصلحة الانظمة العربية ابقاء شعوبنا فقيرة وضعيفة, وهذا يلتقي تماما مع مصلحة اسرائيل, وهذا يفسر دعم اسرائيل للأنظمة العربية الاستبدادية, والطغاة العرب من امثال الاسد والقذافي وصدام, ومثل هؤلاء الطغاة مستعدون لتدمير بلادهم وشعوبها فيما اذا طالبوا بالحرية, فهل تريد اسرائيل اكثر من هذا من الحكام العرب؟
لقد تخلص الاوروبيون من مشاكل معتقداتهم بفصل الدين عن السياسة, ولم يبق الا الشرق الاوسط يتخبط بدياناته على اختلافها التوحيدية السماوية واليسارية والقومية.
قال موشيه العاد، المحاضر الإسرائيلي في الكلية الأكاديمية للجليل الغربي، إن ما أسماه بـ”فاتورة” الربيع العربي حققت إنجازات استراتيجية لإسرائيل عجزت عن تحقيقها على مدار عقود.
… وقال العاد إن هذه الانجازات تمثلت في تحقيق أهم هدف سعت إليه إسرائيل وهو تدمير سوريا التي تعد القوة العربية الأولى المعادية لها.
وقال العاد حرفياً: “سوريا التي كانت دومًا عدو شرس لنا منذ عقود تنزف وتتفكك وتفقد قوتها العسكرية، وكل ذلك دون أن تضطر إسرائيل إلى إطلاق رصاصة واحدة عليها”.
وأضاف: “صحيح أننا لا نعلم ما هو النظام الذي سيحل محل نظام بشار الأسد الذي فقد شرعيته، لكن حتى لو كان النظام الجديد معاديًا لنا، فإن التهديد الاستراتيجي السوري المباشر ضدنا سيزول ولفترة طويلة، خصوصًا أن أي نظام سوري جديد يواجهة تحديات داخلية صعبة تمنعه من التفرغ لمعاداة إسرائيل”.
لقد كثر الحديث في الاونة الاخيرة عن نظرية مؤامرة جديدة, وهي مؤامرة ولوج الجيل الرابع من الحروب عن طريق افشال الدول, حيث ينقل عن البروفيسور ماكس مانوارينج الأستاذ الباحث فى الاستراتيجية العسكرية، الذى خدم فى المخابرات العسكرية الأمريكية وفى قيادة الجيش الأمريكى، أنه تحدث عن انتهاء الحروب بشكلها التقليدى التى كانت تعبُر فيها الجيوش النظامية إلى الدول المعادية للسيطرة عليها أو على جزء منها، مشيرا إلى أنه خلال العقدين الأخيرين، انتشر نوع جديد من الحروب يسمى «الجيل الرابع من الحروب غير المتماثلة»، يتمثل فى إنهاك وتآكل إرادة الدولة المستهدَفة ببطء وبثبات من أجل اكتساب النفوذ وإرغامها على تنفيذ إرادة أعدائها فى النهاية.
وأوضح مانوارينج أن «الهدف من هذه الحرب ليس تحطيم مؤسسة عسكرية، ولا القضاء على قدرة أمة، بل الهدف هو الإنهاك والتآكل ببطء، لكن بثبات يُرغم العدو على تنفيذ إرادتك. إذن، الغاية هى التحكم فى العدو، والقاسم المشترك فى كل هذا هو «زعزعة الاستقرار»، وقوات تنفيذ هذا المخطط ليس كل أعضائها رجالا، بل بينهم نساء وأطفال».
ويرى رجل المخابرات هذا، أن زعزعة الاستقرار فى الغالب تكون بوسائل حميدة إلى حد ما، مثل أن ينفذها مواطنون من الدولة العدو. باختصار، إيجاد دولة فاشلة، وأول ملامحها هو إيجاد أماكن داخل حدود العدو ليس له سيادة عليها، عن طريق دعم مجموعات محاربة وعنيفة للسيطرة على هذه الأماكن، وتنتهى بتحويل الدولة إلى «دولة فاشلة».
وتعليقنا على البروفيسور مانوارينج بأن الطغاة العرب يمارسون على بلدانهم هثل هذه الحروب لافشالها منذ مئات السنين, وهدفهم من هذا هو تسهيل قيادتهم لشعوبهم ومعاملتهم كالقطيع, والطغاة العرب يستطيعون ان يحاضروا عليكم بافضل الاساليب والطرق لافشال الدول.
وبجميع الاحوال, فأن الجيل الرابع من حروب افشال الدول يتفق مع ماقلناه عن جوجل واهمية امتلاك المعلومات…. وفقط عن طريق إمتلاك المعلومات عن الاخرين تستطيع ان تنتصر في حروب افشال الدول, اي ان هذه النظرية تتفق مع ما ذكرناه عن خطورة وقوة جوجل, فالمعلومات التي بحوزة جوجل تستطيع ان تجعل من الصين وروسيا وايران دولاً فاشلة من دون ان تكلفها الكثير وليس فقط تحويل دولنا العربية, الى دول فاشلة.
مما سبق نستنتج بأن هناك من يملك قوة هائلة تقدر بمجوع قوة العالم بأكمله لمئات السنين, اي لاحفاد احفاد احفادنا لعشرة اجيال قادمة, وهؤلاء الاقوياء لديهم مصلحة ببقاء إسرائيل وامن اسرائيل, ولقد فهم هذا من قبل الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة, ومن بعده الرئيس المصري الوطني محمد أنور السادات, وقد قال جملته الشهيرة” 99 % من الحل بيد أميركا وأنا ما اقدرش احارب أميركا”, وبذكائه هذا خلص الشعب المصري الفقير من عبأ مقاومة اسرائيل بين قوسين(اميركا), لكي تعيد إسرائيل هذا العبأ من جديد عن طريق جماعة الاخوان المسلمين في مصر, والاخوان المسلمون هم نقطة الضعف في البلدان العربية والتي تجيد اسرائيل التلاعب بها وتمويلها.
ما هو الحل:
برأينا الشخصي لا يوجد حل غير الوصول الى سلام مع اسرائيل, وأن نقنع اسرائيل بأننا نريد ان نعيش معها بسلام, فربما تتوقف عن حروب افشال دولنا بواسطة الطغاة العرب والاسلاميين واليساريين والقوميين, فربما تقتنع بأننا نريد السلام, ونستطيع بعد ذلك ان نبني اوطاننا بتبني دساتير حضارية واقتصاد حر تنافسي كما فعلت كوريا الجنوبية واليابان وسنغافورة والكثير من بلدان العالم.
من الطرق التي يمكن ان نقنع بها إسرائيل بأنها بآمان, ان نقوم في سوريا ومصر بتسريح الجيش وعدم شراء اي اسلحة, سوى الاسلحة البسيطة ذات الأهداف الشرطية والامن الداخلي وضبط الحدود فقط لاغير,… فمن جهة نطمأن اسرائيل على انها بأمان ومن جهة اخرى نوفر الكثير من الاموال التي نستطيع استثمارها من اجل تطوير اقتصادنا ورفاهية شعبنا الفقير, ولقد قمنا بطرح افكار كثيرة لتطمين اسرائيل في مقالنا :” سورية بعد الثورة (رفع دخل الفرد الى 20 الف دولار)؟ “, حيث اقترحنا ان نخطو خطوة ابعد من التطبيع مع اسرائيل وذلك عن طريق ايجاد وحدة اقتصادية معها مماثلة للوحدة الاوروبية.
هذا هو الحل الوحيد العملي الذي نراه, اما باقي ما تبقى من حلول فستؤدي الى ابقاء شعوبنا تحت كاهل الفقر والجهل والخوف, واذا كنا قد فقدنا القدس فهل من المنطقي ان نفقد دمشق والقاهرة وبغداد لمئات السنين؟ وبرأينا الشخصي فان القدس حرة اكثر بكثير من دمشق وبغداد والقاهرة وكل المدن العربية مجتمعة, بدليل ان دخل الفرد الفلسطيني بالقدس يوازي اضعاف دخل الفرد في بغداد ودمشق والقاهرة مجمتمعين.
هوامش:
سورية بعد الثورة (رفع دخل الفرد الى 20 الف دولار)؟
عشرة سنوات والعراق يملك جيشاً رمزياً لا يهش ولا ينش
واسلحته مجرد خردة لا تصلح حتى لصيد الطيور
واعضاء من البرلمان يزورون اسرائيل اضافة الى علاقات الثانية مع
شمال العراق اقليم كردستان.
اذن اسرائيل مطمئنة ولا خوف عليها من العراق.
وفرنا كثير من الاموال والعراق يفتقد كل شيء
هل نفع هذا الحل؟
لماذا كل من اراد ان يرمي اسرائيل في البحر حصل على السلطة؟
هل هي مصادفة؟
وهل كان شاه ايران يريد ان يرمي اسرائيل في البحر؟
لماذا جاء من يريد ان يرميها؟
وهل اميركا واسرائيل بحاجة الى غوغل للتجسس وجمع المعلومات للسيطرة علينا؟
ربما يحتاجونه لشعوب اخرى تبدع وتنتج.
باختصار الحل الوحيد هو كيفية تمكين ذوو العقول النيرة والكفاءات
في امساك زمام السلطة في بلداننا لفترة معينة اي فترة تأهيل للشعب
يتم فيها صياغة دستور راقي و وضع اسس نظام مؤسسات
وتوعية الشعب على الحقوق والواجبات والحرية والكرامة.
وبعدها ندخل في الانتخابات وبناء الديموقراطية الصحيحة.
ليس صحيحاَ تسريح المريض من المستشفى بدون فترة نقاهة وتأهيل.
انظر الى العراق وتونس وليبيا ومصر واليمن
لماذا حُرِمت شعوبنا من فترة التأهيل هذه؟
لماذا الذي اجرى العملية سرّح المريض من المستشفى مباشرة؟
شعوبنا ليست بصدد منافسة احد على الاقتصاد والتكنولوجيا
نحن بصدد ان نعيش حياة طبيعية لا اكثر
هل هذا صعب؟
تحياتي
الزميل والكاتب العزيز رعد موسيس
اشكرك على هذا التعليق والذي يدل على طيبتك ووطنيتك..وبعد
بالنسبة لموصوع زيارة اعضاء البرلمان العراقي لإسرائيل فليست لها وزن سياسي وانما هدفها مصالح شخصية للنائب الذي زار اسرائيل,.. وما قصدناه هو ان يكون السلام مع اسرائيل هدف استراتيجي يتم اقراره في الدستور ويصوت عليه الشعب ويكون خيار للشعب,…. فكما تعلمون بان اسرائيل قامت بصلح مع مصر والاردن ولكن لم يجر اي تطبيع وهذا لن يرضي اسرائيل..
المقصود بالاقتصاد التنافسي ليس منافسة الدول الاخري, فلا يمكنك ان تنتج حتى البندورة اذا لم تكن اسعارها تنافسية, والسلع الغير تنافسية لا يشتريها احد, لأن المستهلك سيشتري المنتجات الافضل والارخص, ولا يشتري المنتجات الاغلى والاسوأ…..
اما بالنسبة لموضوع فترة النقاهة فقد تحاورت مع الاستاذ عبدالقادر انيس وكتبت مقال من جزأيين بعنوان: اليساريون العرب ومشكلة البيضة والدجاجة, اثبت بها بأن فترة النقاهة تبدأ بتحسين وضع الناس الاقتصادي لكي يستطيعوا ان يحسنوا وضعهم الثقافي
كل المودة