Eiad Charbaji
Ola Malas.
ترددت لأيام قبل أن أنشر هذا التعليق الذي ورد على إحدى حلقات برنامج “كريزي” الذي تعدّه وتقدّمه زوجتي علا ملص، فأنتم تعلمون حساسية هذه المواضيع في ثقافتنا، لكن رغبت أن أطلعكم على بعض ما نعاني منه بشكل يومي من أدعياء الفضيلة.
بسوء نية أو حسن نية، باسم الأمر بالمعروف أو النصيحة، يمنح كثير من شبابنا لنفسه الحق بالتدخل بحياة الآخرين، ويصرّون على اظهار الزاوية الحيوانية الغريزية في شخصياتهم وأفكارهم، ويجهدون في اثبات أنهم ليسوا سوى ذباب يحومون حول الحلوى.!!
يريدون أن يغلفوا المرأة ويحجبونها عن الأنظار، ويخفون ما خلقه الله عليها ولا يدّ لها فيه، ويضعون الذنب عليها هي، فقط لأنهم لا يستطيعون السيطرة على غرائزهم ولا يرون المرأة إلا من هذه الزاوية، مع أنهم مأمورون بغض البصر بحسب مفاهيمهم، ويدعون الفضيلة والأخلاق، لكنهم من الداخل ليسوا سوى ذئاب شهوانية متنقلة، تتخفى تحت عبارات الفضيلة والنصيحة والامر بالمعروف.
هذا واحد من بين مئات التعليقات المشابهة، شي يتهم علا بالتخلي عن شرفها لأنها تخلت عن الحجاب (مع انها مؤمنة وتقيم
بالطاعات وتختلف مع معظم افكاري)، شي وحدة بتبعتلها إنو الله زعلان منك ولازم تراضيه، شي بيتهمها أنها تغرر عن قصد بأخلاق الفتيات المسلمات كونها محبوبة من قبلهم، شي بيدعوها بالتعليقات للعودة للحجاب، ثم يرسل لها على الخاص يعرض عليها المساعدة..!! شي بيحكي معي إنو كيف عمتعرض زوجتك هيك بلا شرف.؟ كل ذلك لأن علا تمارس عملها كإعلامية، وتقدم برنامجاً محترماً ويطرح قضايا جادة، وطيلة عملها في حقل الصحافة والاعلام الذي يمتد لـ 15 عاماً، لم تفعل أي شيء تخجل به، بل على العكس، كان مجمل عملها الصحفي منصباً على مناصرة حقوق الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة والمستضعفين، وكل من يعرفها بالاسم قبل الثورة يعرف برنامجها الإذاعي (كريزي) الذي كان يناقش قضايا الشباب والطلاب، وكل من يعرفها شخصياً يعرف أنها فتاة متزنة وفاهمة وعالية الثقافة ومنشغلة بالامور الكبيرة، وهي على عكس كثير من الفتيات لا تلتفت أبداً لمعايير الزينة والتجمّل، ولعل هذا تحديداً كان سبب ارتباطي بها قبل أكثر من 10 سنوات.
على أية حال، من سوء -وربما من حسن الأقدار- أن حلقة كريزي الجديدة غداً تتحدث تحديداً عن موضوع “التحرش” وتتناول بالتفصيل مثل هذه الشخصيات المتناقضة والمريضة.
مواضيع ذات صلة: أنا الصحفية السوريّة علا ملص، أبيّن ما يلي: